سكينة الإيمان (وجعلت قرة عيني في الصلاة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 188 - عددالزوار : 17234 )           »          ألا تحب أن تُذكر في الملأ الأعلى؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          شرح وترجمة حديث: ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          التوفيق بين الزهد في الدنيا وإظهار العبد نعم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          بساطة العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          فوائد من التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أوهام الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          يأخذ بقلبي مطلع سورة صٓ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          ثمرات التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          الرحمة في الحدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2025, 06:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي سكينة الإيمان (وجعلت قرة عيني في الصلاة)

سكينة الإيمان (وجعلت قرة عيني في الصلاة)





بقلم الدكتور محمد كمال الشريف

في هذا العصر الذي تعقدت فيه الحياة، وزادت فيه الضغوط على النفس البشرية وفقد فيه الإنسان الكثير من الطمأنينة التي كانت توفرها له بساطة الحياة قديماً، وقلة متطلباتها، وقناعته التي كانت كنزه الذي لا يفنى.

في هذا العصر الذي قلّ فيه العمل اليدوي الذي يتطلب انهماك الفكر واليد والتركيز فيما يصنع الإنسان، وحلّت الآلة محله إلى حد كبير، وصار يمكن للإنسان أن يدير آلة بقليل من التركيز، وكثير من الملل والسأم.

في هذا العصر الذي تكدست فيه الملايين في مدن مليئة بالضجيج والحركة، وحرم فيه هؤلاء من هدوء الحقل والجبل والشُطآن.

في هذا العصر الذي ضعفت فيه الروابط الأسرية والاجتماعية، وشحن الإنسان فيه بالعداء للكون كي يتحمس لقهره، والسيطرة عليه، فازداد الإنسان عزلة حتى وهو يعيش بين الملايين، وازدادت عزلته وغربته بعد أن صار يتصور الكون والطبيعة عدوين يجب أن يقهرهما.

في هذا العصر ازداد العبء على عقل الإنسان وركبته الهموم، فصار يعيش في همومه أكثر مما يعيش في واقعه الآني. صار شارداً في حديث نفسٍ لا يكاد ينتهي، فهو دائماً يخطط للمستقبل، ذلك الذي صار كابوساً مخيفاً وصارت توقعات المصاعب فيه أكثر من توقعات النّعم والمسّرات.

في هذا العصر صارت لحظات الانتباه التام إلى اللحظة الراهنة والمكان القائم، الذي يكون فيه هذا الإنسان بلا انشغال للفكر بشيء آخر، صارت هذه اللحظات من الانتباه رفاهية وكمالية لا تتاح للكثيرين.
لقد نسي إنسان الحضارة الحديثة كيف يوقف حديث نفسه الدائم، ليفتح عينيه على ما حوله ومن حوله، وليصغي بأذنيه وقلبه لمن حوله وما حوله، وصار تعليم هذا الإنسان كيف يعود إلى انتباهه، وكيف يحضر قلبه إلى حيث هو، صار ذلك اختصاصا وتجارة.. فمن دروس في اليوغا، إلى دروس في التأمل التجاوزي، إلى دروس في الاسترخاء العضلي، إلى دروس في التنويم المغناطيسي الذاتي، إلى دروس في الإخبار الحيويّ الراجع Biofeedback من أجل التحكم بسرعة ضربات القلب، ومقدار توتر العضلات، بل والتحكم بموجات الدماغ الكهربية. كل ذلك من أجل دقائق قليلة أو كثيرة من السّكينة النفسية، والتوقف عن حديث النفس وما يحويه من هموم أو ذكريات.
لكن المؤمن الذي يصلي لله تعالى كل يوم خمس مرات منذ أن يبلغ السابعة من عمره، هذا المؤمن يقوم إلى صلاته ليصليها بإتقان وإحسان، وكأنه يرى الله أمامه ينظر إليه وهو يؤديها.

((... قال فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنما تراه، فإن لم تكن تره فإنّه يراك)) (صحيح مسلم). إنه يصلي وهو يستشعر حضور الله. قال صلى الله عليه وسلم: ((إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنّه يناجي ربه، أو إن ربه بينه وبين القبلة)) (البخاري حديث رقم 397).

إنه دائما يُصلي وهو يحاول أن يكون حاضر القلب يعلم ما يفعل وما يقول، أي: منتبهاً وليس ساهياً شارداً في حديث النفس، فهو يعلم أن انتباهه وحضور قلبه لا بد منهما حتى يتحقق في صلاته الإتقان والإحسان، حتى أن عمار بن ياسر رضي الله عنه كان يقول: لا يكتب للرجل من صلاته ما سها عنه.

وقد حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين على التركيز في صلاتهم والانتباه لما يقولون ويفعلون فيها، وعلى عدم السهو والاستغراق في حديث النفس أثناءها، فجعل لمن ينجح في أداء ركعتين لا يحدّث فيهما نفسه جائزة عظيمة جداً، وهي أن يغفر الله له ما تقدم من ذنبه.

روى عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ذات مرة ثم قال: ((من توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قام فصلى ركعتين لا يحدّث فيهما نفسه بشيء غفر الله له ما تقدم من ذنبه)) (رواه النسائي في سننه في كتاب الطهارة).

إن حضور القلب في الصلاة، وإيقاف الفكر خلالها عن انشغاله المزعج بحديث النفس والتفكير بما مضى أو ما قد يأتي.. إنّ هذا الحضور للقلب، والسكينة التي يجلبها للنفس من أهم الأسباب التي جعلت الصلاة قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم وراحته: (أرحنا بها يا بلال..) وقرّة عين وراحة لكل المؤمنين من بعده.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.10 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]