تدبر آية من القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4835 - عددالزوار : 1714940 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4399 - عددالزوار : 1135533 )           »          للمقبلين على الزواج.. 5 نصائح لبدء حياة زوجية سعيدة وناجحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 91 )           »          10 حيل مضمونة للتخلص من ريحة الرنجة والفسيخ في البيت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          بعد أكل الرنجة والفسيخ.. 5 حاجات هتساعدك تقضى على الرائحة الكريهة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          5 نصائح لمكياج العيون الواسعة للحصول على إطلالة مناسبة وجذابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 74 )           »          طريقة عمل الجبنة المقلية بالتوابل والخضار.. طعمها لذيذ ولا يقاوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 89 )           »          مشروبات منعشة لازم تشربها بعد الفسيخ والرنجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 68 )           »          وصفات طبيعية لترطيب الشعر الجاف.. عشان يفضل قوى وزى الحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          لو ناوية تجددى بيتك قريب.. أبرز اتجاهات الأرائك لعام 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 90 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2025, 07:36 AM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي تدبر آية من القرآن

{ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: ١٧]

هؤلاء الذين أدوا ما في استطاعتهم لتخطي عقبات وشدائد الآخرة وذلك بفعل الطاعات والتي منها فك الرقاب وإطعام الطعام والعطف على المحتاجين , مع تغلغل الإيمان في قلوبهم والمداومة على العمل الصالح بجوارحهم وأدوا ما في استطاعتهم من الوصية بالصبر على الطاعة والصبر عن المعصية والصبر على أقدار الله تعالى, كما أدوا الوصية بالتراحم بين المؤمنين وتعاطي العذر والصفح والرأفة, أولئك أصحاب اليمين.

قال السعدي في تفسيره: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا} أي: آمنوا بقلوبهم بما يجب الإيمان به، وعملوا الصالحات بجوارحهم. من كل قول وفعل واجب أو مستحب. {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } على طاعة الله وعن معصيته، وعلى أقدار المؤلمة بأن يحث بعضهم بعضًا على الانقياد لذلك، والإتيان به كاملًا منشرحًا به الصدر، مطمئنة به النفس. {وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} للخلق، من إعطاء محتاجهم، وتعليم جاهلهم، والقيام بما يحتاجون إليه من جميع الوجوه، ومساعدتهم على المصالح الدينية والدنيوية، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه.

أولئك الذين قاموا بهذه الأوصاف، الذين وفقهم الله لاقتحام هذه العقبة{أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ } لأنهم أدوا ما أمر الله به من حقوقه وحقوق عباده، وتركوا ما نهوا عنه، وهذا عنوان السعادة وعلامتها.
{ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: ١٧]

التقوا بجراحاتهم وآلامهم ، فأوصى بعضهم بعضاً بالصبر والرحمة حتى لمن أذاهم !! ... لله درّهم

يأمرنا الله كثيراً أن نستعين بالصبر ، لكن مالذي يعيننا عليه ؟ لابد من التواصي {وتواصوا بالصبر} والدعاء {ربنا أفرغ علينا صبراً} و باليقين {لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} وأخيراً بالإستعانة {استعينوا بالله واصبروا}
جاءت الرحمة بعد الصبر في الآية ، ليبين أن الصبر يصنع الرحمة ،فالصابرون ليسوا قساة

كثيرٌ من النفوس على حافة السقوط وإن بدا أنهم متماسكون لكنهم يحتاجون إلى يد تسندهم أو كلمات تشجعهم ، أو طبطبة تخفف عنهم .. الصبر يا أعزاء دواء ناجح لكنه يحتاج إلى صيدلي ماهر يعرف كيف يملأ القلوب بهذا الدواء فيسعدها ..
خلقك الله في الدنيا في كبد ...اقتحم العقبة بالإحسان والمعروف ، وكن مؤمناً متحلياً بالصبر والرحمة مع من تعيش.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء



يتبع
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-03-2025, 04:54 AM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12)
سورة يس

في الآيةِ كلمةٌ واحدةٌ لو عقلَها الإنسانُ لاقشعرَّ جلدُه، هذه الكلمةُ " و آثارهم " إنسانٌ طلَّق زوجتَه طلاقا تعسُّفِيًّا، الزوج له مظهرٌ ديني و كان طلاقُه تعسُّفِيًّا، فلما رأتْ زوجَها طلَّقها طلاقا تعسُّفيا أرادت أن تنتقم منه و من دينه فسكَرَتْ و انحرفتْ فإذا سقطتْ أو تزوّ*َجتْ من فاسقٍ أو أنجبتْ بنتا ربَّتْها على منوالها، فكلُّ الفساد الذي سيظهر من هذه المرأةِ بسبب الطلاق التعسُّفي الذي طالها من زوجها، فآثارُ هذا الطلاقِ وما جرَّ من انحرافٍ و إثمٍ و من فتياتٍ فاسداتٍ ومن ذرِّيةٍ فاسدةٍ إلى يوم القيامة هو بسب الطلاق التعسُّفي الذي أوقعه الزوجُ ظلمًا على زوجته، فانتقمت منه ومن دينه، هذه هي الآثارُ، إنسانٌ أراد أن يعلِّم ابنَه اللغةَ الأجنبيةَ فأرسله إلى بلدٍ وهو يعرف أن ابنَه ذو مقاومةٍ هشَّةٍ، فجالس مع أسرةٍ متفلِّتةٍ و زلَّتْ قدمُه فانحرفَ، و رجع إلى بلاد المسلمين في حالٍ أخرى، و رفض دينَ أُمَّتِه، و انحلَّتْ أخلاقُه و أتى بامرأةٍ أجنبيةٍ فسقتْ و فجرتْ في بلاده، كلُّ هذا الفسقُ و الفجورُ بسببِ قرار الأبِ غيرِ الحكيمِ، أحيانا الإنسانُ يسهِم في عملٍ يستمرُّ من بعده بشكلٍ سيئ كأنْ يؤَسِّس مشروعًا لا يرضِي اللهَ تعالى و مات بعد ذلك، فالآثارُ المترتِّبةُ عن هذا المشروع في صحيفة الذي أسَّسهُ إلى يوم القيامةِ،

سهرةٌ مختلَطةٌ صار فيها إعجابٌ و هاتفٌ و زيارةٌ مفاجئةٌ و بعدها خيانةٌ زوجيةٌ، فالذي دعا إلى وليمةٍ و قال: نحن هكذا علَّمنا أبونا و لم يعبأ بقواعد الشرعِ، و من خلال هذا اللقاءِ المختلَطِ انتهى الأمرُ إلى خيانةٍ زوجيَّةٍ و إلى طلاقٍ و إلى تشرُّد الأولادِ، وهذه الآثارُ في صحيفة الذي دعاهم

الإنسانُ إذا لم يربَّي ابنَه و ترك له مالًا وفسق به الابنُ لجهله فالأبُ محاسَبٌ عنه، ترك له مالا و لم يترك له علما، فالأبُ يقول:يا أهلي يا ولدي لا تلعبَنَّ بكم الدنيا كما لعبَتْ بي، جمعتُ المالَ مما حلَّ و حرم فأنفقْتُه في حِلِّه و في غير حِلِّه فالهناءُ لكم و التَّبِعةُ عليَّ، و قبل أن تجمع بين رجلٍ و امرأةٍ لا يحِلُّ لهما أن يجتمعا و قبل أن تطلِّق طلاقا تعسُّفِيا و قبل أن تبيعَ بضاعةً يمكن أن تُوَظَّف في الباطل فكلُّ ما يجري من هذه البضاعةِ من المعاصي في صحيفة الذي اشتراها و باعها و تاجر بها، فالمؤمن يقف وقفةً متأنيَّةً عند كلَّ عمل له آثارٌ لا يحكمها و لا يسيطر عليها، فأيُّ عمل أو سلوكٍ أدى إلى معصيةٍ واستمرَّتْ هذه المعصيةُ ففي صحيفة الذي فعله أوَّلَ مرةٍ، رجلٌ جاء من السعودية إلى الشام بسيارته، و دخل إلى ورشةِ الصيانةِ من أجلِ صيانةِ بعضِ أجزاء السيارةِ، صاحب المحلِّ كلَّف صانعا صغيرا أن يراقب الموضوعَ، هذا الصانعُ ما ضبط هذه الآلةَ هرب منها الزيتُ و بعد حينٍ توقَّفت السيارةُ، و الحَرُّ 57 درجة وخرج صاحبُ السيارة لينظر في الخللِ فأكل ضربةً من الشمسِ أودتْ بحياته، هذا الذي كل*فَ الصانعَ لضبط الخلل يُبنَى عليه سلامةُ أسرةٍ أليس محاسبًا عند الله عز وجل ؟ و أحدُ الأخوة الكرام أطلعني على رقبته تقريبا عشرون حبَّةٍ مخيفةٍ بقيَ يعالجها سنواتٍ، و السَّببُ أن شفرةَ الحلاقة كان ملوَّثا فسبَّبَ جرثومًا و لم تنتهِ هذه المشكلة، فالإنسانُ الذي لم يهتم بمصلحته و لم يعقِّم أدواته يحاسَبُ عند الله تعالى، فأيُّ مضاعفاتٍ تنتج عن سلوكٍ وعن وعيٍ فالإنسانُ محاسَبٌ عنه،

فمن عمل عملا أصرَّ عليه و لم يندم عليه و لم يستغفرْ منه و فعَلَه عن قصدٍ و تصميمٍ سُجِّلَ عليه، و آثارُ هذا العملِ باقيةٌ في صحيفته إلى يوم القيامةِ، و لو فرضنا أنَّ فتاةً بريئةً من الممكنِ أن تكون زوجةً ثم تغدو أمًّا، لها زوجٌ يحترمها و يحبُّها و يرعى شؤونَها و ينفق عليها و أنجبتْ له الأولادَ يحبُّون أمَّهم و يعطفون عليها ثم أصبحتْ جدَّةً لها أولادُ الأولادِ و هي في أعلى مكانةٍ، و لو أنَّ شابا أغوى فتاةً و زنى بها وهذه خافتْ الفضيحةَ فهربتْ و لا تملك من حطامِ الدنيا إلا جمالها و امتهنت الدَّعارةَ، هذه الفتاةُ إذا جاء من نسلها مليون فتاةٍ فاسدةٍ إلى يوم القيامة كلُّ هؤلاء الفتيات الفاسداتِ في صحيفة الذي زنى بهات أول مرةٍ،

ويمكن لك أن تسافر إلى بلدٍ تهدي إنسانًا و تغيبُ عنه سنوات فتجدُ الآلافَ من الناسِ على الطريق المستقيمِ، كلُّهم من إنسانٍ واحدٍ و أنت سببُ هدايته، و كلُّهم في صحيفتك،

راتب النابلسى
موسوعة النابلسي للعلوم الاسلامية
.............................. .................... ...............

لا تُقْتَلُ نفسٌ ظُلْمًا ، إلا كان على ابنِ آدمَ الأولَ كِفْلٌ من دمها . لأنَّهُ كان أولُ من سَنَّ القتلَ
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1677 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
انظر شرح الحديث رقم 14900

والحديث واضح في أن ابن آدم (قابيل) عليه نصيب وجزء من وزر كل قاتل يَقتل ظلماً ، لأنه أول من سن القتل ، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث جرير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ". وسن السنة السيئة على قسمين : قسم لم يكن موجوداً في الأصل ويكون صاحبه أول من عمله ، فهذا – إذا لم يتب منه – فعليه نصيب من وزر من عمل به كما كان من قابيل حيث إنه لم يتب من ذنبه الذي فعله "فأصبح من الخاسرين" وأما قوله تعالى "فأصبح من النادمين" فلم يكن هذا ندم توبة وإنما كان ندمه على فقده لأخيه لا على قتله إياه وارتكابه هذا الذنب ، قال ابن عباس: ولو كان ندامته على قتله لكانت الندامة توبة منه

اسلام ويب



{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ} [ يس: 12]


يخطف الموت كل لحظة آلاف البشر ، لكن كم منهم لا تموت آثاره الطيبة ؟.. وكان عدد المترحمين عليه كثير ؟..

الإنسان مراقب على مدار اللحظه ، كل أعمالك وحتى آثار أقدامك مكتوب عند الله .. فلا تفكر فيما تعمل في حياتك فحسب ، بل اهتم أيضا بما سيبقى لك بعد وفاتك من أثر إما لك أو عليك .. لأنه مكتوب {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ} والموفق هو الذي إذا توقفت أنفاسه لم تتوقف حسناته وآثاره .. اللهم اكتبنا منهم

كثيرون هم الذين غيبتهم اللحود ، لكن مازالت آثار أعمالهم تروي مراقدهم ... الأرواح ترحل ، والاجساد تزبل ، والأثر باق لايزول ..فاترك عملا صالحا يروي ظمأ مرقدك ..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-03-2025, 05:37 PM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

{..... وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق:١٩]

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه وهو ساجدٌ، فأكثِرُوا الدعاءَ"، السجودُ أشرفُ حالاتِ العبدِ؛ فيه متعةُ الخضوعِ للعزيزِ الكريمِ، وجَمالُ الإذعانِ للرحمنِ الرحيمِ، وهي لحظاتُ كرمٍ وبركةٍ لا حدودَ لها، في السجود لذةٌ لا تُوصف، وانشراح لا يحيط به قلمٌ، ينقل المسلمَ من قطعة ضيقة على الأرض إلى ارتفاع في فساحة السماء، ولذلك وصَفَتْ عائشةُ -رضي الله عنها- في الصحيح قيامَ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: "يسجد السجدةَ من ذلك قدرَ ما يقرأ أحدُكم خمسينَ آيةً قبل أن يرفع رأسه".

السجود يُضفي على وجه صاحبِه نورَ الإيمانِ، وعلى قلبه تباشيرَ الاطمئنانِ، ويسكب فيه سكينةً ويكسوه جلالَ الوقار، قال تعالى: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)[الْفَتْحِ: 29]، في السجود يكون الإله -سبحانه- قريبا ممن دعاه، مجيبًا لمن ناجاه، سميعًا لمن ارتجاه، ومن كان بقرب الله فإنه ينال عند ربه أجزل العطاء، وأرفع المقامات.

قال الله -تعالى-: (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ)[الْوَاقِعَةِ: 88-89]، فاسجد واقترب فلكَ في كل سجدة رفعة درجة، ودُنُوّ منزلة، وقرب مكانة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من عبد يسجد لله سجدةً إلا كتَب اللهُ له بها حسنةً، ومحا عنه بها سيئةً، ورفَع له بها درجةً، فاستكثِروا من السجود، واسجد واقترب، فعطاءُ اللهِ لا ينفدُ، ومن تقرَّب إليه أنزَلَه بفضله مراتبَ النبيينَ والصديقينَ والشهداءِ والصالحينَ، واسجد واقترب، ففي السجود تتجلَّى علاماتُ التصديق والإيمان، وتبرُز أماراتُ اليقين والتسليم، واسجد واقترب فإن السجود هي العبادة التي اجتمعت عليها كلُّ الكائنات، واسجد سائلا ربَّكَ داعيًا خالِقَكَ، متضرعًا إلى مولاك، فأنتَ في جنة من جنان الدنيا، اسجد سجودَ الخاشعينَ إذا تشنَّفَت أُذُناكَ بآيات القرآن، وملكت بَيِّنَاتُه شغافَ قلبِكَ، قال تعالى: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا * قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا)[الْإِسْرَاءِ: 106-107].

واسجد واقترب كلما تذكرتَ تراخيَ عملِكَ، وتوجعت من ذنبك وغفلتك، وطفقت تطرق باب التوبة والاستغفار، قال تعالى واصفًا نبيَّه داودَ -عليه السلام-: (وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ)[ص: 24-25]، واسجد واقترب إذا اشتدت عليكَ الكُرُباتُ وحاصرتك الصعوباتُ، وواجهتك الملماتُ فإن السجود فَرَجُ كلِّ همٍّ، السجود يُطفئ غضبَ الرحمن، ويُوجب الرضا منه -سبحانه-، وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه إذا وقَف الناسُ في عرصات يوم القيامة وانطلقوا للشفاعة فسألوا الأنبياءَ وانتهوا إلى رسول الله وقالوا: "يا محمدُ، أما ترى ما نحن فيه؟ أما ترى ما أصابنا؟ فيقول: أنا لها، فينطلق -صلوات لله وسلامه عليه- فيسجد تحت العرش، قال صلى الله عليه وسلم: "فأستأذِنُ على ربي فيؤذن لي فأقوم بين يديه فأحمده بمحامد لا أقدِر عليها الآن، يُلهِمُنِيهِ اللهُ ثم أَخِرُّ ساجدًا فيقول لي: يا محمدُ، ارفع رأسَكَ، وقُلْ يُسمَعْ، وسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ".
كلما هبَّت عليك نسائم الخيرات وفيوض عطاء الرحمن فاسجد لله شكرا، سجد النبي -صلى الله عليه وسلم- فأطال السجود ثم رفع رأسه وقال: "إن جبريلَ أتاني فبشَّرني فسجدتُ لله شكرا"



يكْشِفُ رَبُّنا عن ساقِهِ، فَيَسْجُدُ له كُلُّ مُؤْمِنٍ ومُؤْمِنَةٍ، فَيَبْقَى كُلُّ مَن كانَ يَسْجُدُ في الدُّنْيا رِياءً وسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا واحِدًا.

الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 4919 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه مسلم (183) مطولاً باختلاف يسير
الحديث: يكشف عن ساقه العلماء اختلفوا في الآية عن ساقه، قال بعضهم: عن شدة، ولكن جاء في الحديث الصحيح فسر الآية بما لا يجوز معه خلاف الحديث، والمعنى يكشف عن ساقه.
والله جل وعلا يوصف بذلك على الوجه اللائق به كما يوصف بالوجه واليد والقدم والأصابع والعين، كذلك يوصف بالساق على الوجه اللائق به لا يشابه الخلق في شيء من صفاته
ملتقى الخطباء

{..... وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق:١٩]



اطوِ مسافات الكون وقرونه الضوئية ، وتقرب إلى الله بانحناءة لايتجاوز قطرها ذراعا .. واسجد واقترب يزول همك وحزنك ويستجاب دعاءك




قال أحدهم: يارسول الله أسألك مرافقتك في الجنة . قال : (فأعني على نفسك بكثرة السجود )
لاتستطيع شراء السعادة مهما كانت أملاكك ضخمة ، ولكن تنالها إذا تقربت لله بالعبادة ، وأقصر طريق هو السجود !!


القرب من الله لايحتاج إلى شفاعة ووساطة !.. عليك فقط أن تعبده ، اسجد واخشع واقترب واسأله ماشئت يعطيك أكثر ، فالسجود موطن المعجزات ..


هنيئا لوجوه ساجده في الأرض وقلوبها خاشعة في السماء لما وجدت من حلاوة القرب من خالقها ..
اسجد واقترب .. وما ندم من اقترب

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-03-2025, 02:42 PM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة ١٥٦]

ليس كلُّ مسترجِع صابرًا، ولا كلُّ صابر شجاعةً أو حميَّةً مبشَّرًا، ولكنَّ المبشَّرين هم الصابرون الموقنون برجوعهم إلى ربِّهم، الذي عافى كثيرًا وأنعم، وأصاب قليلًا وآجَر.


﴿إنَّا لله﴾ عبيدٌ له، فلا ينبغي أن نخافَ غيرَه فهو الغالب، أو نخشى الجوعَ فهو الرزَّاق، وما أموالنا وأنفسُنا إلا ملكٌ له يتصرَّف فيها بما يشاء.

تذكَّر في مصائبك أنك إلى الله راجع؛ فارجُ في صبرك منه الثواب، واخشَ إن جَزِعتَ منه العقاب



قولهم: إِنَّا لِلَّهِ إقرار بالعبودية والملكية لله رب العالمين.

وقولهم «وإنا إليه راجعون» إقرار بصحة البعث والحساب والثواب والعقاب يوم القيامة.


وليست هذه البشارة موجهة إلى الذين يقولون بألسنتهم هذا القول مع الجزع وعدم الرضا بالقضاء والقدر، وإنما هذه البشارة موجهة إلى الذين يتلقون المصائب بالسكينة والتسليم لقضاء الله لأول حلولها، يشير إلى هذا قوله-تبارك وتعالى-: الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا فإنه يدل على أنهم يقولون ذلك وقت الإصابة «ويصرح بهذا قوله صلّى الله عليه وسلّم «الصبر عند الصدمة الأولى» .





{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة ١٥٦]

هم يعترفون دائما أنهم لله يفعل بهم مايشاء ، لذا كانت أنفسهم راضية
:
لو علمنا ما أعده الله لنا بعد المحن ، لما تمنينا سرعة الفرج ..!!


{ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ○ الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون} أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ...كيف نحزن بعد هذه البشرى ؟؟!!

أمرنا الله أن نقول عند مصيبة الموت {إنا لله وإنا إليه راجعون} نحن منه في البداية ، وإليه في النهاية ، ولهذا علينا أن (نكن معه) بين ذلك ، نصبر ونرضى ، فلايطفئ نيران الحزن مثل اليقين بالرجوع إلى الله العليم بآلام المفجوعين ولوعاتهم وصبرهم على ذلك ، وهنيئا لمن يدخل الجنة دون حساب

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-03-2025, 01:54 PM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

الحج مشهد مصغر ليوم القيامة

صورة الزحام تذكِّر العبدَ بالزحام الأكبر يوم العرض على الله -تبارك وتعالى-، يوم يقوم الناس لرب العالمين، فتظل هذه الصورة في وعي مَن حج ومَن لم يحج، فيتأمل في كل موطن من مواطن النسك مواقف الحشر والحساب، وقيام الناس لله رب العالمين في الآخرة. والمتأمل في كتاب الله تعالى يجد أن سورة الحج بدأت بداية تزلزل القلوب وتذكر المؤمنين بعرصات القيامة ومواقفها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)[الحج: 1-2].


ووصف لنا ربنا سبحانه في القرآن العظيم عن نهاية هذه الدنيا وفناء جميع المخلوقات، وعظمة الرب سبحانه، وصمت جميع المخلوقات في حضرته، وعجز الجميع عن أن يملكوا لأنفسهم شيئًا، فقال جل وعلا: (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ * يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ * وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)[غافر: 16- 20]. والمرء ما دام حيًّا في فترة مهلة وامتحان، فإذا ما مات طُويت صحيفته وقامت قيامته، ويسأل في قبره عن حياته وعمله، وما جنته يداه، وما كسبه في دنياه.


فإذا أذن الله بزوال هذه الدنيا وانتهاء أعمار الخلائق، بدأت علامات الساعة الكبرى في الظهور، علامة تلو أخرى، حتى ينفخ في الصور، ويموت ما بقي من الخلائق، ثم يبقى الله وحده لا شريك له، واحد أحد، لا صاحبة له ولا ولد. ثم يأذن الله بإحياء الموتى وتُحشر الخلائق إلى الله رب العالمين، ليُروا أعمالهم، ويحاسبوا على أفعالهم، وهناك في هذا الموقف العصيب يصيب الخلائق من الهم والغم والنكد ما يصيبهم إلا من رحم الله -عز وجل-. فيشتد على الخلق حر الشمس وقرب جهنم وقلة الزاد، وكثرة العرق، والزحام الرهيب، في هذا الموقف تظهر عظمة الأنبياء، فيلجأ الناس إليهم ليطلبوا من رب العالمين فصل القضاء، فيتأخرون عنها، إلا نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- فيسجد بين يدي ربه، ويحمده بمحامد عظيمة، فيقبل الله شفاعته في الخلائق ويأتي لفصل القضاء.

وعندها يؤتى بجهنم في أبأس منظر يراه الناس، ويُضرَب الصراط فيمر عليه الناس بقدر أعمالهم، فناجٍ ومكردس في نار جهنم، ثم تُنصب الموازين والعباد في هم وخوف ووجل بين أن تخف أو تثقل، وتتطاير الصحف فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله، وينقسم الخلائق إلى مرحوم مقبول ومكردس في النار محروم، فتشتد فرحة الصالحين ويعظم حزن المحرمين، وما أصدق وصف رب العالمين لهذه المراحل، قال جل وعلا: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ * فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ * وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ)[الحاقة: 13- 32]، نسأل الله السلامة والعافية.



إن من أخصر الأوصاف الدالة على يوم القيامة أنه يوم الحسرة (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ)[مريم: 39- 40] عندما تأكل الحسرة البشر فيعض المرء على يديه ندمًا ويكاد يقتله الهمّ والغم، ولات ساعة مندم. إن ما تزرعه اليوم في الدنيا ستجنيه غدًا في عرصات القيامة، إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر، (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)[الزلزلة: 6- 8].


وقد أخبرنا نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- عن شدة حسرات الخاسرين يوم القيامة، فقال: "يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديًا به؟ فيقول: نعم، فيقال له: قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئًا، فأبيت إلا أن تشرك بي"(أخرجه البخاري). ألا ما أشد عرصات يوم القيامة! وما أفظع تلك المواقف المدلهمة الكبرى! ومن شدة العذاب والنكال ما أخبرنا به صلوات ربي وسلامه عليه أنه "يؤتى برجل من أهل النار فيقول له: يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول: يا رب شر منزل فيقول: أتفتدي منه بطلاع الأرض ذهبًا؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول: كذبت قد سُئلت ما هو أهون من ذلك فيرد إلى النار"(أخرجه أحمد والنسائي وصححه ابن حبان وغيره).

ومن مواقف الوقوف بين يدي الملك يوم القيامة ما رواه صَفْوَان بْن مُحْرِزٍ الْمَازِنِيّ، قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ ابْنِ عُمَرَ، آخِذٌ بِيَدِهِ، إِذْ عَرَضَ رَجُلٌ فَقَالَ: كَيْفَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي النَّجْوَى؟ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، يَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْترُهُ: فَيَقُولُ: أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ أَيْ رَبِّ حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنوبِهِ، وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ: سَتَرْتُهَا عَليْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الأَشْهَادُ: هؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ"(رواه البخاري). إن من يريد أن ينجو غدًا من هذا الموقف العظيم فليكثر من التوبة والأوبة والأعمال الصالحة التي يحبها الله ويرضاها فهي سبيل النجاة، وليحذر العبد من شرك أو كفر أو بدعة أو ضلال يذهب به إلى نار جهنم، وليكثر من دعاء الله أن ينجيه من هذا الموقف العظيم.

ملتقى الخطباء



{۞ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[البقرة: ٢٠٣]

انتهاء رحلة الحج كانتهاء رحلة الحياة ولذلك ختمت آيات الحج بقوله تعالى{واعلموا أنكم إليه تحشرون} والجزاء في رحلة الحج مغفرة الذنوب وفي رحلة الحياة دخول الجنة ..


{فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى} طالما أنك تتقي الله وضمن شرعه ، فأجرك كاملا وحجك مقبولا ..

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-03-2025, 02:33 PM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ}


نعمة الطعام امْتنَّ الله بها على الناس، في كل الأمم والأجناس: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلَلْتُمْ تَتَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ)، وإذا حُرم الإنسان هذه النعمة صار جائعًا ضعيفًا لا يقدر على القيام ولا يستطيع العمل، ولهذا كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أعوذُ بكَ من الجُوعِ؛ فإنه بئْسَ الضّجيع".



للأكل والشرب في الإسلام آدابٌ وأحكام، على المسلم معرفتها، والعمل بها، شكرًا لله على نعمه، وابتغاءً للأجر عنده



من ذلك غسل اليدين قبل الطعام، لما رواه النّسَائي أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- "كان إذا أرادَ أن ينامَ وهو جُنُب توضأ، وإّذا أرادَ أن يأكلَ غسل يديه".


وعلى المسلم إذا أراد أن يأكل أن يُسمّي الله، ففي التسميةِ بركة، وحفظٌ للطعام من الشيطان: "يا غلام: سم الله" وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يأْكُلُ طعامًا في ستةٍ من أصحابه، فجاءَ أعرابيٌّ فأكلَه بلقمتين، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما إنه لو سمى لكفاكم".

فبالتسمية تحصلُ البركة، وتُطْردُ الشيطان: "إن الشيطان يَسْتحلُّ الطعام إن لم يُذكر اسم الله عليه".


وعلى المسلم الأكل باليمين، وهو واجب لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا أكل أحدُكُم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فلْيشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكلُ بشماله، ويشرب بشماله".



وعن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- أن رجلاً أكل عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشماله!! فقال: "كل بيمينك"، قال: لا أستطيع!! -ليس لمرض أو حاجة بل تكبرًا- فدعا عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "لا استطعت"، فَشُلّت يدُه. ولما رأى امرأة تأكل بشمالها قال: "أَخَذها طاعون غزّة".

فالأكل بالشمال حرام، من يأخذ السكين بيمينه والشوكة أو الملعقة بشماله ويأكل مُدعيًا أن هذه حضارة وتقدم وتطور فهو جاهل متخلف، آثم بفعله، مُستحق للعقوبة، إذا كان الصغار ومن لم يبلغ الحُلُم يُعلّم الأكل باليمين فكيف بالمسلم البالغ!! عن عمر بن سلمة -رضي الله عنه- قال: كنت غلامًا في حِجْر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانت يدي تطيشُ في الصحفة -الصحن- فقال لي رسول الله: "يا غلام: سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك". قال عمر بن سلمة: فما زالت تلك طُعْمتي بعدُ. أي لزمت ما علمني به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وصار عادة لي.



وعلى المسلم أن يتجنب الأكل وهو مُتكئ؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا آَكُلُ وأنا متكئ". ومن صور ذلك أن يميل على جنبه، أو يتكئ على يدٍ ويأكل بالأخرى، بل المستحب في الجلوس أن يكون جاثيًا على ركبتيه وظهور قدميه، أو ينصب رجله اليمنى ويجلس على اليسرى.


وعلى المسلم إذا انتهى من طعامه أن يَلْعقَ أصابعه قبل مسحها أو غسلها، لما في ذلك من تطبيقِ السنة، والتواضعِ، واحترامِ النعمة وتقديرِها، ورجاءِ تحصيل البركة؛ فعن جابر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بلعق الأصابع والصحفة، وقال: "إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة".


وإذا سقطت لُقمةٌ من طعامه فلا يتركها بل يأخذها، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا وقعت لُقمةُ أحدكم فلْيأَخذها، ولْيُمط ما كان بها من أذى، ولْيَأكلها، ولا يدعُها للشيطان". ومن الخطأ تقبيل اللقمة إذا سقطت، وهو من فعل العوام، بل يفعل ما ورد في السنة كما تقدم.



ومن السنة: وضع الطعام في سفرة، لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالسفرة تحفظ الطعام لئلا يسقط منه شيء فيداس بالأقدام، ويعبث به الأطفال، لما وجد النبي -صلى الله عليه وسلم- تمرة ملقاة على الأرض رفعها وقال: "لولا أني أخشى أن تكون من الصدقة لأكلتها".



ومن السنة: الأكل بثلاثة أصابع لاسيّما إذا كان الطعام جامدًا كالعصيد والثريد، وعليه أن يأكل مما يليه؛ لأن الأكل من مواضع أيدي الناس سوء أدب، وقد يتقذّر الآكلون من فعله، فإن كان الطعام مختلف الأنواع، فله أن يأكل من أي مكان، لحديث أنس -رضي الله عنه- قال: "رأيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتتَبّعُ الدُّبَاء في القصعة".



ومن السنة: أن لا يعيب الطعام؛ قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "ما عاب النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- طعامًا قط، إن اشتهاهُ أكله، وإن كرهَهُ تركه". فلا يعيب الطعام من جهة الخلق لأن خالقه هو الله، ولا من جهة الصنعة لئلا يكسر قلب المسلم الذي أعدّه، فكيف إذا كان الذي يُعدّ الطعام هي الأم!! فيأتي هذا الابن العاق ويذمه ويكسر قلب أمه التي تعبت في إعداده وتجهيزه!! النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قُدّم له الضب، رفع يده ولم يأكل منه، فقيل له: أحرام هو؟! قال: "لا. ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدُني أعافه".

فأكل ما تشتهيه النفس وترك ما تعافه هو التصرف الصحي السليم، فتناولُ الطعام المُشْتهَى يُساعد على الهضم، قال ابن القيم -يرحمه الله-: "وهذا أصل عظيم في حفظ الصحة، فمتى أكل الإنسان ما تعافه نفسه ولا تشتهيه، كان تضرره به أكثر من انتفاعه. وله أن يُفتِّش التمر، قال أنس: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُؤتىَ بالتمر فيه دود فيفتشه يُخرج السوسَ منه".



ومن الآداب: الاجتماع على الطعام، وعدم التفرق، قال -عليه الصلاة والسلام-: "إن خير طعامِكُم ما كثرت عليه الأيدي"، ولما قال بعض الصحابة: يا رسول الله: إنا نأكُلُ ولا نشبع!! قال: "لعلكم تَفْتَرقون؟!"، قالوا: نعم. فقال: "اجتمعوا على طعامكم، واذْكروا اسم الله يُبارك لكم فيه".



ومن الآداب: الأكل من جوانب القصعة لا من وسطها، قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "إن البركة تنزلُ وسط الطعام، فكلوا من حافته، ولا تأكلوا من وسطه".



وعلى المسلم أن يعتني بما دلت عليه الشريعة من الأطعمة كالتمر، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "بيت لا تمر فيه جياع أهله"، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: "كُلوا الزيت وادهنوا به"، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "نعم الإدام الخل"، وقال -عليه الصلاة والسلام-: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"، وأما فضل اللبن فلقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أكل طعامًا قال: "اللهم بارك لنا فيه، وارزقنا خيرًا منه، إلاّ اللبن، فكان إذا شربه قال: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه، فإني لا أعلم طعامًا أفضلَ منه، أو خيرًا منه".



وعلى المسلم إكرام الخبز، وعدم إلقائه، والاستهانة به؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أكرموا الخُبُز". وإذا وجده ملقى على الطريق فعليه أن يأخذه، وأن يضعه في مكان مرتفع، أو يجعله طعامًا للدواب.



وعلى المسلم إذا فرغ من طعامه، أن يحمد الله، فمن أعظم الحرمان، ودليلِ تلاعب الشيطان بالإنسان، أن يفرغ من الطعام الشهي، ثم لا يحمد الله عليه!! مع ما في ذلك من رضا الرب -تبارك وتعالى-، وكثرة الخير والفلاح، "إن الله ليرضى عن العبد، أن يأكلَ الأكْلَةَ فيحمدُه عليها، أو يشربَ الشربة فيحمدُه عليها".



كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا رفع مائدته قال: "الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُباركًا فيه، غير مَكْفِي ولا مُوَدّعٍ ولا مُسْتَغْنى عنه". وقال -عليه الصلاة والسلام-: "من أكلَ طعاماً فقال: الحمدُ لله الذي أطْعَمَني هذا ورزَقَنِيه من غيرِ حولٍ مني ولا قوةٍ؛ غُفرَ لهُ ما تقدّمَ من ذنبه".



أكل الطيبات



أكل الحلال الطيب سبب لإجابة الدعاء، والتوفيق للعمل الصالح، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا أيها الناسُ: إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْثم ذكر الرجل يُطيلُ السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب! يا رب! ومطعمُه حرام، ومشربُه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنى يُستجاب له".
قال يحيى بن معاذ -رحمه الله-: "الطاعة خزانة من خزائن الله إلاّ أن مفتاحها الدعاء، وأسنانه لُقم الحلال".



أكل الحلال الطيب سببٌ للنجاةِ من النار، والسلامةِ من دار الخزي والبوار؛ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا كعبَ بن عُجْرة: إنّه لا يدخل الجنة لحمٌ نبت من سُحْت، النار أولى به".



كم نتقلب في نعم الله، نأكل أشهى طعام، ونشرب ألذ شراب، على موائدنا أصناف وأشكال، وأنواع وألوان، جُلبت لنا من كل البلاد فحُقّ علينا شكرها، واستعمالها في طاعة ربنا، والحذر من الإسراف فيها: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُوا، واشْرَبوا، والْبَسُوا، وتَصَدقُوا، في غير إسراف ولا مَخِيلة".

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كل ما شئت، والبس ما شئت، ما أخطاتك خصلتان: سرف أو مخيلة".


فإذا زاد الأكل والشرب عن القدر الكافي، حصل الضرر الصحي، والتعب البدني، يقول النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لُقيْمات يُقِمْنَ صُلْبه، فإن كان لا بد فاعلاً، فثُلُثٌ لطعامه، وثُلُثٌ لشرابه، وثُلُثٌ لنفَسه".



دِينٌ شامل كامل، لا يغفل جانبًا على حساب جانب، قائم على العدل والاعتدال حتى في الطعام والشراب، لو عمل الناس بهذه الوصية النبوية لسلموا من الأمراض، ولأغلقت كثير من المستشفيات، وكسدت كثير من الأدوية، فغالب أمراض الناس وأدوائهم من جهة طعامهم وشرابهم، وفي الحكمة المشهورة: المعدة بيت الداء، والحمية أصل الدواء، وقد قيل قديمًا: لو سئل أهل القبور: ما سببُ آجالكم؟! لقالوا: التخمة، قالت عائشة -رضي الله عنها-: "ما شبع آل محمد -صلى الله عليه وسلم- من خُبْز شعير يومين متتابعين حتى قُبض"، (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).



ملتقى الخطباء






{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ} [عبس:٢٤]


انظر وتأمل مافيه استمرار حياتك مما سخره الله طعاما لك ، واشكر ربك الكريم واخضع لعظمته وعظيم خزائنه

ينبه الله تعالى إلى نظره من نوع خاص وأنموذج فريد في تربية الله لعباده ، فإذا نظرت ياعزيزي إلى ماسخر الله لك من أنواع الطعام الذي لايعد ولا يحصى ذلك الجمال الساحر بأنواعه وأشكاله ومذاقه وفوائده المختلفة ... فارتق بنظرك وتذكر خالق هذا الجمال في الأرض ، وماذا عنده في الجنة إذا ؟؟!!!... فاجعل تلك النظرة مسلك من مسالك التذكير بعظمة الخالق وهيبته ، وإذا نظرت إلى أفراح الناس وأتراحهم فتذكر قصر دنياك ونعمة ربك عليك .



إذا نظرنا إلى تلك الأشياء بتلك العدسة الإيمانية استقامت حياتنا وأطعنا ربنا الذي ربانا على تلك النظرة حين قال {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ}




رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-03-2025, 01:45 PM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ} [عبس:٣٨]



تبدأ رحلة المأوى والمصير حينما يحشر المتقون إلى الرحمن وفدًا، ويُساق المجرمون إلى جهنم وردًا، هناك تبيض وجوه وتسود وجوه، هناك وجوه قد أشرقت بالنور وفاضت بالبِشْر فابيضت من البشر والبشاشة، وهناك وجوه كمدت من الحزن واغبرت من الغم واسودت من الكآبة، وجوه مستنيرة ضاحكة مستبشرة راجية ربها مطمئنة بما تستشعره من رضاه عنها، ووجوه تعلوها غبرة الحزن والحسرة ويغشاها سواد الذل والانقباض (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ)[عبس: 38-42].



قوم يقال لهم: ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون، وآخرون يخاطبون بعد الارتهان والاحتباس في اليوم الطويل، (انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ)[المرسلات: 29-31].


: (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[السجدة: 18-21].



إن ربكم -سبحانه- يدعو عباده للاستجابة لمنهجه قبل أن يفجأهم هذا المصير (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ)[الشورى:47]؛ استجيبوا لربكم قبل أن يفجأكم المصير فلا تجدوا ملجأ يقيكم ولا نصير ينصركم.


يا عبد الله: إذا هممت بالشهوات وفكرت بالمعاصي، وبدأت الخطوات فتذكر (يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ)[غافر:18]، تذكر أن هذا اليوم الذي مقداره خمسين ألف سنة المليء بالشدائد والأهوال سيكون على المتقين كمقدار صلاة مكتوبة، فاصنع أنت اليوم مدة ذلك اليوم ومن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه، ومن ضل فإنما يضل عليها وما ربك بظلام للعبيد.






{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ} [عبس:٣٨]


غيمة الحزن التي تعلو وجهك ستذهب بها بهجة الجنة حيث لا هم ولا حزن إلا سلاما سلاما .

لقاء الناس بالتبسم وطلاقة الوجه من صفات أهل الجنة وهي صفة تجلب المودة وتنفي التكبر ..



سورة عبس أولها صفة للوجه(عبس) وختمت هذه السورة بوصف للوجوه في قوله سبحانه {وجوه يومئذ مسفرة ○ ضاحكة مستبشرة}
بعد تعب الدنيا والصبر والألم ... أشرقت تلك الوجوه ، وحق لها أن تشرق وتفرح في جنة عرضها السموات والأرض

رائع أن ندخل البسمة على الناس في حياتهم ، والأجمل والأهم من ذلك أن نساعدهم في الدنيا ليكونوا من أصحاب الوجوه المسفرة السعيده في الآخرة .






رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-03-2025, 05:06 PM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

ما سبب التقديم والتأخير في آية سورة يس (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)) وسورة القصص (وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ( 20))؟

د.فاضل السامرائى:
الآية الأولى في سورة يس والأخرى في سورة القصص في قصة موسى عليه السلام.(وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى) يعني هو فعلاً جاء من أقصى المدينة أي من أبعد مكان فيها. (وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى) ليس بالضرورة ذلك وإنما تحتمل هذا المعنى وغيره. تحتمل أنه فعلاً جاء من أقصى المدينة وتحتمل لا هو من سكان تلك الأماكن البعيدة لكن ليس مجيئه من ذلك المكان ليس بالضرورة.


كما تقول جاءني من القرية رجال تعني أن المجيء من القرية، جاءني رجال من القرية أي قرويون هذا يحتمل معنيين في اللغة، هذا يسمونه التعبير الاحتمالي. هناك نوعين من التعبير تعبير قطعي وتعبير احتمالي يحتمل أكثر من دلالة والتعبير القطعي يحتمل دلالة واحدة. لما تقول جاءني رجال من القرية تحتمل أمرين الرجال جاءوا من القرية أي مجيئهم من القرية وجاءني رجال من القرية احتمالين أن المجيء من القرية وتحتمل أنهم رجال قرويون ولكن ليس بالضرورة أن يكون المجيء من القرية.

كما تقول: جاءني من سوريا رجل يعني رجل سوري وجاءني رجل من سوريا ليس بالضرورة أن يكون جاء من سوريا، جاء من سوريا رجل يعني جاء من سوريا. وجاء من أقصى المدينة رجل يعني جاء من أقصى المدينة، أما جاء رجل من أقصى المدينة ليس بالضرورة فقد يكون من سكان الأماكن البعيدة، مكانه من أقصى المدينة لكن ليس بالضرورة أن المجيء الآن من ذاك المكان وقد يكون من مكان آخر..






{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} [يس:20]


خطوات المخلصين لله لاتنسى ، فكل خطوة تخطوها لحياة هذه الأمة سيسطرها لك التاريخ .

{ رَجُلٌ يَسْعَىٰ} ليس للأسماء والالقاب مكانا عندما تكون الأعمال خالصة لوجه الله !!


{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ} مشهد رائع يخبرك بقوة إيمان هذا الرجل بعمله ، لقد أتى ساعيا ولم يأت كسلانا ... لقد فاز عمله ولا نعرف اسمه ، يكفيه أن الله تعالى خلد قصته وسعيه ، فذكره في كتابه الكريم بعشر آيات

عندما جاء الرجل يسعى وأراد أن ينصح قومه ، بدأ بنفسه {وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الذي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ثم التفت إليهم ينصحهم قائلا {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} لاتتبعوني ولا تقلدوني بل نحن جميعا نتبع المرسلين ...

عندما تريد أن تنصح أحدا ابدأ بنفسك ...
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 08-03-2025, 04:55 PM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ○ لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: ٣٩-٤٠]


قال تعالى في آية سورة يس: ﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾، ﴿ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ ﴾ ينزل بها، كل ليلة ينزل منها واحدة، ﴿ حَتَّى ﴾ يصغر جدًا، فيعود ﴿ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴾ أي: عِذْقُ النخلة وهو العُرْجون بلغة أهل المغرب الذي من قِدَمِه نشَّ وصغُرَ حجمُه وانحنى، ثم بعد ذلك، ما زال يزيد شيئًا فشيئًا، حتى يتم [نوره] ويتسق ضياؤه ولهذا قال سبحانه في سورة الانشقاق: ﴿ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴾ أَيْ: اتَّسَعَ وتَكَامَلَ نُورُهُ.


{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ○ لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: ٣٩-٤٠]

لاتقلق من إخفاقك هذه المرة ، حتى البدر الجميل يتناقص ، لكنه يعود بدرا .... انهض من جديد ولاتيأس

في سورة يس حديث عن مراحل خلق القمر {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ ...} وإشارة لمراحل خلق الإنسان {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ}
تأمل سنة الله في مخلوقاته ، كل تمام مآله النقص ، فالإنسان يبدأ ضعيفا ثم يزداد في القوة حتى إذا تكامل أخذ في النقص والضعف ، وكل المستحيلات تركع أمام إرادة الله {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} حتى الأشياء التي يستحيل عقلا اجتماعها {فهو على جمعهم إذ يشاء قدير}

كواكب عظيمة لايسعها إلا أن تتبع منهج الله تعالى في خلقه ، فتسير بانتظام لاتشذ عنه قيد أنملة {لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَر} فما أشد جرأتك أيها الإنسان !!! وكم تتفلت عن مسارك !!! ... تفكر ...







رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-03-2025, 12:57 PM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [الحج: 34، 35].


ما هي صفات المخبتين؟
لقد نصَّ القرآن الكريم على أربع صفات تبين حال هؤلاء المخبتين؛ إذ يقول تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [الحج: 34، 35].


الصفة الأولى من صفات المخبتين: ﴿ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ، فمن صفاتهم: وجل القلب عند ذكر الرب، والوَجَلُ: خَوْفٌ شَدِيدٌ، مَقْرُوْنٌ بِهَيْبَةٍ وَمَحَبَّةٍ؛ فَالمُخْبِتُونَ: تَخْشَعُ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ؛ لِعِلْمِهِمْ بِعَظَمَةِ اللهِ وَجَلَالِهِ، وَهَذَا مِنْ عَلَامَةِ الإِيْمانِ، وَمَحَبَّةِ الرَّحْمَن ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا [الأنفال: 2]، فهذا الوجل لهذا القلب المخبت ناشئ من حُسْن معرفته بربه؛ كما قال الله جل في علاه: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر: 28]؛ أي: بالله، هذا وإن ذكرهم الدائم لربهم لا يمنعهم من الخوف منه بل استشعار الخوف عندهم عنوان ثابت لا تتبدَّل مفرداته ولا تطمس معالمه بالرغم من إخلاصهم في العبادة وحسن اتِّباعهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم.


الصفة الثانية من صفات المخبتين: ﴿ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ ﴾.
فمن صفاتهم: الصبر على أقدار الله المؤلمة، وما من عبدٍ إلا وهو مبتلًى بأنواع من البلايا في هذه الحياة الدنيا: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة: 155].
فالمخبتون لربهم في حال الابتلاءات تراهم في حالة استسلام وخضوع لا يعرف اليأس إلى قلوبهم سبيلًا، فهم يتحمَّلون ويتجمَّلون بالصبر، ومهما عظمت المحن واشتدت فهم صامدون كالجبال الرواسي؛ لأن ثقتهم بالله ثابتة دائمًا لا يمكن أن تضعف أو تنهار في أي لحظة من اللحظات.


الصفة الثالثة من صفات المخبتين: ﴿ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ.
فإن من صفاتهم: إقامة الصلاة؛ أي: المحافظة عليها، والإتيان بها قائمة بأركانها وشروطها وواجباتها، خضوعًا وخشوعًا وحسن تقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
فالمخبتون لربهم كلما نُودي إلى الصلاة سعوا إليها يغسلون ذنوبهم، ويُجدِّدون الإيمان في قلوبهم في حال اتصال بالله لا يعرف الرياء والنفاق؛ بل يعرف السكينة والاطمئنان يدعونه ويناجونه في حالة من الخشوع والطُّمَأْنينة فيقينهم في ربِّهم أقرب إليهم من أنفاسهم وحركاتهم وسكناتهم خاصة أنهم يعلمون جيدًا أن الصلاة إن صلحت صلح سائرُ العمل.


والصفة الرابعة من صفات المخبتين: ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ.
فمن صفاتهم: بذل المال وإنفاقه في سبيل الله عز وجل في وجوه الخير وأبوابه المتنوعة من واجبٍ ومستحبٍّ، طيبة بذلك النفسُ، راجية موعود الله جل في علاه، وعظيم ثوابه.
فالدنيا لم تجد سبيلًا تخترق به قلوبهم، فالدنيا دائمًا في أيديهم تسير معهم حيث أرادوا في الخير والبر والمعروف.

﴿ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ [الحج: 34، 35].

أولئك هم المخبتين ، المتواضعين المطمئنين الراضين بقضاء الله والمستسلمين له

من صفات المخبتين أنه إذا ذكر الله وجلت قلوبهم .. هي قلوب طاهرة مؤمنة لاتحتاج إلى كثرة وعظ ، بمجرد ذكر الله تخاف وترق .. قلوب عرفت فانتفعت وارتقت . يا الله اجعل قلوبنا كذلك
:
في سورة الأنفال {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} هل تشعر بذلك عندما تقرأ القرآن ؟؟؟!!.. وفي سورة الحديد {۞ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ ...} ذكر الله علاج لقسوة القلب ، تدارك قلبك بالذكر قبل قسوته وموته ، وأقم صلاتك وأنفق مما وهبك الله من علم ، مال ، وقت ...


بالذكر يذيب الله قسوة قلبك ، وبالإنفاق يكرمك ، وبالصبر والصلاة يرفعك .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 143.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 138.28 كيلو بايت... تم توفير 5.61 كيلو بايت...بمعدل (3.90%)]