مسؤولية الأخلاق عند علماء الحديث - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         دم الاستحاضة سببه ركضة الشيطان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          حكم التسميع والتحميد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          فضل الصلاة في الصف الأول والصفوف المقدمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          جوانب خفية في الخلاف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الوجيز في فقه الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 181 - عددالزوار : 60934 )           »          أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 26 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-02-2022, 04:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,946
الدولة : Egypt
افتراضي مسؤولية الأخلاق عند علماء الحديث

مسؤولية الأخلاق عند علماء الحديث
د. عبد الله لبابيدي
الأخلاق في الإسلام هي الدعامة الأولى التي تكفل للمجتمع الحفاظ على حياته بعيدًا عن الانحلال والتفلت، لذلك فهي غير قابلة للتنازل والتغيير والتبديل بحجة التطور والحداثة والتغيير الاجتماعي.

والأخلاق عند علماء الحديث أساسٌ مهمٌ لإتقان الصنعة الحديثية، ونقل الروايات والأخذ عن الشيوخ، فقد صنف علماء الحديث فيه الكثير من الكتب منها كتاب السمعاني (أدب الإملاء والاستملاء)، وكتاب (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) للخطيب البغدادي، حيث ذكر فيه عددًا من النصوص الدالة على الآداب والأخلاق، ومن جملة ما ذكره بابٌ في ذكر ما ينبغي للراوي والسامع أن يتميزا به من الأخلاق الشريفة، ودُرس هذا الكتاب من نواح عدة بعد ذلك فكتبت فاطمة محمد سرور (الفكر التربوي عند الخطيب البغدادي من خلال كتابه الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)، وكتب محمد الرفاعي (المنهج التربوي عند المحدثين من خلال كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)، وكذلك كتب أيمن درويش (آداب المتعلم عند الخطيب البغدادي من خلال كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)، وغيرها من الكتب التي تدل على أهمية الأخلاق عند المحدثين والتي وظيفتها صون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل ما قد يشوبه من كذب وسوء خلق قد يحصل للرواة.

ومن مظاهر مسئولية الأخلاق عند المحدثين:
العدالة:
فقد أجمع العلماء المسلمون قاطبة من أهل الحديث والفقه والأصول أنَّ الراوي لا تقبل روايته إلا إذا اجتمع فيه صفتان: العدالة والضبط، والعدالة ملكة تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة، والتقوى هي امتثال المأمورات واجتناب المنهيات، أما المروءة فهي آداب نفسانية تحمل صاحبها على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات، فالعدالة ضابطٌ أخلاقيٌ يستشعر معه الإنسان خشيةَ الله سبحانه وتعالى ومراقبته الدائمة، ولأئمة الجرح والتعديل طرقًا لاختبار عدالة الراوي، منها النظر إلى عبادته، ومعاملته، وسؤال شيخه عن حديثه، واستعمال التاريخ، والشهرة بالعدالة، يقول الحسن بن صالح: كنا إذا أردنا أن نكتب عن الرجل سألنا عنه، حتى يقال لنا: أتريدون أن تزوجوه؟[1].

وقد نص الفاروق عمر - رضي الله عنه - على عدالة الصحابة جميعًا إلا من أظهر ما يسقط عدالته فقال: «إنً أناسًا كانوا يُؤْخَذُونَ بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنَّ الوحي قد انقطع، وإنَّما نأخذكم الآن بما ظهر من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرًا أمِنَّاه وقرَّبناه، وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سُوءًا لم نأمنه ولم نصدقه، وإنْ قال: إنَّ سريرتي حسنة»[2].

الصدق:
العناية بخُلُق الصدق عند المحدثين تركت آثارًا كبيرة في ميدان الرواية والأسانيد حتى وصلت إلينا صحيحةً واضحةً خاليةً من الكذبِ والكذابين فقد كان وكيع يُنَفِّر من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبيِّن خطورةَ هذا الجرم ونتائجه الوخيمة، وقد تُعرض عليه أحاديث المعلّى بن هلال فيقول: "قال أبو بكر الصديق: الكذب مجانب للإيمان، "وقوله هذا بمنزلة الحكم على المعلى بن هلال، وهو أيضًا جواب توخى منه تذكير الناس بخطورة الكذب في الرواية، وتنفيرهم من الرواية عن الكذَّابين، وقد كان يقول: "هذه بضاعة لا يرتفع فيها إلا صادق"[3].

الموضوعية:
إنَّ الموضوعية عند علماء الحديث تامة في طرح القضايا، والتجرد الخالص في مناقشتها، وتسمية الأمور بمسمياتها، والانتصار للحق، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ ﴾ (النساء: من الآية135)

فعلماء النقد لم يحابوا في حكمهم على الرجال أحدًا؛ لا أبًا، ولا ابنًا، ولا أخًا، ولا صديقًا، ولا شيخًا، فهو عنوان صدق ديانتهم، ونزاهتهم، وأمانتهم، وأخلاقهم، وعنوان إجلال الحفاظ للسنة النبوية الشريفة، وأنَّها عندهم أغلى من الآباء والأجداد، والأولاد، والأحفاد، فكانوا مضرب المثل في الصدق، والتقوى، والأمانة، ومن ذلك:

قول ابن المديني لمن سأله عن أبيه "سلوا عنه غيري" فأعادوا المسألة، فأطرق ثم رفع رأسه فقال: (هو الدين؛ إنه ضعيف-كما مر بكم آنفًا)[4].

وقال شعبة بن الحجاج قال: "لو حابيت أحدًا لحابيت هشام بن حسان كان ختني، ولم يكن يحفظ"[5].

وقال أبو عروبة الحراني: "قال الذهبي في ترجمة الحسين بن أبي السري العسقلاني: " قال أبو عروبة: هو خال أمي، وهو كذاب"[6].

عدم التحديث عند كبر السن:
تنبه المحدثون لخطورة التحديث عند كبر السن فعقدوا له أبوابًا خاصة في كتب المصطلح وعلوم الحديث، وحدد بعضهم السن الذي يجب فيه الامتناع عن التحديث؛ لأنَّه مظنة الاختلاط فليس من أخلاق المحدث أنْ يُحدث الناس عند كبر سنه فيؤدي تحديثه ربما إلى فحش الخطأ، وقبول التلقين.

قال الرامهرمزي: فإذا تناهى العُمُر بالمحدث، فأعجب إليَّ أنْ يُمسك في الثمانين؛ فإنَّه حدُّ الهرم، والتسبيح والاستغفار أولى بأبناء الثمانين، فإنْ كان عقلُه ثابتًا ورأيه مجتمعًا، يَعرِفُ حدثيه ويقوم به وتحرى أنْ يحدث احتسابًا، رجوت له خيرًا[7].

قال ابن أبي ليلى: " كنا نجلس إلى زيد بن أرقم فنقول: حدثنا، فيقول: «إنا قد كبرنا ونسينا، والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديدٌ»[8].

وقال الخطيب البغدادي: قال أبو بكر: إذا بلغ الراوي حد الهرم والحالة التي في مثلها يحدث الخرف فيستحب له ترك الحديث والاشتغال بالقراءة والتسبيح، وهكذا إذا عمي بصَرُه وخشي أنْ يدخل في حديثه ما ليس منه حال القراءة عليه فالأولى أنْ يقطع الرواية ويشتغل بما ذكرناه من التسبيح والقراءة.

العفة:
شغلت العفة حيزًا واضحًا في ميدان الرواية، وفي مجال نقد الرواة، وقد ألفوا مباحث في موانع قبول الجرح والتعديل المتعلقة بالجارح والمجروح والجرح نفسه، وهناك شواهد وأدلة على عفافهم، وعدم تحرجهم من رد أعطيات السلاطين عفافًا وخلقًا كبيرًا منهم، وهذه بعض الأمثلة التي تبين كيف شَغَلَ خُلُق العفة المحدثين:
قال ابن عيينة: دخل هشام الكعبة، فإذا هو بسالم بن عبد الله، فقال: سلني حاجة.
قال: إني أستحيي من الله أن أسأل في بيته غيره.
فلما خرجا، قال: الآن فسلني حاجة.
فقال له سالم: من حوائج الدنيا، أم من حوائج الآخرة؟
فقال: من حوائج الدنيا.
قال: والله ما سألت الدنيا من يملكها، فكيف أسألها من لا يملكها[9].

وروي عن أبي إسماعيل بكر بن منير أنه قال: بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي والي بخاري إلى محمد بن إسماعيل أنْ احمل إليَّ كتاب (الجامع) و(التاريخ) وغيرهما لأسمع منها، فقال محمد بن إسماعيل لرسوله: أنا لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب الناس، فإنْ كان لك إلى شيء منه حاجة فاحضرني في مسجدي، وفي داري، وإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان فامنعني من المسجد ليكون لي عذرًا عند الله تعالى يوم القيامة[10].

ومن العفة كذلك: مَن أخذ على التحديثِ أجرًا؛ منَعَ ذلك من قبول ِ روايتِه عند قوم ٍ من أئمةِ الحديث، روينا عن إسحاق بن إبراهيم - هو ابن راهَوَيه- أنه سُئل عن المحدِّث يُحدِّث بالأجرِ، فقال: لا يُكتَب عنه[11]، وعن " أحمدَ بن حنبل، وأبي حاتم الرازي " نحو ذلك.

وختامًافهذا جانب من خُلُق المحدثين والتزامهم بالأخلاق لتحقيق الفضيلة عن طريق نشر الحديث النبوي، وابتغائهم مرضاة الله تعالى، دفاعًا عن سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

[1] الخطيب البغدادي، الكفاية في علم الرواية، 92.

[2] صحيح البخاري، 3، 169.

[3] أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، 7، 72.

[4] السخاوي، الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، 66.

[5] ابن عدي، الكمال في ضعفاء الرجال، 7/2570.

[6] الذهبي، المغني في الضعفاء، 171.

[7] الخطيب البغدادي، الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، 2، 306.

[8] مسند أبي داود الطيالسي، 2، 60.

[9] الذهبي، سير أعلام النبلاء، 4، 466.

[10] الذهبي، سير أعلام النبلاء، 12، 464.

[11] الخطيب البغدادي، الكفاية في علم الرواية، 153.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.09 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]