روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا " - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11910 - عددالزوار : 190826 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 554 - عددالزوار : 92676 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56885 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26178 )           »          شرح كتاب التفسير من مختصر صحيح مسلم للمنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 724 )           »          الدين والحياة الدكتور أحمد النقيب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 57 )           »          فبهداهم اقتده الشيخ مصطفى العدوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 56 )           »          يسن لمن شتم قوله: إني صائم وتأخير سحور وتعجيل فطر على رطب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 24 )           »          رمضان مدرسة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أمور قد تخفى على بعض الناس في الصيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > ملتقى الموضوعات المتميزة

ملتقى الموضوعات المتميزة قسم يعرض أهم المواضيع المميزة والتى تكتب بمجهود شخصي من اصحابها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-01-2007, 02:29 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "


هذا كلام اخص به الاباء والامهات...

ولست مع الشاعر الكبير في بيت شعره الشهير :

الام مدرسة اذا اعددتها...........اعددت شعبا طيب الاعراق

كنت اتمنى لو انه ذكر وشدد على دور الاب في اعداد هذا الشعب طيب الاعراق...!!

فكلنا يعلم ان المعادلة لن تتوازن جيدا في حالة غياب دور احدهما ، سواء أكان هذا الغياب لاسباب طبيعية كالوفاة ، فيتحمل عندها الطرف الاخر من المعاناة الشيء الكثير في سبيل هذا الاعداد.

او اسباب اخرى مختلفة يغيب فيها تأثير احدهما عن الاسرة فيتحمل عندها كل افراد الاسرة النتائج.

حسنا.... لن اخوض طويلا في هذا الموضوع فالكلام كثير كثير....


اخوتي الفاضلون... الاباء والامهات....

اتمنى ان لا يرى احدكم انني احاول (ان اتشطر عليكم )فأعلمكم كيف تعاملون ابناءكم....!!!

واعلموا ان الكلام لا ينتهي حول هذا الموضوع... فالاطفال لهم شخصيات مختلفة ومن الصعب تعميم طريقة واحدة .. فهم مختلفون باختلاف بصمات الاصابع...

ولكل طفل بصمته الخاصة.

ولكن قد يفيدنا الكلام هنا... والكلام هناك في اكتشاف تلك البصمة المميزة لطفلنا حتى نعرف كيف نبدأ.

اولا واخرا والضروري جدا.. هو ان تحبوا اطفالكم.. وتعبروا عن هذا الحب علانية وسرا..لا تخافوا.. لن تميع شخصية الطفل بهذا الحب بل على العكس.. هذا الحب هو المحرك الذي سيتمكن الطفل به من مواجهة تحديات الحياة المجهولة بالنسبة له.

كن واقعيا... لا تطلب من الطفل ما لا طاقة له به..فالطفل ليس خارقة ليحقق لك ما تتمنى..فلا تكن انانيا... فمهما ضغطت على طفلك ..فهو لن يكون غير ما قدر له ان يكون.. ولن يفعل اكثر ما يستطيع ان يفعل.
ولا تعايره دوما بنجاح فلان او فلان...

(قال اب لابنه.. عندما كان اخوك في مثل عمرك ..كان الاول على صفه !!، فاجاب الابن، وعندما كان هتلر في مثل عمرك كان قائدا عظيما....!!)

ولعل هذه النقطة تشكل مشكلة مزمنة في مجتمعاتنا العربية ضمن الكثير من المشاكل المزمنة...

فالنجاح في نظرنا... يعتمد على الذكاء الاكاديمي.. وتحصيل الدرجات....رغم ان هناك الكثير من انواع الذكاء التي تميز الافراد عن بعضهم البعض..وما الذكاء الاكاديمي الا نوع واحد من انواع الذكاء..فاعتمادنا هذه الفرضية في النجاح .. تعيق تقدم ابناؤنا.. لان الله تعالى فضل الناس بعضهم عن بعض وميز هذا بشيء وذاك بشيء اخر.... فلا ترهقوا اطفالكم...
بل حاول اكتشاف بصمة ابنك.. وفي الشيء الذي قد يكون متميزا به.

لا تطلب المثالية في سلوك ابنك..و التي لم نستطع يوما من تحقيقها... فالحياة ليست مثالية....وان ما قد يتمتع به طفلك من اخلاق وسلوك حسن قد لا ينطبق على كثير من الناس..

دع ابنك يكتشف الحياة من خلال تجاربه البسيطة... واعلم ان أي تصرف غير متوقع يقوم به طفلك امامك هو لمحاولته لفت نظرك... وهذا التصرف عبارة عن سؤال...!! هل استطيع ان افعل هذا ام لا..؟؟ ترى ماذا سيحدث ان فعلت هذا....؟؟

فأجبه عن هذه الاسئلة.... فانت حتما ستعلم طفلك لاحقا.. المنطق في التفكير وستعلمه شيئا فشيئا عادة طرح السؤال والافكار... والتي ستفيده في حياته المستقبلية على كل النواحي، هذا اذا قام طفلك بخطأ مقصود

اما اذا كان الخطأ عفويا غير مقصودا...فلا تفزع... مثلا من قيامه بكسر انية في المنزل عن دون قصد.. حتى ولو كان خوفك عليه هو ما دفعك للفزع.. وهذا ما كنت افعله انا عندما كانت ابنتي في السنة الاولى من عمرها.. وماذا حدث بعد ذلك.... قضيت اربع سنوات في محاولة تعليمها ان لا داعي للخوف والبكاء الهستيري اذا قامت بأي خطأ غير مقصود....!!!!

كافيء طفلك بالهدايا من حين لاخر...على ان تكون رمزا لحبك له كما هو...
من الضروري ان يعلم طفلك انك تحبه كما هو .. لانه ابنك....وليس فقط لانه حسن الاخلاق حسن السلوك...

اما اذا اردت ان تكافيء طفلك بسبب سلوك حسن او موقف جيد فانتبه هنا لان هذا سلاح ذو حدين :

ان كان ذلك توطئة له في سبيل ان يفهم لاحقا ... ان كل موقف وسلوك حسن في الدنيا يقابله الخير في الاخرة، وعليه فنحن نحاول ان نتحلى بحسن المزايا ..........فانا اشجعك على ذلك...
اما اذا كان القصد منوطا بالدنيا...اي ان النتائج سيحصل عليها في الدنيا... فأنت تظلم طفلك...
فالحياة ليست دار عقاب وثواب وانت تعلم هذا جيدا....
وتعلم من خبرتك في الحياة... انه ليس دائما..... لكل مجتهد نصيب... وليس كل من جد وجد في الدنيا،
وتعرف عقاب من جعل المعروف في غير اهله في الدنيا....
اذن حاول ان تنبهه لاحقا... ان كل شيء حسن مثوبته عند الله، ونحن نفعل الخير لان الله امرنا بذلك.
لا ان نتوقع دائما ما نشتهي ونسعى ان يكون.

فالحياة ليست هذه المدينة الفاضلة.



واحذر كل الحذر من هذه النقاط :

ان تتهم طفلك بالغباء او الكذب وغير ذلك من العبارات :
فالطفل يصدق ما يقال له وقد يستمر في فعل هذه الاشياء ان لم تكن ردة فعلك سليمة من خلال تجارب تقوي فيها داخله الخلق السليم.

ان تذكر لطفلك دائما انه مصدر تعب وعناء :
فإن الطفل سيفهم انه لولا وجوده لما كانت هناك متاعب .

ان تهدد الطفل بأنك ستقوم بتركه...
مثلا اذا ذهبت للزيارة واصر على البقاء فيما انت مغادرا.
فإن مفهوم نظرية الاختفاء عند الطفل.. ان ما يختفي لا يعود ابدا... فلا تعزز خوفه الطبيعي من ذلك، فيجب ان يخير ، اما يرافقك برغبته... واما ان تغصبه على ذلك.

ان تشجع طفلك دوما على طاعة من هم اكبر سنا:
فهذا سيجعله فريسة لخاطفي الاطفال
بدلا من ذلك حذره من الغرباء...ومن مفهوم الاستغلال

تخويف الطفل من الاب... او من الطبيب:
هذا يدل على ضعف شخصية الام... وتعزيز هذا الضعف في نفس الطفل
وقد يعلمه هذا على الكذب لتحصيل ما يريده

ان يسمع الطفل انك غير قادر على السيطرة عليه:
فيقوده ذلك الى الامعان في التمرد والعصيان




وإذا احضرت لطفلك هدية او مكافأة.....فلا تكن اول من يلعب بها....بحجة تركيبها او معرفة طريقة عملها... !!!
لا تضحك، فإن هذا يحدث بالغالب ولعل له مدلول نفسي على حرمان طفولي قديم....!! لا اجد هذا عيبا البتة،،،، لكن المقصود من كلامي.. دع طفلك يكتشف اللعبة بنفسه ويزيل عنها غبار الغموض بالشكل الذي يختاره.

لا تكثر كذلك من النصائح حول اللعبة... لاتفعل...لا تلمس...لا.... فإن هذا سيشعر طفلك انك تمن عليه بالهدية.. وتأكدوا ان الاطفال يعلمون هذا الشعور جيدا...!!

كن هناك...... اذا احتاج طفلك للمساعدة بفعل أي شيء ، ولا تضع المسؤولية على عاتقه كاملة، فما زال صغيرا ضعيفا امام هذا الكون الغامض ويحتاج لمساعدتك في كثير من التفسيرات فلا تبخل عليه بها،

لا تتركه ابدا فريسة للقلق والخوف والذي ان حل به سيلازمه فترات طويلة من حياته، وذلك من خلال القصص التي فيها رعب وخوف... ولا تكثر كذلك من القصص التي تعتمد على الخيال واجعلها بحدود المعقول،

ولا تستغل خوفه من الشخصيات الخرافية المخيفة ليطيع اوامرك.... فقد يطيعك الان...ولكن....الى اشعار اخر....!!

واحسن القصص ما ينهي بفائدة اخلاقية حسنة يتعلمها الطفل.

وقد يصبح فريسة للقلق من خلال تأنيبك المستمر له ويحمل له ذلك شعورا بدونيته، سواء امام الاخرين او بدونهم..(اما يكفي وجودك انت امام طفلك...!!؟؟) فأنت في نظر الطفل اهم شخص يرغب في اثبات نفسه امامه ولفت نظره اليه ،،، اشرح له خطؤه من خلال قصة معينة او رمز معين.

لا تستعمل اسلوب الضرب والصراخ في وجه طفلك او طفلتك ..انت لا تريد حتما ان ينمو ابنك او ابنتك بشخصية ضعيفة، فلا تكن انت السبب ،، واذا دعتك قدرتك على ظلم طفلك ،، تذكر قدرة الله عليك.

نأتي الان الى .... كيف تعلم ابنك القراءة..... والتي هي اجمل...موهبة يتعلمها الطفل.

فحب الابناء لا يعني توفير المأكل والملبس والمسكن والعلاج..... عذرا ...........فالقطة توفر ذلك لأبنائها بشكل غريزي..................

طفلك...في جوع لاكتشاف هذا العالم الغامض....والمطلوب منك ايها الاب...ومنك ايتها الام، مشاركته في رحلاته الاستكشافية، تزودوا في هذه الرحلات........بكثير من الحب....من الحنان......من الصبر

قد تتذرع او تتذرعين بعدم توفر الوقت الكافي.....!!
اعلموا اذن ان ساعة مستثمرة جيدا في اليوم تكفي لطفلك الحصول على حقه في المعرفة.


واعلم جيدا....................

ان طفلك.... قارئ من لحظة ولادته!!

فهو يربط بين الصوت والصورة....
وهو يسمع صوتك ، ويرى ملامح وجهك والتعبيرات على محياك ...
وهو يرى استجابتك للاصوات التي يطلقها....فيعتبرها ردا عليه، ولا شك ان ذلك سيشعره بأهميته لديك...!!

انت ستطور لدى طفلك الوليد مفهوم اللغة وتقوده في الطريق الى حب القراءة...!!

وينبغي لك ان تعلم ان هناك علاقة وثيقة بين اللغة والقراءة.... انظر الى اللغة على انها تعتمد على اربع دعائم اساسية تدعم كل منها الاخرى :
الكلام.......الاستماع ...........القراءة..........الكتابة.

انت من هذا المنطلق ستحاول توجيه طفلك الى الهوايات المفضلة لديه والتي تريده ان ينمو عليها ويحتفظ بها فأنت المعلم الاول لطفلك في هذا المجال وستقوده الى النجاح في حياته المدرسية المقبلة عن طريق مشاركته هذه التجربة بحب واستمتاع.

تكلم كثيرا لطفلك مع مراحل نموه.... واستمع جيدا له... دعه يتكلم عن استنتاجاته وعن تجاربه القليلة في الحياة...ضع دائما عينيك في عينيه حين تخاطبه او يخاطبك...
هذا سيشجعه على التفكير ... كما سيعكس احترامك الكبير لافكاره وخبرته الصغيرة وقدراته المحدودة.

عندما تبدأ معه باستعمال القصص... اختر كتبا ذات الصفحات الكرتونية والرسوم الزاهية الالوان وسطور القراءة القليلة....واقرأ انت واياه ...اجعله قريبا منك جدا خلال قراءتكما للقصة معا ، فهذا سيشعره بالامان.

سيتوجه طفلك الان الى ربط الصور التي يراها في الكتاب.. بالكلمات التي تقرأها ... ولن تستطيع تصور كم هذا ممتعا له.....!!!

ومع تكرار هذه التجربة يوميا ...سيصبح بإمكانك سؤال طفلك اسئلة مثل... اين الفأرة الصغيرة التي نتكلم عنها؟
ماذا تتوقع ان يحدث بعد ذلك؟؟؟؟.... واجب عن هذه الاسئلة جميعها، واذا استوقفك طفلك لبعض التفسيرات ..توقف واشرح له، لكن عموما لا تتوقف كثيرا حتى لا يفقد طفلك القدرة على متابعة القصة.

ويجب ان تبدأ حينها بالاشارة باصبعك على الكلمات التي تقرأها(التتبيع).

وسيتعلم طفلك بعد هذه المرحلة.

ان الكتاب ليس للتمزيق .
وانه يتكون من بدايه ونهاية.
وان له عنوان.
وان بداخله صفحات يجب تقليبها الواحدة بعد الاخرى لاستمرار متابعة القصة.
وان القراءة تبدأ من اليمين الى الشمال وكذلك الكتاب بكامله وبصفحاته.
(وينطبق عكس ذلك على تعلمه لغة اخرى)

قبل دخوله المدرسة ، خذ طفلك الى المكتبات لاختيار كتب لشرائها ، فسيتعرف طفلك على مفهوم المكتبة (والتي سيكون لها تأثير كبير في حياته المقبلة).

تأكد تماما ، ان طفلك يحب الكتب التي تتحدث عن طبيعة الاماكن التي رآها، والناس الذين يعرفهم ، والاشكال التي رآها، فإذا كان طفلك محبا للقطط او الاحصنة او القرود ...فلا مانع من احضار قصص تدور حولها.

في هذه الفترة ايضا... قص عليه قصص دينية وعرفه بدينه وعلاقته بالله..
ومن المهم ان تبدأ بتحفيظه بعض الايات القرآنية الكريمة عن طريق التكرار.
وكذلك تعليمه احترام كتاب الله والمحافظة عليه وعدم تصفحه.

ويجب كذلك ان تعلمه الاناشيد....وبهذه الاناشيد سيتعلم مهارات كثيرة في اللغة لان الكلمات تتكرر كثيرا ، وتحمل الابيات نفس القافية ...فسيحاول التخمين بما سيأتي بالبيت اللاحق وسيضيف ذلك متعة المغامرة الى القراءة.....

لاتنسى ابدا... ان تجعل طفلك يرى انك تقرأ يوميا...... وتأكد ان قراءتك للقران الكريم سيطبقها طفلك متى التحق بالمدرسة وتعلم القراءة.

والكتابة ...........تعلمها لطفلك جنب الى جنب مع القراءة ، اعطه الالوان والاقلام والاوراق قبل ان يبلغ السنة الثانية ، وعلمه كيف يخط بها.. حتما بعد ان يقوي عضلات يديه بهذه العادة اليومية ، سيبدأ في رسم اشياء لها معنى... وسيريك بعض لوحاته فاظهر اعجابك بها.. ولكن لا تبالغ فطفلك يعلم جيدا ان هذه اللوحة الجميلة لا تستحق هذا الطبل والتزمير...!!
وقد يجعل ذلك الطفل يشعر بأنه يقوم بأشياء فوق العادة.. وهذا له تأثير سيء على مستقبله ، عندما يكتشف ان الكثيرين يستطيعون القيام بما قام به ، أو أفضل.

وكذلك لا تظهر ....عذرا......جاهلا امام طفلك.....!! فتبادره السؤال: ما هذه اللوحة الجميلة التي رسمتها...؟؟!! فكأنك لا ترى الزهرة الجميلة او البيت الانيق....!!!
فهو عندما يريك لوحته...فهذا سؤال منه..هل اعجبتك ام لا؟ فأجب عن سؤاله بجواب لا بسؤال....!!!

واذا بدأ برسم لوحاته الجميلة على الجدار او الابواب...(وهذا ما يحدث عادة) فلا تهتز كثيرا واعلم ان تكاليف اعادة دهان جدار.. لا يساوي شيئا الى جانب الفائدة التي يجنيها الطفل....
سيبدأ بعدها برسم وكتابة حروف الهجاء وسيدله ذلك على الفروقات في لفظها.

ليعرف طفلك كم هي مهمة القراءة ، خصص مكان كمكتبة صغيرة لطفلك يحتفظ بها بكتبه المنوعة واوراق رسمه والوانها ..واقلام الكتابة ايضا.
علمه دائما ان هناك اشياء مخصصة له... ليعلم دائما ما له وما ليس له فلا ينشأ انانيا.


لا شك ان ذلك سيخلق لديه الرغبة الدائمة في القراءة... المعرفة ....البحث

وهكذا... سيضع قدما ثابتة في اول درجة من سلم العلم قبل دخوله المدرسة... وتأكدوا انني تعمدت ان لا اضع اعمارا محددة لان الاطفال يختلفون في الزمن الذي يحتاجونه للتعلم....
وسيرتقي طفلك في السلم العلمي الاكاديمي اعتمادا على المنهج العقلي الصحيح في التفكير و البحث وصولا الى المعرفة والثقافة
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-01-2007, 02:34 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "

هل تستغرب اذا علمت ان :
شخصا واحدا من بين كل اثنين.............. لا يحب العمل الذي يقوم به !!!
يعني أن :
واحدا من بين كل اثنين...
يتمنى ان يفعل شيئا آخر غير الذي يقوم به... او ان يعمل في مجال آخر !!!
لا اظن ان هذا غريب علينا
فكم شخصا منكم قرأ العبارة اعلاه ... واجاب : مثلي تماما.....!!!!!!
هل مر عليكم يوما.....
أشخاص لديهم المعرفة والموهبة والعلم والثقافة التي يحتاجون اليها،
ليبلغوا غاية النجاح ويقدموا اجمل العطاء...
ومع ذلك فإن حجم إنتاجيتهم ومستوى عطائهم اقل بكثير مما هو متوقع .......؟؟؟؟
ثم ......
ألا توافق معي ....
على أننا من دون دوافع.....
لا تتكون عندنا الرغبة في عمل أي شيء ؟؟؟؟؟
عندما تكون عندك دوافع وبواعث نفسية، يكون عندك حماس وطاقة أكبر ويكون إدراكك افضل .
بعكس اذا كانت عزيمتك هابطة ، فلا تكون عندك طاقة ،
ويتجه تركيزك واهتمامك نحو السلبيات فقط ،
وتكون النتيجة ....التدهور في الاداء .
الدوافع هي المصادر التي تدفع الانسان للتصرف او الحركة
دعني أسألك سؤالا :
لماذا يركض الاسد بأقصى قوته في الغابة ؟
لماذا يركض الغزال بأقصى سرعة ؟
من المؤكد ان الاسد يركض ليحصل على قوته....فكونه اسد الغابة
لا يمنع من انه قد يموت جوعا ، اذا لم يوفر الطعام...
وربما يجري الغزال... لانه لا يريد ان يكون فريسة له......
سؤال آخر :
لو انك اثناء عبورك لاحد الطرق السريعة لمحت فجأة احدى سيارات النقل تتجه اليك بسرعة ،
فماذا سيكون تصرفك ؟
طبعا ستجري بأقصى سرعة !
لان حياتك أصبحت مهددة ، فستصبح يقظا ، وسيكون حماسك اقوى لانقاذ نفسك ،
ولك ان تتخيل لو كان عندك هذا النوع من الحماس دائما !!
كيف ستكون قوتك ، وكم من النتائج المتميزة ستحقق بناءا على ذلك ؟
هذا الحماس الذي تتميز به هو الدافع ( الداخلي ) الذي يدفعك الى الحركة،
والى التصرف في امور حياتك لتحقيق انجازات معينة ....
فأنت تكون موجها من داخلك ، وذاتك هي التي تقودك، لذلك فالدوافع الداخلية قوية جدا ،
وقد يقوم الشخص العادي بعمل أشياء اعلى من المستوى العادي بسببها
ويصل الى نتائج عظيمة ،
فهي قوى كامنة وراء النجاح...
وهي الفرق الذي يوضح التباين بين الافراد ،
الدوافع الداخلية ... هي النور الذي يشع من انفسنا ..
وهي المارد النائم بداخلنا في انتظار ان نوقظه...
حيث تتحكم قوة ارادتنا...... في دوافعنا، وبالتالي في تصرفاتنا ...
اما الدوافع التي يكون مصدرها العالم الخارجي ، فمشكلتها تكمن في أنها تتلاشى بسرعة !!
ويعتمد الانسان للاسف اعتمادا كبيرا على الدوافع الخارجية،
حتى يشعر بتقدير رؤسائه واصدقائه وافراد عائلته...
نحن دائما نحتاج لرضا الآخرين...
ونحب دائما ان نكون ُمقدّرين..
ونريد ان ينظر الناس الينا نظرة احترام...
حتى نشعر بقيمة انفسنا...
وبالنتيجة ..
نتصرف احيانا تصرفات ( خاطئة او صائبة ) ، ونقوم بأشياء... لا تكون بالضرورة نابعة من داخلنا...!!
قالوا عن الدوافع الخارجية :
نظرات الآخرين لنا تهدمنا..... ولو كان كل من حولي من العميان ما عدا انا...
لما احتجت ثيابا انيقة ... ولا مسكن جميل .... ولا اثاث فاخر.... !!!!!!!
وقال آخرون :
لو انتظرت تقدير الآخرين ، لواجهت خداعا كبيرا....
تأكد بأنه مهما كانت الدوافع من حولك قوية ، فهي ضئيلة النتائج جدا اذا ،
ما قورنت بالدوافع التي هي من ذاتك انت....
فالشخص الذي يقوم للصلاة نتيجة دافعا ذاتيا... سيحقق الخشوع الكامل ، وسيحظى بالراحة النفسية التي تثمرها الصلاة وبالهدوء والارتياح النفسي ، وسيشعر بمتعة وجوده بين يدي الخالق...
اما الشخص الذي يقوم الى الصلاة ، بدافع نظرات الآخرين....
سيجدها عبئا عليه، وواجبا ثقيلا يتمنى ان ينتهي منه بأقصى سرعة...
والشخص الحكيم يؤمن بأنه يستطيع ان يضمن السعادة اذا اعطاها لنفسه...
لا بوقوفه وانتظاره متمنيا حدوث شيء ما ، يجعله يشعر بالرضا تجاه عمله ونفسه...
ازرع الزهور بنفسك ،
بدلا من أن تنتظر احدا يقوم بتقديمها اليك ...
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-01-2007, 02:38 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
73 73 روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "



كثير من حالات الفشل في الحياة….
كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح …
عندما اقدموا على الاستسلام…

ترى …

كم هي عدد المرات التي استسلمت فيها لموقف ما بسبب عدم كفاية الصبر ؟..

هل تعرف شخصا انفق الكثير من المال والوقت لتحقيق احلامه ولكنه استسلم
بعد ان قطع شوطا طويلا وذلك بسبب قلة صبره…؟

هل تسمع احيانا او دائما من يقول : نفد صبري ؟؟



عدم الصبر من اهم الاسباب التي تؤدي الى الفشل..
لأنك قبل ان تصل الى النجاح…. غالبا ما تقابل عقبات وموانع وتحديات مؤقتة ،
واذا لم تكن صبورا ….فلن تتخطى تلك العقبات…
وستضطر للتنازل عن تحقيق اهدافك ….


قالوا….
الانسان الذي لا يمكنه اتقان الصبر… لا يمكنه اتقان اي شيء آخر

وقالوا ايضا…
الصبر هو افضل علاج لأي مشكلة…

وماذا يريد الصابرون اكثر من قوله تعالى : وبشر الصابرين


من الممكن ان تلتزم بالنجاح …ولكن اذا لم يكن لديك الصبر الكافي ،
فسيؤدي ذلك الى هدم احلامك.

ولا يعني الصبر …

عدم القيام بأي عمل او بأي شيء على أمل الوصول لأفضل النتائج..!!!
فللصبر قواعد وهي الايمان و العمل الشاق والالتزام ،
وهنا فقط سيعمل الصبر لمصلحتك..

فعليك عمل كل ما في وسعك لتحقيق احلامك وعليك بالصبر…

قيل …
لا تيأس فقد يكون آخر مفتاح في مجموعة المفاتيح هو المناسب لفتح الباب…


والناجحين ….
يعلمون ان اعظم انجازاتهم قد تحققت بعد ان وصلوا لتلك الفكرة
التي كانت في رأي المحيطين بهم ان ذلك الانجاز لا يمكن تحقيقه…


كن صبورا..

وكن ذلك الشخص الذي يمكنه انتهاز الفرص في كل مشكلة تواجهه …
وليس…ذلك الشخص الذي يخلق مشكلة من كل فرصة تقابله….!!




الصبر مفتاح الخير والنجاح…. والذي يحتوي على اسرار احلامك..

هو الجسر الذي يربط بين افكارك وانجازاتك..

هو أساس كل نجاح..
وعدم وجوده…. يقودك الى الفشل…

هو الذي يقودك للمداومة في أي عمل او اي انجاز…

قالوا قديما…
اذا لم نجد طريق النجاح… فلنحاول ان نبتكره
ولنصبر لنعلم نتيجة ابتكاراتنا…


وتذكر بأن :

تهتم بأن تحصل على ما تحبه…. والا ستكون مجبرا على ان تقبل ما تحصل عليه…
ولا تجعل ابدا اي مشكلة تصبح عذرا…
كن صبورا لكي تحل المشكلة…

واخيرا….

قالوا…..

عوّدت نفسي على الصبر…. لأحصل على ما اريد




رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29-01-2007, 02:43 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "


أنت اليوم حيث أوصلتك أفكارك...
وستكون غدا حيث تأخذك أفكارك....

كلنا بشر نتكلم ونفكر... وهذا لن يتوقف طالما نحن أحياء...
ونتحدث الى انفسنا كثيرا... ونتوقع السلبيات أكثر !!
وأكثر ما يقوله الناس لانفسهم يكون سلبيا ويعمل ضد مصلحتهم..
وهكذا.... كم هائل من الطاقة الضائعة في القلق والسلبيات .. أثقلنا بها ذهننا...
وأثقلنا بها صحتنا...
ان القلق يتسبب في كثير من الامراض بما في ذلك ضغط الدم والقرحة والنوبات القلبية...
أي اننا بكامل ارادتنا نتحدث الى انفسنا ونفكر بطريقة سلبية ونصاب بالمرض...
ولا نحتاج لأي مساعدة من أحد في إنجاز هذا كله ....!!!

فما نفكر فيه ونتحدث عنه قد يتزايد ويصبح افعالا .....!!!!
فنحن نرسل اشارات سلبية الى عقولنا ونرددها باستمرار حتى تصبح جزءا من اعتقاداتنا القوية
فتؤثر على تصرفاتنا وأحاسيسنا الخاصة بنا....!!
فمن أشد الاضرار التي يمكن ان تصيب الانسان هو ظنه السيء بنفسه...


فلو استبدلنا الرسائل السلبية التي نوجهها الى انفسنا برسائل ايجابية.. تدعم خطواتنا بالحماس والثقة تجاه اهدافنا لنسعى الى تحقيقها.

" راقب افكارك لانها ستصبح افعال "
"راقب افعالك لانها ستصبح عادات"
"راقب عاداتك لانها ستصبح طباع"
"راقب طباعك لانها ستحدد مصيرك "


ربما تكون مررت بتجربة سلبية سببت لك احساسا سيئا
ومن وقت لآخر تذكرك نفسك بتلك التجربة ... فتعيد لك نفس الاحساس السيء!!
وهذه الاحاسيس السلبية هدامة تقلل من أداء ادوارنا في جميع مجالات الحياة...

نحن كبشر مالكين لعقولنا ونتحكم في أفكارنا ويمكننا ان نغير فيها ما من شأنه ان يحقق البرمجة الصحيحة لانفسنا...
وباستطاعتنا توجيه خبراتنا ...
فأفكارنا تحت سيطرتنا فقط ، لا يوجد هناك من يستطيع ان يوجه افكارنا كما يريد...!

وهذه الافكار هي مجموعة قوانين تحدد اعتقاد الانسان وتتحكم في تصرفاته وسلوكه...
ولهذا الاعتقاد قوة كبيرة... ويقولون :
اذا استطعت ان تغير اعتقادات أي شخص فإنك من الممكن ان تجعله يفعل أي شيء...

والطريقة التي ننظر بها الى انفسنا..
تميز الطريقة التي ننظر بها الى الاحداث....

ان اية حقيقة تواجهنا ليست لها الاهمية كأهمية تصرفنا تجاهها...
لان هذه الاخيرة هي التي تحدد نجاحنا او فشلنا !!!

فالاختلافات بين الناس تتمثل في نظرتهم الى الاشياء والاحداث وكونها نظرة سلبية او ايجابية

فنظرتنا الى الامور... هي وجهة النظر التي من خلاله نرى الحياة.... وهي عبارة عن طريقة وتصرف واحساس!

ونظرتنا الايجابية .... هي جواز المرور الى مستقبل أفضل، فهي الاختلاف الذي يؤدي الى تباين النتائج
وهي الوصفة السحرية للنجاح....

والشيء الذي يميز شخص عن آخر هو نظرته ( السليمة ) الى الامور ومجريات الاحداث...

فنظرتنا الى الامور هو حصيلة اعتقاداتنا

أما مصادر هذه النظرة... فهي كثيرة وكثيرة جدا لا يسعنا المجال للخوض فيها...

يكفي ان نقول :
ان نظرتنا تجاه الاشياء هي من اختيارنا نحن....

نحن نقرر ان نبتسم...
وان نشكر الناس....
وان نقوم بالعطاء ومساعدة الآخرين...
وان نكون اكثر تفهما وتسامحا.....

يجب فقط ان نحرر انفسنا من سيطرة ذاتنا علينا، فالقيمة الحقيقية للانسان هي درجة حريته من سيطرة ذاته...

وان نكف عن القاء اللوم على الآخرين للنتيجة التي توصلنا اليها وقد لا تعجبنا...
فكثيرا من نسمع الناس يتلاومون...
يلومون آباؤهم او رؤسائهم في العمل ... على الاخطاء التي يقعون فيها...
وهم بذلك يعطلون امكانياتهم الحقيقية....
وحتى القدر وسوء الحظ لم يسلم من لومهم... فهم فوق كل ذلك يلومون الحظ الذي اوجدهم وسط تلك الدوامة...
وبعض الناس يلقون اللوم على على حالة الطقس لتبرير شعورهم واحساسهم !!!
واذا كنت لواما جيدا فسوف تتمادى وتصبح لواما ممتازا....!!!
تعلم ان تتحمل مسؤولية تصرفاتك واخطاءك....
فالمسؤولية هي القدرة على التجاوب من اجل التقدم للامام....

واطلق سراح الماضي
فالعيش مع تجارب الماضي الفاشلة..... يولد لديك النظرة السلبية للحاضر والمستقبل
وفي نفس الوقت ... يجب ان تتذكر دوما الدروس المصاحبة له.....

قال الشاعر :

ما الحياة الا امل يصاحبها ألم ويفاجئها أجل...

كن مستعدا للالم والتحديات وقابلها بقوة وصبر وعزم وتوكل على الله...
فإن الله يحب الصابرين...
والله لا يضيع أجر من أحسن عملا....

وبما ان الاجل هو الحقيقة في هذه الحياة وهو المصير المحقق لكل انسان...

فعش بالكفاح في سبيل الله عز وجل....

وكن مستعدا دوما لهذا اليوم...

صلّي وكأنك تصلّي لآخر مرة...
عامل كل انسان وكأنك تراه لآخر مرة....
اعطف على المساكين كما لو كان هذا آخر ما ستفعله في الدنيا....

تقرّب اليوم الى الله وستجد ان حياتك امتلأت بالنور والحب وستجد في نفسك سعادة غير محدودة

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29-01-2007, 02:46 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
73 73 روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "


البحث عن المعرفة .....
هو احدى الخطط للوصول الى القناعة والرضا...
أي..... السعادة !


من الافكار السائدة عند معظم الناس...
انه لا توجد صلة بين النجاح والمعرفة والمهارة...
فهي مسألة ..... حظ !!

وهناك مثل يقول " حظ اعطيني.... وفي البحر ارميني " !!!!

بمعنى انه ...
اذا كان الحظ حليفي ... فإنني سأجد الطريقة التي أنقذ بها حياتي...

ولكن دعني اقول لك .......
اذا رميتك في البحر فعلا.... وانت لا تستطيع السباحة...
أؤكد لك انك ستكون وجبة شهية للسمك !!!

ان وجود المعرفة أو انعدام وجودها ....قد يشكل شخصيتك وسلوكك.....
فكلما زادت المعرفة عندك .. تكون ظاهرا بين الناس ويسألون عن رأيك في مشاكلهم
وينتظرون منك النصيحة ...

قالوا .....

اذا استطاع الشخص ان يكتب كتابا أحسن مما كتب آخر غيره...
او ان يعظ بطريقة افضل مما فعل غيره...
أو حتى ،
يصنع مصيدة فئران احسن من تلك التي عند جاره !
وبعد ذلك ، يبني له بيتا في البراري النائية....
فسيتوافد اليه الناس لتلقي..... المعرفة.

فالمعرفة قوة بحد ذاتها ...
وبمقدار المعرفة التي لديك ستكون مبدعا
وستكون لديك فرصا أكبر لتصبح سعيدا وناجحا...
فبالمعرفة ترتفع درجة ذكائك...
ويتفتح ذهنك لافق جديد.... ومجالات جديدة.

انت تستطيع ان تتعلم من أي شخص... من أي شيء.... من أي مكان.
فالتعليم عملية مستمرة طول العمر...
لا تقف طالما بقينا على قيد الحياة ،

وهناك دوما ،

فرصة .... لمعرفة أكثر ، ولحياة افضل ، كل يوم.

فقط ،

لا تهدر أي فرصة تتاح لك لتعلم أي شيء جديد، مهما رأيته سطحيا .

انظر الى الطبيعة من حولك ، لترى ان دوام الحال من المحال
وطالما الايمان لديك موجود،
فالامل موجود دوما مع اشراق الشمس ، بغد أفضل...

وفي الوقت الحالي....
لدينا كل السبل والوسائل للحصول على المعرفة ، فقط ينبغي ان ننتقي جيدا.

هل تحب القراءة ؟
الاغلب سيجيب ، نعم
ولكن ، كم منكم يشتري كتبا ... ولا يقرأها ابدا، بحجة عدم وجود وقت كاف !

غنيّ عن الذكر ، ان معظم الناس شغلهم الشاغل مشاهدة برامج التلفاز ، وبعد ذلك يشتكي الكثير بأنهم غير ناجحون ولا يوجد لديهم وقت للقراءة...
ولو انك استخدمت هذا الوقت لتتعلم ، وتتثقف في امور الدين والحياة والدنيا والاخرة..
او لتتقن مهارات جديدة ، لحصلت على معرفة ومهارة تؤهلك لتكون ناجحا...

هناك حكمة تقول :
تعتبر القراءة بالنسبة للعقل ، كالرياضة بالنسبة للجسم.

وقالوا ايضا ...
القراءة تصنع الشخص المتكامل

تعلم كل شيء في مجال دينك لتصبح مسلما مميزا.

تعلم كل شيء في مجال عملك لتصبح مميزا في أي شيء تعمله...
فهذا سيجعلك باستمرار تكون مهارات جديدة ، وتحصل على معلومات غزيرة

قالوا ...
الجلوس في ضوء الشموع وامامك كتاب مفتوح في حوار مع اشخاص من اجيال
لم تعاصرهم ، يخلق متعة ليس لها مثيل....

ويجب ان تتذكر دوما...
المعرفة وحدها لا تكفي،
لا بد ان يصاحبها التطبيق....
والاستعداد وحده لا يكفي،
فلا بد من وجود العمل.....

قالوا...
أمر الآلام عند الناس....
ان يكون عندهم معرفة غزيرة.... ولكنهم لا يتصرفون.

من الممكن ان تمتلئ بالحماس...
ويكون لديك طاقة عالية...وتمتلك المعرفة والقوة العقلية التي تحتاجها للنجاح...
ولكنك ان لم تضع كل هذا موضوع التنفيذ...( اذا كانت الفرصة سانحة )..
ستكون كل هذه المهارات بلا قيمة ، ولا طائل من ورائها.

فالمعرفة بلا تنفيذ قد تؤدي الى فشل واحباط....


,الحكمة ....ان تعرف ما الذي تفعله ...
والمهارة ، ان تعرف كيف تفعله....
والنجاح ، ان تفعله...
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29-01-2007, 02:47 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "


(حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون)



كنت أراقب عن كثب نمل بيتي في تصديه لطريقتي المعتادة في قطع سبيله...

فقط أحاول تحويله عن مساراته، بأن أسد شقوقة بمادة الصابون،
عملا بنصيحة والدي (رحمه الله) هكذا يبحث النمل الدؤوب عن طريق آخر فيسلكها،
ثم لا يلبث أن يخترق حاجز الصابون ....
لكن بعد ان يجف تماما ويصير صلبا، فيتمكن من إعمال آلاته الخاصة بالحفر فيه،

لا أحب اللجوء إلى العنف مع هذا المخلوق الصبور،
الذي يزداد إعجابي به يوماً بعد يوم، وأظل أراقب أساليبه في مقاومة ما يعترض طريقه،
ولم اقتله وهو يتخذ طرقا لا يزاحمني فيها؟

فهو يسلك مسارات طبيعية ، تلك المسارات المحفورة في الجدران سلفا لبعض الخدمات الواصلة للمنزل،
وهو لا يخطط أبدا الى التوسع على حساب أي أحد في المنزل..
فكنت أتهاون مع هذه الكائنات الصغيرة ... التي تنازعني في بيتي !!!!!!!
فهي ليست ... كبعض الامم الغاشمة التي تبغى الإقامة في أي أرض.

وهي........ لا تثقب لنا جداراً ، ولا تحفر لنا أرضية،
إذن فلنعش معاً في سلام ...!

يمنحني الحماسة.... ما أرى من نشاط النمل المستمر،
ويلهمني الصبر عند الإخفاق ومعاودة المحاولة،

أعلم كيف تكون حالة الطقس بمجرد أن ألاحظ سكونه أو حركته ...!

ففي الأولى ستنخفض درجة الحرارة فهو في مسكن ينظم بعض شؤونه،
وفي الثانية سترتفع فهو يعمل بهمة ،ويسعى الى رزقه بلا كلل أو ملل،

دائما ما يردد قلبي قبل لساني قوله تعالى
{وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم}

حقا...... أمم أمثالنا لها نظامها وأي نظام !!

النمل أحد أنجح المجموعات الحشرية في المملكة الحيوانية،
هذه الحشرة اجتماعية جدا ولا يمكنها العيش بصورة منفردة، حيث أنها تعيش في مجاميع أو أعشاش أو مستعمرات.

ورغم ان الانسان مخلوق اجتماعي بطبعه....
الا ان البعض لا يعيشون الا مع انفسهم رغم وجود العديد من الناس حولهم..
مستعمرة من الحزن...
لا يسمعون فيها الا صدى الامهم
وافكارهم..
فصول السنة اصبحت لديهم فصلا خريفيا واحدا...
شعور غريب يتناغم مع ما في داخلهم عند جفاف الاوراق وتحولها الى اللون الداكن..
لون الموت والحطام...
ادمنوا اللون الرمادي فلا ترى عيونهم لونا غيره....
شعور دائم لديهم برحيل البواخر من الموانئ الدافئة محملة بكل ما هو جميل....

والبعض الآخر...
لا يرون بداخلهم الا صورتهم...
فلها يتعبون
ولها يعملون
ولمصلحتها يخططون.......

ثم أعود لأفكر .....

هل تود امة النمل حقا....
التوسع في بيوتنا على حسابنا !!!!؟؟

تساءلت هذا السؤال حين راعني الحشد الهائل من النمل ،
الذي يغطي أي قطعة (فستق ) مرمية ،

يتجمع بصور عجيبة كأنه في احتفال سنوي كبير، الدعوة فيه عامة،
والوليمة عبارة عن (مكسرات )

لذلك يقوى الاحتفال، ويشتد إقبال المدعوين .....

وأراه يذهب ويجئ بسرعة أكبر مما أعهده منه،
كمن حصل على كنز، يسارع بنقله وإخفائه قبل أن ينازعه أحد ملكيته،

وأحاول أن أتخيل كيف يصنفون هذه المؤونات في مخازنهم !!!!
وكيف يعاملون ( قطع الفستق ) على أنها أحجار كريمة بنظرهم.......

ثم أفكر...

ترى لو توقف النمل عن العمل الدؤوب ....
ماذا سيصير اليه واقعه ، ومستعمراته، وحال أفراده....


ان التوقف عن العمل ........ يعني الموت البطيء....
فالعمل هو الحياة الحقيقية ، هو السبيل الى الحضارة والى التقدم....

ثم أعود لأفكر في حال أمّتي.....

متى يتخلص الكثير من أبناء أمتي من هذا الكسل والتراخي......

متى يأتي ذلك اليوم ....الذي نراهم فيه ..... وقد تخلصوا من تلك الصفات المشينة،
واتسموا بكل خصائص النمل النشيط المثابر فيتحولوا إلى ، سواعد عاملة.. وعقول مفكرة...
تسعى الى النهضة بالامة الاسلامية ، وحضارتها.......


إن هؤلاء الذين يتوقفون عن العمل الاسلامي، أقل ما يوصفون به ..
أنهم يجرمون في حق الامة الاسلامية...
لأنهم يفتون في عضد الأمة، ويعرضونها للخطر،
بإثناء غيرهم عن العمل الدؤوب والسعي المتواصل.

ولكن للاسف هذه حال الشريحة الكبرى من أبناء هذا العصر.....
لا صبر لديهم، ولا طموحات في المستقبل،

على عكس حال اجدادهم الذين ما توقفوا عن العمل الاسلامي،
في سبيل الحضارة الاسلامية المشرقة....


ان العمل لا يكون إلا من خلال الايمان،

فإذا فقد صاحب العمل الجانب الايماني.....فهو أيضاً يصبح قيمة سلبية مهملة ،
لكنه يتحول إلى قيمة كبيرة إذا ما سبقه الايمان، وكان منطلقاً من قلب مؤمن بالله تعالى.

وهكذا فان الاسلام يريد من الانسان ان يحقق التوازن في مجال العلاقة مع الله تعالى ،
فيكون مؤمناً به ايماناً صادقاً خالصاً،

وفي نفس الوقت عاملا في سبيله بصدق واخلاص،
من أجل أن تكوين شخصية اسلامية صالحة تنفع الاسلام والمسلمين،
وترتفع في هذه الاجواء الايمانية نحو درجات التكامل.

ان الاسلام يعتبر ان اي اختلال في هذه العلاقة،
من شأنه أن يضعف محصلتها النهائية، ومن ثم .....تفقد الشخصية طبيعتها الاسلامية،
بل انها تبتعد عن منهج الاسلام، فيما لو لم تستطع خلق التوازن بين الايمان والعمل .

وعندما نطبق هذا المفهوم الاسلامي على الواقع،
فاننا نستطيع ان نكتشف الآثار السلبية لاختلال التوازن في هذه العلاقة.
فلو ان المسلم تحرك ميدانياً ودخل ساحة العمل الاسلامي، بدون الرصيد الايماني المطلوب،
فانه لا يكون عاملا للاسلام، لأن اعماله ستكون صادرة من رغبات ذاتية،

يريد من ورائها أن يُلبي حاجة النفس واهواءها، وإن كان مظهرها اسلامياً.
وهو سيصطدم حتماً بالمصلحة الاسلامية، لأن هذه المصلحة لا تحقق رغباته الذاتية،
مما يجعله يتجاوز مصلحة الاسلام ويُسيء إلى العمل الاسلامي إرضاءً لرغباته وأهوائه.
وبذلك بدل أن يكون عنصر عمل صالح،
فانه سيتحول إلى مصدر إفساد وازعاج داخل الوسط الاسلامي أو المجتمع بشكل عام.


ونشاهد هذه الحالات الواقعية أمامنا،
حيث تبرز الذات الشخصية بشكل مؤثر على الانسان العامل ،
فيسقط ضحية الاغراء، وينسى دوره الرسالي المطلوب،
وينقلب إلى أنسان يتخذ من جو العمل الاسلامي عنواناً
يخفي تحته رغباته وتطلعاته الشخصية.

وربما تتعاظم عنده هذه الحالة فيكون هدفه الذات، وليس الاسلام،
وذلك عندما يضعف الجانب الايماني في داخله، ويقترب من الدرجات المتدينة،
وهنا.. سيصبح عنصر ضرر فادح في مجتمع المسلمين.

ان مثل هذه الحالات هي من الكثرة بحيث لا يخلو مجتمع منها،
انها تتصل بالجانب النفسي للانسان أينما كان ومتى كان.

وهذه الحالات من الكثرة بحيث ان لها درجات متفاوته الشدة والضعف.
فهناك من يسقط اسيراً لها على طول خطه العملي،
وهناك من يضعف لفترات قصيرة ثم يكتشف نفسه فيعود إلى صوابه،
وهناك بينهما درجات مختلفة.

ان العاملين للاسلام والدعوة هم موضع ابتلاء بصورة يومية،
لأنهم يتعاملون مع الحياة بكل ما فيها من اغراءات وتطلعات
والسعيد من راقب نفسه وميّز منها ما هو ذاتي ،
وسخّر كل طاقاته وجهوده من أجل الاسلام ومصلحته،
وعمل مخلصاً ابتغاء وجه الله الكريم.

هذه هي الخطورة التي تهدد الانسان العامل حين يضعف عنده الجانب الايماني،

وفي مقابلها ....يقف النموذج الآخر،
الانسان الذي يؤكد على البناء الايماني وحده ويترك العمل.
في هذا الخصوص لا بد من القول ان هذا الاتجاه، يعبر عن فهم خاطيء للاسلام،
لأن الايمان يضع قيمة عالية للعمل،
فمثل هذا الانسان يتصور انه يسلك طريق الصلاح،
لكنه في الحقيقة يسير في طريق آخر.
فالله تعالى لا يريد من عبده أن يعيش العزلة، وأن ينقطع عن الحياة والناس.
انه كانسان، يحمل رسالة كبيرة، وهو خليفة الله في الأرض،
وعليه مسؤولية النهوض باعباء الرسالة والخلافة.

لقد جاء الاسلام رسالة انسانية عامة شاملة، ولابد من نهوض المسلمين باعبائها،
لتأخذ مكانها المطلوب في الحياة.


وإذا كانت الحالة السابقة التي تتمثل في ضعف الجانب الايماني تشكل خطراً ،
فان ترك العمل والابتعاد عن ميدان الحياة هي حالة خطر أخرى.
لانها تحول الانسان إلى رقم مهمل في الحياة ، لا يؤثر فيها ،
ولا يتعامل مع مفرداتها الكبيرة والكثيرة.
انها تلغي المهمة التي يتحملها الانسان المسلم في حياته وسط مجتمعه ،
وفي مواجهه اعداء الاسلام.

ومما يلفت النظر ان العديد من العاملين للاسلام والدعوة،
يقعون ضحية هذا الفهم الخاطيء ،
في مرحلة من مراحل العمل. فعندما تطول بهم المحنة،
أو عندما يواجهون العقبات الكبيرة التي تعترض طريق المسيرة ،
يصابون بانتكاسه كبيرة تفقدهم توازنهم، فيبتعدون عن أجواء التحرك،
ويعتزلون ساحة العمل،

على اساس أن لا جدوى من العمل، وان ميدان العمل يُفقد الانسان طهارته ويلوث نفسه،
فيبعده عن الله سبحانه وعن الاسلام وعن الطريق المستقيم،
وان من الأفضل الانقطاع عن مداخلات التحرك، والابتعاد عن الساحة،
ليحافظ الانسان على ايمانه ونقاوته وطهارته.

وقد يبرر البعض مواقفه هذه بالقول ،ان الظروف الاجتماعية والسياسية،
لا تساعد على المضي في المسيرة ،
وانها فتنة يجب الابتعاد عنها في انتظار الاجواء المناسبة،
التي لا تلوث الانسان ولا تسلبه تقواه وايمانه.

ويعتقد هؤلاء ...انهم يحققون بذلك ايمانهم،
لكنهم في الحقيقة ينقصون من هذا الايمان، لأنهم يشطبون أهمية العمل.

إن الاسلام يرفض أن يكون الايمان مجرداً عن العمل،
كما أنه يرفض العمل الذي لا يستند على الايمان،
انه يريد تفاعل الاثنين معاً وترابطهما في علاقة متوازنة،
فالاسلام يريد الانسان أن يكون مؤمناً عاملا في نفس الوقت ،
حتى يصبح الانسان الداعية ،الذي يتحرك في الحياة من أجل خدمة الاسلام ومصالحه،
وخدمة المسلمين ومصالحهم

فالايمان لا ينحصر في جو نفسي معزول عن الحياة،
بل هو الدافع الأكبر للتحرك وسط الحياة ،وللتفاعل الواعي والهادف مع أجزائها ومفرداتها.
مع الناس والمواقف.

(إنْ الذينَ آمنوا وعملوا الصالحات لهْم جنات)

ولا يخفى على الانسان المؤمن ، الراحة والايجابية التي يشعر بها، والسعادة الحقيقية عندما يكون في عمل الدعوة .. يبتغي رضا الله.


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 03-02-2007, 03:11 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "

؟؟؟؟؟
لعل بعض اسباب الخوف من الموت عند الكثير من الناس تعود الى ، رغبة الانسان (الداخلية) بالخلود .
او الخوف من الموت كحقيقة بحد ذاتها ، الرهبة من ذلك الجسد بلا روح... الرعب من ذلك المعطف الخالي.
او الخوف مما بعد الموت ............ الخوف من المجهول............
وبتذكر الموت استوقفتني بعض الممارسات الاجتماعية تجاهه التي ما كنت افهمها في طفولتي...
عندما كنت في سن السابعة ، وكنت ارى بعض منها ....
كنت أتساءل : هل هذا الصراخ سيعيد الميت الى الحياة ثانية.....
قيل لي ..... هم ينوحون لهذا السبب ، لانه لن يعود ثانية !!
كنت اتساءل :
فما معنى لبس اللون الاسود الكامل في العزاء؟؟
هل هو من باب التشبه بالغربان ، والتي يتشاءم منها الناس ؟؟
فلماذا يكره الناس الموت ؟؟؟
وكنت أتساءل ايضا :
ما معنى هذه الولائم والموائد ؟؟؟
هل هو احتفال بهجوم الدود على جثة الميت ؟؟
هل يوقت هؤلاء البشر مواعيد التهامهم للولائم
بمواعيد التهام الدود لجثة الميت ؟؟؟
وكنت استغرب :
لماذا يلجأ الناس الى الاعلان عن الوفاة بالجرائد ....
خاصة .... عندما يكتب النعي بخطوط كبيرة جدا
هل يسعون الى تخليد الميت بهذه الكلمات الرنانة ؟؟
الى ان وعيت وفهمت انه من المفترض ان يبكي الاحياء على انفسهم أكثر.
وان الموت......... هو الحقيقة الاكثر اقناعا من الحياة الدنيوية.
ثم فهمت ....كم هو مضل ان يتعلم الانسان الدين من ممارسات من حوله
فالشرع والسنة :
تختلف مع النعي المبالغ به للميت ، والذي يصل الى الكذب من تعداد مفاخره ومآثره والتطواف بذكره
وتختلف مع النواح والعويل على الميت وهو ما تقطع به النساء اصواتهن من اظهار التفجع والصراخ واللطم (وفي بعض الاماكن العربية موظفات خاصات لهذا الغرض).
وتختلف ايضا.... مع اعداد الولائم وكل هذا الاسراف وهذا البذخ ......لا على الثالث، ولا على الثامن، ولا على الاربعون.
ولبس السواد عند حدوث المصائب أو وقوع الموت.... بدعة سيئة لا أصل لها في الدين، وقد اتَّخذ الناس هذه العادة المُبتدعة إظهارًا للحزن وإشعارًا بالمُصيبة.
أجمل الاوقات عندي.... اوقات التفكير بالموت
أجمل الحديث عندي......الحديث عن الموت
ما هو الموت؟!
الجواب عن هذا السؤال صعب جداً، فإن حقيقة الموت غامضة لدينا نحن الأحياء. وربما يكون السبب أننا لا نعرف الحياة أولاً لنعرف الموت بعد ذلك.
فهنا سؤال آخر يفرض نفسه بالطبع وهو: ما هي الحياة؟!
وليس في مقدوري الإجابة على هذا السؤال أيضاً بشكل علمي ، ولا أظن أن أحداً من الأطباء وعلماء الأحياء أو الفلاسفة أيضاً يعرفون الجواب الشافي عن هذين السؤالين!
ولعل الجواب الديني الذي تقتنع به اذهاننا هو أن الحياة (أقصد حياة الإنسان) هي امتزاج خاص بين الجسد والنفس أو نوع تعلق بينهما. ومن الناس مَن يعبر عن النفس بالروح.
كما أن الفصل بين هذين الجزأين هو الموت!
ومن مظاهر الحياة والموت ما يستفاد من القرآن والسنة أن الحياة الدنيا هي المحجوبة بالغفلة والغطاء، والحياة الآخرة هي المجردة التي انكشف عنها الغطاء والحجاب.
قال تعالى :
(يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون).
(لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد).
نحن الأحياء لا ندري كيف نموت ومتى نموت، لأن من حكمة الله عز وجل أن يجعل أخبار الآخرة مقطوعة عنا.
وبالأحرى إن التركيب المادي الذي يتكون منه الإنسان الحي العادي يمنعه من إدراك حقيقة الموت وما بعده، بل وان أول ما يعرض على المحتضر أن ينعقد لسانه فلا يستطيع أن يعبر عما يراه ، وذلك قبل أن تفارق النفس (الروح) البدن تماماً.
وقد أخبر القرآن الكريم عن هذه الامور :
قال تعالى:
(كل نفس ذائقة الموت).
(كلّ مَن عليها فان)
(قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم)
(الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم)
لا يشك أحد في أن الموت محتوم علينا جميعاً مهما طال بنا العمر، ومهما حرصنا على استمرار الحياة ولا ينفع الحذر عن الأجل وكفى بالأجل حارساً ، (أينما تكونوا يدرككم الموت )
والحديث عن الموت يترك فينا أثراً بعيداً، فهو يقلل من غرورنا بهذه الحياة الفانية وزخارفها وبالتالي يكون رادعاً لنا عن ارتكاب الجرائم والآثام (وكفى بالموت واعظاً).
والحكمة في ذلك ، أن النظرة الأصيلة إلى الحياة في الإسلام ، هي أن الحياة ليست المقر الأخير للإنسان ـ كما أنها ليست المبدأ ولا المعاد، بل هي جسر يوصل بينهما .
مضافاً ،،،، إلى أنه لولا الموت لضاقت الأرض بالأحياء ونفد الطعام والماء والهواء واختلّ النظام في العالم، ومن سنة الحياة أن الإنسان إذا طال به العمر أخذ بالنقص في كل أعضائه وحواسه وعقله، وفقد لذة الحياة وتحولت حياته إلى أرذل العمر وصار عالة على المجتمع، ومشكلةً كبيرة ليس لها حل أو علاج إلا الموت.
فالنتيجة أن الإنسان لم يوجد ليبقى في هذا العالم، بل ليمر منه إلى عالم أفضل وأكمل.
الحكمة في مروره بهذا العالم هو الامتحان والاختبار
وقال الله تعالى:
(الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور)
لا بد من استقرار هذه الحقيقة في النفس،،،،
حقيقة أن الحياة في هذه الأرض موقوتة محدودة ..............
فلماذا تتكبر أيها الإنسان وسوف تأكلك الديدان؟!
ولماذا تطغى وفي التراب ستلقى؟!
ولماذا التسويف والغفلة وأنت تعلم أن الموت يأتي بغتة؟!
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 03-02-2007, 03:13 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي

شتان ما بين هؤلاء......وأولئك !!!!!
الإنسان‏..‏ كل إنسان تقريبا‏..‏ حين يشعر‏(‏ أو بالأحرى يتحقق‏)،‏ كم هو قريب من الموت.......
‏ تخامره بعض التساؤلات بينه وبين نفسه‏..‏....
فإن كان من أهل الآخرة‏، أي ممن يرجون لقاء الله‏ ، لابد انه سيسأل نفسه....................
تري.......... هل فعلت كل ما كان يمكنني فعله لكي تربو حسناتي علي سيئاتي؟
هل اتقيت الله ما استطعت؟
أم أنني تجاوزت حدودي ـ في بعض أمري ـ واتبعت ما أملاه علي الشيطان؟
هل اتقيت الله في خلقه؟
هل ساعدت من لجأ الي طلبا للمساعدة‏..‏ وقد كان ذلك بإمكاني؟
هل رحمت الضعيف وأعنته علي أمره؟
هل أمهلت معسرا اقرضته بعض المال‏..‏ أو تجاوزت عن الدين لما رأيت من عسره؟
هل ربيت أبنائي تربية زرعت فيهم الأخلاق الفاضلة؟
أم انني كنت قدوة سيئة لهم؟
أما بالنسبة لأهل الدنيا‏........
‏ فالأسئلة التي سوف يطرحها الواحد منهم علي نفسه‏، ربما تدور حول‏......
هل حققت لنفسي مركزا اجتماعيا مرموقا؟‏!‏
هل جمعت الثروة التي كان يمكنني أن أجمعها؟‏!‏
أم انني تراخيت شيئا ما‏،‏ وكان يمكنني أن أجمع أكثر؟‏!‏
هل تبوأت المناصب التي كنت أحلم بها أم أنني فاتتني فرص لم استغلها وراحت لغيري؟‏!‏
هل استمتعت بما فيه الكفاية أم انه كان يمكنني ان استمتع أكثر؟‏!‏
هل حياتي التي عشتها كانت حياة زاخرة بالإنجازات التي تذكر لي‏،؟؟‏
أم انها كانت حياة قاحلة لم أكد أنجز فيها شيئا‏..‏
الله مدار تفكير أهل الآخرة‏..‏
والناس مدار تفكير أهل الدنيا‏..‏
وكل فريق منهم ........ يقوم بإجراء معادلة لحياته‏..‏
واما ترضيه هذه المعادلة...... أو تسخطه على نفسه‏،
لأنه لم يفعل ما كان ممكنا أن يفعله‏..‏
يشعر الواحد من هؤلاء....... أو اولئك ، بأن هناك فرصا اهدرها، ومجالات غفل عنها‏..‏
وانه كان يمكنه أن يحسن من موقفه هنا أو هناك‏..‏ سيظهر كل ذلك واضحا جليا‏، وسيكون إما مبعثا للرضى ......وإما مبعثا للسخط والندم‏..‏
أيا ما كانت الوجهة التي اختارها الإنسان لنفسه
( ولكل وجهة هو موليها ) ‏(‏ البقرة‏148)‏
ان التحقق من قرب الموت.....يري الانسان الايجابيات والسلبيات في حياته وسلوكياته‏..‏ وربما افاد هذا في تصحيح اشياء تتطلب التصحيح‏، ‏ أو في اضافات هنا وهناك‏..‏
وكذلك ربما تؤدي الي تغيير النظرة الكلية الى مفاهيم الانسان وتصوراته‏..‏ وغاياته ووسائله‏..‏
وقد ينقل هذا العديد من ابناء الدنيا... ليصبحوا ضمن ابناء الاخرة....... لأنهم سوف يتبينون تفاهة الآمال التي كانوا يعقدونها على الدنيا وعلى الناس‏..‏ وأنها لا تساوي كل هذا الاهتمام الذي كانوا يولونه لها‏..‏
فيكتشف..‏ عيوبا يمكنه بالارادة أن يجتثها ويستأصلها‏،‏
وانه مقصر في أشياء‏..‏قد تكون هي المعاملات الطيبة مع الناس‏،
ويكون مازالت لديه الفرصة لكي يصلح من أمره ما اعوج أو لكي يستكمل ما نقص‏..‏
لأن حياتنا الأولى تتوقف عند الموت‏..‏
وما بعد الموت هو الأهم‏..‏ لأنه الأبدية‏..‏
*****
ألم ترى أن النوم بالنصف حاصل ***** وتذهـب أوقات المقيل بخمسـها
*****
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-02-2007, 11:34 AM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "



الحلم ، العفو ، الرفق ، ضبط النفس..... كلها صفات تصب في التسامح....

لربما قرأنا الكثير الكثير حول هذه الصفات التي تؤكد الهوية الاسلامية
وربما البعض لا يدركون جذورها البشرية....


لا يتعلم الانسان التسامح هذه الصفة الكريمة في النفس، الا اذا نشأ في وسط وجد فيه الاهتمام بقيمته الشخصية كذات ذات اعتبار،
على مدار مراحل عمره المبكرة بشكل خاص ،
لما لهذه الفترة من العمر ، من أثر لا يمحى في تشكيل البناء النفسي للفرد.


ان تفاعل المرء مع محيطه الواسع ، بعد ان يخرج الى الحياة العامة ،
سيتم وفق هذه الخصيصة التي تأصلت في بنيته الاساسية ،
ومهما وجد ان النكران يجابه هذه الصفة الكريمة .....
فأنه لن يجد صعوبة نفسية كبيرة في ان يطبقها مع الانماط التي تغايره ،
ولن يجهل الدواعي التي تجعل الغطرسة هي السائدة،
حين تشيع هذه الظاهرة الاجتماعية في حقبة من حياة الناس.


فالذي يولد الثقة بالنفس ، ابان نشأة الطفولة وحتى استشرافات براعم اليفاعة ،
قد لا يتسنى كمعطى تربوي للقطاع الشامل من الجيل،
لاسباب عديدة لا تكاد تحصر،
على رأسها الاوضاع الثقافية والاقتصادية للاسرة ...


فإذا لم يمنح الشخص من بعد ، هبة نفسية قوية او ظرفا استثنائيا ،
يعيد اليه ليونة عظامه التي تصلبت على غير استقامة ،
ظل على عوجه من اثارة الحوافز في طبيعته الآلية الجامدة ،
وتحددت اتصالاته مع الآخرين وفي الحياة كاملة ،
بردود فعل لا تمت بصلة الى الواقع الحي بالحقيقة المتطورة.



تضفي السمات العامة لافراد المجتمع الملامح الخاصة على مجتمعها الكبير
فيما يتميز به عن سواه ....
فقد يتصف فردان بعدم التسامح ،
ولكن الموضوع المتعلق بهذه الصفة يفترقان به ،
فإن تركز عدم التسامح عند احدهما في جوانب العادات والتقاليد الاجتماعية الموروثة مثلا ،
وكان عند الثاني في الجوانب العرقية على سبيل المثال ...
سيتضح للمتمعن المحايد ، ان الفرد الاول يعاني تزمتا عقليا ،
وان الفرد الثاني يشكو من فصام نفسي بوهم العظمة .



تكمن جذور التسامح في قرار طبيعتنا الانسانية .....
لانه حين نرتد اليها مهما شسعت غاباتنا وسمقت فيها الاشجار ،
نتحسس تلك البذرة التي تتفتق في محتواها ، بشتى الواننا واشكالنا وعواطفنا وعقولنا....


يجب ان نؤمن بحقيقة ساطعة سطوع الشمس:


من فينا كان كما ود نفسه ان يكون كماله ؟؟!!...
واين هو الانسان الكامل اصلا....!
اننا مختلفون كالافلاك.....
بعضنا يتألق.... وبعضنا يشحب....
والمصير المحتوم لنا جميعا في هذه الدنيا هو الانطفاء والغياب ....



فلكأننا نعبر بعضنا البعض ، في زحام وفراغ الامكنة والازمنة على غفلة ،
فلا نلتفت الى ما يجمعنا في السرائر .....
ولماذا نقع في شراك سوء الفهم !.....



لا شك ان للطبيعة البشرية يد في ذلك...
لانه ثمة بون أصيل بين التعطش لسفك الدماء ،
وبين مقتضيات صراع البقاء في اقسى شروطه.


ان ملامح التسامح والحلم وضبط الاعصاب...... اذا اعتبر انها موجودة عند فرد من الافراد،
تكون فقط في دائرة محددة لمن اختبره ممن حوله في دائرة شموس عمره....
وقلما تتسع هذه الدائرة لتشمل من لم يختبرهم.


ان اعتبار الانسان نفسه ، لا يختبر في العلاقات الموشاة بالتهذيب مع الاخرين ،
فهذا طلاء قد تلجأ اليه فئة تتناهز مقوماتها الاجتماعية ،
فتقصره على سلوكياتها المظهرية الخاصة بهم،
بينما يربأون بلطفهم وكياستهم عن الفئات التي دونهم في السلم الاجتماعي ...



بالقيمة الحقة لاعتبارنا الانساني ، تقوم طبيعتنا البشرية ...
بغض النظر عن مستوانا المعيشي والاجتماعي العارض ،
مهما بدا لنا ان هويتنا الاساسية ، التي يفخر الواحد منا انه فرضها او استحقها بجدارة ..


لتكن ما كانت موهبة الشخص او قوة ارادته ،
واية خصال وراثية وبيئية ينفرد بها باستثنائية ما ...
سيكون كل هذا محض اطار....
أما صورته الصميمة ، فتلك التي تصله بوجوه الاخرين جميعا ...
وتتلون قسماته بملامحهم ...


هذه الصورة تومئ الى معنى التسامح الذي نرطق معانيه ....
فالطبائع الانسانية جميعها لا تتجسد بإطلاقها الا في الخصوصية ...
فليس خطأ ما يمتلكه البعض من ثراء معنوي او مادي ،
انما (الخطأ) اذا استحال (المالك) الى خزانة موصدة ...
تمنع الخير ان يتواصل...




جاءت العقيدة الاسلامية لتضع النقاط على الحروف ..
وتقود شتات هذه النفوس المختلفة...


فالتسامح دليل قوة الشخصية ومظهر من مظاهر الرشد واكتمال العقل ،
وثمرة من ثمار التدين الصحيح.

وهو من الصفات التي لا يستغني عنها الانسان الذي يعيش في مجتمع ...
تتصارع فيه الاهواء،
وتتضارب فيه الآراء ،
وتختلف فيه وجهات النظر.


وللاسلام توجيهات حكيمة ،
من شأنها ان تحمل الانسان على التخلق بهذه الصفة والاستمساك بعراها .

قال تعالى :
(وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) آل عمران : 133 و 134 .


وفي هذا التعويض شفاة للنفس ، وتفريغ للغيظ ،
وان ذلك اجدى على الانسان واحسن عاقبة .


ولا تستوي الحسنة ولا السيئة في ميزان الحق ،
اذ السيئة سيئة في قدر الله وفي عرف الناس ،
والحسنة حسنة في قدر الله وعند الناس كذلك ...
وان لكل منهما نتائجه في واقع الحياة .


واذا كان ذلك كذلك ،
فلا معدي عما هو من شأنه ان يجمع القلوب ويرطب الصلات .



وليس ثمة ابلغ من حسنة تقدم الى المسيء ،
فهي تذكره بالانسانية التي جحدها من جانب ،
وتعيده الى مودة اخيه من جانب آخر ،
فطالما استعبد الانسان احسان .


وهذا معنى لا يظفر به الا الذين زكت نفوسهم ،
وسمت أرواحهم فكانوا حكماء .......
يعرفون للخير مواضعه وللشر مواضعه كذلك .


والرفق اذا تجلى في الانسان اقترب من الله وبقدر ما يقترب ، يبتعد عن النار.


قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الا اخبركم بمن تحرم عليه النار؟تحرم على كل قريب هين لين سهل) رواه البخاري ومسلم.


والتسامح يحتاج الى رياضة نفس وصبر على الاذى مرة بعد مرة ،
حتى يصير صفة لها ، وخلقا من أخلاقها.

ولا يكون الحلم حلما.....

الا وصاحبه قادر على انفاذ العقوبة .....

فإذا كان الحلم او العفو عن عجز او ضعف ،
فهو ليس من الحلم في شيء

وانما هو تهيب ولؤم وجبن.

كل حلم اتى بغير اقتدار....... حجة لاجئ اليها اللئام
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-02-2007, 11:51 AM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي روائع الكتابات المتميزة للأديبة صاحبة القلم الماسي " فاديا "



من منا لا تخالجه ذكرياته عن الازمنة والامكنة التي مضت !!!!

من طريف ما قرأت عن العرب أن البخل عند المرأة ميزة، وعند الرجل معرة .....!!

فقالوا في المرأة: الجبن، الكبر، البخل..... فالجبن ميزة عند المرأة حتى لا تقدم على المغامرات! والبخل لدى المرأة يعني القدرة على تصريف امور المنزل بلا اسراف ،

أما في الرجل ....فهو عيب كبير ، وهو ضد المروءة والشهامة، وهما من أبرز الصفات المطلوب أن يتحلى بها الرجال.

ويتجلى لنا في هذه الازمنة القديمة أهمية الضحكة في ثنايا اللغة العربية والكلام من قبيل المباشر والعفوي.... فنرى الكم الهائل من النوادر التي قيلت في البخل والبخلاء.

وأما في تاريخ الادب العربي فنرى بعض شعراء الهجاء قد اتخذوا موقفا من الاخلاق السلبية عن طريق الذم والحط من الذات بغرض التقليل من شأنها وقدرها الاجتماعي، وتختلف درجات الذم تبعاً لدرجة العداء بين الشاعر ومعارضيه ويتمحور الشعر حسب درجات هذا العداء !.

وغالباً ما يرصد الشاعر التشوه الاخلاقي ويوظفه في شعر الهجاء ليسقط صاحبه في براثن الحط ويضعه في متناول الألسن والحديث عن مثالبه. سعياً في التسبب بأزمة نفسية له وإجباره على الانسحاب من المنافسة وقسره على العزلة، لتخلو الساحة من المعارضين....

ورغم هذه الحرب الضارية بين شعراء الهجاء والتي لست انا الان في هدف عرضها ودراستها والاحاطة بظروفها .... الا اننا لا ننكر ما كان لشعر الهجاء بشكل عام من دور كبير في اثراء الشعر العربي ... ودور أكبر في إظهار بعض المساوئ الاخلاقية وجعلها من المحظورات.

فقيل في هجاء رجل يدعى عيسى اشتهر ببخله :

يُقتِّرُ عيسى على نفسهِ
وليس بباقٍ ولا خالدِ
فلو يستطيعُ لتقتيـرهِ
تنفَّسَ من مِنْخَرٍ واحدِ


والبخل من مفهوم اسلامي هو :

الإمساك عما يحسن السخاء فيه ، وهو ضد الكرم ، والبخل من السجايا الذميمة ، الموجبة لهوان صاحبها ومقته وازدرائه ، وقد عابها الإسلام ، وحذر المسلمين منها تحذيراً رهيباً .

قال تعالى : ( هَاأَنتُمْ هَؤُلاَء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء ) محمّد : 38 .

وقال تعالى : ( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ) النساء : 37 .

وقال تعالى : ( وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) آل عمران : 180 .

وتشين هذه الصفة المذمومة جميع البخلاء ،، و خصوصا من هم في وضع السيادة والقيادة، فيكون البخل أبغض منهم .

لان شروط القيادة في الاسلام تقوم على عدة مقومات منها ، تقوى الله، العلم، العدل والإنصاف، الشجاعة، الرأي السديد، الكرم والجود، المقدرة على القيام بالشفاعة الحسنة. والعقل والحكمة.

وبالتالي فإن مفهوم القيادة والزعامة من منظور اسلامي يتعارض مع تعريف صفات البخيل الشحيح وتدل على انه لا يصلح أن يكون رئيساً ولا زعيماً أبداً.

إن البخل ليس في الأمور المادية فقط بل قد يكون حامل هذه الصفة المكروهة ،بخيلاً أيضاً في العواطف والمشاعر الإنسانية مع الآخرين، فالبخل عنده صفة أساسية تصبغ جميع اخلاقه وتصرفاته ،، وشخصيته بوجه عام ليست معطاءة،

فكم من الزوجات تعاني من بخل زوجها والذي هو قائد الاسرة وزعيمها سواء ماديا او عاطفيا .

لهؤلاء النساء نقول :
البخل ابتلاء من الله، ولا تصبر عليه إلا مؤمنة سعيدة الدارين.

أما صفة البخل فهي مكتسبة من الاهل والبيئة ولو انها قد تبدو موروثة، ؛ فأسلوب النشأة عامل أساسي في إكساب هذه الصفة ،، ويعتمد ذلك على العامل الشخصي لدى كل فرد للتعامل مع هذه الصفة فأحياناً يتصف الأهل بالبخل، ويكون رد الفعل عند الأولاد مغايراً لما تربوا عليه، فيصرف الأولاد ببذخ وبلا معنى.

والشح أشد في الذم من البخل ويجتمع فيه البخل مع الحرص، وأشد منه دعوة البخيل الآخرين للبخل وقد يصل البخل بصاحبه إلى أن يبخل على نفسه، بحيث يمرض فلا يتداوى، وفي المقابل فأرفع درجات السخاء الإيثار، وهو أن تجود بالمال مع الحاجة إليه.

والبخيل بعد هذا أشد الناس عناءً وشقاءً ، يكدح في جمع المال والثراء ، ولا يستمتع به ، واذا اضطر للتصرف بجزء منه فإنه يشعر ان هناك جزء اقتطع من حياته فلا يشعر بالراحة ابدا...وسرعان ما يخلفه للوارث ، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء .

وأقوى دوافع الشح خوف الفقر ، وهذا الخوف من نزعات الشيطان ، وإيحائه المثبط عن السخاء .

ومن دواعي البخل : اهتمام الآباء بمستقبل أبنائهم من بعدهم ، فيضنون بالمال توفيراً لأولادهم ، وليكون ذخيرة لهم ، تقيهم العوز والفاقة ، وهذه غريزة عاطفية راسخة في الإنسان ، لا تضره ولا تجحف به ، ما دامت سوية معتدلة ، بعيدة عن الإفراط والمغالاة .

بيد أنه لا يليق بالعاقل ، أن يسرف فيها ، وينجرف بتيارها ، مضحياً بمصالحه الدنيوية والدينية في سبيل أبنائه .

وقد حذر القرآن الكريم الآباء من سطوة تلك العاطفة ، وسيطرتها عليهم كيلا يفتتنوا بحب أبنائهم ، ويقترفوا في سبيلهم ما يخالف الدين والضمير ،

وهناك فئة تعشق المال لذاته ، وتهيم بحبه ، دون أن تتخذه وسيلة إلى سعادة دينية أو دنيوية ، وإنما تجد أنسها ومتعتها في اكتناز المال فحسب ، ومن ثم تبخل به أشد البخل .

وهذا هوس نفسي ، يشقي أربابه ، ويوردهم المهالك ، ليس المال غاية ، وإنما هو ذريعة لمآرب المعاش أو المعاد ، فإذا انتفت الذريعتان غدا المال تافهاً عديم النفع .

والبخل كغيره من الأمراض والأخلاق الذميمة التي لها علاج في الشريعة الاسلامية ،

وقد عالج القرآن الكريم ذلك بأسلوبه البديع الحكيم ، فقرر : أن الإمساك لا يجدي البخيل نفعاً ، وإنما ينعكس عليه إفلاساً وحرماناً وقرر كذلك أن ما يسديه المرء من عوارف السخاء لا تضيع هدراً ، بل تعود مخلوفة على المسدي من الرزاق الكريم ، قال عز وجل : ( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) سبأ : 39 .

أما الذين استرقهم البخل ، ولم يجدهم الإغراء والتشويق إلى السخاء ، يوجه القرآن الكريم إليهم تهديداً رهيباً ، يملأ النفس ويهز المشاعر ، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) التوبة : 34 ـ 35


وأما خطره الدنيوي فإنه داعية المقت والازدراء ، لدى القريب والبعيد وربما تمنى موت البخيل أقربهم إليه ، وأحبهم له ، لحرمانه من نواله وطمعاً في تراثه .

وكيف يكدح المرء في جمع المال واكتنازه ؟! ثم سرعان ما يغنمه الوارث ، ويتمتع به ، فيكون له المهنى ،، وللمورث الوزر والعناء !!!!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 143.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 137.38 كيلو بايت... تم توفير 5.86 كيلو بايت...بمعدل (4.09%)]