قل مع الكون: لا إله إلا الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 188 - عددالزوار : 16970 )           »          ألا تحب أن تُذكر في الملأ الأعلى؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          شرح وترجمة حديث: ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          التوفيق بين الزهد في الدنيا وإظهار العبد نعم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          بساطة العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          فوائد من التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أوهام الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          يأخذ بقلبي مطلع سورة صٓ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ثمرات التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الرحمة في الحدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2025, 04:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي قل مع الكون: لا إله إلا الله

قل مع الكون: لا إله إلا الله (1)


طلب مِنَّي أثناء وجودي في (مكة المكرمة) الشيخ: عبد الرحمن السُديسي أن أجمع مادة علمية تتحدث عن بعض أسماء الله وصفاته بطريقة ميسرة على المسلمين وسهلة القراءة والفهم، فاستعنت بالله تعالى وبدأت في تجميع المادة، وكان أكثر ما لفت انتباهي فيما أكرمني الله به من أدلة هو عبودية الكائنات لله سبحانه وحبها له وطاعتها لأمره، ومن المثير أيضًا أنك تجدها تفقه في أحكام الإيمان وتغار على الله وتوالي وتعادي من أجله سبحانه وبعضها يدعو إلى الله والإيمان به، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } (الإسراء: 44)، فالكون كله يعرف الله، يحبه ويخشاه، يعبده ويوحده، يسبحه ويقدسه، وسميتها: «قل مع الكون: لا إله إلا الله».
تمهيد في تاريخ الشرك والتوحيد
إن الله سبحانه قد خلق العباد جميعًا مسلمين موحِّدين لله سبحانه، ولكن الشياطين جاءتهم فبدلت لهم دينهم، وأفسدت إيمانهم. قال تعالى في الحديث القدسي: «خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرَّمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا»(1).
فكلما وقع الناس في نوع من الشرك بعث الله إليهم أنبياءه بما يناسبه من أنواع التوحيد.
فمنهم من كفر بالرب الخالق؛ كثمود وفرعون... فبعث الله الأنبياء ليعرفوهم بربهم وخالقهم كما قال موسى لفرعون: {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى}(النازعات: 19).
ومنهم من كفر من باب أسماء الله وصفاته؛ كاليهود والنصارى، الذين قالوا: «إن الله ثالث ثلاثة»، وإن «له زوجة وولدا» سبحانه وتعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} (الإخلاص: 1-4).
والأكثرية منهم لو عرفوا الله بأنه الرب وعرفوا بعض أسمائه وصفاته فقد وقعوا في الشرك من جهة عبادة الله واتخاذه إلهًا، كما قال تعالى: {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} (يوسف: 106)، فبعث الله الأنبياء جميعًا وآخرهم وخاتمهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليدعوا إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة غيره والتبرأ منها واتخاذه إلهًا واحدًا معبودًا لا شريك له. قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (النحل: 36).
فلما كان زمننا هذا فيه فتن آخر الزمان؛ فقد ظهرت فيه أنواع الشرك كلها في أنواعه الثلاثة، بل وظهرت فيه عبادة الشيطان، «وحسبنا الله ونعم الوكيل»، وانتشر الجهل وقُلِّبت الأمور، كما أخبر بذلك المعصوم ^ قال: «فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا، ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرًا، يبيع أقوامٌ دينهم بعرض من الدنيا»(2).
ولا نجاة منها إلا بالعلم الصحيح والعمل الصالح، كما جاء في رواية عند ابن ماجه: «ستكون فتنٌ يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسى كافرًا إلا من أحياه الله بالعلم».
نسأل الله تعالى أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
قيد الله؟ وما أسماؤه وصفاته؟
ما هو ظنك بالله سبحانه؟
- هل تظن أن الله بهذا الجمال والجلال والعظمة والكبرياء؟
- ما ظنك بربٍّ رحمته وسعت كل شيء؟
- ما ظنك بربٍّ يتودد إلى خلقه وهو غني عنهم؟
- ما ظنك بربٍّ رحمته سبقت غضبه وإحسانه سبق عقابه؟
- ما ظنك بربٍّ غفر لرجل قتل مائة فتاب عليه وأدخله الجنة؟
- ما ظنك بربٍّ غفر لامرأة من البغايا؛ لأنها سقت كلبًا؟
- ما ظنك بربٍّ غفر لرجلٍ نزع عود شجرة من طريق الناس؟
- ما ظنك بربٍّ أدخل امرأة الجنة بتمرة أطعمتها بنتها؟
- ما ظنك بربٍّ يجزيك بالحسنة عشر أمثالها ثم إلى سبعمائة ضعف؟
- ما ظنك بربٍّ يفرح بتوبتك ويضحك من أجل طاعتك ويجيب دعوتك ويفرج كربتك؟
- ما ظنك بربٍّ يتنزل إلى السماء الدنيا فيناديك ليغفر لك، ويتوب عليك، ويحقق آمالك وذلك كل ليلة.
- ما ظنك بربٍّ يستحيي «نعم والله يستحيي من خلفه»؟ وإله يستحيي من عبيده؟
- ما ظنك بربٍّ «جميل- طيب- حليم- رفيق- عفو- كريم- غفور- رحيم...» (سبحانه وتعالى) و (جلَّ جلاله).

أجمل ما في الحياة معرفة الله بأسمائه وصفاته
قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأعراف: 180).
قال ابن القيم- رحمه الله-: «عجبت لمن عرف الله ولم يحبه، وعجبت لمن عرف مقدار الربح في معاملته ثم لم يعبده، وعجبت لمن عرف مقدار الخسارة في البعد عنه ثم هو يعصبه».
أعظم أسباب دخول الجنة هو إحصاء أسمائه والإيمان والعمل بها. قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة»(3).
- أعظم ما يُعبد الله به معرفته بأسمائه وصفاته.
قال أبو القاسم التيمي: قال بعض العلماء: أول فرض فرضه الله على خلقه معرفته فإذا عرفه الناس عبدوه(4).
وقال البخاري - رحمه الله-: العلم قبل القول والعمل. قال تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} (محمد: 19).
- أعظم آية في القرآن تتحدث عن أسماء الله وصفاته:
وهي (آية الكرسي) تلك الآية المباركة تحتوي على عشرة مقاطع تتحدث كلها عن أسماء الله الحسنى وصفاته العلا.
عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «أتدري أيَّ آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: { اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (البقرة: 255) قال: فضرب في صدري وقال: «والله ليهنك العلم أبا المنذر»(5).
الهوامش:
1- رواه مسلم (5019).
2- رواه الترمذي.
3- رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
4- «النهج الأسمى» للنجدي.
5- رواه مسلم.



اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-04-2025, 11:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قل مع الكون: لا إله إلا الله

قل مع الكون: لا إله إلا الله (2)


طلب مِنَّي أثناء تواجدي في (مكة المكرمة) الشيخ: عبد الرحمن السُديسي أن أجمع مادة علمية تتحدث عن بعض أسماء الله وصفاته بطريقة ميسرة على المسلمين وسهلة القراءة والفهم، فاستعنت بالله تعالى، وبدأت في تجميع المادة، وكان أكثر ما لفت انتباهي فيما أكرمني الله به من أدلة هو عبودية الكائنات لله -سبحانه- وحبها له وطاعتها لأمره، ومن المثير أيضًا أنك تجدها تفقه في أحكام الإيمان، وتغار على الله، وتوالي وتعادي من أجله سبحانه وبعضها يدعو إلى الله والإيمان به، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } (الإسراء: 44)، فالكون كله يعرف الله، يحبه ويخشاه، يعبده ويوحده، يسبحه ويقدسه، وسميتها: (قل مع الكون: لا إله إلا الله).
هل تعرف الله؟ هذا هو الله سبحانه..!!
هذا هو الله الواحد الأحد: قال تعالى: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } (الإخلاص: 1-4).
هذا هو الله... الرحمن الرحيم فتجده يحب أن يُعرِّف عباده برحمته، قال تعالى: { نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الحجر: 49).
ورحمته قد وسعت كل شيء: قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} (الأعراف: 156).
وتجده أرحم من الأم بولدها:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن امرأة من السبي كانت تسعى؛ إذ وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟» قلنا: لا والله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الله أرحم بعباده من هذه بولدها»(1).
وقال حماد بن سلمة: «ما يسرني أن أمري يوم القيامة صار إلى والديَّ، إن ربي أرحم بي من والديَّ».
لو علم الكافر رحمة الله لطمع في جنته:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد»(2).
من رحمته تتراحم الوحوش والهوام والدواب:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحوش على ولدها». وفي رواية: «حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة»(3).
وينزل في كل ليلة ينادي عباده ليرحمهم:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ينزل ربنا -تبارك وتعالى- كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له؟»(4).
هذا هو الله «الطيب سبحانه وتعالى»
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا»(5).
هذا هو الله.. الحليم الرفيق سبحانه وتعالى
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله رفيقٌ يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف»(6).
الله يضحك- سبحانه وتعالى-... هل هناك أجمل من ذلك.
لن نعدم من رب يضحك.
عن أبي رزين قال: قلت: يا رسول الله، أَوَ يَضْحَكُ الربُّ عزَّ وجلَّ؟ قال: لن نعدم من ربٍّ يضحك خيرًا(7).
هنيئًا لمن ضحك الله - عزَّ وجلَّ- له:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «وإذا ضحك ربُّك إلى عبدٍ في الدنيا فلا حساب عليه»(8). اللهم اجعلنا منهم يا أرحم الراحمين.
مَن ضحك الله – عزَّ وجلَّ- له أدخله الجنة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أهل النار دخولًا الجنة: «... فيقول: أي ربِّ، لا أكونن أشقى خلقك فلا يزال يدعو حتى يضحك الله منه، فإذا ضحك منه قال له: ادخل الجنة، فإذا دخلها قال الله له: تمنَّ فسأل ربه وتمنىَّ حتى إن الله ليذكره يقول كذا وكذا...» (9).
هذا هو الله الودود – سبحانه وتعالى -
قال البخاري: الودود: هو الحبيب.
فتراه يسبق خلقه بالمحبة. قال تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّوْنَهُ} (المائدة: 54). فقدَّم محبته لأوليائه قبل حبهم له سبحانه.
ويحب لقاء من يحبه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه»(10).
ويحب كلامك عنه – سبحانه -:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»(11).
بل ويحب آثارك (دمعة عينك وأثر خطوتك).
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ليس شيءٌ أحب إلى الله من قطرتين وأثرين؛ قطرة دموع في خشية الله، وقطرة دم تهراق في سبيل الله، وأما الأثران فأثر في سبيل الله، وأثر في فريضة من فرائض الله»(12).
يقترب منك أكثر مما تقترب منه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «قال الله – عزَّ وجلَّ-: إذا تقرَّب العبد إلى شبرًا، تقرَّبتُ إليه ذراعًا، وإذا تقرب إلىَّ ذراعًا، تقربت منه باعًا، وإذا أتاني مشيًا أتيته هرولة»(13). هذا هو الله الغفار، الغفور – سبحانه وتعالى–
- فتجده واسع المغفرة، قال تعالى:{إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} (النجم: 32).
- ويغفر الذنوب جميعًا، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53).
- ويبسط يده ليلًا ونهارًا ليغفر للمذنبين، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها»(14).
- ويفرح بتوبة عباده: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة»(15).
- ويحب التوابين، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (البقرة: 222).
- ويبدل سيئاتهم حسنات، قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (الفرقان: 70).
يستر في الدنيا ويغفر في الآخرة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه، فيقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: عملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، فيقرره، ثم يقول: إني سترت عليك في الدنيا، فأنا أغفرها لك اليوم»(16).
هذا هو الله الحييُّ الكريم.. (أكرم من سُئل)
فالله سبحانه أرحم من سُئل وأكرم من أعطى. عن سلمان رضي الله عنه أن النبيصلى الله عليه وسلم قال: «إن ربكم -تبارك وتعالى- حييٌّ كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صِفرًا»(17).
هذا هو الله يحب الحياء والستر
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله – عزَّ وجلَّ- حيي ستير، يحب الحياء والسّتْر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر»(18).
هنيئًا لمن ستره الله:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لا يستر الله على عبد في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة»(19).
ويستر من ستر مسلمًا:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة»(20).
ويعاقب من يكشف عورات المسلمين:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عوراتهم، يتَّبع الله عورته، ومن يتبع عورته يفضحه في بيته»(21).
«هذا هو الله... الشكور الحليم» فالأجور مضاعفة، قال تعالى: {إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (التغابن: 17).
والحسنة بسبعمائة إلى أضعافٍ كثيرة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف»(22).
وقال الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (البقرة: 261).
يأخذ منك اللقمة أو التمرة فيجعلها كالجبل:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فَلُوَّه حتى تكون مثل الجبل»(23).
وبنصف تمرة ينقذك من النار:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «فاتقوا النار ولو بشق تمرة»(24).
هذا هو الله... الرزاق، الوهاب – سبحانه وتعالى –
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات: 58).
وكل الخلق يُرْزَقون برحمته – سبحانه -:
قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا } (هود: 6).
ويُنزِّلُ الخيرَ على خلقه ليلًا ونهارًا:
قال النبيصلى الله عليه وسلم : «يَدُ الله ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار». وقال: «أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يده وكان عرشه على الماء»(25).
قال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (البقرة: 163).
هذا هو الله... «الملك القدوس العزيز الحكيم»
قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الحشر: 23).
هذا هو الله... «الخالق البارئ المصوِّر»
قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (الحشر: 24).
هذا هو الله... «العليُّ العظيم»
قال تعالى: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة: 255).
مستو فوق عرشه:
قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه: 5). بأنه في السماء بذاته:
قال تعالى: أأمِنْتُمْ منْ فِي السّماءِ أنْ يخْسِف بِكُمُ الْأرْض فإِذا هِي تمُورُ} (الملك: 16). وقال النبيصلى الله عليه وسلم : «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحًا ومساءً»(26).
وقد جاء معاوية السَّلمي -رضي الله عنه- إلى النبي بجارية يريد أن يعتقها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : «أين الله؟» قالت في السماء. قال: «من أنا؟» قالت أنت رسول الله. قال: «اعتقها فإنها مؤمنة»(27).
مع خلقه بعلمه وقدرته:
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (المجادلة: 7).
هذا هو الله الجميل صفةً وذاتًا وفعلًا
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله جميل يحب الجمال»(28).
هذا هو الله... حيُّ لا يموت ولا ينام
قال تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} (الفرقان: 58).
وقال أيضًا: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ} (البقرة: 255).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام»(29). هذا هو الله... الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء
قال تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (الحديد: 3).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء»(30).
الهوامش:
1- أخرجه البخاري (5999)، ومسلم (2754).
2- رواه مسلم عن أبي هريرة (4/2755).
3- البخاري (9469)، ومسلم (2752، 2753).
4- البخاري (6321).
5- رواه مسلم.
6- رواه مسلم (2593).
7- رواه مسلم (2593).
8- رواه أحمد (15598)، وابن ماجه في سننه (177)، نبىء ما أنكرته الجهمية.
9- رواه البخاري (6885)، ومسلم (267) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
10- رواه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها.
11- متفق عليه من حديث أبي هريرة.
12- رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب. وانظر صحيح الترغيب والترهيب.
13- رواه البخاري (7536).
14- رواه مسلم.
15- متفق عليه.
16- رواه البخاري في الأدب (10/486)، وفي التوحيد (10/475).
17- أخرجه أبو داود (2/1488)، والترمذي (5/3556)، وصححه ابن حبان (2400)، والحاكم (1/497)، والخطيب في تاريخه (3/235، 236) من طرق عن جعفر بن أبي عثمان النهدي عن سلمان مرفوعًا له.
18- أخرجه أبو داود (4/4012)، والنسائي (1/200).
19- رواه مسلم، في البر والصلة، (4/2002).
20- رواه البخاري ومسلم.
21- أخرجه أحمد (4/420/421)، وأبو داود (5/4880).ٍ
22- رواه مسلم.
23- رواه البخاري ومسلم وأحمد. والفَلُوُّ: هو المُهْر.
24- رواه البخاري ومسلم.
25- البخاري (4316).
26- رواه البخاري.
27- رواه أحمد (5/448)، ومسلم (1/573).
28- أخرجه مسلم من حديث ابن مسعود.
29- أخرجه مسلم (179) من حديث أبي موسى رضي الله عنه.
30- رواه مسلم (2713).



اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18-04-2025, 11:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قل مع الكون: لا إله إلا الله

قل مع الكون: لا إله إلا الله (3)


نستكمل في حلقتنا هذه ما بدأناه سابقاً من أدلة عبودية الكائنات لله سبحانه وحبها له وطاعتها لأمره، ومن المثير أيضًا أنك تجدها تفقه في أحكام الإيمان، وتغار على الله، وتوالي وتعادي من أجله سبحانه وبعضها يدعو إلى الله والإيمان به، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} (الإسراء: 44). فالكون كله يعرف الله، يحبه ويخشاه، يعبده ويوحده، يسبحه ويقدسه، وسميتها: «قل مع الكون: لا إله إلا الله».
كيف تعرف الله؟
نؤمن بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله: قال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (الأنفال: 1)، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } (الأحزاب: 36). فينبغي على كل مؤمن أن يتوقف في أسماء الله وصفاته على ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
كما قال الشافعي رحمة الله: «آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله»(1).
وكما قال الإمام أحمد: «ولا نصف الله بأكثر مما وصف به نفسه»(2).
نؤمن بأن صفات الله حقٌّ بلا تأويل ولا تعطيل:
فنؤمن بكل ما وصف الله به نفسه أنه حق.
- وأن لله تعالى يَديْن: قال تعالى: {يدُ اللهِ فوقَ أيديهمْ} (الفتح: 10)، وقال تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} (المائدة: 64).
- ونؤمن بأن لله تعالى «وجها»: قال تعالى: {وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (الرحمن: 27)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «حجابه النور – أو النار-، لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه»(3).
- ونؤمن بأن لله تعالى «عينين»: عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال فقال: «سأقول لكم فيه قولًا لم يقله نبيٌّ لقومه تعلمون أنه أعور وإن الله ليس بأعور»(4).
- ونؤمن بأن لله تعالى «ساقا»: قال تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} (القلم: 42).
- ونؤمن بأن الله تعالى يتكلم: قال تعالى في كلامه لموسى عليه السلام: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا} (النساء: 164).
وقال له أيضًا: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي } (الأعراف: 144).
فالله - سبحانه وتعالى - يتكلم متى شاء وكيف شاء، فبكلامه سبحانه يعطى ويمنع ويخفض ويرفع ويعز ويذل، قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس: 82).
- ونؤمن بأن القرآن المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم هو من كلام الله سبحانه وهو من صفاته ليس مخلوقًا. قال تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} (البقرة: 99).
- ونؤمن بأن الله تعالى سيكلمنا يوم القيامة: سبحان الله! ويا له من أمرٍ عظيم وشرف جسيم! اللهم اجعلنا ممن تكلمه بالرحمة.
عن عدي بن حاتم رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه وليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدَّم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، ولو بكلمة طيبة»(5).
- ونؤمن بأن الله تعالى يُرى يوم القيامة:
لمن أسعده الله برؤيته من أهل كرامته ومحبته، ويا لها من نعمةٍ تسعد لها قلوب المحبين! ويا لها من نظرة تلذُّ لها أعين المشتاقين، وتنضر لها وجوه المقرَّبين! قال تعالى: {يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ [22] إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (القيامة: 22-23). فاللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين.
- ونؤمن بأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا:
تَنزُّلًا يليق بجلاله وعظيم سلطانه. قال النبي صلى الله عليه وسلم : «يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له ؟»(6).
وهكذا لا نؤول التأويل الفاسد كما أوّل أهل الباطل(7): (يد الله) بالقدرة، و (وجهه) سبحانه بالقبلة، و(استواءه على عرشه )بالاستيلاء... وهكذا. عليهم من الله ما يستحقون.
ما جاءت النصوص بتأويله من الأخبار:
فكما علمنا أنه لا يصح تأويل أسماء الله ولا صفاته كما بينا في الصفحات السابقة، فإنَّ هناك أخباراً عن الله -سبحانه- يجب أن تُؤوَّل على ما يليق به سبحانه، ولكن ذلك بشروط منها:
أولًا- أن الذي أوَّلها هو الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ } (آل عمران: 7).
فمن ذلك تأويل الله وبيانه لنصوص أخبر الله فيها عن نفسه.
مثال: قوله تعالى في الحديث القدسي: «مرضت فلم تعدني». قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين.
تأويلها: قال: «أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده»(8). فكان المرض هنا هو مرض عبد من عباد الله.
ومثال آخر: كقوله تعالى في الحديث القدسي: «يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني».
التأويل: فكان تأويلها أن رجلًا استطعمه فلم يطعمه، فقال: يا رب، كيف أطعمك وأنت رب العالمين. قال: «استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي»(9).
فكان الاستطعام هنا هو استطعام الناس الجوعى للأغنياء، فتفهم هذه النصوص في ضوء النصوص الدالة على ما يجب من كمال الله وعظمته وغناه كما جاء في قولة تعالى: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ﴿57﴾إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } (الذاريات: 57 -58).
ثانيًا- وجود نصوص توضح الصفات لله سبحانه على وجه الكمال:
وذلك على ما يليق بالله سبحانه، وهذا قد عُلِم باستقراء النصوص فيجب تأويلها بتلك النصوص الدالة على كمال الله وجلاله سبحانه.
مثال: النسيان: كما في قوله تعالى {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} (التوبة: 67)، وكقوله تعالى لرجل من أهل النار: «اليوم أنساك كما نسيتني»(10).
قال أبو عيسى الترمذي: ومعنى قوله: «اليوم أنساك». يقول: اليوم أتركك في العذاب. هكذا فسروه. فتُفهم هذه النصوص في ضوء نصوص أخرى تبين كمال الله سبحانه وقدسيته عن كل نقص ونزاهته عن كل عيب.
فالله سبحانه لا ينسى، كما قال موسى: {لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} (طه: 52).
مثال آخر: الاستقراض: قال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً} (البقرة: 245).
فيفهم بقوله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (فاطر: 15)، وكقوله سبحانه في الحديث القدسي: «يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني»(11).
الهوامش:
1- شرح لمعة الاعتقاد (ص36).
2- ترجمة الإمام أحمد للذهبي (27).
3- رواه مسلم.
4- رواه البخاري (2829).
5- رواه البخاري ومسلم.
6- رواه البخاري.
7- ومن الفرق الضالة التي أولت صفات الله تعالى: الجهمية – المعطلة والأشاعرة.
8- رواه مسلم.
9- رواه مسلم.
10- رواه الترمذي (4/2428).
11- رواه مسلم من حديث أبي ذر ].



اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20-04-2025, 02:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قل مع الكون: لا إله إلا الله

قل مع الكون: لا إله إلا الله

(4) أصول في أسماء الله وصفاته


طلب مِنَّي أثناء وجودي في (مكة المكرمة) الشيخ: عبد الرحمن السُديسي أن أجمع مادة علمية تتحدث عن بعض أسماء الله وصفاته بطريقة ميسرة على المسلمين وسهلة القراءة والفهم، فاستعنت بالله تعالى وبدأت في تجميع المادة، وكان أكثر ما لفت انتباهي فيما أكرمني الله به من أدلة هو عبودية الكائنات لله سبحانه وحبها له وطاعتها لأمره، ومن المثير أيضًا أنك تجدها تفقه في أحكام الإيمان وتغار على الله، وتوالي وتعادي من أجله -سبحانه- وبعضها يدعو إلى الله والإيمان به، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ } (الإسراء: 44)، فالكون كله يعرف الله، يحبه ويخشاه، يعبده ويوحده، يسبحه ويقدسه، وسميتها: «قل مع الكون: لا إله إلا الله».
أصول في أسماء الله وصفاته
(1) أسماء الله كلها حُسنى وصفاته كلها عُلا: قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} (الأعراف: 180).
(2) ليس فيها نقص ولا شرٌّ أبدًا: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «والشرُّ ليس إليك».
(3) لا يشبهه شيء من خلقه: قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (الشورى: 11)، وقال تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (النحل: 17).
(4) لا يُعرف الله إلا بالوحي من القرآن والسنة: قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8)ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۖ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ} (الحج: 8-9).
فالقول على الله -تعالى- بغير الحق من الكتاب والسنة الصحيحة جريمة عظيمة، قال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا } (الإسراء: 36)، وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ} (الأنعام: 21).
(5) لا يحيط بالله -سبحانه- علمُ الخلق كيفًا وكَمًّا:
قال تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} (طه: 110)، وقد فاق جمال الله وحسن أسمائه وعلوُ صفاته إحصاء النبي صلى الله عليه وسلم له فلم يجد إلا أن يناجيه بقوله «لا أحصى ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
(6) إحصاء الأسماء الحُسنى: لقد تكلم عددٌ من العلماء في إحصاء الأسماء الحسنى لقوله صلى الله عليه وسلم : «من أحصاها دخل الجنة» فكان خلاصة ما قاله هؤلاء العلماء ما يأتي:
- أن يتعلمها ويعرف معانيها.
- ويراعي حقوقها بالإيمان والقول والعمل.
- ويعدها حتى يستوفيها حفظًا ويدعو ربه بها.
(7) دعاء الله بأسمائه الحسنى: قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (الأعراف: 180).
ودعاء الله سبحانه بأسمائه وصفاته ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: دعاء المسألة والطلب:
وهذا هو أشهر تلك الأنواع وهو طلب الحاجات من الله سبحانه وسؤاله قضاء الخيرات ودفع المضرات. كسؤاله المغفرة والرحمة والرزق.
مثال:
1- تسأله المغفرة؛ لأنه الغفور كقول النبي صلى الله عليه وسلم : «رب اغفر لي وتب علىَّ إنك أنت التواب الغفور».
2- وتسأله الهبة؛ لأنه الوهاب. كقوله تعالى: {وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (} (آل عمران: 8).
3- وتسأله العَفو؛ لأنه العَفُوُّ كقول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء ليلة القدر قال: «قولي: اللهم إنك عَفوٌّ تحب العَفوَ فاعفُ عني».
4- نسأله الشفاء؛ لأنه الشافي، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك».
الثاني- دعاء الحمد والثناء:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أفضل الدعاء الحمد لله».
وهو الدعاء الذي يظهر العبد فيه محبته لله سبحانه وبحمده على نعمه وآلائه وحمده والثناء عليه بما هو أهله من أسمائه الحسنى وصفاته العُلا.
مثال: دعاء أهل الجنة وهم في أتم نعمة وأكمل رحمة وقد امتلأت قلوبهم بحب ربهم وهو قولهم: «الحمد لله رب العالمين» قال تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (يونس: 10).
- مثال آخر: كقول النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء».
وكقول النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك.....» .
الثالث- دعاء العبادة والإيمان:
وهو التوجه لله وحده سبحانه بالعبادة والتوكل والخشية والرجاء والحب والتذلل...
كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} (الجن: 20).
قال ابن كثير - رحمه الله-: «إنما أدعو ربي» أي: إنما أعبد ربي وحده لا شريك له وأستجير به وأتوكل عليه ولا أشرك به أحدًا.
النهي عن التسمي بأسماء الله الحسنى
- الرأي في المسألة: قال ابن كثير: «والحاصل أن من أسماء الله ما يسمَّى به غيره، ومنها ما لا يُسمى به غيره، كاسم (الله)، و(الخالق) و(الرازق)، و (الرحمن)، ونحو ذلك».
- مثال: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «إن أخنع اسم عند الله رجلٌ تَسَمَّى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله». وفي رواية «أغيظ رجل على يوم القيامة».
تغيير مثل هذه الأسماء
عن هانىء بن يزيد: أنه كان يُكنى أبا الحكم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله هو الحَكَم، وإليه الحُكم، فلم تكنى أبا الحكم؟» فقال: إن قَوْمِي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين فقال «ما أحسن هذا. فمالك من الولد؟» قلت: شُرَيْح، ومسلم، وعبد الله قال: «فمن أكبرهم؟» قلت: شريح. قال: «فأنت أبو شريح».
أمم ضلَّت في أسماء الله وصفاته سبحانه
قال تعالى: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأعراف: 180).
لما عجز الشيطان أن يُنسي بني آدم وجود الله سبحانه احتال عليهم وبدَّل دينهم وفطرتهم فأنساهم أسماءه الحُسنى وصفاته العلا وصفات كماله وجلاله؛ فعرفوا بذلك إلهًا غير الله وربًا غير خالقهم، فعرفوا إلهًا له صفات ناقصة يوصف بالعجز والنقص والتعب والتجسد في صورة البشر.. وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، ومن هؤلاء:
اليهود يصفون الله بالفقر
قال تعالى: {لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} (آل عمران: 181) عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة.
ويصفون سبحانه بالبخل أيضًا: قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} (المائدة:64)، قال ابن كثير رحمه الله: يخبر تعالى عن اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة بأنهم وصفوه تعالى عن قولهم علوًا كبيرًا بأنه بخيل كما وصفوه بأنه فقير.
الأشاعرة أخبث من اليهود:
فقد قال اليهود: «يد الله مغلولة» فأثبتوا اليدَ لله، أما الفرق الضالة من الأشاعرة والمعطلة والجهمية وغيرها فقد قالوا: (ليس له يد) بل ونفوا صفات الله كالوجه، والعين وغيرها وما لم يستطيعوا نفيه أوَّلوه تأويلًا فاسدًا أو عطَّلوه فجمعهم الإلحاد في أسماء الله وصفاته وتفرَّقت بهم طرائقه.
اليهود والنصارى يقولون «أن لله ولد»:
قال تعالى: {وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} (التوبة: 30).
فردَّ الله سبحانه عليهم في نفس الآية بقوله: {ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (التوبة: 30).
النصارى لا يُفرِّقون بين الله والبشر:
وهذا ما قاله النصارى، قال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم} (المائدة: 72).
الردُّ عليهم: وهذا ما قاله المسيح عليه السلام: قال تعالى: {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} (المائدة: 72).
ويقولون إن الله ثالث ثلاثة: هذا ما قالوه: قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} (المائدة: 73).
وهذا ردُّ الله عليهم: قال تعالى: {ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (المائدة: 73-74).
ويقولون إن الله يتعب!!
هذا ما قالوه. قال قتادة: قالت اليهود – عليهم لعائن الله- خلق الله السموات والأرض في ستة أيام ثم احتاج للراحة في اليوم السابع وهو يوم السبت ويسمونه يوم الراحة.
وهذا ردُّ الله عليهم، قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ} (ق: 38).
قال ابن كثير: «وما مسنا من لغوب» أي من إعياء ولا تعب ولا نصب.
ويظنون أن الله ينام:
فإن النصارى يظنون أن الله ينام في كل عام مرة عند رأس السنة الميلادية في منتصف الليل (الساعة الثانية عشر ليلًا) ومن أجل ذلك يطفئون الأنوار ثم يفعلون ما بدالهم من الحرام لظنهم أن الله لا يراهم في هذا الوقت.
وهذا ردُّ الله عليهم. قال تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} (البقرة: 255).
وهذا ردُّ الرسول قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام».
الجهمية ينفون عن الله صفاته – سبحانه-
وهذه الطائفة تنفي صفات الله سبحانه فهم يزعمون أن الله لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم وليس له وجه ولا يد، ولا عين، وأن الله لا يُرى يوم القيامة، وأنه ليس في السماء، ولا فوق عرشه، وأن القرآن كلام الله مخلوق، وينكرون صريح القرآن والسنة، فرد الله عليهم، قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (طه: 5)، وقوله - عزَّ وجلَّ -: { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا} (النساء: 164)، وكقوله سبحانه: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ { 22 } إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (القيامة: 22-23).
قال الثوري: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
وقال محمد بن يوسف: من قال إن الله ليس على عرشه فهو كافر، ومن زعم أن الله لم يكلم موسى فهو كافر. وقال سعيد بن عامر: الجهمية أشر قولًا من اليهود والنصارى قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله - تبارك وتعالى – على العرش، وقالوا هم: ليس على العرش شيء.
وبنفيهم تلك الصفات عن الله -سبحانه- فقد اقترفوا إثمين عظيمين:
الأول- بنفيهم صفات الله سبحانه؛ فقد خالفوا الحق، وكذبوا صريح القرآن وصحيح السنة.
الثاني- حينما نفوا صفات الله -سبحانه- فقد عبدوا إلهًا أشبه ما يكون بالعدم أو الصنم.
قال البخاري - رحمه الله -: قال بعض أهل العلم: «إن الجهمية هم المشبهة؛ لأنهم شبهوا ربهم بالصَنم والأَصَمِّ والأبكم الذي لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم ولا يخلق».
وقال الجهمية: «وكذلك لا يتكلم ولا يبصر نفسه».
وقال ابن المبارك: «كل قوم يعرفون ما يعبدون إلا الجهمية».



اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20-04-2025, 06:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قل مع الكون: لا إله إلا الله

قل مع الكون: لا إله إلا الله

(5) القاديانية أشد كفرًا من اليهود والنصارى


القاديانية (1) تلك الفرقة من الفرق الضالة الخبيثة وعقائدها من العقائد الباطلة، فقد ادعى مؤسسها غلام أحمد القادياني النبوة، بل ورفع نفسه فوق الأنبياء وافترى على الله كذبًا وأنه يُوحَى إليه(2) من الله سبحانه، حتى قتله الله «بالكوليرا»، حتى خرجت النجاسات من فمه الذي طالما أخرج النجاسات من الضلالات والخرافات.
فانظر إلى عقيدتهم الخبيثة وكيف يفترون على الله الكذب في أقوالهم.
- يعتقدون أن الله يصحو وينام ويصوم:
يقول المتنبي الكذَّاب «غلام أحمد القادياني» «قال لي الله: إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام»(3).
- يعتقدون أن الله يخطئ ويصيب:
يقول الكذاب: قال الله: «إني مع الرسول أجيب، أخطئ وأصيب»(4).
- عقيدة القاديانية: أن غلام أحمد القادياني هو ابن الله، بل هو الله نفسه. فيقول الغلام الكذاب: قال الله لي: «أنت من مائنا»(5).
ويقول أيضًا: «خاطبني الله بقوله: اسمع يا ولدي»(6). بل وازداد كذبه فقال: «قال لي الرب: أنت مني وأنا منك ظهورك ظهوري»(7)، {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا } (الإسراء: 43).
هل ورد حديث صحيح في سرد الأسماء الحُسنى؟
لا، لم يرد حديث صحيح في سرد الأسماء الحُسنى مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، بل الذي جاء في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم هو حديث أبي هريرة في الصحيحين: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة» وقد جاءت روايات عدة لهذا الحديث ثم سردت الأسماء بقولهم: «.. هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم...» وقد جاءت هذه الروايات عند الحاكم، وابن ماجه والترمذي، وهذه الروايات لم يصح إسنادها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كا منها من كلام بعض السلف(8).
وفيها الكثير من الأسماء التي يظن الناس أنها من الأسماء الحسنى وهي ليست كذلك وهذا بيان بعضها:
أولًا- الأسماء التي وردت مُشْتَقةٌ من أفعال(9):
ومن الكتب التي أكثر مؤلفها الاشتقاق (كتاب الأسنى للقرطبي) ومن تبعه على ذلك.
وهذا الاشتقاق لا يصح كما هو مُبين في آخر كتابنا هذا.
وتلك الأسماء هي: (الخافض- الرافع) - (المعز – المذل) – العدل – الباعث – المحصي – (المبدئ – المعيد) – (المُحي – المُميتُ) (الضار(10) - النافع) – (المغني – المانع) – الباقي – المقسط – الرشيد – الراشد – القديم – الموجود – المقصود – الستار.
ثانيًا- الأسماء التي أخذت من أسماء مضافة أو مركبة أو مقيد بلفظ آخر.
مثل: «النور» قد أُخِذ من قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (النور: 35).
«البديع» وقد أُخِذ من قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (البقرة: 117)
«الكافي» وقد أُخِذ من قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} (الزمر: 36)
«الجامع» وقد أُخِذ من قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ} (آل عمران: 9).
«غافر» وقد أُخِذ من قوله تعالى: {غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ} (غافر: 3)
«القديم» من قول النبي صلى الله عليه وسلم : «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم»(11).
ثالثًا- الأسماء التي لم يرد بها دليلٌ أصلًا اسمًا ولا فعلًا ولا صفة.
ومن هذه الأسماء: المَّطلب (هذا ليس من أسماء الله سبحانه وإنما
المطلب اسم لوالد جد النبي صلى الله عليه وسلم ). وهكذا.
رابعًا- الأسماء الواردة في أحاديث ضعيفة:
ومنها: «الواجد- الماجد».


اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-05-2025, 03:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قل مع الكون: لا إله إلا الله

قل مع الكون: لا إله إلا الله (6) «ذلكم الله ربكم»


«ذلكم الله ربكم»
مَن الربُّ؟
ماذا يفعل الربُّ لخلقه؟ كل إجابة في كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم على هذا السؤال هو ما يسمى بـ(توحيد الربوبية).
من ربك؟ ذلكم الله ربكم
من رضي بالله ربًا دخل الجنة:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من قال إذا أصبح: رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا، فأنا الزعيم لآخُذَنَّ بيده حتى أدخله الجنة».
ماذا يفعل الرب؟ ما صفات الرب؟
إبراهيم يصف الربَّ سبحانه فقال: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)} (الشعراء: 77-82).
فالنعم كلها من الله قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (النحل: 53).
الربُّ هو الشافي وحده: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أذهب البأس ربَّ الناس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقما».
الرب هو الخالق وحده لكل شيء: قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (الزمر: 62).
الرب هو الرازق وحده: قال تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (العنكبوت: 60).
الرب يُحيي ويُميت: قال إبراهيم عليه السلام: {ربي الذي يحيي ويميت} (البقرة: 258).
الرب هو الذي يُعَلِّم: قال تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } (العلق: 1-5).
وصف جامع للرب: قال تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى } (الأعلى: 1-5).
نوح عليه السلام يدعو قومه إلى ربهم بكلامٍ تدمع له القلوب قبل العيون:
قال نوح لقومه: {لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا(14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وجعل الْقمر فِيهِنّ نُورا وجعل الشّمْس سِراجا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِّتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا} (نوح: 13-20).
العبادة حقٌ للربِّ وحده سبحانه:
إذا كنت لم تخلق بنفسك فإنك لم تخلق لنفسك إنما خُلِقت لله وعبادته.
قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56).
وقال تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُﭞ} (الأنعام: 102).
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة:21- 22).
أممُ لا تعرف ربها
فقد أغوى الشيطان أُممًا، وأضلَّ عقولًا حتى نسوا ربهم، فمن هؤلاء الذين لم يعرفوا خالقهم ورازقهم - سبحانه وتعالى.
قوم ثمود كفروا ربهم: قال تعالى: {أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ} (هود: 68).
فرعون لا يدري من ربه:
فقد قال فرعون: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ } قال موسى عليه السلام}: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ } (طه: 49-50).
قارون لا يعرف مَنْ يرزقه:
فقال له علماء قومه: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (القصص: 77). فقال لهم: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي} (القصص: 78). وكانت النتيجة: قال تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ} (القصص: 81).
اليهود والنصارى يتخذون أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله:
عن عدي بن حاتم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} (التوبة: 31). فقلت: إنا لسنا نعبدهم، قال: «أليس يحرمون ما أحل الله فتُحرِّمونه ويحلون ما حرَّم الله فتحلونه؟» فقلت: بلى، قال: «فتلك عبادتهم».
ويظنون أن المغفرة بأيديهم:
فإذا أخطأ أحدهم يذهب إلى ما يُسمى عندهم بـ (البابا) ويجلس على كرسي يُسمى بـ (كرسي الاعتراف) ثم يقص عليه أحداث ذنبه وتفاصيل خطيئته طالبًا المغفرة، فيقول له: اذهب فقد غفر لك الرب، يطلب من عبدٍ مثله يخطئ كبقية البشر ويذنب كسائر المذنبين.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون».
سبحان الله عما يصفون، هكذا يكون قد ارتكب إثمين عظيمين:
- أولهما- الشرك بالله؛ لأنه لا يدري أن الله وحده هو الغفار للذنوب، قال تعالى: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّه} (آل عمران: 135)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت».
- ثانيهما- أنه قد فضح نفسه لعبد مثله لا يملك له نفعًا ولا ضرًا، ومثل هذا لا يغفر له، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل عملًا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه». رواه البخاري ومسلم.
الشيوعيون ينكرون أن لهذا الكون ربًّا:
فلا يؤمنون بأن لهذا الخلق خالقًا ولا للرزق رازقًا، ويقولون إن الطبيعة هي المادة الفاعلة والمُوجِدة لهذا الكون، وإن هذا الوجود أزلي ليس له بداية وليس له نهاية، ومن عقائدهم إنكار وجود الله وكل المغيبات، ومن كلامهم الخبيث: «نؤمن بثلاثة: ماركس، ولينين، وستالين، ونكفر بثلاثة: الله، والدين، والملكية الخاصة. عليهم لعنة الله إلى يوم الدين».
سبحان الله يمشون على أرضٍ لا يدرون من بسطها. وتحت سماءٍ لا يعلمون من رفعها.
ويأكلون زروعًا لا يعرفون من أثمرها.
ويشربون من أنهار لا يعرفون من فجَّرها.
{أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ} (الأعراف: 179).
الحيوانات تعرف مَنْ خلقها ويرزقها:
الذئب يعرف مَنْ يرزقه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «بينما راعِ في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منه شاة فطلبة الراعي فالتفت إليه الذِّئب فقال: مَنْ لها يوم السَّبع يوم ليس لها راع غيري»وفي رواية أحمد قال الذئب: «ألا تتقي الله؟ تحول بيني وبين رزق ساقه الله إليَّ».
البقرة تعلم من خلقها: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «بينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها فالتفتت إليه فكلَّمته فقالت: إني لم أخلق لهذا ولكني خُلِقت للحرث. فقال الناس: سبحان الله».
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «فإني أُو من بذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب».
هل يكفي بأن تُعَرَّف بأن الله رب لتكون مسلمًا؟
الإجابة على هذا السؤال تكون بما نطق به القرآن وجاءت به السُّنة وإليك بعضه
كفار قريش يعلمون أن الله هو الخالق:
قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (لقمان: 25).
فمن أقرَّ بالله ربًّا ولم يعبده وحده أو اتخذ معه معبودًا آخر لم ينفعه ذلك الإقرار؛ إذا إنه أقرَّ بالنعمة ولم يشكر من أنعم بها سبحانه ويعترف بأن الله هو الخالق الرازق... وحده ولكنه لا يعبده وحده. يعترفون بأن الله رب ثم يعبدون غيره!!
يعبدونهم ليقربوهم من الله: قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ} (الزمر:3).
فتراه قد اتخذ إلهًا غير الله أو معه يحبه كحب الله، ويدعوه من دونه، ويتوسل إليه، ويتوكل عليه، وينذر وينحر له (سبحان الله عما يصفون).
إبليس- عليه لعنه الله- يعلم أن الله ربّه وخالقه:
فقال إبليس- عليه لعنة الله- لله سبحانه: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} (الأعراف: 12).
ويعلم أن الحياة والموت بيد الله وحده:
فلما أراد إبليس الإفسَاد في الأرض وإضلال بني آدم إلى يوم القيامة سأل الله أن يُحييه إلى يوم القيامة ولا يميته. قال تعالى عن إبليس: {قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ} (الحجر: 36-37).
ومن أجل ذلك من عرف الله ولم يعبده لم تنفعه معرفته تلك، كمن يعلم أن الله هو الإله الحق ولا يعبده ويأبى أن يركع له ويسجد. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة».
وقال أيضًا: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر.



اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-05-2025, 10:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قل مع الكون: لا إله إلا الله

قل مع الكون: لا إله إلا الله (7)

مَنْ هو الإله؟ وما هو حقه على عباده؟


كل إجابة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على هذا السؤال هو ما يسمى بـ (توحيد الألوهية).
قل مع الكون: لا إله إلا الله
فكل مَنْ في هذا الكون يعلم أن الله هو خالقه ورازقه فيشكره ويحمده ويعلم أن الله سبحانه هو إلهه فيطيعه ويعبده.
قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}(الإسراء : 44).
وقال النبي: «اللهم ربَّ كل شيء ومَلِكَ كل شيء وإله كل شيءٍ ولك كل شيء أعوذ بك من النار».
فانظر لهذا التقديس من حملة العرش ومن حوله.
حملة العرش ومَنْ حوله يلهجون بالتسبيح ويحفُّون من حول العرش بالإجلال والتقديس لله سبحانه.
قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}(غافر : 7).
سبحان الله وبحمده لغة لكل المخلوقات: وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قال نوحٌ لابنه: «وأوصيك بسبحان الله وبحمده؛ فإنهما صلاة الخلق وبهما يُرزق الخلق...».
قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ }(الإسراء : 44).
كل المخلوقات تصلي لله وتسبحه في وقت واحد معًا:
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «ما تستقل الشمس فيبقى شيءٌ من خلق الله إلا سبح الله بحمده إلا ما كان من الشياطين وأغبياء بني آدم».
السموات السبع والأرض يسبحن بحمد الله.
قال تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}(الإسراء:44).
الرعد والسحاب يُسبِّحان بحمد الله: قال تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ}(الرعد : 13).
مَلكَ عظيم يسبح الله (العليَّ العظيم):
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض، وعنقه مثنية تحت العرش وهو يقول: سبحانك ما أعظمك ربَّنا، فيُرد عليه: ويعلم ذلك من حلف بي كاذبًا».
إسرافيل ويالصبره على طاعة الله – عزَّ وجل- ويا لذله بين يدي العزيز الجبار، فانظر إلى حاله وهو يمسك بالصور في فمه منذ آلاف بل قد يكون ملايين السنين، وتأمَّل دِقَّته في متابعة أمر الله – عزَّ وجلَّ.
فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كيف أنعم وقد التقم صاحبُ القرنِ القرنَ وحَنَى جبهته، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر فُيَنْفُخ».
كل شيء يسجد لله، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ}(الحج : 18).
الشمس تسجد لله تحت العرش:
عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: كنت مع النبيصلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال: «يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟» قلت: الله ورسوله أعلم. قال: «فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش وذلك قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}(يس: 38).
وفي رواية أحمد: «فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها»
النجم يَسجد مع الشجر لربِّه وخالقه:
قال تعالى: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}(الرحمن: 6).
قال الشيخ السعدي – رحمه الله- : أي: نجوم السماء وأشجار الأرض تعرف ربها وتسجد له وتطيع وتخشع.
الشجرة تسجد لله وتدعوه: عن أبي سعيد الخدري قال: رأيت فيما يرى النائم كأني تحت شجرة وكأن الشجرة تقرأ (سورة ص) فلما أتت على (السجدة) سَجَدَت فقالت في سجودها: «اللهم اغفر لي بها، اللهم حُط عني بها وزرا، وأحدث لي بها شكرًا، وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته». فغدوت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: «سجدت أبا سعيد؟». قلت لا. قال: «فأنت أحق بالسجود من الشجرة». ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة (ص) ثم أتى السجدة وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها
حتى الدواة والقلم يسجدان لمن أنزل القرآن – سبحانه:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم : «كُتِبَتْ عنده سورةُ النّجم، فلما بلغ السجدةَ سجد، وسجدنا معه وسجدت الدواة والقلمُ».
تلبية الحجر والشجر والمدر مع المحرم بالحج أو العمرة:
عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من ملَبًّ يُلَبَّي إلا لبَّى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ههنا وههنا عن يمينه وشماله».
خشوع الجبال لكلام الله:
سبحان الله، هذه المخلوقات الصلبة تؤمن بالله، وتذل لعِزَّته وتخشع، وتتواضع لعظمته وتخضع. سبحانه ما أعظمه.
قال تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }(الحشر : 21).
قال ابن كثير: أي فإذا كان الجبل في غلظته وقساوته لو فهم هذا القرآن فتدبر ما فيه لخشع وتصدَّع من خوف الله – عزَّ وجلَّ- فكيف يليق بكم أيها البشر ألا تلين قلوبكم وتخشع وتتصدع من خشية الله وقد فهمتم عن الله أمره وتدبرتم كتابه؟
تشقق الحجارة وهبوطها وبكاؤها من خشية الله:
قال تعالى: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}(البقرة : 74).
قال مجاهد - رحمه الله-: كل حجر يتفجَّر منه الماء أو يتشقق عن ماء أو يتردَّى من رأس جبل لَمِن خشية الله نزل بذلك القرآن.
وعن ابن أبي حاتم بسنده عن يحيى بن يعقوب في قوله: {لما يتفجر منه الأنهار}، قال كثرة البكاء، وقوله: {يشقق فيخرج منه الماء} قال قليل البكاء.
حُبُّ جبل أُحد لله ورسوله والمؤمنين: هذه المخلوقات قاسية المعدن لينةُ القلب، قوية البناء ناعمة المشاعر، قال النبي صلى الله عليه وسلم عن جبل أُحد: «هذا جبل يحبنا ونحبه».
غضب السموات والأرض والجبال من أجل الله:
فإن السموات والأرض والجبال تغضب أن دُعي للرحمن ولدٌ، تحزن أن هؤلاء السفهاء يسُّبون الله الواحد الأحد.
قال الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا}(مريم : 88-92).
إلى هؤلاء الذين ادعوا أن لله ولدًا، أما تخافون أن تنفطر فوق رؤوسكم السماء أو تبتلعكم الأرض أو تنهدم عليكم الجبال؟
معاداة الشجر والحجر لليهود من أجل الله:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي ^ قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهوديُّ من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم. يا عبد الله هذا يهوديُّ خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود».
حتى أجساد الكفار تعبد الله وتطيعه.
فالله خالقها ومصوِّرها سبحانه وتعالى فإنها تدين له وحده بالولاء والطاعة، فإذا أمرها أطاعت وإذا سخَّرها لأصحابها سُخِّرت وإذا سلبهم هذا التسخير سُلِبت وإذا مَسَخَها مُسخت.
أجساد اليهود تتحول إلى أجساد قردة وخنازير:
فانظر إلى أجساد اليهود حين عصوا الله - عزَّ وجلَّ – واحتالوا على شرعه واصطادوا يوم السبت الذي حُرِّم عليهم الصيد فيه فأمر الله أجسادهم أن تتحول إلى أجساد قردة فاستجابت الأجساد لأمر خالقها سبحانه.
قال تعالى " ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردةً خاسئين (65) فجعلناها نكالاً لما بين يديها وما خلفها وموعظةً للمتقين " ( البقرة : 65-66)




اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22-05-2025, 05:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قل مع الكون: لا إله إلا الله

قل مع الكون: لا إله إلا الله

(8) الأسماع والأبصار والجلود تشهد لله على أصحابها


ويوم القيامة يسلب الله -سبحانه- تسخيره الأجساد لأصحابها فتطيع إلهها، وتنطق الأسماع والأبصار والجلود وتشهد لله تعالى على أصحابها. قال تعالى: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ* حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (فصلت : 19-21 ).
حتى النار تعبد الله العزيز القهار- سبحانه وتعالى-:
فالنار وحرُّها ولهيبها يعبدون الله -تعالى- ويخضعون لقهره وسلطانه فإن أراد أن تحرق أحرقت وإن أراد الله أن تصبح النار بردًا، ولهيبُها نسيمًا عليلًا وحرُّها هواءً جميلًا لأطاعت أمره وخضعت لقهره.
فمن ذلك حين أُلقي إبراهيم - عليه السلام - في النار قال تعالى:
{قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلى إبراهيم} (الأنبياء : 69).
الذئب يدعو إلى «لا إله إلا الله».
عن أهبان بن أوس-رضي الله عنه - قال: «كنت في غنم لي فشدَّ الذئب على شاة منها، فصحت عليه، فأقعى الذئب على ذنبه يخاطبني وقال: «من لها يوم تنشغل عنها؟ تمنعني رزقًا رزقنيه الله تعالى؟ فصفَّقْتُ بيدي وقلت: والله ما رأيت سيئًا أعجب من هذا، فقال الذئب: أعجب من هذا، هذا رسول الله بين هذه النخلات يدعو إلى الله» «فأتى أهبان رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره وأسلم»
الهدهد تهتدي على يديه أمة.
الهدهد يغار على «لا إله إلا الله» وعلى توحيد الله!
فقد حَزِن الهدهد أن غير الله يُعبد، وتألم أن غير الله يُركع له ويُسْجد، فانظر إلى همته العليَّة، واستمع إلى لهجته الجادة القَويَّة وهو يحدث سليمان عليه السلام عن قوم سبأ فقال: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿22﴾إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿23﴾وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿24﴾أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿25﴾اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } (النمل : 22-26).
حب الخلق للدعاة إلى الله:
عن أبي أمامة-رضي الله عنه - أن النبي رضي الله عنه قال: «إن الله وملائكته وأهلَ السماوات والأرض حتى النملة في جُحْرها، وحتى الحوتَ ليُصَلٌّون على معلمي الناس الخير». رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وفي رواية أخرى: «وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء». رواه أبو داود والترمذي.
النمل أمة تسبح الله:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول رضي الله عنه يقول: «قرصت نملة نبيًا من الأنبياء، فأمر بقرية النمل فأُحرقت؛ فأوحى الله إليه أنْ قرصتك نملةٌ أحرقت أمَّة من الأمم تسبحا».
أعظم من شهد أن «لا إله إلا الله»
الله وملائكته وأولو العلم:
قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } (آل عمران : 18).
أخبث من اعترف بها
فهذه شهادة من «إله الباطل لإله الحق».
شهادة مَنْ قال: «ما علمت لكم من إله غيري»
اعتراف مَنْ فرعون نهديه إلى كل فرعون متكبر جبار في كل زمان ومكان، اسمعوا لإمامكم وهو يُقِرُّ بالتوحيد، وانظروا لقدوتكم وهو يخضع لرب الوجود وإله العبيد فيما لا ينفع فيه ملكٌ ولا تاجٌ ولا جنود.
قال تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} (يونس : 90-92).




اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22-05-2025, 09:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قل مع الكون: لا إله إلا الله

قل مع الكون: لا إله إلا الله (9) الإله تبارك وتعالى


أعظم دليل في الشرع يتحدث عن الإله:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأُبي بن كعب: «أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» فقال: «الله لا إله إلا هو الحي القيوم».
قال: فضرب في صدري وقال: «والله ليهنك العلم أبا المنذر»(1).
قال تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}(البقرة : 255).
وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ}(الزخرف: 84).
وقد جاء أيضًا في الحديث الشريف:
خبيب بن عدي رضي الله عنه
يُضحي بروحه في سبيل الإله سبحانه
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن خُبيب ابن عدي -رضي الله عنه- عندما أراد كفَّار قريش قتله قال:
ولست أبالي حين أُقتل مسلما
على أيِّ جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ
يُبارك على أوصال شلوٍ مُمزَّع(2)
معنى: (لا إله إلا الله)
المعنى اللغوي: قال الراغب الأصفهاني: «.. وأَلَه فلان يَأْلُه إلاهةً: عبد يعبد عبادة وقيل: تألَّه فالإله على هذا هو المعبود»(3).
وقيل: «أصله»: «وِلاه» فأبدل من الواو همزة وتسميته بذلك لكون كل مخلوق والها نحوه إمَّا بالتسخير فقط كالجمادات والحيوانات وإمَّا بالتسخير والإرادة معًا كبعض الناس ومن هذا الوجه.
قال بعض الحكماء: الله محبوب الأشياء كلها وعليه دلَّ قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}(الإسراء: 44) (4).
قال الزجاجي: إله (فِعال) بمعنى مفعول كأنه مألوه أي: معبود مستحق للعبادة يعبده الخلق ويؤلِّهُونَه. والـتأله: التعبد(5).
قال أهل اللغة: إن (إله) فعال بمعنى مفعول، مثل كتاب بمعنى مكتوب وإمام بمعنى مؤتم به فيكون (معبودًا) ويقال: «أَلَه» يأله بالفتح فيهما «إلهة»أي عبادة(6).
«الآلهة»: الأصنام سمَّوها «أي الكافرون» بذلك لاعتقادهم أن العبادة مستحقة لها.
مَنْ هو الإله؟
-الإله هو المحبوب المعبود المُطاع.
قال ابن القيم: واسم الله دال على كونه مألوها، معبودًا، تألهه الخلائق محبة وتعظيمًا وخضوعًا وفزعًا إليه في الحوائج والنوائب(7).
وقال أيضًا: «فمن اتسع قلبه لمشهد الإلهية، وقام بحقه من التعبد الذي هو كمال الحب بكمال الذُّل والتعظيم والقيام بوظائف العبودية فقد تم له غناه بالإله الحق، وصار من أغنى العباد، ولسان حاله يقول:»
غنيت بلا مال عن الناس كلهم
وإن الغني الغالي عن الشيء لا به
فياله من غني ما أعظم خطره وأجلَّ قدره تضاءلت دونه الممالك(8).
قال أبو عبد الله القرطبي في تفسيره: «لا إله إلا الله» أي لا معبود بحق إلا الله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله-: «الإله» هو المعبود المطاع فإن الإله هو المألوه هو الذي يستحق أن يُعبد(9).
وقال أيضًا: فإن الإله هو المحبوب، المعبود الذي تألهه القلوب بحبها، وتخضع له، وتذل له، وتخافه وترجوه، وتنيب إليه في شدائدها، وتدعوه في مهماتها، وتتوكل عليه في مصالحها، وتلجأ إليه وتطمئن بذكره وتسكن إلى حبه، وليس ذلك إلا لله وحده. ولهذا كانت: لا إله إلا الله أصدق الكلام وكان أهلها أهل الله وحزبه، والمنكرون لها أعداؤه وأهل غضبه ونقمته، فإذا صحَّت صحَّ بها كل مسألة وحال وذوق، وإذا لم يصحِّها العبد فالفساد له في علومه وأعماله(10).
وقال ابن رجب «رحمه الله»: «الإله» هو الذي يطاع فلا يُعصى هيبة له وإجلالًا ومحبة وخوفًا ورجاءً وتوكلاً عليه وسؤالًا منه ودعاءً له ولا يصلح ذلك كلُّه إلا لله – عزَّ وجلَّ- . فمن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قوله: لا إله إلا الله وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك(11).
قال ابن القيم – رحمه الله -:
مع ذُلِّ عابده هما قطبان
ومداره بالأمر-أمر رسوله-
لا بالهوى والنفس والشيطان
حق الإله عبادة بالأمر لا
بهوى النفوس فذاك للشيطان
من غير إشراكٍ به شيئًا هما
سبب النجاة فحبذا السببان
لم ينج من غضب الإله وناره
إلا الذي قامت به الأصلان
والناس بعد فمشرك بإلهه
أو ذو ابتداع أو له الوصفان

الهوامش:
1 - رواه مسلم (810).
2 - مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني (82،83)، الوِلاه: أي من الوله، (أي الحُبٌ والخضوع).
3 - المصدر السابق.
4 - اشتقاق الأسماء للزجاجي (ص24).
5 - تاج العروس (ص9).
6 - مدارج السالكين (1/32).
7 - طريق الهجرتين (ص68).
8 - مجموع الفتاوى لابن تيمية (10/249).
9- مجموع الفتاوى لابن تيمية (13/202).
10- ابن رجب: «كلمة الإخلاص» (23).



اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22-05-2025, 09:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قل مع الكون: لا إله إلا الله

قل مع الكون: لا إله إلا الله (10) لمــاذا لا إلــه إلا اللـه؟


1 – لأنه الخالق وحده سبحانه وتعالى وغيره لا يخلق:
قال تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} (غافر : 62) (1).
قال ابن كثير: أي الذي فعل هذه الأشياء هو الله الواحد الأحد خالق الأشياء لا إله غيره ولا رب سواه، «فأنى تؤفكون» أي تعبدون غيره من الأصنام التي لا تخلق شيئًا بل هي مخلوقة منحوتة(2).
وعن ابن مسعود -رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله ندًا وهو خلقك»(3).
2 – لأنه الرزِّاق وحده تبارك وتعالى وغيره لا يرزق.
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات : 58)، وقال تعالى: {أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } (النمل : 64).
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ} (فاطر : 3).
ينبه الله عباده إلى الاستدلال على توحيده وإفراده بالعبادة؛ لأنه سبحانه هو المستقل بالخلق والرزق لا يشاركه أحد في ذلك، وإن كان كذلك فَلْيُفْرَد بالعبادة ولا يشرك به غيره من الأصنام والأنداد(4).
«حتى الكفار يرزقهم ويعافيهم»:
عن أبي موسى -رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما أحدٌ أصبر على أذى سمعه من الله، يدعون له الولد، ثم يعافيهم ويرزقهم»(5).
3 – لأنه الملك وحده، - عزَّ وجلَّ-، وغيره لا يملك:
فالله - عزَّ وجلَّ- هو الملك الذي لا ملك فوقه ولا شيء إلا تحت سلطانه(6).
قال تعالى عن نفسه: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ} (الحشر : 23).
وقال أيضًا: { وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} (فاطر : 13).
وقال تعالى عن غيره: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} (فاطر : 13).
4 – لأن النفع والضر بيد الله وحده:
قال تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (59) وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } (غافر:59-60).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفَّت الصحف »(7).
الهوامش:
1- وانظر إلى الآيات التالية لهذه الآية تجد قلبك يبكي قبل عينك شوقًا إلى هذا الإله العظيم واعترافًا بفضله وخضوعًا لهذا الربِّ الكريم وأنسًا بقربه، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (غافر: 64-65).
2- تفسير ابن كثير (4/84).
3- رواه أحمد والبخاري ومسلم.
4- النهج الأسمى (1/196).
5- رواه البخاري (6099،7378)، ومسلم (2804).
6- النور الأسنى عن جامع البيان (28/36) بتصرف.
7- رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.



اعداد: الشيخ: أمين الأنصاري





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 188.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 182.40 كيلو بايت... تم توفير 5.77 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]