|
|
روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
لماذا تمنعينني مما أحب يا أماه؟
لماذا تمنعينني مما أحب يا أماه؟ محاسن الشرهان يقول الابن لأمه: أنت لا تحبينني، لا يوجد أم تحب ابنها فتضربه أو تجعله يبكي! قالت الأم: حقًّا؟! حسنا يا بني، لو رأيت أنت أخاك الصغير يلعب بجانب حفرة كبيرة، ما رأيك؟ هل تتركه يلعب؟ قال الابن: لا، حتمًا سأمنعه! قالت الأم: لكن إن لم يمتنع، ولم يطع كلامك؟ هل ستتركه؟ قال الابن: لا، سأبعده عنها بالقوة حتى لو اضطررت لضربه، قالت الأم: ولكن سيبكي ويغضب منك! دعه، قال الابن: لا يا أمي؟! كيف أدعه؟! قد يسقط ويموت! قالت الأم: هو أسقط نفسه وليس أنت! قال الابن: ولكني أخاه وأحبه وأخاف عليه من السقوط والهلاك! قالت الأم: ولكنك إن أبعدته بالقوة، فسيبكي منك ويغضب، قال الابن: لا بأس، يبكي قليلًا ويسكت، هو لا يعلم أنه خطر! قالت الأم: وانت كيف تعلم أنها خطيرة؟ قال الابن: لأني أكبر منه وعرَفت أن السقوط في الحفرة قد يؤدي للموت أو الكسور! قالت الأم: أحسنت يا بني، فهل أنت تعلم كل الأشياء الخطيرة من حولك؟ قال الابن: أعتقد أنني أعرف الخطر فاجتنبه! قالت الأم: حسنا يا بني، وإن كان أمامك كأسًا فيه شيء يضر جسدك، وأنت تظن أنها لا تضرك، ورأيتك وأنت تريد شربه وهو خطر، فهل أمنعك؟ قال الابن: أكيد يا أمي، فكيف أعرف أنه خطير؟ أنا لا أعلم الغيب، قالت الأم: أحسنت، الإنسان لا يعلم إلا ما علَّمه الله، فإن منعتك منها وأنت تبكي تريدها وعاقَبتك، فهذا لأني أحبك وحريصة عليك، قال الابن: فهل الحب يعني المنع مما أحب؟ قالت الأم: الحب يا بني عطاء ومنع، أعطيك ما ينفعك ويصلحك مما تحب وما لا تحب، وأمنعك مما يضرك مما تحب ومما لا تحب. وإن لم تمتنع عنه ولم تطع أوامري، فلأني أُحبك وأخشى عليك، فسأمنعك بالقوة حتى لو بكيت، ما رأيك يا بني؟ هل أمنعك أم أتركك؟ فقال الابن: لا يا أمي، امنعيني، فأنا أعلم أنك تحبيني وأنا أحبك يا أمي؛ لأنك حريصة عليَّ. قالت الأم: يا بني مهما علِمت المخاطر التي حولنا، فإنه يبقى علمي محدودًا، فمن الذي يعلم الغيب في السماوات والأرض؟ قال الابن: الله وحده يعلم كل شيء يا أمي. قالت الأم: إن الله هو الذي خلقنا وهو أعلم بنا، كثير من أمور الغيب لا نعلمها؛ لذلك لا نعلم ما يصلح لنا إلا ما علَّمنا الله، ولا نعلم ما يضرنا إلا ما علمنا الله، فلا بد أن يحب الإنسان ما يحب الله، ويعمله، ولا بد أن يمتنع ويبتعد عما لا يحبه الله. يا بني، إن الله خلقنا وهو يحبنا؛ لأننا عباده، فإذا رآنا لا نفعل ما يحبه، فقد يمنعنا بشيء لا نحبه، وقد نحزن منه حتى نترك ما يضرنا؛ لأنه يحبنا، لذلك علينا ألا نكره ما يصيبنا؛ بل نرضى لأن اختيار الله هو الخير والأصلح لنا؛ وهو من حب الله لنا؛ جاء في الحديث: (إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه) فالابتلاء ليمحصهم ويرفع درجاتهم. لَمَّا يَمرض الطفل تذهب به أمه للطبيب، وتعطيه الدواء المر والإبرة المؤلمة، ويبكي الطفل وهو لا يعلم أن هذا يزيل الأذى من جسده بأمر الله، لذلك لا بد أن نُسلم أمرنا كاملًا لله رب العالمين، فهو الذي خلقنا وهو الذي يربينا بعطائه ومنْعه، فالحمد لله رب العالمين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |