|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() واجب المسلم في أوقات الفتن في خضم هذه الأحداث التي تمر بها أمتنا الإسلامية من الهجمات الشرسة على بلاد المسلمين لابد من معرفة القواعد التي يسلكها المسلم لمواجهة الفتن التي يتعرض لها.. أحبابنا الكرام، إذا ظهرت الفتن، وتغيرت الأحوال فالواجب على المسلم أمور عدة أهمها: الرفق والحلم والصبر, والأخذ بالآداب الشرعية من التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، والتثبت فيما يرد من الأخبار، وتفقد المسلم إخوانه خوفا عليهم من الزلل، والتمسك بالعلم الشرعي قال صلى الله عليه وسلم : «إنَّ من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل» متفق عليه. وأيضا الالتفاف حول العلماء الربانيين وهم بمثابة العناصر المثبتة: تلك العناصر التي من صفاتها ما أخبرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم : «إنَّ من الناسِ ناسًا مفاتيحَ للخيرِ، مغاليقَ للشرِّ، و إنَّ من الناسِ ناسًا مفاتيحَ للشرِّ، مغاليقَ للخيرِ، فطوبى لمن جعل اللهُ مفاتيحَ الخيرِ على يدَيْه، و ويلٌ لمن جعل اللهُ مفاتيحَ الشرِّ على يدَيْه» حسنه الألباني في صحيح الجامع. إن البحث عن العلماء الربانيين والدعاة المصلحين، والالتفاف حولهم معين كبير على الثبات، فمن الأهمية وجود العلماء والدعاة الذين يُلتف حولهم، فإن وجدوا فمن الواجب الالتفاف حولهم ولاسيما في أزمان الفتن، إذ الالتفاف حول العلماء الربانيين العاملين الصادقين ممن جُربوا في الفتن؛ فثبتوا وما غيروا وما بدلوا عامل معين على عدم الزيغ والانحراف في وقت الفتن، فلا بد من الالتفاف حولهم بحضور حِلَقِهِم العلمية وزيارتهم والصدور عن رأيهم وعدم اتخاذ رأي أو اجتهاد أو موقف من غير الرجوع إليهم، وقد حدثت في التاريخ الإِسلامي فتن ثّبت الله فيها المسلمين بعلمائهم، ومن ذلك: ما قاله علي بن المديني رحمه الله: «أعز الله الدين بالصديق يوم الردة وبأحمد يوم المحنة». ولذلك كان السلف الصالح عند تغير الأحوال يلتفون حول علمائهم وإليك نماذج من ذلك: فعن بشير بن عمرو قال: شيَّعنا ابن مسعود حين خرج، فنزل في طريق القادسية فدخل بستاناً فقضى حاجته ثم توضأ ومسح على جوربيه ثم خرج وإن لحيته ليقطر منها الماء فقلنا له: اعهد إلينا فإن الناس قد وقعوا في الفتن ولا ندري هل نلقاك أم لا؟ قال: اتقوا الله واصبروا حتى يستريح بَرٌّ أو يُستراح من فاجر، وعليكم بالجماعة؛ فإن الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة. وأيضا ما ذكره ابن القيم عن دور شيخه شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله- في التثبيت: «وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض أتيناه، فما هو إلا أن نراه، ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله عنا». واعلم أخي القاريء الكريم أنه لا نجاة للأمة من الفتن والشدائد التي حلت بها إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة؛ لأن من تمسك بهما أنجاه الله، ومن دعا إليهما هُدِيَ إلى صراط مستقيم. يقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}(آل عمران:103)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : «تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله». رواه مسلم، والمؤمن مطالب بعبادة الله -تعالى- على الدوام، ولاسيما في أوقات الفتن والأزمات، مطالب بالاشتغال بالشيء المثمر من المحافظة على الصلاة ومداومة الذكر، والإلحاح في الدعاء كما في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ». وأخيرا أذكر نفسي وإياكم بقول العباس وعلي - رضي الله عنهما -: ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة، قال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (الأنعام:43). والتضرع هو اللجوء إلى الله في الشدة، والإلحاح في الدعاء فالله الله في الدعاء والاستغفار!. وللحديث بقية إن شاء الله إن كتب الله لنا البقاء، وأراد لنا اللقاء. عمرو عبدالنعيم
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |