الاستقامة على أمر الله تعالى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مناقشة في الناسخ والمنسوخ للشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 1915 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4427 - عددالزوار : 862631 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3958 - عددالزوار : 397016 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 42 - عددالزوار : 1902 )           »          الإضراب عن العمــل وحكمه في الشرع الحكيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 17750 )           »          حسن الخلق عبادة عظيمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          إلى منكري بعث الموتى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          العلماء وهموم العامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          لمحبي القراءة.. كيف تختار كتاباً جيداً ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-04-2024, 02:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,281
الدولة : Egypt
افتراضي الاستقامة على أمر الله تعالى




الاستقامة على أمر الله تعالى

محمد أمحزون



الاستقامة على أمر الله تعالى: هي سلوك الصراط المستقيم، وهو الدين القيم من غير تعريج عنه يمنة ولا يسرة، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها الظاهرة والباطنة، وترك المنهيات كلها الظاهرة والباطنة، فصارت الاستقامة جامعة لخصال الدين كلها[1].
والاستقامة كلمة جامعة، آخذة بمجامع الدين، وهي القيام بين يدي الله تعالى على حقيقة الصدق والوفاء. وتتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات. فهي لله وبالله وعلى أمر الله[2].
وهي وسط بين الإفراط والتفريط، وكلاهما منهي عنه شرعا. وقد أوجب الله جل ثناؤه على عبده الاستقامة وأمره بالدوام عليها، والحرص والمثابرة عليها. ولذا شرع أن يسألها المؤمن ربّه سبحانه في كل ركعة من صلاته: { اهدنا الصراط المستقيم} [الفاتحة: 6].
فعندما جاء سفيان بن عبد الله رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك. قال: “قل آمنت بالله ثم استقم“[3].
على أن الاستقامة تقوم على أصلين عظيمين هما: الاقتصاد في الأعمال، والاعتصام بالسنة. فإن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره، فإن رأى فيه داعية للبدعة، وإعراضا عن كمال الانقياد للسنة أخرجه عن الاعتصام بها. وإن رأى فيه حرصا على السنة، وشدة الطلب لها ولم يظفر به منقطعا عنها، أمره بالاجتهاد والجور على النفس، ومجاوزة حدّ الاقتصاد، قائلا له: إنّ هذا خير وطاعة، والزيادة والاجتهاد فيها أكمل، فلا يزال يحثّه ويحرّضه حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها، فيخرج عن حدّها. وكلا الأمرين خروج عن السنة إلى البدعة. لكن الأول إلى بدعة التفريط والإضاعة، والثاني إلى بدعة المجاوزة والإفراط[4].
وعندما جاوز عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الحدّ في العبادة، وشدّد على نفسه، نصحه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يجتهد باقتصاد؛ لأن له حق على نفسه وزوره وضيفه، فقال عليه الصلاة والسلام: “إن لكل عمل شرَّة، ولكل شرّة فترة: فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك“[5].
فكل الخير في اجتهاد باقتصاد، وإخلاص مقرون بالاتباع، كما قال بعض الصحابة: اقتصاد في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة[6].
وأصل الاستقامة على أمر الله تعالى استقامة القلب على التوحيد. فمتى استقام القلب على معرفة الله تعالى وعلى خشيته وإجلاله ومهابته ومحبته وإرادته ورجائه ودعائه والتوكل عليه والإعراض عما سواه، استقامت الجوارح كلها على طاعته. فإن القلب هو ملك الأعضاء وهي جنوده ورعاياه. وأعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح اللسان، فإنه ترجمان القلب والمعبّر عنه[7].
والاستقامة في جوهرها تعني تمحور المسلم حول المبادئ والقيم والمُثل التي يؤمن بها، مهما كلّفه ذلك من عنت ومشقة، ومهما فاته من مكاسب مادية. فإذا أراد العبد أن يحيا وفق معتقداته، ورغب إلى جانب ذلك أن يحقق مصالحه المادية إلى الحدّ الأقصى، فإنه ذلك يحاول الجمع بين نقيضين، وسيجد أنه لابد في بعض المواطن من التضحية بأحدهما حتى يستقيم الآخر. وإنّ تحقيق المصلحة الدنيوية على حساب المبدأ يعدّ انتصارا لشهوة أو مصلحة آنية. أما الانتصار للمبدأ على حساب المصلحة المادية، فإن ذلك يبعث في نفس صاحبه الشعور بالسعادة والرضا والنصر، والحكمة والانسجام والثقة بالنفس.
ومما يعين على الاستقامة: الإخلاص لله تعالى، ومحاسبة النفس، والمحافظة على الصلوات الخمس في المسجد؛ إذ هي من أسباب السمو الروحي، واجتناب الفحشاء والمنكر، وطلب العلم الشرعي؛ لأنه الوسيلة لمعرفة الله تعالى والمصباح الذي ينير الطريق أمام العبد، واختيار الصحبة الصالحة، وحفظ الجوارح عن المحرمات، ودعاء الله تعالى بتثبيت القلب على الدين، والاستقامة على دينه. ولزوم منهج الوسطية والاعتدال.
ومن ثمرات الاستقامة: الفوز بوَلاية الله تعالى، وطمأنينة القلب، وسعة الرزق في الدنيا، وانشراح في الصدر، والحياة الطيبة. وأزف البشرى لأهل الاستقامة في ثلاثة مواطن: عند الموت، وفي القبر، وعند البعث. ولهم في الجنة مما تشتهيه أنفسهم وتلذ أعينهم. فما أعظمه من فضل، وما أشرفها من منزلة، نسأل الله تبارك وتعالى أن نبلغها بكرمه ومنّه وفضله.

[1]- ابن رجب: جامع العلوم والحكم، 2/207 (بتصرف يسير).
[2]- ابن القيم: مدارج السالكين (التهذيب)، ص 332.
[3]- أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، رقم 38، 1/65.
[4]- ابن القيم مدارج السالكين (التهذيب)، ص 323.
[5]- أخرجه أحمد في مسنده، 2/188، 210.
[6]- ابن القيم: مدارج السالكين (التهذيب)، ص 333.
[7]- ابن رجب: جامع العلوم والحكم، 2/608-609.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.36 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]