صعق الحيوان قبل ذبحه يجعل أكله حراماً!

[ابوالوليد المسلم]

تذكرة لكل علماء المسلمين وكل مسلم ومسلمة في العالم- صعق الحيوان قبل ذبحه يجعل أكله حراماً!

يعاني ا لمسلمون المقيمون في كثير من بلاد الغرب مشكلة الحصول على اللحم الحلال وتأدية الذبح الإسلامي بسبب انتشار عملية صعق الحيوان قبل ذبحه في مسالخ البلاد الغربية.

وللأسف خدع كثير من المسلمين بقضية الصعق هذه ووافقوا على أكل لحم الحيوان المصعوق؛ نتيجة الجهل بآثار الصعق وأخطاره على الحيوان، وبسبب تساهل بعض علماء المسلمين في الإفتاء بأكل لحم الحيوانات المصعوقة قبل ذبحها، ذلك لعدم إدراكهم للدراسات العلمية والصحية لعملية الصعق هذه، التي تحدث عنها الكثير من المتخصصين

في دول الغرب؛ ومما يجعل أي حيوان مصعوق محرما أكله.

ونحن نضع الآن في اختصار شديد أهم أخطاء الصعق وآثاره على الحيوان نفسه وهي مأخوذة من دراستنا العلمية التي قدمناها سابقا في مؤتمر كبير في لندن لعلماء الحيوان من البريطانيين، وفيها تحدثنا عن الذبح الإسلامي والصعق وأضراره وتحريمه، ونقول بصراحة إن نتائجنا هذه أخذت من عشرات الدراسات العلمية لعلماء الحيوان من اليهود الذين يحاربون الصعق بكل أنواعه ويدعون إلى ما يسمى بالذبح المباشر «دون صعق وما يسمونه كوشر» عند اليهود الذي هو مماثل جدا للذبح الحلال الإسلامي.
ونوضح في البداية أن الصعق للحيوان من أجل الطعام قبل ذبحه قد يكون بالكهرباء أو بالغاز أو بالضربة القاسية على الرأس.
وفي مختلف أنواع الصعق هذه ثبت علميا وعمليا الكثير من النتائج الضارة وهي المحرمة في ديننا الإسلامي.
أولا: موت بعض الحيوانات نتيجة عملية الصعق وقبل أن تذبح
الإحصاءات الرسمية للحكومة البريطانية أثبت أن ثلث الدواجن تموت في عملية الصعق قبل ذبحها، كثير من الغنم يقف قلبها بعملية الصعق وتموت، وهذه كلها ميتة ومحرم أكلها، ولا يوجد عادة طبيب أو محقق يبين لنا أياً من الذبائح ماتت نتيجة عملية الصعق هذه مما يجعل على كل ذبيحة شبهة على الأقل. ونقول بصراحة: كثير من المسلمين يأكلون دواجن ميتة وغيرها من الحيوانات قبل أن تذبح وفي ظنهم أنها حلال.
للأسف خدع بعض المسلمين بالإفتاء بالصعق وتحليله لما وجدوا بعض الحيوانات وهي غير ميتة بعد عملية الصعق اعتقدوا جهلا أن كل الحيوانات لا تموت من الصعق. «ثبت ميتة الحيوان قبل الذبح على الأقل في سبع دراسات علمية».
ثانيا: ثبت أن الصعق يسبب انفجار الشرايين والأوردة الصغيرة داخل اللحم والعضلات؛ مما يؤدي إلى نزيف داخلي وانتشار الدم الفاسد بين أجزاء اللحم نفسه الذي يصعب على أي إنسان أن يخرجه من الذبيحة، وأيضا أثبتت الدراسات العلمية أن نزيف الدم الخارج من عملية الذبح هي أكثر في الذبح المباشر (الحلال) ونذكر هنا حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : «ما أنهر الدم.......» في الذبيحة الحلال الطيبة.
والدم حين يبقى داخل عضلات الحيواني يجعل أكل الذبيحة حراما؛ لأن الدم محرم استهلاكه في الإسلام، وطبيا الدم يحوي الكثير من الأوساخ والميكروبات والبكتيريا؛ ومما نتج من العمليات الكيماوية في الجسم (مجاري الجسم) وكثير من الحيوانات مملوءة بالأدوية والمضادات الحيوية والهرمونات، حتى من الناحية الصحية يحرم استهلاك أي كمية من الدم لذلك ينتشر عندنا في بلاد الغرب التسمم بنسبة عالية، من أكل اللحوم والأطعمة وغيرها؛ حيث إن كمية من الدم موجودة داخل هذه اللحوم. (ثبت ذلك على الأقل في ثماني دراسات عملية).
ثالثا: ثبت أيضا أن الصعق في كثير من الدراسات العلمية يغير التكوين الكيميائي الطبيعي للحوم نفسها؛ مما يجعلها مضرة للصحة وغير طبيعية وأحب أن أذكر هنا دراسة الدكتوراه لأحد المسلمين في بريطانيا حول التغيرات الكيماوية وغير الصحية في اللحوم نفسها التي تنتج من عملية الصعق. (ثبت ذلك على الأقل في أربع دراسات علمية).
رابعا: ثبت أن عددا كبيرا من الحيوانات تعاني شدة القلق والفزع، وهذا يجعلها مضطربة؛ مما يؤدي إلى تغييرات كيماوية وهرمونية داخل جمسها وكثير منها ضار على اللحم ومستهلكه، نؤمن أن ذكر اسم الله عند الذبح مطمئن ومسكن لقلب الحيوان الصاحي والواعي عند ذبحه {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(الرعد: 28)، ولا شك أن أثر ذلك على الإنسان وهو أعظم وأكبر في إعطائه السكينة حينما يذكر اسم الله في حياته ودنياه. (ثبت أضرار الفزع والقلق في سبع دراسات علمية على الأقل).
خامسا: الصعق عملية مؤلمة وقاسية وغير طبيعية للحيوان، ولاسيما الصعق الكهربائي والصعق بالخنق الغازي؛ حيث يسمع الكثير أنين الحيوان وصراخه حال صعقه بالغاز هذا.
للأسف الحيوان لا يتكلم ولا يستطيع تقديم شكواه والإسلام دين رحمة للحيوان ومحرم علينا إيذاء أي حيوان أو إيلامه.
سادسا: ثبت فشل كثير من الصعق عند كثير من الحيوانات، التي تصبح نتيجة ذلك نصف ميتة بعضها يصاب بالشلل وبعضها تنكسر عظامها وبعضها الآخر يضطرب قلبها، وهذه أيضا قسوة وإيلام وإيذاء للحيوان البريء المسخر لنا.
سابعاً: أثبتت أيضاً الكثير من الدراسات العلمية لتخطيط الدماغ عند الحيوان (EEG) عند الصعق أن الحيوان هذا ما يغيب عن وعيه كما يتوهم بعضهم بسبب عملية الصعق قبل الذبح.
ثامناً: دراسات علمية عن قضية الإحساس بالألم تشير أن الحيوان يتألم ويعاني معاناة شديده من الصعق (ثبت ذلك على الأقل في عشر دراسات علمية).
تاسعاً: الدراسات العلمية الفسيولوجية لعملية الذبح المباشر (الحلال) والقطع بسكين حاد مباشرة دون صعق هي غير مؤلمة للحيوان عكس ما يتوهم كل منا؛ لأن عملية القطع بالسكين مباشرة تفتح بسرعة نزيف الدم من الأوردة والشرايين، التي هي في ضغط كبير تفتح بسرعة بالدم للخارج، الذي هو عادة تحت ضغط شديد داخل الشرايين والأوردة؛ مما يقطع في لحظتها الدم عن الدماغ ويحصل فيما يسمى طبيا وعلمياً (Anaesthetisation) أو التخدير (الفيسيولوجي) لمنع الإحساس بأي ألم؛ لأن دماغ الحيوان حرم من الأكسجين والكليكوز، وهما أصل لحياة الدماغ الطبيعية.
والتشنجات «حركات اليدين والرجلين عند الحيوان بعد الذبح مباشرة»، ما هي إلا عملية (فيسيولوجية) طبيعية ولا علاقة لها بأي ألم؛ لأن الحيوان يستغيث بإرسال دم الحياة له، وتتجاوب أعضاء الجسم كله بالحركة من أجل عصر الدم ودفعه إلى الدماغ حتى يعمل طبيعياً، ولكن بعد فوات الأوان؛ لأن الدم يخرج قبل وصوله إلى الدماغ من خلال الفتوحات في الشرايين والأوردة نتيجة القطع بالسكين الحاد.
عاشراً: هناك الكثير من العلماء الغربيين من غير المسلمين الذين يعارضون عملية الصعق للحيوان لأسباب صحية وإنسانية منهم: Wernberg Mcliughlin - Vander wal - Pollard Winstanley - Marple
نحب أن نضيف هنا أيضا أن هناك أخطاراً قد تحدث نتيجة استعمال الكهرباء والغازات السامة والمسدسات إلى آخره.
الإسلام يحترم كل حيوان واحد على حدة، ويرعاه لوحده عند ذبحه، ولا تعامل الحيوانات في الإسلام بالجملة كعلب السردين أو الفاصوليا.
والذبح الإسلامي المباشر والحلال هو سهل ويمكن تطبيقه في أي مكان وزمان، ولاسيما في بلاد الغرب في المسالخ الرسمية والمرخص بها للذبح التي لا تحتاج إلى كل آليات التعذيب المختلفة لعملية الصعق، ونحب أن نذكر هنا أن الذين يدعون ويقومون بالصعق هم أصحاب جشع مادي كبير، ويهمهم قتل الكثير في وقت قصير، وكثير منهم يعيش تحت وهم خطأ وهو أن الحيوان يجب أن يغيب عن وعيه حتى لا يحس بالألم.
ولاشك أن سيد البشرية وطبيبها ومرشدها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي قام بالذبح المباشر بيده، وهو رحمة مهداة للبشر والحيوان والكون كله وهو مثلنا وقدوتنا إلى يوم الدين في كل أعمالنا وأحدها عملية الذبح الحلال هذا، لنتذاكر جميعا الحديث النبوي الصحيح: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحنه»، ولنتذكر أيضاً الآية الكريمة: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ...} (المائدة: 3).
ومن العجيب والغريب أن الصعق اليوم بمختلف وسائله وطرائقه يعطيك كل هذه المحرمات:
- ميتة من الصعق، حرام أكله.
- دم من الصعق داخل اللحم، حرام أكله.
- ذبح لغير الله ودون ذكر لاسم الله.
- منخنقة، ولاسيما عند الدجاج حين إنزال رأسها في حمام ماء مكهرب وفي الخنق الكيماوي بالغاز، حرام أكلها.
- موقوذة بضربها بشدة على رأسها (أحد طرائق الصعق) حرام أكلها.
- متردية كثير من البقر بوزنه الثقيل يتردى ويقع بقوة على الأرض وبسرعة نتيجة الصعق هذا، حرام أكله.
فكما نرى تحريم الصعق هو ليس لسبب واحد فقط، ولكن لأسباب كثيرة ومجتمعة؛ «لذلك نرجو من المشايخ والعلماء الأفاضل عدم الإسراع بتجويز الصعقة وعمل دراسات علمية».
نحب أن نذكر هنا قضية أخرى أن حالة معظم الحيوانات اليوم: (بقر، عنم، دجاج) مشكوك في حليتها بغض النظر عن عملية الذبح وطرائقها، وذلك نتيجة تنشئتها غير الطبيعية في المزارع بإطعامها لحوم الحيوانات الأخرى والبر وتينات الحيوانية مع أنها خلقت نباتية (Vegeterian) لتأكل الأعشاب والنباتات حسب تكوين فيسيولوجياتها الطبيعية، وكما ذكر أكلها في القرآن الكريم (ذرعا) والحيوانات التي تأكل لحوم الحيوانات الأخرى هي عادة محرمة في الإسلام، مثل لحوم الأسد والكلب وغيره، وقد ذكر الفقهاء في الماضي لحوم الحيوانات التي تكونت من أكل غير طبيعي، مثل لحوم الحيوانات الأخرى بلحم الجلالة، وهذه الحيوانات يحرم علينا أكلها، ويحرم لبنها وبيضها، فعندنا الآن مشكلة كبيرة في المزارع غير الطبيعية والمنتشرة في بلاد الغرب، ومرض جنون الأبقار الناتج (MadCow Dicease) نتيجة أكلها لحوم الحيوانات الأخرى هو أكبر مثل عما نقول، وللأسف بعض العلماء في الغرب ذكروا أخيرا أنه ربما يوجد الآن مرض جنون البقر، ومرض جنون الدواجن بسبب أكلها غير الطبيعي - ربنا يستر ويحفظ - فالحرام أو الشك في حل الحيوان قد امتد إلى كل حيوان قبل ذبحه، وتزداد الحركة أكثر عن استهلاك اللحوم في بلاد الغرب ومن بلاد الغرب؛ بسبب الإطعام غير الطبيعي والصعق الكهربائي، لذلك لابد من العودة في الغرب والشرق إلى تعاليم القرآن والسنة النبوية في تنشئة الحيوان وإطعامه ورعايته وذبحه.
الحمد لله في بلاد الغرب وكثير من الدول الأوروبية يسمح للمسلمين (واليهود) أن يذبحوا حسب تعاليم دينهم، ولكن للأسف معظم المسلمين يجهل ويتجاهل هذا القانون الميسر لنا وهذه الرخصة الشرعية، ويقلد الغربيين بصعق الحيوان قبل ذبحه ويستعين ببعض الفتاوى الخطأ.
وكل مسلم يصعق الحيوان قد خالف القانون البريطاني؛ لأنه مسموح لنا الذبح دون صعق.



اعداد: دكتور: عبدالمجيد قطمة