من مدرسة رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 188 - عددالزوار : 17233 )           »          ألا تحب أن تُذكر في الملأ الأعلى؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          شرح وترجمة حديث: ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          التوفيق بين الزهد في الدنيا وإظهار العبد نعم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          بساطة العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          فوائد من التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أوهام الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          يأخذ بقلبي مطلع سورة صٓ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          ثمرات التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          الرحمة في الحدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-04-2025, 02:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي من مدرسة رمضان

من مدرسة رمضان

أحمد بن علوان السهيمي

الخطبة الأولى
الحمد لله ربِّ السماوات والأرض، ورب العرش العظيم، فالقِ الحَب والنَّوى، مخرج عباده المؤمنين من الظلمات إلى النور، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وسيد ولد آدم أجمعين، وإمام المتقين؛ محمد بن عبدالله، وصحبه الأبرار، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]؛ أما بعد أيها المؤمنون:
فإن رمضان مضى وانقضى، فماذا بقِيَ لنا من أيامه ولياليه؟ وماذا تعلمنا من دروسه وآدابه؟

كان مدرسةً في التُّقى ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وتقوى الله تجعل قلبَ المؤمن معلقًا بربه، يراقبه ويستشعر مراقبة خالقه له في حركاته وسكناته، في أقواله وأفعاله، في غدوِّه ورواحه، يعلم أن الله لا يعزُب عنه مثقال ذرة، لا في الأرض ولا في السماء، وأنه يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، إن العبد يرتقي بتقوى الله لمرتبة الإحسان، وهي أعلى مراتب الدين؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [المائدة: 13].


أيها المسلمون:
أخبرَنا ربُّ العزة أن رمضانَ أيامه معدودات، فما منا إلا مقصِّر نادم على ما فات، أو مفرِّط يتمنى أنه كان من السابقين في الخيرات، هكذا هي أعمارنا أيامها معدودات في كتاب إلى أجَل مسمًّى، لا يعلمه إلا رب الأرض والسماوات، واليوم الذي يذهب لا يعود، فاللبيب من يعتبر، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين، ويرجو الله أن يكون من عباده المخلصين، وألَّا يكون ممن اتخذهم الشيطان نصيبًا مفروضًا، وما يُلقَّاها إلا الذين صبروا على طاعة الله، وصبروا عن معصيته، وصبروا على أقداره، وما يُلقَّاها إلا ذو حظ عظيم.

وسِعت رحمة الله بعباده، فكلما ضاقت اتسعت، فعلِم سبحانه ضعفَهم من مرضٍ أو سفر أو مشقة عليهم، فأخبر كيف أن هناك طرقًا أخرى من صيام أيامٍ أُخرَ بدل ما فاته، أو إطعام مساكين، وهكذا إن عجز عن شيء، وجد في الأمر سَعةً، والله لا يكلف نفسًا إلا وسعها.

ومن الدروس التدرج في العبادة حتى تعتادها النفس؛ فإن النفس يشقُّ عليها ما لم تعتَدْ عليه، فيا باغيَ الخير خُذ نفسك بالتدرج والترقي بها في سُلَّمِ الطاعات؛ فإن للنفس إقبالًا وإدبارًا، ونشاطًا وفتورًا، فراعِ أحوالها من غير تشدد ولا تفريط، فالله لا يمَل حتى تمَلوا.



يا عباد الله:
لله مواسمُ خيرات فضَّلها سبحانه على غيرها بعلمه وحكمته، فالصيام باقٍ نافلةً؛ الست من شوال، والاثنين والخميس، وثلاثة الأيام البيض من كل شهر، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، وقيام الليل باقٍ؛ ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 2، 3]، ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 6]، فهذه فرصٌ تُغتنم، فهي التجارة الرابحة مع الله التي لن تبور.

وكذلك عمرك فرصتك الوحيدة التي لا تتكرر، فاغتنمها واجعلها تجارةً مع الله.

استغلَّ أيامها وساعتها، فاجعلها لله، وفي طاعة الله سبحانه وتعالى، ولتعلموا أن الله يريد بكم اليُسر ولا يريد بكم العسر، وأن الكمال عزيز، ولكن جعل الله لكل نقصٍ ما يجبره؛ ومنها الذكر: ﴿ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة: 185].

يا عباد الله:
اعلموا أن الله قريب مجيبُ السائلين، ومن كمال العبودية الافتقارُ له سبحانه؛ فهو يحب السائلين، ويُعذِّب المستنكفين عن عبادته: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، وقال تعالى: ﴿ لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 172].


أراك هجرت مسجدنا طويلًا
فما لك لا تجيء ولا تزورُ
أراك تمر مثل الطيف تسعى
إلى دنيا مفاتنها غرورُ
ألم تشتَق لقرآن وذكر
به تُجلى وتنشرح الصدورُ
ألستَ تحِن للسجدات تدعو
بهن ويخشع القلب الكسيرُ
وأين وقوفكم في الصف يُتلى
كتاب الله فيه هدًى ونورُ
فتنهمر الدموع رِضًا وحبًّا
شعور لا يماثله شعورُ
مضى رمضان فانقطعت خُطاكم
فكيف أصابكم هذا الفتور؟!
إذا رمضان غادرنا فربي
له الأيام طرًّا والشهورُ




قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية
الحمد لله الذي بيده مقاليدُ الأمر كله، الحمد لله الذي لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وخليله ومصطفاه، أدى الأمانة، ونصح الأمة، وبلَّغ البلاغ المبين، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ أما بعدأيها المسلمون:
مما تعلمنا من رمضان النظام والانضباط في حياتنا اليومية؛ فالصائمون يُمسكون في وقت واحد، ويُفطرون في وقت واحد: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187].

وكيف أننا نستطيع أن نضبطَ بوصلة حياتنا مع أوقات عباداتنا؛ فالطريق إلى النجاح وسيادة الأمم هو ترتيب الأولويات، ونحن - معشر المسلمين - عندما تكون العبادات هي رقم واحد في الأولويات، وأولها الصلاة، تترتب بعدها الأولويات تباعًا، ونمضي قدمًا إلى السؤدد والسيادة وقيادة الأمم، وبغير هذا لا يكون لنا شأنٌ؛ وقال الإمام مالك: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها".



أيها الآباء الكرام:
كيف كان حال أُسركم في رمضان، واجتماعها على موائد السحور والإفطار؟ أمَا كان فيها من الأُلفة والتآلف، والمودة والرحمة، ما نفتقده في غير رمضان؟ أمَا نستطيع أن نجعل أيامنا كلها رمضان؛ فتلينَ قلوبنا لأهلنا، ويرأف بعضنا ببعض؟ قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ((ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نُزع من شيء إلا شانه)).

أيتها الأمهات الفاضلات:
وقفتُن الساعات الطوال لخدمة أزواجكن وأبنائكن، فجزاكن الله الجزاءَ الأوفى، فكنتن تتفقدن حاجاتِ أسركن، وتتلمسن حاجات أزواجكن، فهلَّا بقيتن كذلك بعد رمضان ترجون رضا الله بتفقد أحوالهم، وتلمس حاجاتهم؟ ففي الحديث عن رسولنا عليه الصلاة والسلام قال: ((إذا صلَّت المرأة خَمسها، وصامت شهرها، وحفِظت فرْجَها، وأطاعت زوجها، دخلت الجنة)).

فالحمد لله الذي فضلكن أيتها المسلمات على كثير ممن خلق تفضيلًا.

الدعاء...


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.60 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]