كيف أربي أولادي بعد وفاة زوجي - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 183 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28422 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60027 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 812 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-04-2021, 06:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي كيف أربي أولادي بعد وفاة زوجي

كيف أربي أولادي بعد وفاة زوجي


أ. عائشة الحكمي





السؤال

فُوجِئْتُ بخبر استشهاد زوجي في أحد شوارع دِمَشْق، وقد خرج ليعملَ وتأخَّر، لا أنسى - ولو لحظةٍ - كيف وجدناه مقتولًا برصاصة في رأسه ووُضِع في السيارة "تاكسي" التي يعمل عليها!

أقسم بالله عشتُ معه أكثر مِنْ عشر سنين، لا أذكُر أنه أذاني يومًا أو أهانني، فأنا أعشقُه بكلِّ معنى الكلمة، ولا أستطيع أن أُصَدِّق أنه تركني وحيدةً في هذا الوقت الصعب! كان يبتسم حين قبَّلتُه، وحين دُفِن، وأبكَى حتى مَن لم يعرفه على ذِكْره الطيب وأخلاقه الرائعة!

لي منه ولدان؛ بنت عمرها 8 سنوات، وولد عمره 5سنوات، وهما متعلِّقان بوالدهما جدًّا، لدرجة أنهما كانا لا ينامان إلا على يده.

تلقَّت ابنتي الخبرَ، فقالت: الحمد لله، ذهَب ليصنعَ لنا قصرًا في الجنة، ورفعتْ يدَها ودَعَتْ له، وما زالتْ تفعل الشيء نفسه كل يومٍ، لكن عندما أَدخُل فجأةً أجدُها تبكي مِنْ قلبِها، وتُكَلِّم صورته، وحين تراني تسكتُ؛ حرصًا منها على ألَّا أبكي!

تعبتُ، ولا أدري كيف أستطيع أنْ أُرَبِّيَ أولادي وحْدي، علمًا بأنه كان يحمل هذه المسؤولية معي، ترَكني في غابةِ وحوش، بيتي نستأجره، ولا أملك إلا رحمةَ ربي.



أرجوكم أفيدوني، كيف أخرج مِنْ صدمتي؟ وبماذا أبدأ؟ وجزاكم الله خيرًا.




الجواب

بسم الله الموفِّق للصواب

وهو المستعان



أيتها العزيزةُ، إنَّ في الله - تبارك وتعالى - مِن فَقْدِ زوجكِ عِوَضًا، وفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مصيبتِكِ أُسْوةً، وقد قُتِل في سبيل الله - تعالى - مَن هو خيرٌ مِن زوجِكِ؛ عُمَرُ، وعثمانُ، وعليّ - رضي الله عنهم، ولئن كان قتْلُ زوجِكِ جُرحًا في قلبكِ، فإنَّ قتْلَ أمراء المؤمنين جُرْحٌ في الإسلام لا يبرأ، فاتقي الله واصبري، وعسى الله أن يَرحَمَ زوجَكِ، ويغفرَ ذنبه، ويوسِّع عليه قبره، ويثبِّت قدمَه على الصراط، ويسكنه من الفردوس حيث يشاء، كما أسأله - تعالى - أن يَرحَم وحدتَكِ وضعفَكِ، وقلَّةَ حيلتكِ، ويُبَارِك لكِ في ذريتكِ، ويَشفِيَ صدرَكِ ممن أحزن صدرَكِ، أذلَّه اللهُ وأخزاه ومَن معه، ومَن مدَّه بالسلاح، ومَن أمَرَهُ بقَتْلِ المسلمين، وجعل نارَ الجحيمِ متقلَّبَهم ومثواهم، اللهمَّ آمين.

وبعدُ، فلئن ساءني مُصَابُكِ بفَقْد زوجِكِ، فلقد سرَّني موقفُ بُنيَّتكِ العزيزة مِنْ فَقْد أبيها، فاشكري الله - تعالى - على ما أُعْطِيتِ، واصبري على ما رُزِئتِ؛ فقد فقدتِ زوجًا، وأُعطيتِ خيرَ البنات، وأكملَهن عقلًا، وأعظمَهن قلبًا، وأنتِ أَوْلَى مِنْ بُنيتكِ بالصبر والاحتساب، ومُقابلة قضاء الله وقدره بالتسليم والرِّضا؛ فعنِ الأعمشِ، عن أبي ظبيان، قال: كنا عند علقمةَ، فقُرِئ عنده هذه الآية: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11]؛ فسُئِل عن ذلك، فقال: "هو الرجلُ تُصيبه المصيبةُ، فيعلم أنها مِنْ عند الله، فيسلم ذلك ويرضى"؛ [تفسير الطبري].

تذكَّري - أيتها الأمُّ العزيزة - أنكِ لستِ وحدَكِ في هذا المصاب الجَلَلِ؛ ففي كلِّ بيتٍ في سورية الحبيبةِ قلبٌ يتصدَّع حزنًا، وعينٌ تَدْمَع أسفًا! فلا تنظري في مُصيبتِكِ كأنكِ وحدَكِ في المصيبة! ولكن انظري إلى مَصائب الناس الذين قُتِل لهم في سبيل الله أكثرُ من حبيبٍ! ثم تفكَّري في ثواب الصبر على المصيبة تَهُنْ عليكِ المصيبةُ؛ يقول الأبْشِيهي في "المُسْتَطْرَف": "فينبغي للعبد أن يَتَفَكَّرَ في ثواب المصيبةِ، فتسهل عليه، فإذا أحسن الصبرَ استقبله يوم القيامة ثوابُها، حتى يَوَدَّ لو أنَّ أولادَه وأهله وأقاربه ماتوا قبله؛ لينالَ ثواب المصيبةِ، وقد وَعَد الله تعالى في المصيبة ثوابًا عظيمًا إذا صبر صاحبُها واحْتَسَب؛ قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ [محمد: 31]، وقال - تعالى -: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]، الآية، اللهم رضنا بقضائك، وصبِّرنا على بلائك، واغفرْ لنا ولوالدينا، ولكلِّ المسلمين يا رب العالمين".

يَمُرُّ بعضُ الناس بأربع مَراحِل عند فَقْدِ عزيزٍ:

1- المرحلة الأولى: الشعور بالصدمة.

2- المرحلة الثانية: الغضب الذي تمثِّله الأسئلة الاعتراضية نحو: "لماذا أنا؟".

3- المرحلة الثالثة: الحزن الشديد.

4- المرحلة الرابعة: التقبُّل والتكيُّف مع الوضع الجديد.

وللخروج مِنْ صدْمَةِ الموت تحتاجين إلى ما يلي:

أولًا: تقْويةِ الإيمان بالقضاء والقَدَر، والقُرب مِنَ الربِّ - سبحانه - و((أقرب ما يكون العبد مِنْ رَبِّه وهو ساجدٌ، فأكْثِروا الدعاء))؛ رواه مسلم، فأكثري مِنَ الدعاء، ومِن قيام الليل، ﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78]؛ فاقرئي القرآنَ بصوتٍ تُسمِعين به نفسَكِ؛ فلذلك أطيب الأثر في شفاء حزنكِ.

ثانيًا: "فراق مَن تهوى عليك عسير"، فكيف إذا كان فراقه فراق الموت؟ إنَّ الحزن على مَوْتِ الأحِبَّة جرحٌ في القلب بطيء الاندمال، فإن كان الحبيبُ الميت زوجَ المرأة؛ طالتْ مدَّة حزنها عليه إلى عامٍ أو عامين! فامنحي الوقت دورَه في الشفاء، وتذكَّري أن الحزن وإن طال، فلا بدَّ يومًا أن يجفَّ ويبلى!





إِنْ أُفِقْ مِنْ حَزَنٍ هَاجَ حَزَنْ

فَفُؤَادِي مَا لَهُ الْيَوْمَ سَكَنْ




وَكَمَا تَبْلَى وُجُوهٌ فِي الثَّرَى

فَكَذَا يَبْلَى عَلَيْهِنَّ الْحَزَنْ








وقال معاوية حين مات عُتْبَة أخوه: "لولا أن الدنيا بُنِيَتْ على نسيان الأحبَّةِ، لظننتُ أني لا أنسى أخي عتبة أبدًا"؛ ["أنساب الأشراف"، للبلاذري].

ثالثًا: التَحقِي بفريق الدعمِ النفسيِّ الاجتماعي - إن وجد - ولا تتردَّدي في زيارة طبيبة نفسية إذا شعرتِ بأعراضٍ حادَّة للاكتئاب، أو أعراضٍ لم تَعهَدِيها مِن نفسكِ.

رابعًا: افعلي طاعةً، وتطوَّعي بقربةٍ مِنْ صدقة، وصلاة، وصيام، وحج، وعمرة، وقراءة قرآن، وزرع شجر، وانوي ثوابَ أعمالِكِ لزوجكِ - رحمه الله.

خامسًا: تواصَلي مع الزوجات اللاتي ترَمَّلْنَ مثلكِ، سواء في العالم الواقعي من حولك، أو في العالم الافتراضي عبر الشبكات الاجتماعية.

سادسًا: المشي، وتنفُّس الهواء النقي، والنظر إلى الخضرة، وإلى الماء الجاري، وسماع أصوات الطيور المطربة، والتأمُّل، والاسترخاء - أمورٌ صغيرة جدًّا، ولكنها تؤتي أُكلَها كلَّ حينٍ مِنَ الابتهاج والراحة، والسكينة، والطمأنينة، وصلاح البال، وتحسين الصحة النفسيَّة.

سابعًا: تحويل الطاقة السلبية "الألم" إلى طاقة إيجابية "الإبداع"، مِنْ خلال الاشتغال بالأعمال الفنية واليدوية؛ كالتطريز، والحياكة ، والنقش، والرسم، والنحت، ونحوها.

ثامنًا: التنفيس الانفعالي عنْ شُعور الحزن، مِن خلال الكتابة والحديث؛ ففي الإمكان كتابة بضع رسائل إلى زوجكِ - رحمه الله تعالى، حتى وإن كنتِ تعلمين أنها لن تصلَ إليه؛ فإن تأثيرها الإيجابي سيصلكِ حتمًا، ولا تكتمي صديقتكِ، أو والدتكِ، أو شقيقتكِ بثَّكِ وحزنكِ.

تاسعًا: ستجدين الوقتَ الذي كان يمتلئ بمهماتكِ الزوجية، قد أفرغ مِنْ كلِّ عمل! فاقطعي ساعاتِ الفراغ وأوقاتِ الوحدة بالأنشطة النافِعة، والأعمال الخيرية، وتربية ابنيكِ، والعبادات التي كان يشغلُكِ عن أدائها طاعتُكِ لزوجكِ والاهتمام به.

عاشرًا: تذكَّري أخيرًا أننا لا نملكُ القدرة على تجنُّب الأقدار المؤلِمة، ولكننا نمتلكُ المقدرةَ على إدارة مشاعرنا وأوقاتنا وحياتنا، فلا تَسْتَسلِمي لأحزانكِ وإن عظُمَتْ، ولا تنظري إلى الجانب المظلِم مِنَ القمر (المصائب)؛ فهو لم يزلْ مضيئًا وجميلًا في الجانب الآخر، ولكننا لا نعلم الغيب، موتُ زوجكِ لا يعني موت حياتكِ، بل يعني ولادة حياة مختلفة لم تَعهَدِيها، تمارسين فيها أدوارًا إضافية؛ فأنتِ اليوم الأمُّ والأبُ معًا، وسيتحتم عليكِ رعاية ابنيكِ، وتدبير قوتهما، والعمل مِن أجلهما، فلا تبقي حبيسةَ الألم وأنتِ امرأةٌ مؤمنةٌ بالقدرِ، ولكن فكَّري في المستقبل، وأحْسِني التخطيط لحياتكِ الجديدة بشجاعةِ المرأة السورية، وعظمة المرأة المسلمة، واستعيني بالله ولا تعجزي؛ فإنه حسبُكِ ونعم الوكيلُ، وسيعوِّضكِ خيرًا مما فقدتِ - إن شاء الله - فقولي: "اللهم أجرني في مصيبتي، واخلفْ لي خيرًا منها".

وانظري للفائدة في استشارة: "الحزن يتعب والدتي لوفاة جدتي، فكيف أساعدها؟!".

أما تربية ولديكِ - حفظهما الله - فلا ريبَ أنكِ أهلٌ لتربيتِهما، فمَن لها ابنةٌ مثل ابنتكِ الجميلة تدعو لأبيها وتحمد ربها على قدرها، فلا شكَّ أنها أمٌّ عظيمة، أنتِ - أيتها الأم الرائعة - مَن يعلِّمنا كيف نربِّي أبناءنا، فلا تستصغري شأن نفسكِ الكبيرة! واستفيدي من النصائح التربوية المبسوطة في استشارة: "كيف أكون أبًا وأمًّا لثلاثة أطفال؟!"، واستشارة: "كيف أعوِّضهم عن فقدان والدهم؟"؛ لمزيد فائدة، والله يحفظكِ، ويربطُ على قلبِكِ، ويعوِّضك خيرًا مما أخذ منكِ، وينصركِ والمسلمين على القوم الظالمين الباغين الكافرين، آمين.




والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.08 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]