﴿وأحسنوا إن الله يحب المحسنين﴾ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الإسلام والغرب بين أساطير الصدام وحقائق الانسجام - الاسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          لقد مضى عهد النوم - المطلوب في شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          مـاشطـة بنـت فــرعون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الطفل والتدرج في المسؤولية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضان في عزّ الصيف...هل سيطول القصير؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تأملات ووقفات مع آية السكينة والرحمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الحقد اليهودي - اليهود عبر التاريخ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          سبع خطوات تجعلك أجمل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أحفاد ابن تيمية ولا فخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          زيادة ركعة بعد كل فرض بسبب الوسواس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2024, 09:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,569
الدولة : Egypt
افتراضي ﴿وأحسنوا إن الله يحب المحسنين﴾





﴿وأحسنوا إن الله يحب المحسنين﴾



يقول الله تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[البقرة: 195].

هذه الآية وإن كانت جاءت تتحدث عقب أمر الله بالإنفاق في سبيل الله، إلا أن الله كتب الإحسان على كل شيء، فالإحسان هو أعلى مقامات العبودية لله، فالإحسان معناه: «أن تعبُد اللهَ كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»، فالمحسن يعبُد الله كأنه يراه، بمعنى أن يعمل العمل مستشعرًا أنَّ اللهَ يُراقبه.

والعبد ينبغي أن يحسن في كل أعماله سواء مع الخالق أو الخلق، ويحتسب كل أعماله لله، حتى يؤجر عليها، ومن أهم الأعمال التي ينبغي على العبد أن يكون فيها محسنًا، هي أداء الواجبات، وترك المُحرَّمات، وفعل الخيرات من الصدقة والصلة... وغيرها.

الإحسان أجْرُه عظيمٌ عند الله، ويكفي أن المحسن نال به أولًا محبة الله، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[البقرة: 195]، والأمر الثاني ينال المحسن معية الله، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}[النحل: 128].

أحسن يا عبد الله في صلاتك، أداءً وخشوعًا وطُمَأْنينة، راقب الله وأنت تصلي، وأحسن في صدقتك، واجعلها خالصةً لله، ومن غير منٍّ ولا أذًى، وأحسن في صيامك وحجِّك كما أمرك الله، كان من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمُعاذ قال له: «أوصيك يا معاذ، لا تَدَعَنَّ في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعِنِّي على ذكرك وشكرك وحُسْن عبادتك»، فحسن العبادة يا عباد الله لا يأتي إلا بمعونة من الله، ثم بمجاهدة العبد لذلك، أحسنوا إن الله يحب المحسنين.

وأما الإحسان إلى الخلق، فمن ذلك:
الإحسان إلى الوالدين، قال تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [البقرة: 83]، يقول: وأمركم بالوالدين إحسانًا أن تحسنوا إليهما وتبرّوهما، فالإحسان إليهما من أعظم العبادات، كذلك الإحسان إلى الزوجة، بحُسْن العشرة والإنفاق عليها وأداء حقوقها والصبر على أذاها، وكذلك إحسان الزوجة للزوج، ومنه الإحسان إلى الأبناء باختيار أجمل الأسماء لهم وتربيتهم ورعايتهم والعدل بينهم، والتوسيع عليهم وإدخال السرور عليهم.

وأحْسِن إلى جارك بالسلام عليه والكلمة الطيبة ومشاركته في أفراحه وأحزانه، والصبر على أذاه، ولا تقابل السيئة بالسيئة، بل السيئة بالحسنة، وأحسن إلى اليتيم والأرملة وإلى الفقراء وسائر المحتاجين بمساعدتهم والسؤال عنهم؛ عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: «السَّاعِي على الأَرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالمُجَاهِدِ في سبيل الله»، وأَحْسَبُهُ قال: «وكالقائم الذي لا يَفْتُرُ، وكالصائم الذي لا يُفْطِرُ»؛ (متفق عليه).

قال الشاعر في قصيدته:
أحْسِن إلى الناسِ تستعبِدْ قلوبهم = فطالما استعبَد الإنسانَ إحسانُ

ومن أنواع الإحسان، الإحسان في العمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدُكم عملًا أن يتقنه»؛ (أخرجه أبو يعلى في مسنده) .

فاستلام أي عمل من الأعمال، هو نوع من الأمانات التي يتحملها العبد، فمن أدَّاه على الوجه المطلوب فقد أدَّى الأمانة، ومن أدَّاه بإتقان ومهارة وربما أضاف شيئًا من عنده، فهذا من الإحسان، فالإحسان مطلوب في كل شيء، عن أبي يعلى شداد بن أوس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتُم فأحسِنُوا القِتْلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليُحدَّ أحدكم شفرته، ولْيُرِحْ ذبيحته»؛ (رواه مسلم).

عباد الله، الإحسان لا يأتي إلا بخير، ومن أنواع الإحسان التي تجعل لك محبة عند الناس هو الإحسان إلى الناس بالقول الحسن، قال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]، قال ابن كثير: أي: كلموهم طيبًا، ولينوا لهم جانبًا، وقال السعدي رحمه الله في تفسيره: ومن القول الحسن أمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وتعليمهم العلم، وبذل السلام، والبشاشة وغير ذلك من كل كلام طيب.

ولما كان الإنسان لا يسع الناس بماله، أمر بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق، وهو الإحسان بالقول، فيكون في ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار؛ ولهذا قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[العنكبوت: 46]، ومن أدب الإنسان الذي أدَّب الله به عباده، أن يكون الإنسان نزيهًا في أقواله وأفعاله، غير فاحش ولا بذيء، ولا شاتم، ولا مخاصم، بل يكون حسن الخلق، واسع الحلم، مجاملًا لكل أحد، صبورًا على ما يناله من أذى الخلق، امتثالًا لأمر الله، ورجاء لثوابه.

فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، فقد قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
منقول








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.53 كيلو بايت... تم توفير 1.52 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]