هَمَسات .. في كلمات ... - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850097 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386272 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-12-2021, 02:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي هَمَسات .. في كلمات ...

هَمَسات .. في كلمات ... (1)


سالم محمد



أقسم الله تعالى في القرآن بأمور كثيرة، وإذا أقسم رب العزة بشيء فهذا إشارة إلى عظمته وأهميته، ومن ذلك القلم والكتاب، حيث قال تعالى {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} ، فهي لا تزال مهمة حتى في عصر الصوت والصورة المباشرة، ولا زال لها حضروها القوي، والكتابة سلوة الحزين، وانيس المستوحش، ولسان القلب، وسلاح المجاهد، وحجة لك أو عليك، قد تكون سبيل للفساد، ويمكن أن تكون عماد الإصلاح، بها يجاهَد المنافقون، وينافح بها عن حمى الدين، فما أكثر الشبهات التي تنتشر كتابة، وما اكثر الأكاذيب التي تنشر كذباً لإبطال حق، أو لإحقاق باطل، فمن آتاه الله قدرة على الكتابة فهو على ثغر من ثغور الأمة فليحسن استخدامه، ويوجه سهامه لنصر الحق وإبطال الباطل، وهنا نبدأ سلسلة (هَمَسات .. في كلمات) وسوف تستمر إن شاء الله، ونسأل الله أن يكتب لها القبول ويجعلها لبنة في سبيل الإصلاح، وقذيفة في وجه الظلم والباطل، وذخرا يوم المعاد.
  • الله تعالى أوجب علينا قراءة سورة الفاتحة مرات كثيرة يومياً، لذا فكل موضوع ذكر فيها فهو من الأهمية بمكان، كإخلاص العبادة لله لا سيما الدعاء، والاستعانة بالله، والاقتداء بالصالحين، والحذر من طريق اليهود حيث علم بلا عمل، أو النصارى حيث العمل بلا علم وكلا الطريقين مذموم، وقبل ذلك شكر الله تعالى وحمده ومن أهم مظاهر الحمد استعمال نعمه تعالى فيما يرضيه.
  • دلائل أنَّ القرآن من عند الله كثيرة جداً، ومن أبرزها جانب العظمة الموجودة في كتاب الله تعالى ؛ فهل قرأت أو سمعت أن بشر يقول عن نفسه أنه ( { عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، أو ( بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)} ، وهل هناك أحد من المخلوقين يـَجْرُئْ أن يدَّعي -فضلاً أن يثبت- أنه {( يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)} ، أو {( يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، أو أنَّ (لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)} ، ومن ذا الذي من البشر يزعم أنَّ {(إِلَيْهِ الْمَصِيرُ)، أو (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)} وفي هذا الكتاب يقول منزله سبحانه وتعالى: {(أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى * فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى)} ، ومن ذلك أيضاً (الثقة المطلقة في نفي الرَّيب دليل على أنَّه من عند الله؛ إذ لا يمكن لمخلوق أن يدعي ذلك في كلامه) والأمثلة كثيرة جداً علينا أن نتدبرها عند سماعها أو قراءتها.(
  • {(ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)،} كتاب الله هداية لمن اتقى، والتقوى بمفهومها العام عمل الطاعات واجتناب المحرمات، فمن كان لله أتقى كان بالقرآن أهدى، ومن اهتدى بالقرآن {(فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)} ، وفي النهاية {(فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)} .
    تطغى على العالم في هذه الإيام المادية المقيتة، وهي لا تعترف إلا بالمحسوسات، فهم لا يؤمنون باليوم الآخر، وهذا يتصادم رأساً وعقيدة الاسلام حيث أنَّ (من أعظم مراتب الإيمانِ الإيمانُ بالغيب؛ لأنه يتضمن التسليم لله تعالى في كل ما تفرد بعلمه من الغيب، ولرسوله بما أخبر عنه سبحانه(.
  • في القرآن يكثُر الجمع بين شيئين، ولعلَّ الصلاة والزكاة في القرآن هي أكثر ما جاء مقترناً، فعبادة البدن الصلاة وعبادة المال الزكاة، والآمر واحد وهو الله، وفي هذا رد قاطع على الذين يَدعُون إلى فصل الدين عن الحياة أو عن السياسة أو الاقتصاد، كما أنّ (الصلاة إخلاص للمعبود، والزكاة إحسان للعبيد، وهما عنوان السعادة والنجاة).
  • إيمان الناس بالحق ليس مشروطاً بكثرة الآيات، فالباحث عن الحق تكفيه آية واحدة، ولذك تأمل قول حَبْر من أحبار اليهود عندما رأي النبي صلى الله عليه وسلم قال: «(فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ بِسَلَامٍ)» ، هذا هو عبدالله بن سلام رضي الله عنه، بينما تجد ملحداً ينكر وجود الله تعالى مع أن أدلة وجود الله أكثر من عدد شعر رأسه، فنسأل الله الهداية للحق والثبات عليه لأن (مَنْ طبع الله على قلوبهم بسبب عنادهم وتكذيبهم لا تنفع معهم الآيات وإن عظمت) وإن كثرت.
  • الحياة في ظل الشريعة الإسلامية حياة الرضا والراحة النفسية، والانتحار يكثر في المجتمعات التي لا تؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فمن ظُلِم على سبيل المثال ولم يستطع أن يقتص من ظالمه؛ فإن الهم والقهر والشعور بالهزيمة يلاحقه ويأكل مع ويشرب، ويصبح ويمسي، بينما المظلوم لو كان مسلماً فإنه يعلم يقيناً أن ظالمه الخاسر وهو الرابح، وسيقتص منه لا محالة، ويستوفي حقه كاملاً في يوم هو أحوج ما يكون إليه، قال تعالى: {(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)} ، فلا تأْمنْ أيها الظالم من القصاص، ولا تَيْئسْ أيها المظلوم فحقك أقرب إليك من شراك نعلك {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}
  • مَن هم الذين يزعمون أنهم (أصحاب الصلاح والإصلاح)، هم طائفة أخطر على الاسلام والمسلمين من المشركين، ألا وهم المنافقون، {(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ)} ، وللأسف بيننا كثير منهم، أو من يمشي على طريقتهم، فتجد من يدعو إلى الفواحش بدعوى الحرية، وقد تتمدد حريتهم المزعومة لتشمل سب الأنبياء بل والتطاول على رب العالمين سبحانه، كل هذا وهم يزعمون أنهم دعاة الاصلاح وانقاذ الشعوب والسعي لما فيه ازهار وفلاح الأمة، وفي الحقيقة هم مطايا إبليس استخدمهم لإفساد الناس وسيؤدي بهم إلى الهاوية وبئس المصير إن لم يتركوا العمل كمطايا للشيطان.
أهم المراجع: المختصر في تفسير القرآن الكريم: الصادر من مركز تفسير للدراسات القرآنية









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-12-2021, 12:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هَمَسات .. في كلمات ...

هَمَسات .. في كلمات ... (2)


سالم محمد

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، هذه هي الباقة الثانية في هذه السلسلة المباركة بإذنه الله تعالى، وهي صوت خافت في وسط هدير مزعج، وبصيص نور في مواجهة الظلمات، أسأل الله تعالى أن يكتب لها القبول ويجعلها من الباقيات الصالحات.
المنافقون أشد خطراً على الإسلام من الكفار المظهرين للعداوة، فهم أعداء داخل الصف، وطفيليات سامة، وبثور متقيحة بين صفوف المسلمين، لهم الصدارة في العداوة رغم خفائهم، لأجل هذا وغيره نجد في أول سورة البقرة خمس آيات عن المؤمنين، وآيتان عن الكفار، وثلاثة عشر آية عن المنافقين، والله تعالى قال: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} وعند الحديث عن الكافرين {(إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا)} ، لاحظ الفرق بين (الْعَدُوُّ) و(عَدُوًّا)، فلنحذر أشد الحذر منهم، فخطرهم أشد، وعدواتهم أخفى، وجهادهم أولى، {(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ)} .
الله خلقنا وخلق كل شيء وكفى، هذا من أعظم الأدلة على عجز الخلق، فمن يستطيع أن يخلُق ذرة من العدم؟ فالمتفرِّد بالخلْق يجب أن يُفْرَد بالعبادة، فهل هناك أحد يخلق غير الله حتى يعبد... {(أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)} ، ومن العبادة الطاعة والتحكيم، فكل حكم خالف أمر الله فهو رجعية وتخلف وجاهلية... {(أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)} .
(العاقل لا يرى لنفسه ثمنا إلا الجنة)[1]، فنعيم الدنيا يعقبه فناء، ويتخلله أمراض وأحزان، وهموم غموم، وسبحان الله هذه من أسباب بلوغ نعيم الجنة لمن صبر واحتسب، ففي الحديث «(ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة) » فالمؤمن بالله واليوم الآخر تكون الأحزان والهموم والغموم زاده للوصول للجنة، فـ (لولا مصائب الدنيا لوردنا يوم القيامة مفاليس) كما قال أحد السلف، وفي كتاب ربنا: {(وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا)} .. الخطير في الأمر أنَّ مَن فاتته الجنة فمصيره النار، ولا فريق ثالث ولا توجد مناطق رمادية .. ( {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)} .
من الأساليب النافعة في بيان الحق، وتقريبه للخَلْق، ورد شبهات المبطلين، ضرب الأمثال، وهي كثيرة في القرآن، فالعناية بالأمثال تعلًّماً وتعليماً غاية في الأهمية...فكلنا محتاجين لتعلم ضرب الأمثال، الأم مع أولادها، الأب مع أبناءه، الشيخ مع طلابه، المعلم مع تلاميذه، الخطيب مع مستمعيه ... {(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)} .. فالأمثال طريق معبَّد وقصير للوصول إلى الفِطَر الصافية والعقول السليمة، وربطها بخالقها، حيث الطمأنينة والفلاح في الدارين .. {(مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)} .
هناك من يقول جهلاً أو خبثاً، أن الشريعة الإسلامية لا دخل لها بالسياسة أو الاقتصاد أو كليهما معاً، والواقع أن هذا من أبطل الباطل إذْ أنَّ أي قضية سياسية أو اقتصادية أو غيرها لا تخرج عن أحد الأوصاف الخمسة: الواجب والمندوب والمحرم والمكروه والمباح، فنتحدَّى أي أحد على وجه الأرض يأتي بقضية سياسية أو اقتصادية أو غيرها من المجالات تخرج عن أحد هذه الأوصاف... فالحمد لله على كمال الشرع، وجلاء الحق، وتمام النعمة، فلو أخذنا السياسة مثلاً فكم هي عدد التفاسير وكلها ذكرت جوانب سياسية، وقل مثل ذلك كتب الحديث وشروحها، والسيرة والفقه وأصول الفقه لو جمعت الكتب الإسلامية التي ذكرت الجوانب السياسية في الشريعة لكانت ناطحة سحاب... ( {وَنَزَّلْنَا عَلَيْك الْكِتَاب تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْء} ).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وإلى اللقاء في الهمسات القادمة بإذن الله تعالى


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-01-2022, 01:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هَمَسات .. في كلمات ...

هَمَسات .. في كلمات ... (3)


سالم محمد
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، فمع الباقة الثالثة من الهمسات، نسأل الله أن يجعلها من العلم الذي يُنتَفعُ به بعد الممات
إذا وقعت لك مصيبة، فالكثير والكثير من يحثونك على الصبر وينسون قرينَه أَلا وهي الصلاة فقد «(كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا حزَبه أمرٌ صلَّى)» ، وقبل ذلك حثنا ربنا بقوله: {(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ)} ، فعند المصيبة يضطرب الإنسان، وذكر الله تعالى يثبت القلوب {(أَلَا بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ)} ، حتى إنه في حال الحرب أُمِرْنا بكثرة الذكر: {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )} ، والصلاة من أفضل الذكر، وهي (صلة بين العبد وربه)، فكم هي المصائب التي مرت علينا ولم نفزغ إلى الصلاة، فلنحاصر مصائبنا بسياج من الصبر والصلاة؛ لتتحول من محن إلى منح، ومن رزايا إلى عطايا، ونحصل على الجوائز الكبرى كما في قوله تعالى: {(أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)} ، أوقوله: {(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)} .
الشريعة الإسلامية {(مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)} ، فشرْعُ الله تعالى في منتهى العدل والحكمة والرحمة، وعلينا أن نتقبله بالتسليم التام، {(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)} ، فنحن عادة ما نستسلم لبشر كالطبيب في تشخيصه والأدوية التي يأمرنا بتناولها ونثق في ما يقول؛ ولو كان شق بطون أبنائنا؛ ولا نناقش في ذلك ولو ناقشنا لن نفهم، هذا مع أن الطبيب بشر يخطئ ويصيب وينسى ويغفل وقد يكون مجرماً يتعمد الضرر بمرضاه، فيسقيهم السم الزعاف بدل الدواء الناجع، فكيف بعد ذلك نناقش في أحكام الله وشرعه ولله المثل الأعلى، فاللذين يعرضون شرع الله على عقولهم القاصرة إنما يناقضون أنفسهم ويهلكونها، فالأمر لله من قبل ومن بعد . . {(إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ)} .. فمن السفاهة أن نسلِّم عقولها إلى دساتير أو قوانين مرجعيتها استفتاء أو تصويت من لا يعلم عدد المواد في الدستور فضلا عن معرفة خيرها من شرها أو عواقب تطبيقها، وبين أيدينا والحمد لله كتاب { (يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)} ، {(هُدًى لِلنَّاسِ)} ، {(أَحْسَنَ الْحَدِيثِ)} ، { (كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌ)} ، إذا الواجب الاتباع، قال تعالى {(وَهَٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)} .
في القرآن رفع الله من شأن العلم والعلماء، لذا من السخف أن يقال أنَّ سبب تأخر المسلمين هو تطبيق الشريعة الإسلامية، فلو طبقت الشريعة الإسلامية لفاق المسلمون كل الأمم في جميع المجالات، {(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) } وهذا حصل بالفعل فيما مضى، فالأمم الأخرى يتقدمون مادياً بالتخلي عن أديانهم الباطلة، كما فعل الأوروبيون عندما تحرروا من قبضة الكنيسة النصرانية، العكس في الإسلام التمسك به رفعه وعزة والبعد عنه تخلف عن ركب الآخرين كما هو الواقع الذي نعيشه، والنصوص طافحة بالحث على العلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم «(طلبُ العلم فريضةٌ على كل مسلمٍ)» ، وقال عليه الصلاة والسلام «(...ارجِعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم وعلِّموهم ومُرُوهم)» ، و( «فضل العلم خيرٌ من فضل العبادة» )، وأما كتاب ربنا فجاء فيه: {(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)} ، فمن يرى أن الإسلام ضد العلم الدنيوي النافع فهو إما جاهل أو مكابر.
أول معصية عُصِيَ الله بها الكِبْر، فالمتكبر يرفض الحق بحجج واهية مضحكة، حتى لو كان هو يعلم بطلانها، فهو {(يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)} ، فالكبر مانع لقبول الحق، وبالتالي الهلاك، وإمام التكبرين إبليس: {(قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)} ، ولهذا قال سفيان بن عيينة رحمه اللهمن كانت معصيته في كِبر، فاخش عليه اللعنة، فإن إبليس عصى مستكبرا فلُعِن!)، فتأمل أن كثير من كفار قريش منعهم الكبر من اتباع الحق مع أنهم رأوا بأم أعينهم المعجزات، ويعرفون الرسول صلى لله عليه أمانته وصدقه، والمتكبر مبغوض في الأرض والسماء، و(يُحشَرُ المتكبِّرون يومَ القيامةِ أمثالَ الذَّرِّ في صُوَرِ الرِّجالِ يغشاهم الذُّلُّ من كلِّ مكانٍ يُساقون إلى سجنٍ في جهنَّمَ يُقالُ له : بُولَسُ تعلُوهم نارُ الأنيارِ يُسقَوْن من عُصارةِ أهلِ النَّارِ طِينةَ الخَبالِ)، فمن رد حقاً فهو متكبر، أما المؤمنين فقال الله عنهم: {(إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ)} .
من الحواجز القوية بين المظلومين وحقوقهم ما يسمى بـ (الواسطة) أو المحسوبية، كما أنها سبب رئيسي لارتفاع الأسافل وتمكنهم من المناصب، وفي الحديث: «(حتى يُقال للرجل: ما أجلده، ما أظرفه، ما أعقله، وما في قلبه مِثقالُ حبةٍ من خردلٍ من إيمان)» ،عندها تضطرب سفينة المجتمع ويُوشَك أنْ تغرَق، فالمعيار الشرعي الصحيح لتولي المناصب الأمانة والقوة، والقوة تشمل كل ما يحتاجه فقد تكون علمية أو جسدية أو قوة شخصية كل كرسي بحسبه {(إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ)} ، ومن مواصفات الملك الذي أرسله لبني إسرائيل: {(قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)} .
نحن مغموسون غارقون في بحار نعم الله تعالى، فمنا الشاكرون الذين يسخرون ما أنعم الله عليهم في طاعته، ومنا الجاحدون الذين يستعينون بنعم الله على معاصيه وظلم عباده، فالصنف الأول غارق في انهار الخير، والصنف الآخر يتدنس بمستنقعات الرذيلة الآسنة، و(الشكر مبني على خمس قواعد ، هي خضوع الشكر للمشكور، وحبه له، واعترافه بنعمته، وثناؤه عليه بها، وأن لا يستعملها فيما يكره) كما في مدارج السالكين، أما إنْ أردتَ درساً عمليا للشكر فإليك ما قاله (رجل لأبي حازم : ما شكر العينين يا أبا حازم ؟ قال : إن رأيت بهما خيرًا أعلنته، وإن رأيت بهما شرًا سترته , قال : فما شكر الأذنين ؟ قال : إن سمعت بهما خيرًا وعيته، وإن سمعت بهما شرًا أخفيته , قال : ما شكر اليدين ؟ قال : لا تأخذ بهما ما ليس لهما، ولا تمنع حقًا لله هو فيهما , قال : ما شكر البطن ؟قال : أن يكون أسفله طعامًا، وأعلاه علمًا , قال : ما شكر الفرج ؟قال : كما قال الله تبارك وتعالى : " {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} " إلى قوله : " { فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} " وأنت شاكر لله. وأما من شكر بلسانه، ولم يشكر بجميع أعضائه؛ فمثله كمثل رجل له كساء، فأخذ بطرفه ولم يلبسه، فلم ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج والمطر! ».)، اللهم اجعنا من العباد الشاكرين.
من أعظم المعضلات في العلمانية غياب المرجعية، فلا يوجد مقياس للعدل والظلم، والخير والشر، ومحاسن الأخلاق ومساوئها، بينما في الإسلام (الوحي هو الفَيْصَلُ بين الحق والباطل)، فكل مقياس بشري يمكن معارضته، عقل، فلسفة، تصويت، استفتاء، واستبدال شرع الله بغيره تخلف همجي، وجاهلية مقيته: {(أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)} ، فلا يمكن أن يفصل بين الناس إلا وحي رباني، ومخالفته اتبع للأهواء: {(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)} .
بين الله لنا في القرآن أن اليهود والنصارى حرفوا كتبهم ووصفهم الله بقوله: {(يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ)} ، ونحن بحمد الله قد حفظ الله لنا القرآن ولكن هناك من يحاول تحريف المعنى، ولذا (كل من يتلاعب بنصوص الشرع ويحرّفها فيه شَبَهٌ من اليهود، وهو مُتوعَّد بعقوبة الله تعالى)، قال تعالى {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} )، فالحذر ممن يحرفون المعنى وما أكثرهم، كمن يزعم أن قوله تعالى {(فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) } للتخيير وهذا خطأن والصحيح أنَّ (هذا من باب التهديد والوعيد الشديد) كما قال ابن كثير رحمه الله، أو من يزعم أنَّ قوله تعالى: {(لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ)} ، دليل على جمع الحق والباطل بما يسمى بالدين الإبراهيمي، حيث يبنون مسجد يوحد الله، وكنسية تدعي (أن الله ثالث ثلاثة)، أو اليهودية الذي وصفهم الله بقوله {(يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ)}

وإلى اللقاء في همسات أخريات،،،





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-02-2022, 06:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هَمَسات .. في كلمات ...

هَمَسات .. في كلمات ... (4)


سالم محمد




الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، فمع الحلقة الرابعة من سلسلة: همسات في كلمات، التي أسال الله أن تكون لبنة في سبيل الإصلاح، وأن تكون من الباقيات الصالحات.
أعدائنا عندما يتسلطون علينا لا بقوتهم فحسب، وإنما أيضا بضعفنا، وضعفنا نابع من بعدنا عن شريعة ربنا، فالمعاصي وتجاوُزُ حدود الله، وللأسف كثير من المجتمعات الإسلامية تسنُّ قوانين تسهِّل المعصية، بل ربما يفرضون المعاصي على الناس بحجة الحرية، أو أي حجة مضحكة أخرى، والمعصية لها ضرر على الفرد والأسرة والمجتمع خصوصاً الإعلان بها، ومن أروع ما قيل عن الطاعة والمعصية: (إن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق، وان للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق) وهو من قول ابن عباس رضي الله عنهما.
-----------------------
هناك من يقدسون الأوطان لدرجة كبيرة، وتعبئ الجيوش الدول الإسلامية - للأسف للشديد- على تقديس التراب والتفاني في خدمته، وتقديس العَلَم والفخر بالقتال في سبيله؛ لذلك حصلت لنا هزائم كثيرة، ونحن إن واجهنا أعدائنا بمقاييس الدنيا فقط تفوَّقوا علينا ولا شك، فهم اكثر منا عدة وعددا، ولو أننا ربَّينا أبنائنا على التفاني والعمل والموت في سبيل رب التراب لكنا أعزة، كما كان سلفنا الصالح، فـ «(من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)» [متفق عليه] .
فتراب وطنك بل والأرض كلها مخلوق مسخر لك لتعبد الله لا لتقدس التراب وتعصي الله به، وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذا المعنى بقوله (لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون)، فماذا يساوي وطنك بالنسبة للشمس والقمر، فلا تكن ممن يقدسون صنما ضخماً بحجم بلدهم أو الطبيعة كلها .. ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
-----------------------
(من أعَظم الخذلان أن يأمر الإنسان غيره بالبر، وينسى نفسه)، وفي ظل وسائل التواصل الاجتماعي كم هم الذين ينشرون الآيات والأحاديث، والحِكَم والمقالات التي يصل طول بعضها إلى أمتار دون أن يقرؤونها فضلا عن العمل بها، وهذا لا بأس به إذا كان في فضائل الأعمال، أو الآداب، وهذا أمر طيب (فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه) كما جاء في الحديث، أما في الواجبات والنواهي فقد جاء الوعيد الشديد في ذلك حيث (يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار ، فتنذلق أقتابه ، فيدور بها في النار ، كما يدور الحمار برحاه ، فيطيف به أهل النار ، فيقولون : يا فلان ! ما أصابك ؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟ فيقول : بلى ، قد كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر وآتيه)، ولكن الأكمل أن يكون الآمر بالخير أول الفاعلين له، وفي طليعة العاملين به، وسئل سفيان الثوري رحمه الله: طلب العلم أحب إليك يا أبا عبد الله أو العمل؟ فقال: إنما يراد العلم للعمل، لا تدع طلب العلم للعمل، ولا تدع العمل لطلب العلم.
-----------------------
كل نعمة لا تعينك على طاعة الله فهي نقمة، وكل نعمة تستخدمها في معصية الله فهي وبال على صاحبها، وزوالها خير من بقائها فـ(إن من شُكْرِ الله على النعمة أن تَحْمدَه عليها، وتستعين بها على طاعته، فما شكر الله من استعان بنعمته على معصيته) كما جاء عن سيفان رحمه الله، وعلاج ذلك كله بالتوبة عن ما مضى وإصلاح ما تبقى، فإذا عصيت الله بِنِعَمِهِ -وكلنا ذلك العبد- فما عليك إلا أن (تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك حسنات كلهن) كما جاء عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ولا ننسى أن الموت يأتي بغتة، عندها تندم وتقول: {(رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)} .
-----------------------
الثبات على المبدأ يخلق لك العداوات، خصوصاً إذا كنت على الحق، فما أكثر أنصار الباطل وأعداء الحق، والرسول صلى الله عليه وسلم كان من أفضل الناس خَلْقَا وخُلُقاً، وأحسنهم معاشرةً، واكرمهم جانب، وأعذبهم كلاماً وفصاحةً، لكنهم عادوه لما رفض التنازل عن مبادئه، قال تعالى: {(وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ )} ، وأمر الله نبيه أن يعلنها صريحة مدوية {(وَلا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ)} ، وما رضي صلى الله عليه وسلم التنازل عن مبادئه أبداً { ( وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)} ،وقال تعالى لنبيه: {(فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم)} ، فهلا اقتدينا به، فإن لكل مجتمع ولكل قانون ولكل دستور خطوط حمراء، والحرية المطلقة وهم من نسج الخيال، ففي العلمانية الغربية يجرمون من يناقش محرقة اليهود بينما من يسب الأنبياء حر طليق.
-----------------------
الحيوان بطبيعته يسعى إلى مصالحه، لدرجة أن الكلاب في الصيف تبحث عن الظل أو الأماكن الندية لترتاح فيها، وهكذا كل عالَم الحيوان، والانسان شرفه الله تعالى وكرمه بالعقل فهو أولى بالهروب من الأذى، والسعي خلف الاطمئنان، وكمال ذلك في الجنة فـ( ملذاتها لا يكدرها أي نوع من التنغيص، ولا يخالطها أي أذى)، وأيضا (ولا راحة للمؤمن دون لقاء ربه)، لذلك فـ(العاقل لا يرى لنفسه ثمنًا إلا الجنة).
-----------------------
ملك الجوارح هو القلب، وصلاح الملك صلاح الرعية، فالعناية بالقلب غاية في الأهمية، والقلب يلين بذكر الله تعالى، وقد يكون (كالحجارة أو أشد قسوة)، كما أنه يضعف ويمرض وقد يموت، وكم من إنسان يلهو ويمرح وقلبه ميت، ومقياس حياة قلبك هو حاله مع كتاب الله وذكره، وعند ذكر الموت، وحضوره في الصلاة، فإذا لم يتحرك قلبك فاعلم أنه ميت أو على الأقل في طريقه إلى الموت، ومن فضل الله يمكنك إحياء قلبك بغيث الوحي فالأمل موجود، والعلاج ميسور ومجاني وباب التوبة مفتوح، فكم من الصحابة من كان قلبه أقسى من الصنم الذي يعبده، فشرح الله صدره بالإسلام، وجعله من خير أمة أخرجت للناس، ورضي الله عنه ورضي عنه، ووعده بالحسنى، وجعله قدوة لغيره.
-----------------------
الملاحظ أن هناك إقبال نوعا ما على القراءة، فهل هذا نذير خير أم شؤم؟ فالحقيقة يختلف بحسب الذي يُقْرَأْ، فالكتاب جليس، والجليس قد يكون جليس صالح أو جليس سوء، فإن كان الثاني أوبق دنياك وآخرتك، فيجب الحذر، فكما أننا نحمي أبناءنا من السموم أن تفتك بأجسادهم، فيجب علينا أن نوحد الجهود لنحميهم من سموم الأفكار من أن تعصف بعقولهم، وتجعلهم في الآخرة من الخاسرين، باختصار نريد جمعيات ومؤسسات لحماية عقولنا كما أن هناك جمعيات ومؤسسات لحماية بطوننا، وهذا يدخل تحت قوله تعالىقوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة).

وإلى اللقاء في همسات أخريات إن شاء الله تعالى








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16-05-2022, 11:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هَمَسات .. في كلمات ...

هَمَسات .. في كلمات ... (5)


سالم محمد

الحمد لله رب العالمين وصلاةً وسلاماً على المبعوث رحمة للعالمين ومع الحلقة الخامسة من سلسلة (همسات في كلمات)، والتي نسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها من الكلمات الطيبات، والذخر بعد الممات، في يوم الحسرات، والآن مع الـ همسات:


هناك من يقدسون العلم التجريبي ويجعلونه المرجعية في كل شيء، وهذه النزعة تعرف بالعلموية، والعلم التجريبي منه ما هو حق، ومنه وما هو زائف وينسب للعلم كذبا وزوراً، فبهذا العلم تزعم معظم أرقى الجامعات في أوروبا صحة الدراوينية التي تزعم بأن المخلوقات تكون من أصل مشترك عن طريق صدف عشوائية عمياء فـنظرية دارون ( أن الأحياء قد تطورت من خلية واحدة إلى أحياء ذات خلايا متعددة، ثم تشعّبت مساراتها في التطور) ، ولا يقبلون بأن الإنسان خلقه الله تعالى وهو الحق الذي لا مرية فيه فـ {(اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)} ، ومن جهة أخرى فإن العلم التجريبي قد يخبرك عن سؤال (كيف ؟) لكن لن يخبرك عن سؤال (لماذا؟) فهو يشرح لك (كيف؟) تصنع سكيناً أو مسدساً، لكن لن يخبرك من يستحق القتل ومن قَتْلُهُ جريمة، بينما في الشرائع الإلهية هذا من أوضح الواضح {(وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ)} ، فالميزان الموضوعي للأخلاق ومعرفة العدل من الظلم والخير من الشر كل ذلك مبين عن طريق الوحي . . { ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )} .
---------------------------------
الابتسامة عطية منك لغيرك، وصدقة وثواب لك من العزيز الوهاب فـ( «تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة» )، وطمأنينة وانشراح لصدرك، فعندما تبتسم في وجه أخيك تكون قد أحسنت مرتين: مرة لنفسك وأخرى لأخيك، لذلك تجازَى بالأجر على صدقتك، فكأنك استقطعت جزء من مالك وتصدقت به على أخيك، لأنك أدخلت السرور عليه، وازدادت محبة كل منكما للآخر، فاكثر من الصدقة بالابتسامة حيث لا مال تدفع، وتعود عليك بانشراح في صدرك، ومحبة في قلوب الخلق لك، وثواب تقدمه بين يديك ينفعك، فلا تبخل على نفسك وإخوانك و «(لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ)» .
---------------------------------
في حياتنا اليومية هناك الكثير من المزعجات ومنها أنك تصلي بجانب من يرفع صوته فإما أن تصمت أو تقرأ معه، أو تقرأ لنفسك وتحس بالمنازعة الشديدة من جارك في الصف، فهذا جاء لعمل الخير، (وَكَمْ مِنْ مُرِيدٍ لِلْخَيْرِ لَنْ يُصِيبَهُ) كما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه، بالإضافة إلى أنه أساء إلى مَن بِجوارِه هداه الله، وهناك أناس يرفعون أصواتهم لدرجة أنك تتجنب مسبقا الصلاة بجانبهم حتى لا يفسدوا عليك خشوعك هذا عن استطعت أن تعقل صلاتك، وهؤلاء الأشخاص صنف منهم مصاب بالوسوسة نسال الله العافية، فهو يكرر الآية عشرات المرات ويشك أنه قرأها، فاحمد لله على العافية إن كان جارك مسوساً، وانصح أخيك برفق إن كان غافلاً ولا يشعر بأنه يؤذي جيرانه في الصف، فكثير منهم يفعل ذلك ولا يدري بإزعاجه لمن بجانيه.
---------------------------------
صنفان من يعرفون قيمة وأهمية اللغة العربية، أما الصنف الأول فالمسلمون وهذا واضح، وليس بمستغرب، فالقرآن نزل (بلسان عربي مبين)، لدرجة أن من علماء المسلمين من قال: (إنَّ نفْسَ اللغة العربية من الدِّين، ومعرفتها فرْض واجب، فإنَّ فَهْم الكتاب والسنة فرض، ولا يُفهَم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) أما الصنف الآخر فهم أعداء الإسلام، فكلما اشتدت العداوة للإسلام رافقها الخصومة مع العربية، وكمثال على ذلك العلمانيون في تركيا الذين بلغ من عدواتهم للإسلام وكل ما يتصل به وذلك بـ(تبني الأبجدية اللاتينية للغة التركية بدلاً من العربية) ومنعوا الأذان باللغة العربية ومنعوا تدريس اللغة العربية في المدارس، أما العلمانيون الشيوعيون في روسيا فأقبح وأشنع، وما الذي فعتله فرنسا منا ببعيد، حيث فرضت - اخزاه الله- على المسلمين قسراً وظلما وعدوانا تعلم الفرنسية ومنع العربية، وأيضا كانت هناك محاولات استخدام العامية ومحاولة استبدال الأحرف العربية باللاتينية في الدول العربية والله المستعان.
---------------------------------
الحياة مدرسة، وبيت حكمة، ومركز دورات، ولا تلتفت يمنينا أو شمالاً إلا وترى من الحكم والآيات التي تستفيد منها، إن نظرت إلى جماد، أو حيوان، أو حتى إلى نفسك، فلن تعدم الفوائد الكثيرة، المهم هو إزالة حجاب الغفلة عن قلبك، والسعي للتأمل فيما حولك بقلبك، والناظر في الكتاب الحكيم يجد عدد كبير من الآيات التي تدعو الإنسان للتأمل والتفكر فيما حوله، ولا شك أنَّ الهدف الأساسي من ذلك هو اخذ العبرة والعظة، قال تعالى: {(قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ)} ، وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم «(لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ واحد مرتين)» ، فالجحور كثيرة في جدا في حياتنا سواء ما لدغنا نحن منه أو ما لُدِغَ غيرنا، وعلينا تجنب الإثنين معاً، وخلاصة مدرسة الحياة أنْ(خذ ما صفا، ودع ما كدر !).
وإلى اللقاء بحلقة جديدة من الهمسات إن شاء الله تعالى.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16-05-2022, 11:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هَمَسات .. في كلمات ...

هَمَسات .. في كلمات ... (6)


سالم محمد

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، أظهر الحقَّ بالحقِّ وأخزى الأحزاب، وأتمَّ نورَه، وجعل كَيد الكافرين في تَبَاب، والصلاة والسلام على عبده الذي خُلُقه الكتاب، ورأْيه الصواب، وقوله فصْل الخِطاب، وعلى من تبعه إلى يوم الحساب، أما بعد فهذه الحلقة السادسة من سلسلة (همسات في كلمات)، والتي نسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها من الكلمات الطيبات، والذخر بعد الممات، في يوم الحسرات .. اللهم آمين:



• النعمة لا تُعرَف حقيقةً إلا عند فقدها، أو نُدرتها، فالأمطار تصبح ضمن أخبار الصحف في المناطق الصحراوية، بينما رؤية الشمس يعتبر يوم جميل ومناسب للتنزه في المناطق غزيرة الأمطار، فسبحان الله، {الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} . ويمكن تطبيق هذا على مستوى فردي، فأغمض عينيك وتجول في بيتك لتحس بعمق عظم نعمة البصر، وبالتالي لا تشاهد بها إلا ما أحل الله، أيضا هناك من يتبرم من أولاده أحياناً، بينما من فَقَدَ أو فَقَدَتْ نعْمة الولد تتفطَّر أفئدتهم شوقاً للذريِّة، ويبذلون الكثير من الأموال ويزورون عدد من الأطباء في مناطق متعددة ليرزقوا بولد، أما أعظم نعمة فهي الهداية للإسلام ولكي تحس وتشعر بعظم العطية الربانية لك انظر لمن يعبد شجر أو حجر أو بقر وأسوء منهم من ينكر وجود خالق كل هؤلاء يعيشون جحيم لا يطاق، ويفتقرون إلى الطمأنينة التي يتفيَّءْ ظِلالها المؤمن كل ساعة.. {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ}.
***********
• عندما تنطق بالشهادتين فهذا في الحقيقة عقد والتزام منك وتعهد بالتسليم والاستسلام والتصديق والقبول والمحبة والانقياد لكل ما جاء عن الله ورسوله، حتى لو لم تعلم الحكمة تحديدا، وإلَّا فكل نقطة في الشريعة وُجِدَت لِـحِكَمٍ عظيمة وليس واحدة، عَلِمَهَا من عَلِمَهَا وجَهَلَها مَن جَهَلَها، لأنها ببساطة {مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}، وهذا من أشرف مقامات العبودية لله والتصديق بوعده ووعيده، فالذي يشهد أن محمدا رسول الله -مثلا- عليه أن يصدقه فيما أخبر، ويطيعه فيما أمر، ويجتنب ما نهى عنه وزجر، ويحذر كل الحذر من الابتداع فقد قال صلى الله عليه وسلم:«من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» .
***********
• فضْل العلْم وأهميته أشهر من أن يُذكر، لكن علينا أن نعرف أن تفاضل الخلق فيما بينهم حسب ما استفادوا من علمهم، وأشرف العِلْم علمك بخالقك، لذا فالعلماء في منزلة رفيعة وقلبهم الأنبياء وذلك لأن العلماء ورثتهم، كما أن طلب العلم يستطيعه كل أحد تقريبا لا سيما في هذا الزمان، فالعلم يرفع الوضيع، ويعز الذليل، ويرشد الحيران، وقبل ذلك طريق إلى الجنان، فارتقِ في سُلَّمِ المجد بطلب العلم والعمل به وأداء زكاته بنشره بين الناس، فالرفعة في الدنيا والآخرة للذين {أُوتُوا الْعِلْمَ} ، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}
***********
• الدنيا دار حرْث وزرْع وعمَل، والآخر دار جزاء وحصاد، لكن قد يعجِّل الله تعالى العقوبة لقوم في الدنيا مع ما ينتظرهم من العقاب الشديد في الآخرة {وَلَنُذيقنهم مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ، وفي هذا تحذير لمن يمشي في طريقهم، وعبرة لمن تسوّل له نفسه العمل مثلهم والتشبه بهم، وثبات للمؤمنين الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون؛ قال تعالى:{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} عوقبوا في الدنيا لِتَحايلهم على أوامر الله، لذلك علينا أن ننظر في أسبابِ هلاك الذين خلوا قلبنا لنتجنب الأسباب حتى لا يحل علينا العقاب .. {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ }.
***********
• الكذب من الخصال المذمومة بالفطرة، وهذا شيء متفق عليه بين العقلاء من كل المشارب، لكن (من أعظم الناس إثمًا مَن يكذب على الله تعالى ورسله، فينسِب إليهم ما لم يكن منهم)، والذين يكذبون على الله أو على رسوله أنواع فمنهم من يخترع كلاما لم يقله الرسول صلى الله عليه وسلم وينشره، وهذا وإن كان مجرما إلا أنه من السهل معرفة دَجَلِه وكذبه، لكن هناك صنف آخر يفتري على الله وعلى رسوله بتحريف المراد من نصوص الوحي، كمن يدعي أن قوله تعالى {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} إقرار للكفار على ضلالهم والسماح لهم بالدعوة إليه في بلاد المسلمين، ويقولون أنه حرية كفلها الإسلام، والإسلام جاء لإبطال الباطل لا التسامح في نشر الباطل وترويجه وإفساد عقائد الناس وآخرتهم، فهؤلاء يحرفون الكلم عن مواضعه، قال شيخ الإسلام رحمه الله: فإن الله ذم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، وهو متناول لمن حمل الكتاب والسنة، على ما أصَّله من البدع الباطلة.


وإلى همسات أخريات بإذن رب الأرض والسماوات.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16-05-2022, 11:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هَمَسات .. في كلمات ...

هَمَسات .. في كلمات ... (7)


سالم محمد

الحمد لله الواحد القهار، مكور الليل على النهار ومكور على النهار، والصلاة والسلام على النبي المصطفى المختار، وعلى آله وصحابته الميامين الأبرار، أما بعد:


فمع حلقة جديدة ومفيدة - إن شاء الله تعالى- من هذه السلسلة، التي أسأل الله أن يثقل بها موازين الحسنات، ويحط بها السيئات، والآن مع هذه الباقة:

«لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا» ، هذه كلمة قالها المصطفى عليه الصلاة والسلام في حجة الوادع، في إشارة إلى قرب رحيله عن دنيانا، وفيها إشارة إلى الاغتنام لأمر قد لا يتكرر، هذه العبارة نفسها تقولها مواسم الخيرات لكنْ بلسان الحال، ومواسم الخيرات في حياة الإنسان كثيرة ومن أبرزها: عشر ذي الحجة، رمضان لا سيما العشر الأواخر منه وغيرها، وهذه مواسم زمانية، وقد يكون الموسم مكانيا كمن جاء إلى مكة أو إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، أو المسجد الأقصى، كما يشمل الاغتنام قد أشخاص كالوالدين، قفد يكونا اليوم فوق الأرض وغدا في باطنها، كذلك العالِم الرباني، كل هذه تنادي بلسان الحال: (لعلي لا ألقاكَ بعد عامي هذا)، فإذا كانت هذه النصيحة نصب عينيك فقل أن تضيع موسماً للصالحات.
--------------------------
(نصيب الأسد)، هذه مصطلح يذكر للاستحواذ على النصيب الأكبر من شيء ما، وهو ينطبق اليوم تماما على نشرات الأخبار، حيث نصيب الأسد فيها للحرب الروسية الأوكرانية، هذه الحرب التي أسقطت كثير من الأقنعة الزائفة، وفضحت الكثير من الشعارات البراقة، وكشفت عقيدة الولاء والبراء التي يعيشها كهنة الديمقراطية العلمانية، وأظهرت أبرز صفاتهم وسماتهم ألا وهو الكيل بمكيالين، وهذا ليس جديد ولا مستغرب فقد قال لنا ربنا: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ} ، إذن فالحرب مستمرة على الإسلام والمسلمين، و(الذي لا يعلم أن أمريكا وروسيا تريدان القضاء على الإسلام والمسلمين فهو مغفَّل أشبه بالبهائم) كما قال العلامة الوادعي رحمه الله تعالى، (لَقَد كانَ فينا الظُلمُ فَوضى فَهُذِّبَت *** حَواشيهِ حَتّى باتَ ظُلماً مُنَظَّما)
--------------------------
ما أكثر ما كُتب في النجاح، وكثيرة تلك الكتب التي تحدثت عنه، ولعل أكثر من يؤلف في النجاح هم الغرب، لكن معيار النجاح عندهم مختلف تماما عما جاءت به الرسل، فقصارى النجاح عندهم أن تكون غنيا أو مشهور أو غير ذلك من المقاييس الدنيوية، ولا غضاضة أن يكون نجاحك في نشر الشرك والمنكرات والفواحش كالرقص، أو صناعة وبيع الأصنام، أو حتى البغاء فهي عندهم مهنة معترف بها وأيضًا (شريفة)، كما أنه لا مكان للآخرة في كتبهم، فالنجاح عندهم دنيوي فقط، وتجد أن هؤلاء الناجحين على مقياسهم يكثر فيهم الاكتئاب الموصِل أحيانا إلى الانتحار، ولكن المتأمل في هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء بكل ما يسعد الأنسان في الآخرة والأولى يجد الكثير من مقومات النجاح، النجاح المتكامل الذي يشمل الروح والجسد، يشمل الدنيا والآخرة، يشمل الغني والفقير، والمشهور والمغمور وهنا إشارة إلى خلطة مكونة من أربعة عناصر للنجاح:
- صلاة بخشوع {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}
- ملازمة لذكر الله {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .
- قيام الليل قال أبو سليمان( أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا‏)
- سلامة الصدر فـ(أصل الدين الورع، وأفضل العبادة مكابدة الليل، وأقصر طريق للجنة سلامة الصدر) كما قال القاسم الجوعي رحمه الله.
--------------------------
رمضان محطة للتزود من الطاعات، ومدرسة للتدرب وترويض النفس على العبادات وحسن الأخلاق، وترك مساوئها، وللتزود من الباقيات الصالحات، والعتق من النيران، وفضائل رمضان كثيرة ومشهورة، ومنها تصفيد الشياطين، لكن للأسف تنشط شياطين الإنس ليمكروا مكرا كبَّارا، ينفقون الأموال، ويعملون بجد واجتهاد، ويستعدون قبل قدوم رمضان بأشهر، بل لعلهم بعد انقضاء رمضان السابق، وهذا الجهد والجهاد، والمال والأوقات في سبيل الطاغوت، هدفهم الأسمى أن يغمسوك في نار تلظى، فاحذر من لصوص الآخرة، الذين ما كفاهم أن يكونوا جنودا لإبليس حتى طمعوا في عباد الله في شهر الخيرات يحاولون جرجرتهم معهم (نعم؛ دُعَاة على أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها)، فإذا نظرت في إنتاجهم الفني تجد غالبه تشويه الإسلام العلماء والصالحين ونشر الفواحش بقوة، فالرذيلة عندهم أوكسجين حياتهم، والأخلاق الحسنة تزكم أنوفهم، وتشمئز منها نفوسهم.
--------------------------
أخي المسلم هل أنت تاجر، الجواب كلنا تجار، لكن منا تجارة في حطام الدنيا وهو محمود ما دام يعمل في تجارته بطاعة الله ويؤدي ما عليه الحقوق، والصنف الأخر يتاجرون مع الله، حيث الربح مضمون بل ومضاعف ونسبة الخسارة (صفر في المائة)، لكن تأمل في تجار الدنيا إنهم يستعدون للمواسم أتم استعداد، ويحاولون أن يحققوا أكبر قدر من الربح ولو على حساب رفاهيتهم أو راحتهم، وقبل ذلك لديهم خطة مسبقة ويتم تطويرها باستمرار حسب ظروف العمل، حري بك أيها المسلم أن تكون أذكى من تجار هدفهم الربح المادي الذي حلاله حساب وحرامه عقاب، فلا يدخلن عليك موسم للتجارة مع الله إلا وخطتك مكتوبة عند رأسك {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ} .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15-06-2022, 10:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هَمَسات .. في كلمات ...

هَمَسات .. في كلمات ... (8)


سالم محمد

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد: فمع المجموعة الثامنة من باقات: همسات .. في كلمات، نسأل الله أن يبارك في كاتبها وقارئها وكل منتفع بها:
عقيدة الولاء لأولياء الله، والبراءة من أعداء الله متأصلة في كتاب الله وسنة نبيه، ومن أساليب الأعداء لتمييع هذه العقيدة الحنيفية السمحة، تقسيم الناس إلى مسلمين وغير مسلمين، والله تعالى يقول: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} ، فحتى تَقْبَل بالكفر والظلال؛ يقال هذا غير مسلم وليس كافر، وإذا ما قرأت القرآن تجد التحذير من الكفار وفضح أساليبهم لكن هؤلاء يوهمونك أن غير المسلمين ليس كلهم كفار، ومن المعلوم أن مصطلح غير مسلمين لا وجود له في القرآن، والبعض يستعمله مداهنة وخوفا من أن يقال له تكفيري، والتكفير قد يكون بحق أو باطل، وهو حكم لله تعالى، فمن كفره الله كفرناه، ولو كره المنافقون، وهذه اللوثة سرت وانتشرت حتى إن بعضهم لا يكفر اليهود والنصارى أو من يسميهم (المسيحيين)، ووصل التطرف والغلو من بعضهم أن شهد لهم بالجنة، وقبل ذلك يترحم على موتاهم. و(الصلاة على الكافر والدعاء له بالمغفرة : حرام بنص القرآن والإجماع) كما قال الإمام النووي رحمه الله.
--------------
طابور من القرون منذ أن بعث الرسول صلى الله عليه وسلم و(رأيت الناس يدخلون في دين الله)، من أعظم دلائل النبوة؛ إذْ كيف لبشر أن يَكذِبَ كل هذه القرون وعلى كل هؤلاء البشر دون أن يكتشفه أحد، أو يخذله الله سبحانه وتعالى، كما أن الحقائق التي جاء بها لم يوجد فيها ولا خطأ واحد، فكيف يمكن تأليف كتاب قبل قرون عديدة ويتحدث عن أمور علمية كثيرة وغيبية، ولا يخطئ في مسألة واحدة، والكتب والأفكار الموغلة في القدم والتي وصلت إلينا كالأفكار اليونانية تحتوي على الكثير من المعلومات المغلوطة والمضحكة التي تبين أنها خرافة بسبب التقدم في العلوم والاكتشافات، وهكذا هي كتب البشر، فيها ما يكون اليوم حقيقة علمية؛ وبعد سنين عددا يكون خرافة مضحكة، فكل منصف درس القرآن وتأمَّل فيه لابد وأن يصل إلى حقيقة أنه من عند الله عز وجل، نزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
--------------
من المشاريع الرائدة والنافعة (الموسوعة الفقهية الكويتية)، ويشار إليها لشهرتها بالموسوعة الفقهية، وقلَّ أن تجد طالب علم عموما، وطالب فقه خصوصا فضلا عن العلماء لم يستفد منها، (وهي دائرة معارف بصياغة عصرية, لتراث الفقه الإسلامي ...، تجمع الأحكام الفقهية, وتعرضها من خلال عناوين ومصطلحات ... وكتابتها بأسلوب مبسط)، والهدف منها (تسهيل العودة إلى الشريعة الإسلامية لاستنباط الحلول القويمة منها لمشكلات القضايا المعاصرة)، والعمل الموسوعي يتميز بكثرة مؤلفيه، واستيعابه، وسهولة الوصول إلى المعلومة ومراجعها للاستزادة، والمسلمين بحاجة اليوم إلى موسوعات على غرار هذه الموسوعة في مجالات عدة، خصوصا العقيدة، فأين جهود العلماء والحكام والتجار لإخراج موسوعة للأمة تلم شعث علم العقيدة وتشمل جميع العقائد بما فيها الباطلة وتفنيدها، حتى يقف عليها الباحث وطالب العلم، وتكون مجموعة في مكان واحد، يسهل الوصول إليه والمقارنة، وتكون ملجأ للدعاة لدحض الشبهات، وبيان عوار العقائد الجاهلية.
--------------
الناظر المتأمل في أحوال الأمم اليوم يجد بوضوح أزمة أخلاقية واضحة، فنرى مثلا تهافت الكثير من الدول على فرض مساوئ الأخلاق، من فواحش ومنكرات، وشرك وظلم، وتكبر على الله عز وجل، حيث شجعوا على سب الأنبياء والرسل واعتبروه (حرية)، مع عدم قبولهم للتعرض لأوثانهم بالطعن بأي شكل كان، والحضيض الذي وصلت إليه الكثير من المجتمعات لا يكاد يصدق، حيث أنهم جعلوا معيار الأخلاق لثلة من سفائهم، فما وافق أهوائهم قبوله وأيدوه، وما لم حاربوه واعتبروه تخلف وفساد وانتهاك للحقوق، على المنطق الفرعوني {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى} ، بل تمادوا في ظلالهم وظلامهم حتى أنكروا أن تكون هناك مرجعية للأخلاق، فقالوا بنسبية الأخلاق، فلا يمكن إطلاقا - بحسب هذا النطق الهمجي العشوائي الأعوج - تخطئة أي فعل أيًّا كان حتى إبادة جميع أهل الأرض، وبذلك انحدروا إلى مستوى دون الحيوانات، والحقيقة أنه بقدر ابتعاد الانسان عن النبع الصافي المتمثل في الوحي الإلهي، يكون شططه في أخلاقه، حتى يجعل إله هواه، وينفي أن يكون للأخلاق معيار، قال تعالى ( {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} ).
--------------
التمادي في عدم إنكار المنكر يجعل الناس يستمرؤن الباطل ويُشرَب في قلوبهم ويأكل معهم ويشرب، بحيث ينكرون على من لم يُجارِهِم في باطلهم، وبمرور السنين، وذهاب المصلحين أو تخاذلهم، تنمو شجرة الباطل من بدع وخرافات وظلم، ويصعب زعزعتها أو اقتلاعها، لأن جذورها عميقة في نفوس المجتمع، ويحتاج المصلح إلى جهد جهيد، وتضحية عظيمة؛ حيث يعاديه جل أفراد المجتمع في البداية لا سيما (الملأ منهم) بل قد تكلفه حياته، لذا فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام أمان للمجتمعات ولو بكلمة، وذلك حتى يعرف الناس الباطل وإن وقع بعضهم فيه، أو عجز صالحيهم عن دفعه، وقد قص الله علينا في القرآن طرفا من ذلك كقوله تعالى: {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} ، فلم يقبلوا البعث بعد الموت واستنكروه مع إيمانهم بالخلق الأول، وأن الله على كل شيء قدير، وأيضا قوله تعالى: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} ، هنا استنكروا أن يكون الرسول من البشر، ولشدة انغماسهم في الشرك وعليه نشأ الصغير، وهرم الكبير، أنكروا أن يكون الإله واحد، لأنهم نشأوا على تعدد الآلهة ولو كانت من حجارة صماء، وحكى الله ذلك عنهم بقوله: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} ، فصار توحيد الخالق العليم القدير مالك الملك شيء عجاب.

وإلى اللقاء في باقات أخريات أن شاء الله




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22-06-2022, 10:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هَمَسات .. في كلمات ...

هَمَسات .. في كلمات .. (9)


سالم محمد


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد: فمع المجموعة التاسعة من باقات: همسات .. في كلمات، نسأل الله أن يبارك في كاتبها وقارئها وكل منتفع بها:
الشهوة الجنسية والميل إلى الجنس الآخر غريزة مركبة في البشر، وليست خطأ ولا عيبا في حد ذاتها، ولكنها كالسيل إن لم توضع أمامه الحواجز والسدود دمَّر وأهلك ما أمامه، والاسلام جاء بتهذيب هذه الشهوة، والسمو بها وجعلها مورد للحسنات ومحاسن الأخلاق والتآلف والتراحم، بينما في المناهج البشرية الوضعية الوضيعة كالعلمانية واللبرالية والديمقراطية أُطْلق للشهوة العنان فاكتووا بنارها واصطلوا بلظاها، وتخبطوا وانحدروا إلى مستوى أسفل من الحيوانات، فأقروا عمل قوم لوط، بل حتى نكاح المحارم والبهائم، وأصبح الأمر عندهم سعار وفوضى ووصل الأمر بهم بأن يحاربوا الرذيلة ويفرضوا على الناس قسرًا تأييد عمل قوم لوط والعياذ بالله، أَلَا فلا نمش في نفس الطريق فنصل إلى ما وصلوا، ونهوي في هوة سحيقة من الباطل، (فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ).
------------
الذين يتركون التعلم عموما والقراءة خصوصا فور انتهائهم من الجامعة أو المعهد واستلام الشهادة، هؤلاء لم يعرفوا العلم حق المعرفة، ولعلهم طلبوا العلم لأجل الشهادة، والشهادة لأجل الوظيفة، فإذا حصل -مَنْ هذا شأنه- على الوظيفة ألقى عصى الترحال، وحسِب أنه وصَل، وهذا يعود لخلل في الهدف، فالهدف السائد عند الكثير - وللأسف - التعلم للحصول على الدرجات والنجاح في الاختبار، ثم الشهادات ثم المال والجاه، ولا مكان للتعبد لله بهذا العلم والإخلاص لله تعالى في طلبه وبثِّه، ومجاهدة الأعداء به، والعلم النافع حتى ولو لم يكنْ متعلق بالشريعة فيما يسمى بالعلوم التجريبية يمكن طلبها بإخلاص لله تعالى ونفع الناس ابتغاء وجه الله فـ (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس)، والأمة محتاجة لجميع أنواع العلم النافع، والذي يطلب علمًا لأجل دنيا خسر خسرانا مبينًا، وقد يكون سببا في هلاكه.
------------
مما يقضي على الشبهات والوساوس التي يلقيها شياطين الإنس والجن على المسلم استشعار علاقته بربِّه، فأنت مخلوق والله خالق، ( {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} ) والله ( {الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} )، وأنت ظلوم جهول والله عليم خبير، وأنت من ماء مهين والله الواحد القهار، وأنت الفقير والله الغني الحميد، والنتيجة أنت عبد مقهور والله (عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)، أي أنك محتاج إلى عبادة الله والخضوع له قال تعالى {لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} )، وأما إنْ عصيت وتكبرت على ربك فقد قال الله: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، من ذلك يتبين أنَّ أي اعتراض على أوامر الله تعالى، والطعن في الشريعة هو قمة السفه والحمق، إذ أنك محتاج إلى الله في جميع أمرك ، واقع تحت سلطن الله وقهره في كل لحظة، فكيف يكون في نفس شك أو حرج من أمر الله، ومن استحضر هذه المعاني فسوف يفرُّ إلى الله، ولن تقف في وجهه شبهة أو شهوة، لأنه عرف ربه وعرف حقيقة نفسه، والنظر في القرآن وفي آيات الله الكونية مما يعرِّف الانسان بنفسه وبخالقه جل وعلا.
------------
قد تجد من دعاة العلمانية ومحاربو الفضيلة عبارات من مثل: الجهاز الذي تكتب به صنعه كافر، الكتاب الذي تقرأ منه صنعه كافر، اللباس الذي تلبسه صنعه كافر، وهكذا يعدد لك بعض الصناعات التي ابتكرها الكفار أو تفوقوا فيها، وهو بذلك ساخرا من الاسلام والمسلمين لا سيما العلماء والدعاة، وهذا منطق أعوج، إذ لا علاقة بين الصناعة وصحة المعتقد، أو صلاح الأخلاق، والعلماء متخصصون في العلم الشرعي ولا يلزمهم اتقان العلوم التجريبية الأخرى، بل النبي صلى اله عليه وسلم استخدم سلاح صنعه كفار، واقتنى آنية صنعها كفار، ولبس ثيابا نسجها كفار، وهلم جرّا، ورسالته واضحة قدمها في قوله: (إنما بعثت لأتمَّمَ مكارم الأخلاق)، فالمسلم يقبل من الكافر العلم الدنيوي النافع ويرفض ويحارب الرذيلة كالزنا وعمل قوم لوط، يقبل التقدم الصناعي ويرفض الخرافات من مثل نظرية التطور واعتقاد أن أجدادنا قردة، كذلك يقبل المسلم المعارف الإدارية النافعة ولا يلزم منه شرعنة قتل النفس التي حرم الله بما يسمونه (حق الإجهاض)،كذلك لا صلة بين الاستفادة من معادلات الفيزياء النافعة وسب الأنبياء بحجة (حرية التعبير)، الخلاصة أن كل نافع مقبول ولو كان من كافر، وكل ورذيلة مرفوضة ولو كانت من مسلم.
------------
من محاسن الشريعة الإسلامية محاربة الرذيلة ووسائلها وما يؤدي إليها، والدعوة إلى الفضيلة وما يقرِّب منها، أبرز مثال على ذلك تحريم فاحشة الزنا وعمل قوم لوط، حيث جاءت الشريعة بأحكام كثيرة من ضمنها فرض الحجاب على المسلمة، والأمر بغض البصر، ولكن هذا لا يعجب دعاة الرذيلة، فشجَّعوا كل وسائل الرذيلة وحاربوا ما يمنعها أو يقللها، لذلك تجد هجومهم الشديد على تغطية الوجه، والزواج المبكر والتعدد، وقد يتذرعون في تغطية الوجه مثلا بأن المسألة خلافية، وتغطية الوجه من فضائل الأخلاق، ومحاسن الشرائع، ولا يحاربه إلا جاهل أو عدو للفضيلة في قلبه مرض، والعلماء مجمعون قاطبة على الدعوة إلى تغطية الوجه وفضيلته، وإنما اختلفوا في وجوبه، والذين قالوا بالجواز اشترطوا لذلك شروط لا يذكرها عباد الشهوات، ومروجو الفواحش.
وإلى لقاء آخر في باقات أُخَر بإذن الله تعالى



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22-07-2022, 11:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هَمَسات .. في كلمات ...


هَمَسات .. في كلمات .. (10)


سالم محمد

الحمد لله رب العالمين وصلاةً وسلاماً على المبعوث رحمة للعالمين ومع الحلقة العاشـ 10ـرة من سلسلة (همسات في كلمات)، والتي نسأل الله أن ينفع بها وأن يجعلها من الكلمات الطيبات، والذخر بعد الممات، في يوم الحسرات، والآن مع الـ همسات:


الإنسانية هي كلمة مطاطية يُنصَر بها الباطل ويُرفَض بها الحق، وكثير من دعاتها يعتبرون الفواحش عمل إنساني، والإنكار على المستهزئ بالأنبياء عمل لا إنساني، ومن كانت مرجعيته الإنسانية فهو يجري خلف سراب، ولو سألته ما تعريف الإنساني وغير الإنساني، وما هو الضابط لما هو أنساني وغير إنساني لحار في ذلك ولم يستطع جواباً. فعلا سبيل المثال هناك سؤال أيها نقدم الإنسانية أم الدين؟، وهنا سؤال المليون: ما هو الخير الذي تدعوا له الإنسانية وغير موجود في الإسلام؟، فالإنسانية مذهب فوضوي عشوائي يشمل الكثير من الباطل والتناقضات العجيبة، وليس له زمام ولا خطام ولا مرجعية ولا أساس، وهذا عين الباطل، أما ما يدعون إليه من بعض مكارم الأخلاق فهي موجودة في الإسلام، بينما دعاة الإنسانية يتخبطون في ظلمات الجهل والخرافة والتناقض، بل والشرك أحيانا، فلنحذر ولنحذِّر منهم.
-----------------------------------------
هناك للأسف من يقلل من شأن الدعوة إلى توحيد الله ونبذ الشرك والتحذير من وسائله، والحقيقة أن هؤلاء لو تأملوا قليلا في القرآن والواقع لغيروا رأيهم، أما القرآن فالعناية فيه بالتوحيد أوضح من الواضح، وأبين من البين، يكفيك أن أول ما يقوم به الأنبياء ( {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} )، أما الواقع فنحن نعلم أنَّ ( «الدعاء هو العبادة» )، وهناك الملايين ممن يدَّعون الإسلام ويصرِفون أهم عبادة لغير الله وهذا عين الشرك، وأيضا التعلق بغير الله تعالى مستشري في الأمة، فهذا يتعلق بقبر، وآخر بولي مزعوم، وثالث بإمام يعتقد زورا عصمته، وكل هؤلاء يدعون من دون الله، ويُخافون ويُرجَون، وتسكب على عتبات أضرحتهم الدموع، وتنفق على سدنتهم الملايين، والله المستعان، ونسى هؤلاء أو تناسوا قوله تعالى {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} )، وقول المصطفى ( {إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّ} هِ).
-----------------------------------------
من عيوب الديمقراطية عدم الثبات، فهي تختلف من مكان إلى آخر، ومن زمن لآخر، فهناك ديمقراطيات تمنع بناء المساجد، وأخرى تسمح، وكانت الديمقراطيات تحرم قتل الأجنة(الإجهاض)، وتهاجم عمل قوم لوط، وبمرور الزمن أبيح قتل الأجنة وأصبح حق، وتم تشجيع عمل الفاحشة الكبرى وأصبح مجرد مخالفتهم أو حتى عدم التصريح بتأييدهم إجرام، باختصار الديمقراطية منهجية عشوائية عمياء لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا، وليس في الديمقراطية هنا معيار موضوعي للتفريق بين الخير والشر والعدل والظلم والصواب والخطأ، والسؤال المحير لهم: هل الديمقراطية حق أم باطل؟ وإذا كانت حق ما الدليل؟!!!!
-----------------------------------------
هناك دعوة خبيثة منتشرة عالميا وهي المناداة بالمساواة، أما في الإسلام فقد قال تعالىإن الله بأمر بالعدل ) وليس المساواة لأنها قد تكون ظلم، فعلى سبيل المثال لم تساوي الشريعة بين حق الأم والأب (أمك ثم أمك ثم أمك)، ولم تساو أيضا بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين أمته، فهو معصوم اختاره الله واصطفاه، فمن سبه خرج من الإسلام ووجب إقامة الحد عليه باتفاق العلماء، وهذا ليس لآحاد أمته، والأمثلة كثيرة، بل إن الحياة تستحيل بالمساواة المطلقة، ولذا فهي شعار أجوف يرفعه كهنة العلمانية واللبرالية والديمقراطية والنسوية، أخزاهم الله، وقد يقول قائل مساواة لكن مقيدة، نقول ما ضابط هذا القيد؟ ومن أعطاهم الحق في أن يفرضوا قيودهم على المسلمين؟ فالحمد لله على نعمة الإسلام والعقل.
-----------------------------------------
الجهاد نوعان: إما في سبيل الله أو سبيل الطاغوت لقوله تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} )، أما الجهاد في سبيل الله فضابطه (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)، أما الطاغوت فـ (كل ما تجاوز به العبد حده من معبود، أو متبوع أو مطاع)، وكل من يحارب الإسلام اليوم من دعاة الديمقراطية أو العلمانية أو اللبرالية أو النسوية هم مجاهدون لكنْ في سبيل الطاغوت، وهناك من يجاهد من أجل التراب، يقدس تراب وطنه ويجاهد من أجله مع أن وطنه جماد، لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنه شيئا، قال تعالى {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} )، فإن رأيت مجاهدون في سبيل طاغوت فاحمد لله أن أنجاك من ضلالهم، ولا تنسس أن تجاهدهم، فالجهاد لا يقتصر على القتال بل يشمل الحجة والبرهان، ومنه الرد على الشبهات وتفنيدها، ومناظرة رؤوس الباطل وفضحهم، قال تعالى: ( {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ).
وإلى اللقاء بحلقة جديدة من الهمسات إن شاء الله تعالى.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 158.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 152.15 كيلو بايت... تم توفير 6.11 كيلو بايت...بمعدل (3.86%)]