|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() الثلاثاء: مائدةُ العقيدةِ النَّظرةُ القاصرةُ للحياةِ عبدالرحمن عبدالله الشريف النَّظرةُ القاصرةُ للحياةِ: هي أنْ يكونَ تفكيرُ الإنسانِ مقصورًا على مَلَذَّاتِ الدُّنيا، وعملُه محصورًا في تحصيلِها؛ فلا وزنَ للآخرةِ عندَه، ولا اهتمامَ بشأنِها، ولا عملَ لأجلِها! وقد توعَّد اللهُ تعالى مَنْ قصَر نظرتَه على لذَّاتِها، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يونس: 7-8]، وقال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15-16]، وقال تعالى: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ﴾ [الروم: 6-7]. فهم وإنْ كانوا أهلَ خِبْرةٍ في الدُّنيا ومكاسبِها، فهم جُهَّالٌ لا يَستحِقُّونَ أنْ يُوصَفوا بالعلمِ؛ لأنَّ علمَهم لم يتجاوزْ ظاهرَ الحياةِ الدُّنيا، ولا تَعْدُو نظرتُهم إليها أنْ تكونَ كنظرةِ البهائمِ، بلْ هم أضلُّ سبيلًا؛ قال تعالى: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 44]؛ لأنَّهم سخَّروا طاقاتِهم وأوقاتَهم فيما لا يبقى لهم ولا يبقونَ له، ولم يعملوا لمصيرِهم الَّذي ينتظرُهم ولا بدَّ لهم منه؛ قال تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ [المؤمنون: 115]. أمَّا النَّظرةُ الصَّحيحةُ للحياةِ:فهي أنْ يعتبرَ الإنسانُ ما في هذه الحياةِ مِن مالٍ وقُوَّةٍ وولدٍ ووقتٍ وسيلةً يستعينُ بها للباقياتِ الصَّالحاتِ؛ فالدُّنيا مَعْبَرٌ وقنطرةٌ للآخرةِ، ومِضْمارٌ للتَّسابقِ إلى الخيراتِ، ومنها زادُ الجنَّةِ، وفيها مزرعةُ الآخرةِ، وخيرُ عَيْشٍ ينالُه أهلُ الجنَّةِ إنَّما حصَل لهم بما بذَلوه في الدُّنيا مِنَ الصَّلاةِ والصِّيامِ والإنفاقِ؛ فإنَّ اللهَ تعالى يقولُ لأهلِ الجنَّة: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24]، ففي هذه الدُّنيا يُمتحَنُ صدقُ العبدِ في طلبِ الآخرةِ، ويُختبَرُ سَعْيُه إليها؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 7].
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 26-02-2025 الساعة 11:15 AM. |
#2
|
||||
|
||||
![]() من مائدةُ العقيدةِ منزلةُ علمِ العقيدةِ عبدالرحمن عبدالله الشريف علمُ العقيدةِ هو أشرفُ العلومِ وأعظمُها، وكانتْ له هذه المنزلةُ لعددٍ مِنَ الأمورِ: ١) أنَّ شرفَ العلمِ يرتبطُ بشرفِ المعلومِ، والمعلومُ في علمِ العقيدةِ هو اللهُ تعالى بأسمائِه وصفاتِه وأفعالِه، وما يجبُ له وما يُنَزَّهُ عنه؛ وهذا أعظمُ ما يُعلَمُ، وأهمُّ ما يُطلَبُ. ٢) أنَّ منزلةَ العلمِ تكونُ بحسَبِ حاجةِ النَّاسِ إليه، ولا علمَ فوقَ علمِ العقيدةِ في شِدَّةِ حاجةِ النَّاسِ وضرورتِهم إليه؛ فإنَّه كُلَّما كانتْ معرفةُ العبدِ بربِّه صحيحةً تامَّةً كانَ أكثرَ تعظيمًا له، واتِّباعًا لشرعِه وأحكامِه، وأكثرَ تقديرًا وإعدادًا للدَّارِ الآخرةِ. ٣) أنَّ علمَ العقيدةِ أعظمُ سببٍ للحياةِ الطَّيِّبةِ، فهذه العقيدةُ تصلُ المؤمنَ بخالقِه، وتُعرِّفُه به، فيحيى مُطمئِنًّا، لا قلقَ عندَه في النفسِ، ولا اضطرابَ في الفِكْرِ، ولا خُلُوَّ في القلبِ، ولا تَخبُّطَ في الآراءِ؛ لأنَّه رَضِيَ بربِّه خالقًا مُدبِّرًا، وحاكمًا مُشرِّعًا، ومعبودًا مُطاعًا؛ قال اللهُ تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]. 4) أنَّ منزلةَ العلمِ تُقدَّرُ بإدراكِ عظيمِ نفعِه وخطيرِ فَقْدِه، والعقيدةُ الصَّحيحةُ الخالصةُ هي أساسُ النَّجاةِ في الآخرةِ، وشرطُ القبولِ لكلِّ عملٍ صالحٍ، والشِّركُ سببٌ لحبوطِ العملِ، والخلودِ في النَّارِ؛ قال اللهُ تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116]. 5) أنَّ الاعتقادَ الصَّحيحَ يُحرِّرُ العبدَ مِنَ التَّعلُّقِ بالمخلوقينَ والعملِ لأجلِهم، وهذا هو العِزُّ الحقيقيُّ، والشَّرفُ العالي، فلا يكونُ عبدًا إلَّا للهِ، ولا يرجو سِواه، ولا يخشى إلَّا إيَّاه، وهذا تمامُ الفلاحِ.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() من مائدةُ العقيدةِ ثمراتُ العقيدةِ:هي نتائجُها النَّبيلةُ الـمُتَرتِّبةُ على التَّمسُّكِ بها.عبدالرحمن عبدالله الشريف ثمراتُ العقيدةُ الصَّحيحةِ وهي كثيرةٌ مُتنوِّعةٌ، منها: أوَّلًا: إخلاصُ النِّيَّةِ والعبادةِ للهِ تعالى؛ لأنَّ مَنْ صحَّ اعتقادُه وعلمُه بربِّه، عظَّمَه وراقَبه وأخلصَ له عملَه. ثانيًا: كمالُ محبَّةِ العبدِ لربِّه تعالى، وتعظيمُه بمقتضى أسمائِه الحسنى وصفاتِه العُلْيا. ثالثًا: الحزمُ والـجِدُّ في الأمورِ، بحيثُ لا يُفوِّتُ المؤمنُ فرصةً للعملِ الصَّالحِ إلَّا استَغَلَّها؛ رجاءً لوعدِ الله، ولا يرى موقعَ إثمٍ إلَّا ابتعدَ عنه؛ خوفًا مِنْ وعيدِ اللهِ. رابعًا: أنَّ المؤمنَ تَخِفُّ عليه الطَّاعاتُ، وتهونُ عليه مخالفةُ الهوى؛ لأنَّ مِنْ أُسُسِ عقيدتِه رقابةَ اللهِ، والبعثَ للخلقِ، والجزاءَ على الأعمالِ. خامسًا: أنَّ اللهَ تعالى يغفرُ بالتَّوحيدِ الذُّنوبَ، ويُكفِّرُ به السَّيِّئاتِ؛ ففي الحديثِ القُدُسيِّ: «يَا ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا؛ لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً»[1]. سادسًا: أنَّ التَّوحيدَ أعظمُ سببٍ يُدخِلُ اللهُ به الجنَّةَ، ويمنعُ به دخولَ النَّارِ؛ قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ؛ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ»[2]. سابعًا: أنَّ صلاحَ العقيدةِ هو السَّببُ الأعظمُ لبسطِ النِّعَمِ والخيراتِ، ودفعِ النِّقَمِ والكُرُباتِ في الدُّنيا والآخرةِ؛ قال اللهُ تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]. ثامنًا: أنَّ الاعتقادَ الصَّحيحَ يُخفِّفُ على العبدِ المكارهَ، ويُهَوِّنُ عليه الآلامَ، ويُسَلِّيهِ عندَ المصائبِ، فتَرَاهُ يَتلقَّاها بقلبٍ مُنشرِحٍ، ونفسٍ مُطمئِنَّةٍ، وتسليمٍ ورِضًا بأقدارِ اللهِ؛ لعلمِه بحكمةِ خالقِه ولُطْفِه، ولإدراكِه حقيقةَ دُنْياهُ ومآلَها. [1] رواه التِّرمذيُّ (3540). [2] رواه البخاريُّ (3252)، ومسلمٌ (28).
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() من مائدةُ العقيدةِ: شهادةُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ عبدالرحمن عبدالله الشريف مكانةُ شهادةِ أنْ (لا إلهَ إلَّا اللهُ): هي كلمةُ التَّوحيدِ، وأساسُ الإخلاصِ، وهي كلمةُ التَّقوى، والعُرْوةُ الوُثْقَى، وهي الرُّكنُ الأوَّلُ مِنْ أركانِ الإسلامِ، والفارقةُ بينَ الكفرِ والإيمانِ، وأثقلُ كلمةٍ في الميزانِ، بلْ هي مِفْتاحُ الجنَّةِ، ومِنْ أجلِها بعث اللهُ الرُّسلَ وأنزلَ الكتبَ، ومِنْ أجلِها ستقومُ القيامةُ وينقسمُ النَّاسُ إلى شقيٍّ وسعيدٍ؛ فلأجلِ ذلك كان واجبًا على كلِّ مؤمنٍ أنْ يهتمَّ بها ويَقدُرَها قَدْرَها. معنى شهادةِ أنْ (لا إلهَ إلَّا اللهُ): كما أنَّ لهذه الشَّهادةِ لفظًا يجبُ النُّطقُ به، فإنَّ لها معنًى يجبُ فهمُه، ولا يكفي مُجرَّدُ النُّطقِ بها دونَ معرفةِ هذا المعنى وتحقيقِه. فمعنى (أَشْهَدُ): أُقِرُّ وأعترفُ وأجزمُ. ومعنى (الإلهِ): المألوهُ المعبودُ، الَّذي تَأْلَهُه القلوبُ وتُحِبُّه وتَقصِدُه. فصار معنى كلمةِ (لا إلهَ إلَّا اللهُ): لا معبودَ بحقٍّ إلَّا اللهُ؛ كما قال اللهُ تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62]. أركانُ شهادةِ أنْ (لا إلهَ إلَّا اللهُ): لهذه الكلمةِ العظيمةِ ركنانِ أساسيَّانِ، هما: النَّفيُّ، والإثباتُ. فالنَّفيُ في قولِ: (لا إلهَ)، وبه تُنفَى أُلُوهِيَّةُ جميعِ الآلهةِ الباطلةِ. والإثباتُ في قولِ: (إلَّا اللهُ)، وبه تُثبَتُ الألوهيَّةُ للهِ عزَّ وجلَّ. ودليلُ هذينِ الرُّكنينِ قولُ اللهِ تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الزخرف: 26 - 28].
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() من مائدةُ العقيدةِ عبدالرحمن عبدالله الشريف شروطُ شهادةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ شهادةُ أنْ (لا إلهَ إلَّا اللهُ) لها شروطٌ سبعةٌ، دلَّتْ عليها الأدلَّةُ الشَّرعيَّةُ، فيجبُ على المسلمِ الاجتهادُ في تحقيقِها؛ لكي تكونَ هذه الكلمةُ نافعةً له عندَ ربِّه. وهذه الشُّروطُ هي: 1) العلمُ: أيْ فهمُ معناها، ومعرفةُ ما تَتضمَّنُه مِنْ نفيٍ وإثباتٍ؛ حتَّى يعملَ بها، ويُطبِّقَها في حياتِه؛ قال اللهُ تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19]، وقال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [الزخرف: 86]. 2) اليقينُ: بأنْ يكونَ مُوقِنًا عندَ نطقِه بها، جازمًا في قلبِه بمعناها، مُعتقِدًا صحَّةَ ما يقولُ. وضِدُّ اليقينِ: الشَّكُّ والتَّردُّدُ، فلا تصحُّ مِن شاكٍّ أو مُتردِّدٍ أو مُرْتابٍ؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا ﴾ [الحجرات: 15]، وقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، لَا يَلْقَى اللهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا فَيُحْجَبَ عَنِ الْجَنَّةِ»[1]. 3) القَبُولُ: أيْ أنْ يَقبَلَ ويرضى بما اقتَضَتْهُ هذه الشَّهادةُ، مِنْ غيرِ كُرْهٍ ولا كِبْرٍ؛ قال تعالى عنِ المشركينَ: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الصافات: 35]. 4) الانقيادُ: أيِ التَّسليمُ والإذعانُ والاتِّباعُ لِما دلَّتْ عليه الشَّهادةُ؛ قال تعالى: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا ﴾ [الزمر: 54]. 5) الصِّدقُ: وذلك أنْ يقولَها صادقًا، بحيثُ يُوافِقُ قلبُه لسانَه، مُؤمِنًا بها ظاهرًا وباطنًا؛ قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ؛ إِلَّا حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ»[2]. فإنْ قالَها بلسانِه دونَ تصديقِ قلبِه، كان منافقًا لا تنفعُه ولا تُنجِيه؛ قال اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [البقرة: 8، 9]. 6) الإخلاصُ: وهو أنْ يبتغيَ بقولِها وجهَ اللهِ وحدَه، فلا يقولُها رياءً ولا سُمْعةً، ولا طمعًا في شيءٍ مِنْ مطامعِ الدُّنيا؛ قال الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ" يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ»[3]. 7) المحبَّةُ: بأنْ يُحِبَّ هذه الكلمةَ، ويُحِبَّ معناها، ويُقدِّمَ محبَّتَها على كلِّ محبوبٍ؛ فقد وصف اللهُ تعالى المؤمنينَ بأنَّهم أشدُّ النَّاسِ حُبًّا له، فقال: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 165]. [1] رواه مسلمٌ (27). [2] رواه البخاريُّ (128)، ومسلمٌ (32). [3] رواه البخاريُّ (425)، ومسلمٌ (657).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |