هل يقول الله (كن)؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 188 - عددالزوار : 17239 )           »          ألا تحب أن تُذكر في الملأ الأعلى؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          شرح وترجمة حديث: ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          التوفيق بين الزهد في الدنيا وإظهار العبد نعم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          بساطة العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          فوائد من التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أوهام الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          يأخذ بقلبي مطلع سورة صٓ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          ثمرات التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          الرحمة في الحدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-04-2025, 12:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي هل يقول الله (كن)؟

هل يقول الله (كن)؟


- كنت في طريقي إلى استراحتي الأسبوعية التي تبعد نصف ساعة جنوب البلاد، أدرت المذياع فإذا بأحدهم في إذاعة القرآن الكريم يتحدث عن خلق الله بـ(كن) فيكون.
يزعم المتحدث أن هذا مجرد (كناية) عن إرادة الله عز وجل.
- هذا الكلام غير صحيح، بل جميع الآيات التي ورد فيها هذا الأمر تدل على أن الله يقول (كن)، أورد شيخ الإسلام ابن تيمية في (دقائق التفسير) قوله: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (النحل:40)، وذلك الشيء معلوم قبل إبداعه وقبل توجيه الخطاب إليه وبذلك كان مقدرا مقضيا.
«فإذا قال السائل إن كان المخاطب موجودا فتحصيل الحاصل محال، يقال له: هذا إذا كان موجودا في الخارج، وأما ما علم وأريد وكان شيئا في العلم والإرادة والتقدير فليس وجوده في الخارج محالا بل جميع المخلوقات لا توجد إلا بعد وجودها في العلم والإرادة وهو قول السائل إن كان معدوما فكيف يتصور خطاب المعدوم.. ويقال له».
قاطعني..
- هل لك أن تشرح لي هذه العبارات بكلمات بسيطة بعيدا عن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية؟
تبسمت لتعليق صاحبي.
لك ذلك، ببساطة نثبت أن الله إذا أراد أن يخلق شيئا، أي يوجده بعد أن لم يكن، فإنما يقول كلمة (كن)، وذلك أن جميع السماوات والأرض، كما في الحديث عن عبدالله بن عمر أن رسول الله [ قال: «إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة» (مسلم)، فكل شيء مقدر ومكتوب وإنما قوله سبحانه (كن) ليظهر إلى الوجود ما كتبه الله وأراده، والآيات التي ذكر فيها الله -عز وجل- هذا الأمر تدل على ذلك بمقتضى اللغة وانتفاء المانع.. على سبيل المثال:
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (البقرة:117).
{قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (آل عمران:47).
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (آل عمران:59). {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (مريم:35). {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } (يس:82).
- ويوضح ابن تيمية الأمر بإعطاء مثال: «مثل ذلك يجده الإنسان في نفسه فيقدر أمرا في نفسه يريد أن يفعله ويوجه إرادته وطلبه إلى ذلك المراد المطلوب الذي قدره في نفسه ويكون حصول المراد المطلوب بحسب قدرته فإن كان قادرا على حصوله حصل مع الإرادة والطلب الجازم وإن كان عاجزا لم يحصل، وقد يقول الإنسان ليكن كذا أو ليت يكون كذا، من صيغ الطلب فيكون المطلوب بحسب قدرته عليه ولله المثل الأعلى، فإن الله -عز وجل- على كل شيء قدير فما شاء كان دون شك، فإن أمره إذا أراد شيئا أن يقول له (كن) فيكون، فكل ما يحدث في الكون فهو كائن بكلمة (كن)...) (دقائق التفسير).
- وضح الأمر... ولنذكر خلق آدم وعيسى عليهما السلام!
- إن الله سبحانه خلق آدم من تراب ثم قال له كن فكان، ونفخ فيه الروح، وكذلك المسيح عيسى ابن مريم خلقه من تراب ثم قال له كن فكان، وهذه مراحل الخلق الثلاث، أن يخلق، ويبريء، ويصور ، فهو سبحانه (الخالق البارئ المصور)، بهذا الترتيب في خلق كل شيء ولاسيما الإنسان.
كاد وقت العشاء أن يحين، طلب صاحبي أن نتجه في سيرنا إلى المسجد، فعلنا.. تابعت الحديث:
- ودعني أزيدك مما ذكره الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في تفسير هذه الآيات «إن أمره - سبحانه- إذا أراد شيئا أن يقوله له: (كن) فيكون، لكنه - جل وعلا- يخلق الأشياء بأسباب ومقدمات تتكامل شيئا فشيئا حتى تتم كما لو شاء خلق الجنين في بطن أمه في لحظة لكنه يخلقه أطوارا حتى يتكامل، كذلك السماوات والأرض لو شاء لخلقها وما بينهما في لحظة ولكنه سبحانه يخلق الأشياء تتكامل شيئا فشيئا.
واشتهر عند العوام يقولون: يا من أمره ببين الكاف والنون.. وهذا غلط ليس أمر الله بين الكاف والنون، بل بعد الكاف والنون.
وكلام الله -عز وجل- صفة جليلة من صفاته، يتكلم بما شاء متى شاء كلاما يليق بجلاله سبحانه وتعالى، يتكلم بصوت مسموع -سبحانه وتعالى- ليس ككلام البشر، ومما يقوله: سبحانه (كن) للأشياء فتكون، هذا مذهب أهل السنة والجماعة في هذا الأمر.



اعداد: د. أمير الحداد





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.48 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]