منهج ابن كثير في دعوة أهل الكتاب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-05-2021, 03:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي منهج ابن كثير في دعوة أهل الكتاب






منهج ابن كثير في دعوة أهل الكتاب
















مبارك بن حمد الحامد الشريف




أهل الكتاب هم اليهود[1] والنصارى[2]؛ لقوله تعالى: ﴿ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا ﴾ [الأنعام: 156]، قال ابن كثير[3]: "عن ابن عباس: هم اليهود والنصارى"[4]، و"سُمُّوا أهلَ الكتاب؛ لانتسابهم إلى كتبهم السابقة، وخُصُّوا بهذا الوصف وإنْ وقع كثير منهم في الشِّرك والوثنية؛ باعتبار الأصل"[5].







قال ابن حجر رحمه الله: "فأما اليهود والنصارى، فهم المراد بأهل الكتاب بالاتفاق"[6]، ولقد اعتنى ابن كثير رحمه الله بالحديث عن اليهود والنصارى، وكان رحمه الله على علم وثقافة واسعة بمعرفة ديانة أهل الكتاب - خاصة النصارى - فضلًا عن التحريف والتبديل الذي طرأ على كتبهم المقدَّسة، إضافة إلى ذلك فقد كان العصر الذي عاش فيه ابنُ كثير هو امتدادًا للصراع بين المسلمين والنصارى، ومن أبرز ملامح منهج ابن كثير في دعوة أهل الكتاب:



1- دعوة أهل الكتاب إلى الدخول في الإسلام، كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾ [البقرة: 208]، يقول ابن كثير: "عن ابن عباس: يعني مؤمني أهل الكتاب؛ فإنهم كانوا مع الإيمان بالله مستمسكين ببعض أمرِ التوراة والشرائع التي أُنزِلت فيهم، فقال: ﴿ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾، يقول: ادخلوا في شرائع دين محمد صلى الله عليه وسلم ولا تَدَعوا منها شيئًا، وحسْبُكم الإيمان بالتوراة وما فيها"[7].







وكذلك دعْوتُهم إلى كلمة سواء، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 64]، يقول ابن كثير: "هذا الخطاب يعُمُّ أهلَ الكتاب من اليهود والنصارى وما جرى مجراهم... والكلمة تطلَق على الجملة المفيدة كما قال هاهنا، ثم وصفها بقوله: ﴿ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ﴾؛ أي عدل ونَصَف نستوي نحن وأنتم فيها، ثم فسرها بقوله: ﴿ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا ﴾ ولا وثنًا ولا صنمًا، ولا صليبًا ولا طاغوتًا ولا نارًا ولا شيئًا، بل تُفرَد العبادة لله وحده لا شريك له، وهذه دعوة جميع الرسل... ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا ﴾ عن هذا النصف وهذه الدعوة، فأَشهِدوهم أنتم على استمراركم على الإسلام الذي شرَعَه الله لكم"[8].







وكذلك دعْوتُهم إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، فقد أخَذَ الله الميثاق إنْ جاءهم محمدٌ لَيُؤمنُنَّ به ولَينصُرُنَّه، كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [آل عمران: 81]، يقول ابن كثير: "يُخبِر تعالى أنه أخذ ميثاق كل نبيٍّ من لدن آدم عليه السلام إلى عيسى عليه السلام: لَمهما آتى الله أحدَهم من كتاب وحكمة، وبلَغَ أيَّ مَبلغ، ثم جاء رسولٌ من بعده لَيؤمِنَنَّ به ولَينصُرَنَّه، ولا يمنعه ما هو فيه من العلم والنبوة من اتِّباع مَن بُعث بعده ونُصرتِه"[9].







وحينما يُدْعى أهل الكتاب إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ فلأن صفته موجودة في التوراة والإنجيل، كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ﴾ [الأعراف: 157]، يقول ابن كثير: "وهذه صفة محمد صلى الله عليه وسلم في كتب الأنبياء، بَشَّروا أُمَمَهم ببعثته، وأمَروهم بمتابعته، ولم تَزَلْ صفتُه موجودةً في كتبهم يَعرِفها علماؤهم وأحبارهم"[10].







وكذلك حينما يُدعى أهل الكتاب إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ فلأن دِينَه موافق في الأصول لِما جاءت به الأنبياء السابقون، كما قال سبحانه: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13]، يقول ابن كثير: "والدِّين الذي جاءت به الرسل كلُّهم هو: عبادة الله وحده لا شريك له، وإن اختلَفتْ شرائعهم ومناهجهم"[11]؛ من أجل هذا أنكَرَ الله عليهم عدم التحاكم إلى ما في التوراة والإنجيل من الدعوة إلى اتِّباع محمد صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [آل عمران: 23]، يقول ابن كثير: "يقول تعالى منكِرًا على اليهود والنصارى المتمسِّكين فيما يزعمون بكتابَيْهم اللذينِ بأيديهم، وهما التوراة والإنجيل: وإذا دُعُوا إلى التحاكم إلى ما فيهما من طاعة الله فيما أمرهم به فيهما من اتِّباع محمد صلى الله عليه وسلم، تَوَلَّوْا وهم معرِضون عنهما، وهذا في غاية ما يكون من ذمِّهم، والتنويه بذكرهم بالمخالفة والعناد"[12].







2- أسلوب دعوة أهل الكتاب: من الأساليب التي ذكَرَها ابن كثير في دعوة أهل الكتاب إلى الإسلام: مجادلتُهم بالتي هي أحسن، وكذلك استخدام الترغيب والترهيب، وتذكيرهم بنِعَمِ الله عليهم، ونحو ذلك، يقول رحمه الله عند تفسير الآية: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ﴾ [العنكبوت: 46]: "وقال آخرون: بل هي باقية محكَمة لمن أراد الاستبصار منهم في الدِّين، فيجادَل بالتي هي أحسن ليكون أنجَعَ فيه.... وقوله: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ﴾؛ أي: حادوا عن طريق الحق، وعَمُوا عن واضح المحجة، وعانَدوا وكابَروا، فحينئذٍ ينتقل من الجِدال إلى الجِلاد، ويُقاتَلون بما يردعهم ويمنعهم"[13].







وأما أسلوب الترغيب، فكما قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾ [المائدة: 65، 66]، فيقول ابن كثير: "أي لو آمَنوا بالله ورسوله، واتقَوا ما كانوا يتعاطَونه من المحارم والمآثم، ﴿ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ﴾؛ أي: لَأزَلْنا عنهم المحذور، وأَنَلْناهم المقصود، وقوله: ﴿ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾؛ يعني بكثرة الرزق النازل عليهم من السماء، والنابت لهم من الأرض"[14].







وأما أسلوب الترهيب، فكما قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ﴾ [النساء: 47]، يقول ابن كثير: "يقول الله تعالى آمرًا أهلَ الكتاب بالإيمان بما نزَّلَ على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب العظيم، الذي فيه تصديق الأخبار التي بأيديهم من البشارات، ومتهددًا لهم إن لم يفعلوا بقوله: ﴿ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا ﴾، قال بعضهم: معناه من قبل أن نطمس وجوهًا، فطمسُها هو ردُّها إلى الأدبار، وجعل أبصارهم من ورائهم، ويحتمل أن يكون المراد: من قبل أن نطمس وجوهًا فلا يبقى لها سمعٌ ولا بصر ولا أثر، ويرُدُّها مع ذلك إلى ناحية الأدبار..... ﴿ أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ﴾؛ يعني الذين اعتدَوا في سَبْتِهم بالحيلة على الاصطياد، وقد مُسِخوا قِردةً وخنازيرَ"[15].







وأما التذكير بنِعَمِ الله، فكما قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40]، يقول ابن كثير: "قال مجاهد: نعمة الله التي أنعم بها عليهم... فجَّر لهم الحجر، وأنزَلَ عليهم المَنَّ والسَّلوى، وأنجاهم من عبودية آل فرعون"[16]، وقال تعالى: ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 47]، يقول ابن كثير: "يُذكِّرهم تعالى سالف نِعَمِه على آبائهم وأسلافهم، وما كان فضَّلَهم به من إرسال الرسل منهم، وإنزال الكتب عليهم، وعلى سائر الأمم من أهل زمانهم"[17].







3- النهي عن التشبُّهِ بهم، فقد أكَّد رحمه الله: "أن الله تعالى نهى المؤمنين عن مشابهة الكافرين قولًا وفعلًا، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 104].... وذلك أن اليهود كانوا يعانون من الكلام ما فيه تورية لما يقصدونه من التنقيص - عليهم لعائن الله - فإذا أرادوا أن يقولوا: اسمَعْ لنا، يقولون: راعِنا، ويورُّون بالرُّعونة"[18].







وكذلك النهي عن اتِّباع طرائقهم، كما قال تعالى: ﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120]، يقول ابن كثير: "فيه تهديد ووعيد للأمَّة عن اتباع طرائق اليهود والنصارى بعدما عَلِموا من القرآن والسُّنة، عياذًا بالله من ذلك، فإن الخِطاب مع الرسول، والأمرُ لأُمَّتِه"[19].







وابن كثير رحمه الله حينما يُحذِّر المؤمنين بأن الله نهاهم عن اتباع طرائق اليهود والنصارى، فما ذاك إلا لأنهم يحسُدون المؤمنين، فهم أعداء لهم في الظاهر والباطن، كما قال سبحانه: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [البقرة: 109]، يقول ابن كثير: "يحذِّر تعالى عباده المؤمنين عن سلوك طرائق الكفار من أهل الكتاب، ويُعلِمهم بعداوتهم في الباطن والظاهر، وما هم مشتملون عليه من الحسد للمؤمنين، مع علمهم بفضلهم وفضل نبيِّهم"[20].







ويقول أيضًا عند تفسير الآية: ﴿ وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [آل عمران: 69]: "يُخبِر تعالى عن حسد اليهود للمؤمنين، وبغيِهم إياهم الإضلالَ، وأخبر أنَّ وَبالَ ذلك إنما يعود على أنفسهم وهم لا يشعرون"[21].














[1] اليهود هم أمَّة موسى عليه السلام، وسُمُّوا يهودًا نسبة إلى "يهوذا" بن يعقوب، الذي ينتمي إليه بنو إسرائيل الذين بُعث فيهم موسى عليه السلام، فقلَبت العربُ الذال دالًا، وقيل: نسبة إلى الهَوْد، وهو التوبة والرجوع؛ وذلك نسبة إلى قول موسى لربه: ﴿ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ﴾ [الأعراف: 156]؛ أي: تُبْنا ورجعنا إليك يا ربنا، فسُمُّوا هُودًا، ثم حوِّلت إلى يهود، والله أعلم، انظر الموجز في الأديان والمذاهب المعاصرة للدكتور ناصر القفاري وناصر العقل ص 18 طبعة دار العصيمي للنشر بالرياض ط الأولى 1413هـ.







[2] النصارى نسبة إلى بلدة الناصرة في فلسطين، وهي التي وُلِد فيها المسيح، أو إشارة إلى صفة، وهي نصرُهم لعيسى عليه السلام وتناصُرهم فيما بينهم، وهذا يخُص المؤمنين منهم في أول الأمر، ثم أُطلِقَ عليهم كلِّهم على وجه التغليب، ويشهد لذلك قوله تعالى: ﴿ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ﴾ [الصف: 14]. انظر المرجع نفسه ص 64.







[3] وقد تكرر إطلاق أهل الكتاب على اليهود والنصارى عند ابن كثير في أكثر من موضع في تفسيره؛ انظر مثلًا 1/ 456 عند تفسير الآية: 64 من سورة الأنعام. 2/ 42 عند تفسير الآية: 14 من سورة المائدة، 2/ 47 عند تفسير الآية: 19 من سورة المائدة، 2/ 27 عند تفسير الآية: 5 من سورة المائدة.







[4] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 245.







[5] المدخل إلى علم الدعوة؛ للدكتور محمد أبو الفتح البيانوي ص 179 طبعة مؤسسة الرسالة بيروت الطبعة الأولى 1412هـ.







[6] فتح الباري شرح صحيح البخاري؛ لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني 6/ 259، الناشر دار المعرفة، بيروت 1379هـ.







[7] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 308.







[8] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 456.







[9] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 463.







[10] المرجع نفسه 2/ 317. وقد ذكر ابن كثير بعضًا من الأدلة على الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، انظر مثلًا: 4/ 424 الصف آية 6، 1/ 160 البقرة آية 95، 1/ 452 آل عمران آية 61، 1/ 157 البقرة 89.







[11] المرجع نفسه 4/ 128.







[12] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 438.







[13] المرجع نفسه 3/ 513.







[14] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 99.







[15] المرجع نفسه 1/ 620-621.







[16] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 106.







[17] المرجع نفسه 1/ 114.







[18] المرجع نفسه 1/ 186.







[19] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 204.







[20] المرجع نفسه 1/ 192.







[21] المرجع نفسه 1/ 458.











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.83 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]