|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
العفو عند المقدرة .. أخلاق الإسلام وشيم الكرام
العفو عند المقدرة .. أخلاق الإسلام وشيم الكرام العفو عند المقدرة في الإسلام من أرقى الأخلاق وأرفعها وتظهر الجمال المصاحب لأخلاق الإيمان وعلو كعب صاحب العفو وقوة إيمانه ، فالعفو والتسامح سمتان هامتان من سمات المؤمن القوي ودلالة على نبل أخلاقه، وفيه استجابة لأمر الله عز وجل الذي أمرنا بالصفح والمغفرة. وللعفو عند المقدرة أهمية كبيرة وأثر عظيم، حيث يقول تعالى: { فاصفح الصفح الجميل} (الحجر :85) فالصفح والعفو والتسامح صفات هامة جدا لكل أفراد الأسرة المسلمة، وقد كثرت الآيات والأحاديث في مدح هذه الصفة التي ترتبط بقوة المسلم وليس بضعفه كما يعتقد البعض. وتحثنا أيات كتاب الله وسنة نبيه الكريم على هذه الصفة الحميدة، قال تعالى: { وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ } ( آل عمران: 134) . وقال تعالى: {وَإنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” ( التغابن :14). فالعفو عند المقدرة من مبادئ الأخلاق الكريمة التي يدعو إليها الإسلام، بل هي أعظمها شأناً لأن العفو من شيم الرجال الكرام حيث يقول تعالى: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} (الأعراف: 199)، ويقول سبحانه: { وأن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم } (البقرة:237). وقال عز وجل : {وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (فصِّلت 35:34) والعفو عند المقدرة هي شيمة من شيم الأنبياء فهذا يوسف عليه السلام عفا عن إخوته الذين رموه في البئر وأبعدوه عن أبيه { قَال لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [يوسف: 92] ولنا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد صفح عن قريش عندما مكنه الله منهم فعن عن جرير بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” الطلقاء من قريش، والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة، والمهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة” (إسناده صحيح يشرط مسلم ) فالطلقاء من قريش: هم الذين خلى عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وأطلقهم، فلم يسترقهم، ومفرده طليق وهو الأسير إذا أطلق سبيله. وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فابتدأته: فأخذت بيده فقلت: يا رسول الله، أخبرني بفواصل الأعمال. فقال: “يا عقبة صل من قطعك واعط من حرمك واعرض عمن ظلمك” (مسند أحمد) ما المقصود بالعفو عند المقدرة؟ العفو هو التجاوز عن الذنب ويكون عندما يتم ترك العقاب عليه مع المقدرة، فإن من الأخلاق العظيمة التي تعز صاحبها هي العفو عند المقدرة، أي العفو عن المسيء في حال القدرة على معاقبته، فإذا كانت المعاقبة هي جوهر العدل بينما العفو يكون قمة الفضل، وإن هذا الخلق الكريم هو الذي حث عليه القرآن الكريم فقال تعالى : {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}(الحجر:85). والعفو لغة: مصدر عَفَا يَعْفُو عَفْوًا، فهو عافٍ وعَفُوٌّ، والعَفْوُ هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه، وأصله المـحو والطمس، وعفوتُ عن الحق أي أسقطته، كأنك محوته عن الذي عليه. وقال الخليل بن أحمد الفراهيدي: “وكلُّ مَن استحقَّ عُقوبةً فتركْتَه فقد عفوتَ عنه”. والصفح أعلى درجة من العفو والمسامحة. الغُفْرَان أو المَغْفِرَة: هو إسقاط العقوبة والمؤاخذة ولكنه يزيد عن الصفح بأن الغفران يوجب الثواب للمغفور له وثوابه بأن يستر أو يخفى ذنبه. أما المعنى الكنائي الوارد في مقولة العفو عند المقدرة من شيم الكرام لأن هؤلاء هم الذين بلغوا حد اليقين في فهم الحياة ومعرفة طرقها وابتلاءاتها . وهو مؤشر على سمو القيمة الإنسانية العليا التي ينبغي أن نتحلى بها عند قدرتنا على ظلم الآخرين . فمن يخطئ ويعترف بخطئه، فإنه يستحق أن ينال المغفرة والصفح عنه. دروس وعبر في العفو عند المقدرة هناك قصص كثيرة عن العفو وهي الصفة التي اتصف بها الأنبياء والكثير من السلف الصالح باعتبارهم القدوة الصالحة والأسوة الحسنة لجميع الناس الذين اقتدوا بهم فيما بعد وتمثلوا بسيرتهم الجليلة، التي نوّرت صفحات التاريخ الانساني..وهذه بعض القصص والدروس والعبر:
يعتقد الكثير من الناس أن التسامح هو نوع من الضعف والانكسار بظنهم أن عدم تلقين الآخر درسا قد يجعله يتطاول عليهم فيعيد الكرة ما أن تسمح له الفرصة. لكن الحقيقة أن تسامح الآخر معناه أن تقدر ظرفه، أن تلتمس له الأعذار، أن تعي أن الآخر لم يكن أبدا عدوا لك لأن عدوك الحقيقي هو السوء الذي يقر في نفسك. التسامح معناه أن تضع حدا للسوء، على الأقل من ناحيتك، أن تركز تفكيرك على الأمور التي تعنيك حقا عوض الانشغال بمراجعة الأحداث وإشعال نار الغضب والفتنة والانتقام بداخلك. وبهذا يكون التسامح طريقة لمداراة الألم وأسلوبا لمعالجة الغضب ووضع حد للثأر والأكثر من ذلك أنه نوع من النضج الفكري الذي به تتغير نظرة الإنسان للحياة. وبهذا ينتقل التفكير من مجابهة الخلق، إلى إرضاء الخالق. بين الاقتصاص والعفو لا شك أن النفوس تضعف عند بسط الانتقام بسبب غليان الغضب بين حنايا الصدور، ومع تصاعد أحاديث المجالس والمقاهي ورسائل الهواتف يتصاعد دخان نار الانتقام والثأر، وفي هذا الوقت يظهر المؤمن الحليم والعاقل الصبور حقّا، فلا يعرف الحليم إلا عند الغضب، ولا الصبور إلا عند الابتلاء، ولا العفوُّ إلا عند المقدرة. ولا يعني العفو عند المقدرة تحريم العقوبة ولا ذمُ الاقتصاص، يقول الله عز وجل: {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم *ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} (الشورى : 41 – 43) فطلب الاقتصاص من الظالم حق عادل للمظلوم كفِله له الإسلام، ولكن من أراد المراتب العالية فليتسلح بالصبر والمغفرة { إن ذلك لمن عزم الأمور} وهذه الآية عامة في كل حقوق العباد سواء في المال أو العرض أو الدم، ولا يخلو مؤمن من حقوق له أو عليه فيما بينه وبين عباد الله. والمؤمن يبتلى في الدنيا بأمور كثيرة، وما الدنيا إلا دار تمحيص وامتحان. 1- العفو عند المقدرة ، خليل محمود الصمادي، العبيكان للنشر 2010 2- من الفوائد العظيمة العفو عند المقدرة- عبد الفتاح آدم المقدشي 3- فوائد العفو والصفح- موسوعة الأخلاق الإسلامية، المكتبة الشاملة 4- خطبة العفو عند المقدرة من شيم الكرام- الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد 5- العفو عند المقدرة - د. فهد عبد الرحمن السويدان 6- أحاديث وقصص عن الحلم والعفو عند الغضب - الشيخ ندا أبو أحمد
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |