خطبة: وقفة إيمانية مع سيدنا عيسى عليه السلام والثانية: العنف ضد النساء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سبع خطوات تجعلك أجمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أحفاد ابن تيمية ولا فخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          زيادة ركعة بعد كل فرض بسبب الوسواس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          التلفظ بالنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          دخل ووجد الإمام راكعا هل يلزمه تكبيرة أم تكبيرتان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          20 قاعدة لحقوق وواجبات العمل في الاقتصاد الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          رمضان ووحدة الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          كبســولات نفسيــــة خفيفـــة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 4426 )           »          واجب الأمة نحو تعليم القرآن والمشتغلين بحفظه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2024, 01:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,562
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة: وقفة إيمانية مع سيدنا عيسى عليه السلام والثانية: العنف ضد النساء

خطبة: وقفة إيمانية مع سيدنا عيسى عليه السلام والثانية: العنف ضد النساء
محمد بن أحمد زراك

الحمد لله الذي خَلَقَ سيدنا عيسى من أمٍّ بلا والد، وجعله آيةً تدل على أن الله الخالق الواجد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القادر الـماجد، شهادةً نتبرأ بها من كل ما يعبد من دون الله الواحد، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله خير موحِّدٍ عابد، أنزل الله عليه القرآن تبيانًا لكل شيء، وردًّا على شُبُهات كل جاحد، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى آله وأصحابه كل ناصر منهم ومساند، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم ينجو الموحدون من أهوال القيامة، وما فيها من الشدائد: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]؛ أما بعد:
فيا أيها المؤمنون والمؤمنات، تشهد معظم البلاد في هذه الأيام، استعدادات للاحتفال برأس السنة الميلادية، ومن المناسب أن نخصِّصَ خطبة اليوم للحديث عما يجب أن نؤمن به ونعتقده في حق سيدنا عيسى عليه السلام.

عباد الله، كانت ولادة سيدنا عيسى عليه السلام آيةً من آيات الله؛ وذلك أن جبريل عليه السلام جاء إلى مريم فبشَّرها بأن الله سيرزقها ولدًا من دون زوج، فتعجبت مريم، كيف لها أن تحمل؟ وقالت كما قال الله تعالى: ﴿ قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴾ [مريم: 20]، وبقدرة الله حملت مريم بعيسى، فخلقه الله من أمٍّ بلا أب، ولما ولدت جاءت بابنها إلى قومها فاتهموها بالزنا، لكن الله سبحانه بقدرته أنطق هذا المولود؛ فقال كما قال الله تعالى: ﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي ﴾ [مريم: 30 - 32]، سبحان الله! حينما يتأمل المؤمن قدرة الله في خلق عيسى عليه السلام، وفي تكلُّمِهِ في الـمهد؛ يزداد إيمانًا ومعرفةً بالله، وخشوعًا بين يديه، وخوفًا منه، ووالله ما أقدم عبدٌ على طاعة إلا بسبب معرفته بالله وبقدرته، ووالله ما أقدم عبدٌ على معصية إلا بسبب جهله بالله تعالى؛ سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلًا يقرأ قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ﴾ [الانفطار: 6]، فقال عمر: "الجهل"؛ أي: غرَّه جهله بالله[1]، وبقدرته على أن ينتقم منه في أي لحظة.

عباد الله، لما بلغ عيسى بضعًا وثلاثين سنةً، اختاره الله رسولًا إلى بني إسرائيل، وأنزل عليه كتاب الإنجيل، كما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم، يدعو الناس إلى عبادة الله وحده، وأيَّده بالمعجزات التي تدل على صدقه، ومن تلك المعجزات: أنه ما مسح على مريض ولا أعمى إلا شفاه الله، وما مسح ميتًا إلا أحياه الله، ولذلك سُمِّيَ الـمسيح؛ لأنه ما مسح على شيء إلا أحياه الله.

ومن مواعظه عليه السلام: "لا تُكثِروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم؛ فإن القلب القاسي بعيد من الله... ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، فإنما الناس مبتلًى، ومعافًى، فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية"[2]، ما أعظمها من موعظة! فأقْبِلْ - أيها المؤمن - على ذكر الله، وعلى قراءة القرآن الكريم، يلين قلبك، وتتلذذ بحلاوة ولذة عبادة ربك، وإذا رأيت إنسانًا فيه عيب في بدنه، أو نقص في دينه، مبتلًى بالزنا أو بشرب الخمر؛ فارْحَمْهُ واستره وساعده على الصلاح ولا تشمت به، واحمد الله سبحانه الذي عافاك، فاللهم لك الحمد.

وقد انقسم بنو إسرائيل في عيسى إلى ثلاثة أقسام؛ قسم آمن به لأنه رسول الله، وقسم كفروا وقالوا: إنه هو الله وابن الله، وقسم حاربه وحاول قتله.

ومن الأمور العجيبة التي وقعت لهؤلاء الذين أرادوا قتله، أن أحد أصحاب عيسى خرج إليهم ليدلهم على مكانه ليقتلوه، فألقى الله صورة وجه عيسى على وجه هذا الخائن، فأمسكوا به وصلبوه وقتلوه، وحفظ الله نبيَّه منهم ورفعه إلى السماء، وسينزل إلى الأرض في آخر الزمان.

هذه هي عقيدتها أيها الإخوة، وبعد هذا أحدثكم عن احتفالات رأس السنة، فالنصارى يحتفلون؛ لأنهم يعتقدون أن عيسى هو ابن الله، ويحتفلون كذلك بقتله، ويعتقدون أنهم لما قتلوا ابن الله، وعلقوا يديه ورجليه بالمسامير، فإنه أنقذ البشر من الذنوب، ومن خطيئة آدم لما أكل من الشجرة؛ ولهذا ترى النصارى يعظِّمون الصليب؛ لأنه بزعمهم رمز للفداء وإنقاذ البشر، وهذا كله شرك بالله، وكفر واعتقاد باطل، وقد تعلمنا في هذه الخطبة أن مريم هي التي ولدت عيسى بأمر الله، وأنهم لم يقتلوه وإنما رفعه الله إليه، وسينزل في آخر الزمان؛ لذلك يحرم على المؤمن أن يشاركهم في هذه الاحتفالات؛ لأن أصلها مبني على الكفر بالله سبحانه، فاللهم إنا نعوذ بك من الكفر، اللهم أرِنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه يا رب العالمين، نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبحديث سيد المرسلين، وغفر لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين، والحمد لله رب العالمين، ادعوا الله يستجب لكم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فيا عباد الله، ننتقل بحضراتكم إلى التذكير بموضوع آخر، بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد النساء.

تعلمون - أيها الكرام - أن كثيرًا من البيوت الزوجية، انتشرت فيها ممارسة الرجل العنفَ على زوجته، فمن الناس من يضرب زوجته دون مراعاة لكرامتها، ومنهم يمنعها من زيارة أقاربها، ومنهم من يتصرف في مال زوجته الخاص دون وجه حقٍّ، وغيرها من مظاهر العنف التي تدل على جهل الكثيرين بتعاليم الإسلام السمحة.

يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء: 19]، والمعاشرة بالمعروف معناها: توفير النفقة، والإجمال في القول والفعل، وألَّا يضربها ولا يسيء الكلام معها، ويكون منبسطَ الوجه لها، ويعاملها كما يحب أن تعامله[3]، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أسوةً حسنةً في التعامل مع الزوجة بفعله وبقوله؛ فأما فعله فقد كان صلى الله عليه وسلم يعاشر نساءه بالأخلاق الكريمة، صابرًا متواضعًا، لطيفًا جوادًا، كريمًا حنونًا رفيقًا.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم، فإنه كان يبين أن من علامة كمال إيمان الرجل حسن معاملة الزوجة، كما جعل الميزان الذي يُعرَف به كون الرجل خيرًا فاضلًا - حسنَ معاملته لزوجته؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((إن من أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خُلُقًا، وألطفهم بأهله))[4]، فاللهم أعنَّا على حسن معاملة نسائنا يا رب العالمين.

هذا، وأكثروا من الصلاة والسلام على النبي الأمين؛ فقد أمركم بذلك مولانا الكريم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما صليت وسلمت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، خصوصًا الأنصار منهم والمهاجرين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم وفِّق للخير جلالة الملك أمير المؤمنين محمدًا السادس، اللهم انصره نصرًا عزيزًا تُعِزُّ به الدين، وتجمع به شمل المسلمين، اللهم بارك له في وليِّ عهدِهِ الأمير الجليل مولاي الحسن، واشدد اللهم أزْرَهُ بصِنوه الأمير السعيد مولاي رشيد، واحفظه اللهم في جميع الأسرة الشريفة يا رب العالمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وأدِمْ على بلدنا الأمن والأمان وعلى سائر بلاد المسلمين، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعًا مرحومًا، واجعل تفرقنا من بعده تفرقًا معصومًا، ولا تَدَع فينا ولا معنا شقيًّا ولا محرومًا، اللهم إنا نسألك الهُدى والتُّقى والعَفاف والغِنى، اللهم اجعلنا يوم الفزع الأكبر من الآمنين، ولحوض نبيك من الواردين، ولكأسه من الشاربين، وعلى الصراط من العابرين، وعن النار مزحزحين، وإلى أعلى جناتك سابقين، وإلى وجهك الكريم من الناظرين يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]، ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].

[1] تفسير ابن كثير.

[2] موطأ الإمام مالك.

[3] تفسير الألوسي، روح المعاني.

[4] رواه الترمذي.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.79 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]