من مائدة العقيدة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         آيات الآفاق والأنفس || دكتور يحيي وزيري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 22 - عددالزوار : 1289 )           »          هذه زوجتى فضيلة الشيخ سعد عرفات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 1769 )           »          النداء الموسم الرابع || الشيخ د محمد حسان مع د محمد خالد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 22 - عددالزوار : 1215 )           »          من أحكام الاعتكاف (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          قصة معركة بدر المعركة الفاصلة التي استمرت عبادة الله في الأرض بسببها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          ليلة القدر أعظم ليالي العام ليلة الرحمة والمغفرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          درس وعظي (ذكر الله في رمضان) (8) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          خصائص شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          البرنامج اليومي لشهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 1617 )           »          تفطير الصائمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2025, 10:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,287
الدولة : Egypt
افتراضي من مائدة العقيدة

الثلاثاء: مائدةُ العقيدةِ

النَّظرةُ القاصرةُ للحياةِ

عبدالرحمن عبدالله الشريف

النَّظرةُ القاصرةُ للحياةِ: هي أنْ يكونَ تفكيرُ الإنسانِ مقصورًا على مَلَذَّاتِ الدُّنيا، وعملُه محصورًا في تحصيلِها؛ فلا وزنَ للآخرةِ عندَه، ولا اهتمامَ بشأنِها، ولا عملَ لأجلِها!

وقد توعَّد اللهُ تعالى مَنْ قصَر نظرتَه على لذَّاتِها، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يونس: 7-8]، وقال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15-16]، وقال تعالى: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 6-7].

فهم وإنْ كانوا أهلَ خِبْرةٍ في الدُّنيا ومكاسبِها، فهم جُهَّالٌ لا يَستحِقُّونَ أنْ يُوصَفوا بالعلمِ؛ لأنَّ علمَهم لم يتجاوزْ ظاهرَ الحياةِ الدُّنيا، ولا تَعْدُو نظرتُهم إليها أنْ تكونَ كنظرةِ البهائمِ، بلْ هم أضلُّ سبيلًا؛ قال تعالى: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 44]؛ لأنَّهم سخَّروا طاقاتِهم وأوقاتَهم فيما لا يبقى لهم ولا يبقونَ له، ولم يعملوا لمصيرِهم الَّذي ينتظرُهم ولا بدَّ لهم منه؛ قال تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115].

أمَّا النَّظرةُ الصَّحيحةُ للحياةِ:فهي أنْ يعتبرَ الإنسانُ ما في هذه الحياةِ مِن مالٍ وقُوَّةٍ وولدٍ ووقتٍ وسيلةً يستعينُ بها للباقياتِ الصَّالحاتِ؛ فالدُّنيا مَعْبَرٌ وقنطرةٌ للآخرةِ، ومِضْمارٌ للتَّسابقِ إلى الخيراتِ، ومنها زادُ الجنَّةِ، وفيها مزرعةُ الآخرةِ، وخيرُ عَيْشٍ ينالُه أهلُ الجنَّةِ إنَّما حصَل لهم بما بذَلوه في الدُّنيا مِنَ الصَّلاةِ والصِّيامِ والإنفاقِ؛ فإنَّ اللهَ تعالى يقولُ لأهلِ الجنَّة: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24]، ففي هذه الدُّنيا يُمتحَنُ صدقُ العبدِ في طلبِ الآخرةِ، ويُختبَرُ سَعْيُه إليها؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 7].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 26-02-2025 الساعة 12:15 PM.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-02-2025, 12:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 149,287
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من مائدة العقيدة

من مائدةُ العقيدةِ

منزلةُ علمِ العقيدةِ

عبدالرحمن عبدالله الشريف

علمُ العقيدةِ هو أشرفُ العلومِ وأعظمُها، وكانتْ له هذه المنزلةُ لعددٍ مِنَ الأمورِ:
١) أنَّ شرفَ العلمِ يرتبطُ بشرفِ المعلومِ، والمعلومُ في علمِ العقيدةِ هو اللهُ تعالى بأسمائِه وصفاتِه وأفعالِه، وما يجبُ له وما يُنَزَّهُ عنه؛ وهذا أعظمُ ما يُعلَمُ، وأهمُّ ما يُطلَبُ.

٢) أنَّ منزلةَ العلمِ تكونُ بحسَبِ حاجةِ النَّاسِ إليه، ولا علمَ فوقَ علمِ العقيدةِ في شِدَّةِ حاجةِ النَّاسِ وضرورتِهم إليه؛ فإنَّه كُلَّما كانتْ معرفةُ العبدِ بربِّه صحيحةً تامَّةً كانَ أكثرَ تعظيمًا له، واتِّباعًا لشرعِه وأحكامِه، وأكثرَ تقديرًا وإعدادًا للدَّارِ الآخرةِ.

٣) أنَّ علمَ العقيدةِ أعظمُ سببٍ للحياةِ الطَّيِّبةِ، فهذه العقيدةُ تصلُ المؤمنَ بخالقِه، وتُعرِّفُه به، فيحيى مُطمئِنًّا، لا قلقَ عندَه في النفسِ، ولا اضطرابَ في الفِكْرِ، ولا خُلُوَّ في القلبِ، ولا تَخبُّطَ في الآراءِ؛ لأنَّه رَضِيَ بربِّه خالقًا مُدبِّرًا، وحاكمًا مُشرِّعًا، ومعبودًا مُطاعًا؛ قال اللهُ تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82].

4) أنَّ منزلةَ العلمِ تُقدَّرُ بإدراكِ عظيمِ نفعِه وخطيرِ فَقْدِه، والعقيدةُ الصَّحيحةُ الخالصةُ هي أساسُ النَّجاةِ في الآخرةِ، وشرطُ القبولِ لكلِّ عملٍ صالحٍ، والشِّركُ سببٌ لحبوطِ العملِ، والخلودِ في النَّارِ؛ قال اللهُ تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116].

5) أنَّ الاعتقادَ الصَّحيحَ يُحرِّرُ العبدَ مِنَ التَّعلُّقِ بالمخلوقينَ والعملِ لأجلِهم، وهذا هو العِزُّ الحقيقيُّ، والشَّرفُ العالي، فلا يكونُ عبدًا إلَّا للهِ، ولا يرجو سِواه، ولا يخشى إلَّا إيَّاه، وهذا تمامُ الفلاحِ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.85 كيلو بايت... تم توفير 2.11 كيلو بايت...بمعدل (3.84%)]