|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
زوجتي تقارن نفسها بغيرها
زوجتي تقارن نفسها بغيرها أ. فيصل العشاري السؤال: ♦ الملخص: رجل زوجته تقارن نفسها بغيرها دائماً، مما يجعله يفكر في الزواج الثاني لكثرة المشكلات التي يعيش فيها. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شاب متزوج منذ 12 عامًا، لديَّ أربعة أطفال، والحمد لله أنا ملتزم، لكن المشكلة أن زوجتي غير ملتزمة، لكنها محافظة على الواجبات ولله الحمدُ. مشكلتها أنها تنظر لغيرها، فإذا ما سافرت صديقاتها أو خرجْنَ لنزهة تقول: انظُرْ صديقاتي وأزواجهنَّ يتمتعون بالحياة، وأنا حظي سيِّئ، وكلُّ ما أقولُه لها: السفر يحتاج مالًا كثيرًا، وهذا غير متوفر معنا الآن. المشكلة كذلك أنها تَغار مِن أقاربي، فإذا ما توَظَّفَتْ إحداهنَّ أو اشترتْ شيئًا، تغار بشدة، وتُقارن نفسها بغيرها، وتتمنى أن تعيشَ مثل غيرها مِن الأقارب، مع أنهنَّ غير مُلتزمات، وتريد أن تفعل مثلهنَّ، وتنشر صورها في مواقع التواصل وتسمع الغناء.. وما شابه من الأمور التي تفعلها بعض النساء! أتعبَتْني كثيرًا بسبب المقارنة بينها وبين غيرها، وتظن أن كل حياتهم سعادة وفرح، وليست هناك مسؤوليات والتزامات. فكَّرتُ في الزواج من ثانية، ولَمَّحْتُ لها بذلك، لكن خفتُ مِن المسؤولية وتبعات الزواج من الثانية، وقبل ذلك العدل! خَطَرَتْ في بالي فكرة وأريد رأيكم: زوجتي تحب المال، وتريد أن تكون موظفة ليكون معها مال، ففكرتُ أن أعطيها مبلغًا كبيرًا من المال لها، لكي أتزوَّج مِن ثانية مِن باب إرضائها، فما رأيكم؟ علمًا بأنني راسلتُ مستشارًا، وطلب أن يُكلِّمها مباشرة، لكنها رفَضَتْ. الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة. عادة ما يقولون: إن المشاكل هي ملح الحياة الزوجية، كما أن هناك رأيًا تربويًّا يقول: إن أصعب مراحل الحياة الزوجية هي فترة السنوات الخمس الأولى، فإذا مرتْ بسلامٍ فما بعدها أهون. لذلك نرى أنَّ أسرتكم أسرة رائعة ومتماسكة، ولا يَضُر أن فيها بعض المواقف الشخصية أو الأمنيات المخالفة، فهي مجردُ (رتوش) لا تؤثر على صلب العلاقة الزوجية. نعم المطلوب هو التزامُ الشرع وأوامر الله تعالى مِن الجميع، لكن ههنا نقطتان ينبغي أن أشير إليهما: الأولى: ينبغي التفريق بين صغار المشاكل وكبارها، والتفريق بين بعض الذنوب، فلا يستوي مَن يسمع الغناء مع مَن يمارس الزنا مثلًا؛ لذلك لا بد من تقدير حجم المشكلة، وألا ننظر إليها فوق حجمها الطبيعي. الثانية: بعد تقدير حجم المشكلة لا بد أن نسعى إلى حلِّها، وهذا الحل قد يتطلب جهدًا ووقتًا، كما قد يتطلب تجاهُلًا وصبرًا أيضًا، وهنا يأتي التوجيه النبوي الكريم: ((لا يفرك مؤمن مؤمنة؛ إنْ كَرِه منها خلُقًا رَضِيَ منها آخر))؛ رواه مسلم. ومعنى لا يفرك: أي لا يبغض. ثم إنَّ الحياة الزوجية مبناها على التغافل والتغافر؛ لذلك قال الإمام أحمد رحمه الله: (التغافل تسعة أعشار العافية)، وقال الإمام الحسن البصري: (ما زال التغافل من فعل الكرام). ومع هذا التغافل لا بد مِن السعي بالنصيحة والتوجيه غير المباشر، عن طريق إرسال مقاطع ورسائل هاتفية إلى زوجتك الكريمة، وهذا نوعٌ مِن استثمار التقنية وتوظيفها في الأمور الإيجابية، ولا شك أن الجانب السلبي قد يَطغى أحيانًا كما ألمحت إليه في بعض مواقع التواصل، ولكن الحل أيضًا ليس المنع، بقَدْر ما يكون في التوجيه والإرشاد. أما الغيرةُ التنافُسية التي بين الناس فهي طبعٌ مركوز في فطرة المرأة عمومًا، لكن هناك مَن تُبديه وهناك مَن تجاهد نفسها عليه، وهنا تكمُن أهمية التذكير والوعظ والنُّصح، وبطرُق غير مباشرة أيضًا. موضوعُ التفكير في الزواج لا يَصْلُح كحلٍّ لهذه المشاكل، بل ربما يُفاقمها ويزيدها، فإذا كانتْ زوجتُك غيورًا أصلًا من الأقارب، فما بالك إذا تزوجتَ عليها؟! لذلك فموضوع الزواج الثاني لا يصلح حلًّا لهذه المشاكل، نعم قد تكون لك أسباب خاصة أخرى تسوغ لك الزواج، لكن ليس هذا مجال حديثنا. أخيرًا أشرتَ إلى طلب المستشار الكلام مع الزوجة، ونرى أن هذا لا داعي له، ويمكن الاكتفاء بالاستشارة الكتابية وعن طريق القنوات المعروفة والرسمية، أو القيام بزيارة المستشار الأسري في عيادته الرسمية برفقة زوجتك، وطرح موضوعكما عليه معًا، بعد أخْذِ موافقة زوجتك على البرنامج العلاجي. عمومًا، كل أسرة تَمُرُّ بعواصفَ رعديةٍ أحيانًا، لكنها لا تلبث أن تزولَ ويَعقبها غيث وفير يملأ الأرض حسنًا وجمالًا. نسأل الله تعالى أن يُؤلف بينكما، وأن يصلح بالكما والله الموفق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |