تخريج حديث: الأذنان من الرأس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سُنّة: كفّ الجلوس في الطرقات. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          بين فتح مكة وعاشوراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          معاقل الوحي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صيام عاشوراء وتكفير ذنوب سنة كاملة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          عاشوراء من مسند أحمد وصحيح ابن حبان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          سوانح تدبرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 3280 )           »          ماذا تفعل في المطبّات الهوائية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          عصر الجمعة، ميقات الأنوار ونفحات الأبرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          سُنّة: التبسم في وجه المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إنه يوم الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الاحاديث الضعيفة والموضوعة ملتقى يختص بعرض الاحاديث الضعيفة والموضوعه من باب المعرفة والعلم وحتى لا يتم تداولها بين العامة والمنتديات الا بعد ذكر صحة وسند الحديث

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #3  
قديم 15-09-2023, 08:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,068
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تخريج حديث: الأذنان من الرأس



قلت: قد أجاب الشيخ شعيب الأرناؤوط على الشيخ الألباني، فقال في «تحقيق المسند» (36/ 558، 559): «قال الشيخ الألباني رحمه الله عقب إيراده له في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (36): وهذا سند صحيح، رجالهم كلهم ثقات، ولا أعلم له علة.

قلنا: نعم إسناده صحيح، لكن قوله: «الأذنان من الرأس» مما نجزم أنه زيادة أقحمها بعض النساخ في متن الحديث، فراجت على الشيخ وظنها منه، وليس الأمر كذلك، فقد أخرجه ابن أبي شيبة (1/27)، وأبو داود (141)، وابن ماجه (408)، من طريق وكيع بن الجراح، بهذا الإسناد، لكن دون قوله: «الأذنان من الرأس».

وكذا أخرجه الطيالسي (2725)، وابن أبي شيبة (1 /27)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (7 /201)، وأحمد بن حنبل في «المسند» (2012) و (2887) و (3296)، وابن الجارود في «المنتقى» (77)، والنسائي في «الكبرى» (97)، والحاكم (1 /148)، والبيهقي (1 /49)، والمزي في «تهذيب الكمال» (23 /333، 334)، من طرق، عن ابن أبي ذئب، به. وليس في حديثهم جميعًا هذه الزيادة.

ومما يدل على صحة ما ذهبنا إليه ويقويه، أن الحافظ الهيثمي لم يورده في «مجمع الزوائد»، مع أنه على شرطه، ثم إن من اعتنى بتخريج هذا الحديث؛ كالحافظين الزيلعي، وابن حجر العسقلاني، وغيرهما، لم يذكرا الحديث من هذه الطريق، وهم القوم يُفزع إليهم عند المعضلات؛ فتبين من خلال ما ذكرناه أن هذه الزيادة مما أضافها النساخ إلى الحديث في رواية الطبراني، وأنها لم ترد مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم من طريق يحتج به»اهـ.

قلت: هو كما قال رحمه الله.

الطريق الثالث: مدارها على عطاء.
أخرجه ابن عدي في «الكامل» (1/ 430)، والدارقطني في «السنن» (341)، والمخلص (1232)، والبيهقي في «الخلافيات» (181)، وابن الجوزي في «التحقيق» (143)، من طريق أحمد بن بكر أبي سعيد البالسي، عن محمد بن مصعب القرقساني، عن إسرائيل، عن جابر الجعفي، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمَضْمِضْ، وَلْيَسْتَنْشِقْ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قلت: هذا إسناد ساقط.

أحمد بن بكر البالسي.
قال ابن حبان في «الثقات» (8/ 51): «كان يخطئ».

وقال ابن عدي في «الكامل» (1/ 430): «قال لنا عبد الملك بن محمد: أحمد بن بكر بن أبي فضل البالسي، روى أحاديث مناكير عن الثقات» اهـ.

وذكره ابن الجوزي في «الضعفاء والمتروكين» (158)، وكذا الذهبي في «الميزان» (1/ 116)، وقالا: «قال أبو الفتح الأزدي: كان يضع الحديث».

وأورد له الهيثمي في «المجمع» حديثًا (2/ 176)، وقال: «قال الأزدي: كان يضع الحديث».

ومحمد بن مصعب القرقساني.
قال عبد الله بن أحمد في «العلل» (3840): «سألت أبي عن محمد بن مصعب القرقساني، فقال: لا بأس به، وحدثنا عنه بأحاديث كثيرة».

وقال أيضًا (3829): «سألت يحيى عن محمد بن مصعب القرقساني، فقال لي: ليس بشيء، وقال: كان لي رفيقًا، وكان صاحب غزو كثير، فحدثنا يومًا عن أبي الأشهب، عن أبي رجاء، عن عمران بن حصين، أنه كره بيع السلاح في الفتنة، قال يحيى: فقلت: أنَّا لمحمد بن مصعب هذا، يروونه عن أبي رجاء قوله؟ فقال: هكذا سمعته، ثم قال لي يحيى: لم يكن من أصحاب الحديث» اهـ.

وقال عبد الله أيضًا (1142): «سمعت يحيى بن معين يقول: لم يكن محمد بن مصعب من أصحاب الحديث، كان مغفلًا حدث عنه أبي الأشهب عن أبي رجاء عن عمران بن حصين كره بيع السلاح في الفتنة، وإنما هو كلام أبي رجاء»اهـ.

وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (1/ 239): «كان يحيى بن معين سيئ الرأي فيه».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (8/ 103): «سألت أبي عنه، فقال: ليس بقوي.

سألت أبا زرعة عن محمد بن مصعب القرقساني، فقال: صدوق في الحديث، ولكنه حدث بأحاديث منكرة. قلت: فليس هذا مما يضعفه؟ قال: نظن أنه غلط فيها.

سألت أبي عنه، فقال: ضعيف الحديث، قلت له: إن أبا زرعة قال كذا، وحكيت له كلامه، فقال: ليس هو عندي كذا، ضُعِّف لما حدث بهذه المناكير»اهـ.

وجابر الجعفي.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (2/ 210): «تركه عبد الرحمن بن مهدي.
قال لي بيان: سمعت يحيى بن سعيد يقول: تركنا جابرًا قبل أن يقدم علينا الثوري.

وقال لي أبو سعيد الحداد: سمعت يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: قال الشعبي: يا جابر، لا تموت حتى تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال إسماعيل: فما مضى الأيام والليالي، حتى اتُّهم بالكذب»اهـ.


وفي جابر كلام كثير.
قال ابن عدي عقب الحديث: «وهذا الحديث لا يعرف إلا بأحمد بن بكر».
قلت: بل توبع.

فقد أخرجه الدارقطني في «سننه» (342)، من طريق علي بن عمر بن الحسن التميمي، قال: حدثنا حسن بن علي الصفار، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، عن حسن بن صالح، عن جابر، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله سواء، إلا أنه قال: «وَلْيَسْتَنْثِرْ».

علي بن عمر بن الحسن التميمي، وحسن بن علي الصفار، مجهولان، ليست لهما ترجمة.

ومصعب بن المقدام، صدوق له أوهام.

وأخرجه (343)، من طريق علي بن يونس، عن إبراهيم بن طهمان، عن جابر، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ مِنَ الْوُضُوءِ الَّذِي لَا يَتِمُّ الْوُضُوءُ إِلَّا بِهِمَا، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قلت: علي بن يونس البلخي، قال العقيلي في «الضعفاء» (4/ 284): «لا يتابع على حديثه».

قال الدارقطني عقب هذا الطريق: «جابر ضعيف، وقد اختلف عنه فأرسله الحكم بن عبد الله أبو مطيع، عن إبراهيم بن طهمان، عن جابر، عن عطاء، وهو أشبه بالصواب»اهـ.

ثم أخرجه (344)، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا أبو مطيع الخراساني، عن إبراهيم بن طهمان، عن جابر، عن عطاء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ مِنْ وَظِيفَةِ الْوُضُوءِ، لَا يَتِمُّ الْوُضُوءُ إِلَّا بِهِمَا، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

محمد بن القاسم بن زكريا.
قال الذهبي في «الميزان» (4/ 245): «تُكلم فيه».

وعباد بن يعقوب الرواجني أبو سعيد.

قال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 163): «كان رافضيًّا داعية إلى الرفض، ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير، فاستحق الترك».

وقال ابن عدي في «الكامل» (7/ 288): «عباد بن يعقوب معروف في أهل الكوفة، وفيه غلو فيما فيه من التشيع، وروى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت وفي مثالب غيرهم»اهـ.

وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق رافضي، حديثه في البخاري مقرون، بالغ ابن حبان فقال: يستحق الترك».

وأبو مطيع الخراساني؛ هو الحكم بن عبد الله.
قال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (3/ 121، 122): «أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، فيما كتب إليَّ، قال: سألت أبي عن الحكم بن عبد الله أبي مطيع البلخي، قال: لا ينبغي أن يُروى عنه.

قرئ على العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين، أنه قال: أبو مطيع الخراساني ليس بشيء.

سألت أبي عن أبي مطيع البلخي، فقال: كان قاضي بلخ، وكان مرجئًا ضعيف الحديث. وانتهى في كتاب الزكاة إلى حديث له، فامتنع من قراءته، وقال: لا أحدث عنه»اهـ.

وقال ابن عدي في «الكامل» (3/ 255): «وأبو مطيع بيِّن الضعف في أحاديثه، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه».

وإبراهيم بن طهمان، ثقة يغرب، كما في «التقريب».

قال الدارقطني عقب هذا الطريق: «ورواه عمر بن قيس المكي، عن عطاء، عن ابن عباس، موقوفًا».

ثم أخرجه (345)، ومن طريقه البيهقي في «الخلافيات» (197)، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي حامد الخصيب، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الواسطي، قال: حدثنا أبو منصور، قال: حدثنا عمر بن قيس، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «الأذنان من الرأس في الوضوء، ومن الوجه في الإحرام».

قال الدارقطني: «عمر بن قيس ضعيف».
قلت: هذا إسناد ساقط.

عمر بن قيس؛ هو المكي، المعروف بسندل.

قال عبد الله بن أحمد في «العلل» (1351): «سألت أبي عن عمر بن قيس، فقال: هو الذي يقال له: سندل، فقال: ليس يسوى حديثه شيئًا، أحاديثه بواطيل».

وقال أحمد كما في «الجرح والتعديل» (6/ 129): «متروك الحديث، لم يكن حديثه بصحيح».

وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 187): «منكر الحديث. قال يحيى القطان: كنت قاعدًا في المسجد ليلة، وعمر بن قيس يحدث، وما حفل يحيى به. قال يحيى: سمعته يحدث عن عطاء، عن عبيد بن عمير في دية اليهودي، والنصراني، وأعاجيب»اهـ.

وقال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (6/ 130): «ضعيف الحديث، متروك الحديث».
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (460): «متروك الحديث».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 56): «يقلب الأسانيد، ويروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات».

وقال الحافظ في «التقريب»: «متروك».

وأبو بكر بن أبي حامد الخصيب؛ هو أحمد بن محمد بن موسى.
ترجمه الخطيب في «تاريخه» (6/ 266)، وقال: «كان ثقة صدوقًا».

ومحمد بن إسحاق الواسطي، مجهول الحال.
ترجمه الخطيب في «تاريخه» (2/ 47)، قال: «محمد بن إسحاق الخياط، حدث عن أبي منصور الحارث بن منصور الواسطي»، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وأبو منصور؛ هو الحارث بن منصور الواسطي.
قال ابن عدي في «الكامل» (3/ 212): «في حديثه اضطراب».
وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق يهم».

قلت: قال الدارقطني عقب هذا الطريق: «وروي عن إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس، واختلف عنه».

ثم أخرجه (346)، وكذا البيهقي في «الخلافيات» (183)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (4/ 380) و (7/ 416)، من طريق سويد بن سعيد، قال: حدثنا القاسم بن غصن، عن إسماعيل بن مسلم، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ سُنَّةٌ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قلت: هذا إسناد تالف، وقد تقدم الكلام في سويد بن سعيد، وإسماعيل بن مسلم.

وأما القاسم بن غصن، فقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 116): «أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إليَّ، قال: قال أبي: القاسم بن غصن يحدث بأحاديث منكرة.

سألت أبا زرعة عن القاسم بن غصن، فقال: ليس بقوي.
سألت أبي عن القاسم بن غصن، فقال: ضعيف الحديث»اهـ.

وقد قال الدارقطني عقب هذا الحديث: «إسماعيل بن مسلم ضعيف، والقاسم بن غصن مثله. خالفه علي بن هاشم، فرواه عن إسماعيل بن مسلم المكي، عن عطاء، عن أبي هريرة، ولا يصح أيضًا»اهـ.

وأخرجه ابن عدي في «الكامل» (4/ 516)، والدارقطني في «السنن» (333) و (334)، وأبو نعيم في «الحلية» (8/ 281)، والبيهقي في «الخلافيات» (177)، من طريق الربيع بن بدر، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَضْمِضُوا وَاسْتَنْشِقُوا، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال ابن عدي: «وهذا عن ابن جريج لا يرويه غير الربيع بن بدر، وغندر صاحب شعبة، ومن حديث غندر ليس بالمحفوظ»اهـ.

وقال الدارقطني: «الربيع بن بدر، متروك الحديث».

ثم أخرجه ابن عدي (4/ 516) و (6/ 537)، وكذا أخرجه الدارقطني (331)، والبيهقي في «الخلافيات» (172) و (173)، وابن الجوزي في «التحقيق» (140)، من طريق أبي كامل الجحدري، قال: حدثنا غندر، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.

قال ابن عدي: «قال أبو كامل: لم أكتب عن غندر غير هذا الحديث، أفادني عنه عبد الله بن سلمة الأفطس»اهـ.

قلت: فبيَّن أبو كامل الجحدري، وهو ثقة، أنه لم يسمعه من محمد بن جعفر مباشرة، وإنما أخذه من عبد الله بن سلمة الأفطس، وهو متروك متهم بالكذب.

قال البخاري في «التاريخ الكبير» (5/ 100): «عبد الله بن سلمة، الأفطس، البصري. قال أحمد: ترك الناس حديثه»اهـ.

وقال عبد الله بن أحمد في «العلل» (3256): «سألت أبي عن عبد الله بن سلمة الأفطس، قال: ترك الناس حديثه، قال: كان يجلس إلى أزهر السمان فيحدث أزهر ويكتب على الأرض كذب كذب، وكان خبيث اللسان»اهـ.

وقال الدوري في روايته (1454): «سمعت يحيى يقول: كان يحيى بن سعيد يقول: عبد الله بن سلمة الأفطس، ليس بثقة».

وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (342): «عبد الله بن سلمة الأفطس، متروك الحديث».

وقد قال الدارقطني أيضًا عقب الحديث: «تفرد به أبو كامل، عن غندر، ووهم عليه فيه، تابعه الربيع بن بدر، وهو متروك، عن ابن جريج، والصواب عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا»اهـ.

الطريق الرابع: أخرجه ابن أبي شيبة (160)، والدارقطني (351)، والبيهقي في «الخلافيات» (196)، عن وكيع، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «الأذنان من الرأس»، موقوفًا.

قلت: وهذا موقوف ضعيف؛ لضعف علي بن زيد.

الحديث السابع: عن عائشة رضي الله عنها.
أخرجه البيهقي في «الخلافيات» (244)، من طريق أحمد بن إبراهيم الجوري، عن أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق المروزي، عن إسماعيل بن بشر البلخي، عن عصام بن يوسف، عن ابن المبارك، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْمَضْمَضَةُ وَالِاسْتِنْشَاقُ مِنَ الْوُضُوءِ الَّذِي لَا تَتِمُّ الصَّلَاةُ إِلَّا بِهِ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال البيهقي: «وهِمَ فيه عصام بن يوسف، أو من دونه، والصواب مرسل».

قلت: عصام بن يوسف.
ذكره ابن حبان في «الثقات» (8/ 521)، وقال: «كان صاحب حديث، ثبتًا في الرواية، وربما أخطأ».

وقال ابن عدي في «الكامل» (8/ 527): «وقد روى عصام هذا عن الثوري وعن غيره أحاديث لا يتابع عليها».

* وشيخه إسماعيل بن بشر البلخي، مجهول الحال، وقد ترجمه ابن حبان في «الثقات» (8/ 106).

* وأحمد بن إبراهيم الجوري، مجهول الحال، ترجمه الذهبي في «السير» (16/ 439)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وأخرجه العقيلي في «الضعفاء» (5/ 208)، والدارقطني في «سننه» (340)، والبيهقي في «الخلافيات» (246)، من طريق محمد بن الأزهر الجوزجاني، قال: حدثنا الفضل بن موسى السيناني، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنهما، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَتَمَضْمَضْ وَلْيَسْتَنْشِقْ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

آفة هذا الطريق محمد بن الأزهر الجوزجاني.
قال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (7/ 210): «مجهول».
وهو على جهالته قد خولف.

فقد تقدم ما أخرجه عبد الرزاق وغيره، عن ابن جريج، قال: حدثني سليمان بن موسى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

وسليمان بن موسى ضعيف أيضًا.

وقد سئل الدارقطني في «العلل» (14/ 105)، عن حديث عروة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المضمضة والاستنشاق من الوضوء الذي لا بد منه.

فقال: «يرويه عصام بن يوسف، عن ابن المبارك، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.

وكذلك روي عن الفضل بن موسى، عن ابن جريج، وكلا الروايتين وهَمٌ في الإسناد والمتن، والصحيح، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري مرسلًا، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: مضمضوا واستنشقوا، والأذنان من الرأس»اهـ.

وقال البيهقي في «الخلافيات» (1/ 180): «هؤلاء الذين وصلوا هذا الإسناد، تارة عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، كما قدمنا ذكره، وتارة عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وغير ذلك مما سبق ذكرنا له، ليسوا من الصدق والعدالة بحيث إذا تفردوا بشيء يُقبل ذلك منهم، أو جاز الاحتجاج بخبرهم، فكيف إذا خالفوا الثقات، وباينوا الأثبات، وعمدوا إلى المعضلات فجودوها، وقصدوا إلى المراسيل والموقوفات فأسندوها؛ والزيادة إنما هي مقبولة عن المعروف بالعدالة، والمشهور بالصدق والأمانة، دون من كان مشهورًا بالكذب والخيانة، أو منسوبًا إلى نوع من الجهالة»اهـ.

الحديث الثامن: عن أبي موسى رضي الله عنه.
أخرجه العقيلي في «الضعفاء» (1/ 143)، والطبراني في «الأوسط» (4084)، وابن عدي في «الكامل» (2/ 249)، والدارقطني في «سننه» (355)، والبيهقي في «الخلافيات» (206)، عن علي بن جعفر بن زياد الأحمر، قال: أخبرنا عبد الرحيم بن سليمان، قال: أخبرنا أشعث، عن الحسن، عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال العقيلي: «أشعث بن سوار لا يتابع عليه، والأسانيد في هذا الباب لينة».

وقال الدارقطني: «رفعه علي بن جعفر، عن عبد الرحيم، والصواب موقوف، والحسن لم يسمع من أبي موسى».

فقد أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (158)، ومن طريقه الأثرم في «سننه» (10)، وابن المنذر في «الأوسط» (396)، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن أشعث، عن الحسن، عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: «الأذنان من الرأس».

قلت: فهذا لا يصح مرفوعًا ولا موقوفًا؛ لضعف أشعث بن سوار، وعدم سماع الحسن من أبي موسى.

الحديث التاسع: عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وقد روي عن أنس رضي الله عنه من ثلاث طرق:
الطريق الأول: أخرجه الدارقطني في «سننه» (366)، ومن طريقه البيهقي في «الخلافيات» (218)، قال: حدثنا عبد الصمد بن علي، قال: حدثنا الحسن بن خلف بن سليمان الجرجاني، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الجرجاني، قال: حدثنا عفان بن سيار، قال: حدثنا عبد الحكم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال الدارقطني: «عبد الحكم لا يحتج به».

قلت: عبد الحكم؛ هو ابن عبد الله القسملي.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (6/ 129): «عبد الحكم القسملي البصري، عن أنس، وعن أبي الصديق [الناجي]، منكر الحديث».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 126): «كان ممن يروي عن أنس بن مالك ما ليس من حديثه، ولا أعلم له منه مشافهة، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب»اهـ.

وقال الحاكم في «المدخل إلى الصحيح» (134): «عبد الحكم بن عبد الله القسملي روى عن أنس أحاديث موضوعة».

والحسن بن خلف بن سليمان الجرجاني، وإسحاق بن إبراهيم الجرجاني، مجاهيل الحال.

وعفان بن سيار الجرجاني.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (7/ 72): «لا يعرف بكبير حديث».
وقال الذهبي في «ديوان الضعفاء» (2850): «ليس بحجة».
قلت: فهذا سند ساقط.
وقد روي عن عبد الحكم من طريق أخرى.

أخرجه ابن عدي في «الكامل» (2/ 416)، قال: حدثنا عبد الله بن أبي سفيان، قال: حدثنا الحسين بن مرزوق، قال: حدثنا بشر بن محمد الواسطي، قال: حدثنا عبد الحكم، عن أنس رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قلت: وهذا الإسناد كسابقه؛ عبد الله بن أبي سفيان، والحسين بن مرزوق، مجهولان.

وبشر بن محمد، صدوق.
الطريق الثاني: أخرجه ابن عدي في «الكامل» (4/ 256)، ومن طريقه البيهقي في «الخلافيات» (222)، قال: حدثنا محمد بن حلبس البخاري، قال: حدثنا علي بن الحسن بن عبدة البخاري، قال: حدثنا حفص بن داود الربعي، قال: حدثنا عيسى الغنجار، عن خارجة، عن الهيثم بن جماز، عن يزيد الرقاشي، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قلت: هذا إسناد تالف، فيه مجاهيل، والهيثم بن جماز متروك، ومحمد بن حلبس البخاري، وحفص بن داود الربعي، وعيسى الغنجار، قد تقدم بيان حالهم.

ويزيد الرقاشي، ضعيف.
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين»: «متروك».

الطريق الثالث: أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3362)، قال: حدثنا جعفر بن حميد بن عبد الكريم بن فروخ بن ديزج بن بلال بن سعد الأنصاري الدمشقي، قال: حدثني جدي لأمي عمر بن أبان بن مفضل المدني، قال: أراني أنس بن مالك الوضوء، أخذ ركوة فوضعها عن يساره، وصب على يده اليمنى فغسلهما ثلاثًا، ثم أدار الركوة على يده اليمنى فتوضأ ثلاثًا ثلاثًا، ومسح برأسه ثلاثًا، وأخذ ماء جديدًا لصماخه، فمسح صماخه، فقلت له: قد مسحت أذنك، فقال: يا غلام، إنهن من الرأس، ليس هن من الوجه، ثم قال: يا غلام، هل رأيت وفهمت أم أعيد عليك؟ فقلت: قد كفاني، وقد فهمت قال: فهكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.

قال الطبراني: «لم يرو عمر بن أبان عن أنس غير هذا الحديث».
قلت: هذا إسناد منكر، وأنى لجعفر بن حميد أن يدرك جده أنس بن مالك رضي الله عنه؟!

قال الذهبي في «الميزان» (1/ 371): «جعفر بن حميد الأنصاري، عن جده لأمه عمر بن أبان المزني أنه رأى أنسًا؛ انفرد عنه الطبراني بما أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة عن الرازاني، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا الطبراني، حدثنا جعفر بن حميد بن عبد الكريم بن فروخ بن ديزج بن بلال بن سعد الأنصاري الدمشقي، حدثني جدى لأمي عمران بن أبان بن معقل المدني، قال: أراني أنس بن مالك الوضوء، فمسح صماخه، وقال: يا غلام إنهن من الرأس، هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.

قلت: وعمر بن أبان لا يُدرى من هو، والحديث ثُمَانِيٌّ لنا[1] على ضعفه» اهـ.

الحديث العاشر: عن سمرة بن جندب رضي الله عنه.
أخرجه البيهقي في «الخلافيات» (243)، وابن عساكر في «تاريخه» (51/ 234)، من طريق محمد بن عثمان بن أبي سويد الذارع، عن هدبة بن خالد، عن همام بن يحيى، عن سعيد بن أبي عروبة، قال: كنت إلى جنب منبر الحجاج بن يوسف، فقال في خطبته: سمعت سمرة بن جندب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال البيهقي: «الحجاج بن يوسف لا يحتج بحديثه إن كان عنه محفوظًا، والطريق إليه سليمًا، ولا يخفى حاله على أحد» اهـ.

قلت: بل الراوي عنه محمد بن عثمان بن أبي سويد الذارع.
قال عنه ابن عدي في «الكامل» (9/ 452): «حدث عن الثقات ما لم يتابع عليه، وكان يقرأ عليه من نسخة له ما ليس من حديثه عن قوم رآهم أو لم يرهم، ويقلب الأسانيد عليه، فيقر به» اهـ.

الحديث الحادي عشر: عن جابر رضي الله عنه.
أخرجه البيهقي في «الخلافيات» (204)، من طريق سلام بن أبي خبزة، عن إسماعيل بن أمية، وإسماعيل المكي، عن عطاء، عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمَضْمِضْ وَلْيَسْتَنْشِقْ، وَالْأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ».

قال البيهقي: «ذكر جابر فيه خطأ، وقد اختلف فيه على إسماعيل المكي كما سبق ذكري له، والأشبه بالصواب حديث عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، كما تقدم ذكري له. والله أعلم»اهـ.

قلت: سلام بن أبي خبزة.
قال البخاري في «التاريخ الكبير» (4/ 134): «ضعفه قتيبة جدًّا، ولم يحدث عنه».
وفي «ميزان الاعتدال» (2/ 164): «قال ابن المديني: يضع الحديث».

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (4/ 260، 261): «روى عنه سعيد بن محمد الجرمي، وسمع منه قتيبة، وضعفه ولم يحدث عنه. سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه، فقال: ليس بقوي، ولا كذاب.

سئل أبو زرعة عن سلام بن أبي خبزة، فقال: بصري منكر الحديث»اهـ.
وقال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (238): «متروك الحديث».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 431): «كثير الخطأ، معضل الأخبار، يروي عن الثقات المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به»اهـ.

قال البيهقي في «الخلافيات» (1/ 144): «روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الأذنان من الرأس»، بأسانيد كثيرة، ما منها إسناد إلا وله علة»اهـ.

وقال عبد الحق الإشبيلي في «الأحكام الوسطى» (1/ 171): «وقد روي عن أبي أمامة، وابن عباس، وأبي موسى، وأبي هريرة، وابن عمر كلهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الأذنان من الرأس»، ولا يصح منها كلها شيء»اهـ.

[1] وقد تحرفت في بعض الكتب إلى: «والحديث إنما دلنا على ضعفه»؛ وهو تحريف؛ وإنما المعنى: أن سند الذهبي ثماني؛ أي: بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ثمانية رواة، وفيه علو لكن مع ضعف السند. كما نبه عليه أبو غدة في حاشية اللسان.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 163.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 161.63 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.05%)]