خطبة عيد 1443 هـ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-05-2022, 10:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد 1443 هـ

خطبة عيد 1443 هـ
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

الحمد لله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرًا، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر والحمد لله الذي أكرمنا نحن المسلمين بالإسلام، فشهدنا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأقمنا الصلاة، وآتينا الزكاة، وصمنا رمضان، وحججنا بيت الله الحرام، الله أكبر كبيرًا، فقد قال جبريل عليه السلام: (يَا مُحَمَّدُ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا")، (م) 1- (8).

الله أكبر، الحمد لله الذي أكرمنا نحن المسلمين بالإيمان؛ فآمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وآمنا بقضائه وقدره، خيره وشرِّه، حلوه ومُرِّه من الله سبحانه وتعالى، الله أكبر الله أكبر كبيرًا.

فقد حذَّر الله سبحانه من الكفر بذلك، فقال: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136]، ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ [الفرقان: 2]، ﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾ [الأحزاب: 38]، ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، وأجاب النبيُّ صلى الله عليه وسلم جبريلَ عليه السلام عندما سأله عَنِ الْإِيمَانِ، فقَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ"، (م) 1- (8).

الله أكبر، الحمد لله الذي نسألُه ألا يحرمنا الإحسان، فنعبده كأننا نراه، فإن لم نكن نراه فهو يرانا، الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرًا.

قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ، قَالَ: "أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ"، (م) 1- (8).

الله أكبر، الحمد لله الذي يسَّر لنا سبُلنا، فأرشدنا إلى أحسَن الطرق في معاشنا، فأباح لنا كلَّ شيءٍ ينفعنا في ديننا ودنيانا، وحرَّم علينا ما يضرُّنا وما لا ينفعنا، حرَّم علينا ما فيه إفسادُ مجتمعِنا، وفسادُ أموالنا، فأباح لنا الزواج والنكاح، بقوله جل جلاله: ﴿ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ﴾ [النساء: 3]، وحرم الزنا والسفاح، بقوله: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]، الله أكبر كبيرًا.

وأباح لنا كلَّ أنواعِ البيوعات والمعاملات، فقال: ﴿.. وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا.. ﴾ [البقرة: 275] وحرَّم الغِشَّ والسرقة والغبن، والتطفيف في المكيال والميزان والمساحة، وسائر ما ورد من المعاملات المحرمة.

الحمد لله الذي أباحَ لنا الطيباتِ من المطاعمِ بأنواعها، والمشاربِ بألوانها، والملابسِ والمساكنِ بأشكالها، بقوله سبحانه: ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ﴾، [المائدة: 5]، وبقوله صلى الله عليه وسلم: ("كُلُوا وَاشْرَبُوا، وَالْبَسُوا، وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلَا مَخِيلَةٍ")، (حم) (6695)، (س) (2559)، (جه) (3605)، صحيح الجامع: (4505)، صحيح الترغيب: (2145)، هداية الرواة: (4307)، ("إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُرَى نِعْمَتُهُ عَلَى عَبْدِهِ")، (حم) (6708)، (ت) (2819)، صحيح الجامع: (1887)، المشكاة: (4350)، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن.

وحرَّم علينا ما فيه ضررٌ وفسادٌ في أجسادنا، أو إفسادٌ في مجتمعنا، بقوله تعالى: ﴿ قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 145].

وحرَّم علينا ما فيه مشابهةٌ بغيرنا مما يختصُّ به أهل الكتاب والكفار بقوله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ"، (د) (4031)، و (حم) (5114)، وصححه الألباني في الإرواء: (2384)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "... وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى"، (حم) (7545)، (ت) (1752)، (س) (5073)، (حب) (5473)، صحيح الجامع: (1067)، والصحيحة: (836).

الله أكبر كبيرًا، الحمد لله الذي بيَّن لنا الأخلاق والآداب والسلوك، واختار لنا أن نتمسك بأحسنها وأطيبها وأعلاها وأنجاها، وحظَر علينا سيِّئَها وخبيثَها، وحذَّرنا من سَفْسَافِها وحقيرِها وأهلكِها، فأمر بالصدقِ، والوفاءِ بالعهدِ، والأمانة، وحذَّر من الكذب، والغدرِ والخيانة، كما حذَّر مما يحلِقُ الدينَ، ويُذهِبُه؛ كالغيبة والنميمة، والقالة بين الناس، وحذَّر من نقل الشائعات بين الناس؛ قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ عز وجل جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ، وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ، وَيُبْغِضُ سَفْسَافَهَا"، (ش) (26617)، (ك) (151)، (هق) (20569)، صَحِيح الْجَامِع: (1744)، الصَّحِيحَة: (1378)، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ يَألَفُ وَيُؤْلَفُ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَألَفُ وَلَا يُؤْلَفُ"، (طس) (5787)، (حم) (9198)، (ك) (59)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (6662)، الصَّحِيحَة: (426)، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن، وقال صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟"، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَأَعَادَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ الْقَوْمُ: (نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ!)، قَالَ: "أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا"، (حم) (6735)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (2650)، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن، وقال صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُكُمْ إِسْلَامًا أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا، إِذَا فَقِهُوا"، (خد) (285)، (حم) (10066)، الصَّحِيحَة: (1846).

ومن محاسن الأخلاق صلة الأرحام والأقارب، فقد حذَّر صلى الله عليه وسلم من القطيعة فقال: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ"، (م) 19- (2556)، وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فلَا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ"، (حم) (10277)، (خد) (61)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (2538)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.

وقال صلى الله عليه وسلم واستمعوا جيدًا إلى هذا الحديث: "إِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَابًا، صِلَةُ الرَّحِمِ، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَكُونُونَ فَجَرَةً، فَتَنْمُو أَمْوَالُهُمْ، وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ إِذَا تَوَاصَلُوا، وَمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَتَوَاصَلَونَ فَيَحْتَاجُونَ"، (حب) (440)، (طس) (1092)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (5705)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (2537).

وصلة الجيران والأصحاب والأصدقاء من الإيمان، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ، وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ"، (هق) (19452)، (خد) (112)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (5382)، الصَّحِيحَة: (149).

واستمعوا إلى ما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ليس الإحسان فقط أصحابك بل أصحاب والديك أيضًا: "إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ"، (م) 11- (2552).

فصلوا أرحامكم تُفرحوا أمواتكم، ولا تُحزنوهم بقطيعة أرحامكم ومعاصيكم وبُخلكم بأموالكم، وتصدقوا على الفقراء والمساكين، وتفقَّدوا الأرامل واليتامى والمهملين، وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطب العيد "تَصَدَّقُوا، تَصَدَّقُوا، تَصَدَّقُوا"، (م) 9- (889).

الله أكبر الله أكبر كبيرًا.

والحمد لله الذي أعاننا على عبادة الصيام والقيام، والحمد لله الذي يحلل الحلال، ويحرم الحرام، بالأمس في مثل هذه الساعة محرم علينا المطاعم والمشارب من أجل الصوم، واليوم عيد الفطر محرم علينا الصوم، عن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: (هَذَانِ يَوْمَانِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صِيَامِهِمَا: يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَاليَوْمُ الآخَرُ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ)، (خ) (1990)، (م) 138- (1137).

فما كان حراما تناوله بالأمس، أصبح مباحا تناوله اليوم، لكن فلنحذر من عدة أمور:
أولًا: الإسراف في المأكل والمشرب فإن ذلك يضر بالمعدة، ويؤثر على الصحة.

ثانيا: المعدة تعودت على فراغها نهارًا طيلة الأيام الماضية، فلا تفاجئها بما يرهقها في هذا اليوم بالأكلات الدسمة، والمشروبات الغازية الملونة.

ثالثًًا: أحسن شيء للمعدة في هذا اليوم من الأطعمة والأشربة ما كان سريع الهضم سريع الامتصاص سريع الانحدار، فيحسن استخدام الموالح والإكثار من شرب الماء القراح؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾، [الأعراف: 31].

الله أكبر الله أكبر كبيرًا.

وأنت يا من قصَّرت في رمضان، وأسرفت على نفسك بالذنوب والخطايا والعصيان، وما دام فيك الدم والنفَسُ يجريان، وما دامت روحك وقلبك في جسدك يخفقان، فلا تيأس من رحمة الله الرحيم الرحمن، تبْ إلى الله، وارجع إليه يقبلْك؛ إذا علم صدق نيتك، فلا تكن من الآيسين القانطين، قال سبحانه: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

وأنتَ يا من جامعتَ أهلك في نهار رمضان، ابدأ من غد بصيام شهرين متتابعين كفارة، فإن لم تستطع فأطعم ستين مسكينًا مع قضاء ذلك اليوم الذي أفسدته.

وأنتِ يا من أفطرت في رمضان بسبب الحيض والدورة أو النفاس، أو أنتَ يا من أفطرت بسبب السفر أو المرض عليكم بقضاء تلك الأيام، ولتبدؤوها قبل صوم التطوع والنافلة.

إخواني وأخواتي، لا يجوز الجمع بين نية القضاء وصيام ستة من شوال، لا يجوز جمع النيات بين الفرائض والسنن، فننوي الفريضة فقط.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الآخرة
الحمد لله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

اللهمَّ إنَّ هناك من أمَّ المصلين في هذا المسجد؛ مسجد الزعفران في الفرائض وأمَّهم في القيام، وأمهم في التهجد، وهناك من قصد هذا المسجد ليلقيَ فيه كلمةً أو درسًا أو موعظة.

وهناك من قصد هذا المسجد بالتمر واللبن والطعام.

وهناك من قصد هذا المسجد للصلاة فيه من رجال ونساء وصبيان.

وهناك من كانوا يأتون هذا المسجد من بعيد لحضور الجُمع والأعياد منعهم العذر.

وهناك من كان يصلي في هذا المسجد ويداوم على ذلك، لكنه رحلَ عنا فلن نراه مرة أخرى في دنيانا هذه أبدًا.

والآن ها هنا قد جاء المصلون إلى هذا المكان ليصلوا فيه صلاة العيد؛ جاؤوا رجالًا ونساءً، صغارًا وكبارًا، مشاةً وركبانًا.

اللهم إن هؤلاء الذين ذكرناهم ما فعلوا ذلك؛ من إمامة ودعوة، وتفطير الصائمين وحضور الصلوات، لا يبتغون من أحدٍ جزاءً ولا شكورًا، ولا أجرًا ولا رياءً ولا سمعة إن شاء الله.

فاللهم اغفِر لهم وارحمهم، وعافِهم واعفُ عنهم، وأكرِم نزلَهم، وبارِك لهم في دينهم ودنياهم وأخراهم، وبارك لهم صحتهم وعافيتهم، وبارِك لهم في أهليهم وأزواجهم وأولادهم وأموالهم.

اللهم هناك لنا إخوةٌ مشرَّدون فآوِهم، وهناك عراةٌ فاكسُهم، وهناك فقراءُ فأغنِهم، وهناك مرضى فاشْفِهم، وهناك مبتلَون بالصرع والمسِّ، والسحرِ والوسوسة، والأمراضِ النفسية فعافِهم، وهناك من أرهَقتهم الديون فاقضِها عنهم يا رب، وهناك من همَّ في حاجة للزواج فيسِّره لهم، وهناك من يعيشون مشاكلَ أسرية، فاللهم اجعل السكينةَ وراحةَ البال تعمُّهم، وهناك طلابٌ وطالباتٌ للعلم فنجِّحهم، وهناك مزارعون وصنَّاع، وعمَّالٌ وتجَّارٌ، فأربِحهم في أعمالهم، وهناك عبَّادٌ وزهَّادٌ، فتقبل منهم صالحَ أعمالهم، وهناك علماءُ ودعاةٌ فوفِّقْهم للحقِّ والصواب في علومهم وفتاواهم، وهناك حكامٌ ورؤساءُ وملوكٌ وأمراء، فمن كان منهم مجحفًا ظالـمًا، فاللهم اهدِه ووفِّقه لتجنُّب الظلم، وسدِّده للعملِ بالعدلِ والإحسان، ومن كان عادلًا منهم، فأيِّدْه وخذْ بيده ووسِّع مُلكه، وأكثِر رعيته، واجعله قدوةً لغيره.

الله أكبر الله أكبر كبيرًا.

اللهم هناك إخوةٌ لنا يرزحون تحت نيرِ الاحتلال، ويئنُّون تحت قهرِ المغتصبين، من أعداءِ المِلَّةِ والدين؛ أعداءِ الإنسانية، وأصدقاء التفرقة والعنصريَّة، فاللهمَّ انصرْ المظلومين، واقهَر المغتصبين، وادحَرِ المحتلين، وعليك بأعداء الدين، واحفظ اللهم الإنسانية من التفرقة والعنصرية.

اللهم اغفِر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.

وكلُّ عامٍ ونحن وأنتم والمسلمون والعالم أجمع، بخير وصحةٍ وعافية، وفي أمنٍ وأمان، وسِلْمٍ وسلام؛ من الأوبئة والأمراض والخطوب، والخصومات والحروبِ، والخطايا والسيئات والذنوبِ، والعسفِ والظلم والعدوان، والتسلُّطِ الجبروتِ والطغيان.

اللهم أعِد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، أعدها علينا يا ربنا وأمتنا ترفُل في ثياب العز والنصر والتمكين.

اللهم تقبَّل منَّا ومنكم صالح الأعمال، وتجاوز عن سيئها، اللهم آمين آمين.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.74 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]