الحمى والماء البارد - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الدور الحضاري للوقف الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          آفاق التنمية والتطوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 3883 )           »          تحت العشرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6959 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 61 - عددالزوار : 6427 )           »          الأخ الكبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 197 )           »          الحفاظ على النفس والصحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          شرح النووي لحديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          نظرية التأخر الحضاري في البلاد المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الاستعلائية في الشخصية اليهودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-11-2022, 01:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي الحمى والماء البارد

الحمى والماء البارد
د. كامل شاشيط

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الحمى من فيح[1] جهنم فأبردوها بالماء) رواه البخاري من حديث ابن عمر.

شبهت الحمى بحرِّ جهنم للدلالة على أذيتها في البدن وتخويفاً من الحميم وعذابه، والمريض وحده يدرك هذا الخطر المخيف فيستغفر من ذنوبه ويتوب إلى الله تعالى ويعمل عملاً صالحاً بعد ذلك. ومن هنا كانت الحمى مطهرة ومهذبة لقلب المريض من أدران المعصية، ومعراجاً للفضيلة، هذا لمن أراد أن يذّكّر أو أراد شكوراً.

والمعجزة في هذا الحديث أن الحمى تعامل بضدها وهي البرودة، وقد أيدت الأبحاث الحديثة أن خير علاج من الحمِّيات هو الماء البارد، وأن إطلاق المداواة بالماء البارد في الحميات يقصد به حمى البلاد الحارة، وهي حمى عرضية، تظهر على أثر لفحة الرمضاء كما قال بذلك ابن القيم، تصيب أكثر البلاد الحارة كالحجاز ومصر وإفريقية، ومداواتها بالأشربة المرطبة، وإنهاض القلب بالمقويات، وترطيب البشرة بإراقة الماء البارد، ومخافة هذه الحمى – التي يذهب ضحايا لها الكثير من أهالي تلك البلاد -، سنَّت ((القيلولة)) وهي الراحة في المنازل وتعطيل الأعمال ساعة اشتداد الحر.

والمقصد الثاني من هذا الحديث هو مداواة الحميات العفنية والدقية التي يعلق الطب آمالاً طوالاً على شفائها بالمداواة المائية، فمثلاً الحمى التيفية التي لا يداويها الألماني بأكثر من المغاطس الباردة على طريقة براند Brand (كما سيأتي الكلام على ذلك) في مثل هذه الحميات.

وسنفيض الكلام في شرح الحديث لا بذكر ألفاظه وشرح أسباب وروده وبما أشبه ذلك، وإنما بتناول الطرق العلمية وإيضاحها بقدر المناسبة وما يتسع له صدر المجلة لنلقي ضوءاً على معنى هذا الحديث، ولنكشف عن مكانته، فنقدر بذلك عظمة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويستفيد قراء هذه المجلة الغراء فائدة مضاعفة علمية ودينية، وتقوم بذلك لنا الحجة على الأغيار أيضاً، ممن لا يفهمون الإسلام وشخصية صاحب الرسالة.

وبعد فإننا لا نذهب إلى تعميم الحديث الشريف الآنف الذكر وإطلاقه، لأن التخصيص واجب، كما أثبت العلم ذلك، فالحمى الرئوية، أو ((ذات الرئة)) لا يجوز أن تداوى بالماء البارد إذا أصيب بها الشيوخ مثلاً، بل الأحسن أن نترك هذا النوع من المداواة إلى الشباب، إذ المقصد منه العافية، ومثل هذه الطريقة خطر على الشيوخ لتصلب شرايينهم، ولاستعدادهم لأنـزفة الدماغ والفلوج، وللغشيان القلبي، إذ أن التنبه الجلدي الحاصل بالماء البارد يقلص العروق الدقاق، ومن بينها أوعية الكلية، والكلية عند الشيوخ المتصلبين (والبراينيين) (أي المصابين بتصلب في الأوعية، وبازدياد البولة في الدم، وازدياد الضغط الدموي، لا تحتمل هذا التنبه، والأولى بنا أن ننبه طرق الإفراغ الأخرى، كالمسامات الجلدية، فتطرح البولة والذيفان المرضي، ولا يكون ذلك إلا بالماء الساخن.

وكذلك الأطفال فإنه لا يجوز لنا أن نستعمل لهم الماء البارد، مخافة تنبههم الشديد، وتعرضهم لذات القصبات والرئة، على أنه يجوز تعويد الشيوخ والأطفال على هذا الاستحمام بأن نبدأ من الماء الساخن فالفاتر فالبارد، فإذا تحملوه داوموا عليه.

وقد عني الطب حديثاً بهذا النوع من المداواة، وقديماً استعمل عند أطباء اليونان كأبقراط وجالينوس ولكن قليلاً، فقد عالجا ذات الرئة بالماء البارد، وهاك كلمة عن جالينوس تدلنا على اعتنائه بهذا الشأنلو أن شاباً خشن اللحم، خصب البدن، ليس في أحشائه ورم، استحم بماء بارد أو سبح فيه في وقت القيظ عند منتهى الحمى لانتفع بذلك) إن هذه الكلمة على الرغم من قدمها دليل صادق على حسن الاستحمام بالماء البارد إذا روعي ما فيها من القيود لأن النفع من المداواة أن يداوى المريض وهو محموم وأن يداوى بشروطه.

ثم جاء في بداية القرن التاسع عشر العالم ((كوري)) فاستعمل الماء البارد في الحمى القرمزية. والعالم ((برتوله Bertolet)) أول من عالج الحمى التيفية بالماء البارد، وطبع على غراره معاصروه، ثم استعملت هذه الطريقة من قبل ((براند Brand)) فاشتهرت باسمه، وهي لا تزال مستعملة في أقطار العالم أجمع، وفي يومنا الحاضر شيدت المشافي والمؤسسات الكبيرة لهذه المداواة، كفيشي وفالس Vichy , Vals وما أشبة ذلك، وهي اليوم ذات طرائق عديدة نوجز منها طريقة ((براند)) وهي الغطس في حمام مائي بدرجة 18 – 20 مقدار ربع ساعة، مع صب الماء على الرأس والفقرة، وطريقة ((رييس Riess)) وهي كالأولى تجري في كل ثلاث ساعات أثناء النهار وتخالف الطريقة الأولى فإنها لا تتبع هذا النظام في الليل، بل تكتفي بمرتين أولاهما في المساء (الساعة التاسعة) والثانية في الصباح (الساعة الرابعة).

وطريقة الثجاجات. وهي إنـزال الماء من مرشات على نواح معينة وبحرارة معينة، ومنها الإفاضة والشفان ومنها الدلوك، ومنها أكياس الصمغ المرن على نواحي الصدر والبطن والرأس كما في ذوات السحايا والتهاب العضلة القلبية والتهاب الذيل الدودي وكيس المرارة.

إلى جانب هذه الطرق نذكر الكيفيات التي استعمل بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الماء البارد فقالإذ حم أحدكم فليشن عليه من الماء البارد من السحر ثلاث ليال) أخرجه الطحاوي وأبو نعيم من حديث أنس رضي الله عنه، وفي حديث عبد الرحمن ابن المرقع مرفوعاً (الحمى رائد الموت، وهي سجن الله في الأرض فبردوا لها الماء في الشنان وصبوه عليكم فيما بين الأذانين، المغرب والعشاء). وهنا موافقة لما قرره ((رييس)) من الاستحمام في الصباح الساعة الرابعة وفي المساء الساعة التاسعة، إذ المقصود من صب الماء في المساء تهدئة الأعصاب وإراحة البدن من عناء الحمى، ومنه النوم، وفي الصباح تخلصاً من عناء الحمى المقبلة وإيقاظ الجسم للقيام بمهمة الدفاع من إفراغ الخلايا وتنشيطها وما أشبه ذلك.

وأما القدر المطلوب من الماء، فقد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشنان، وهو جمع تكثير، وعنه صلى الله عليه وسلم حينما مرض أنه قال: (صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن) والمراد من سبع قرب، الكثرة، وذلك مرعي في لغة القرآن، والسبعة كما هو معلوم دليل الكثرة، قال تعالى: ((إن تستغفر لهم سبعين مرة)) والمراد بها المغفرة، ولو زاد العدد على السبعين. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يراعي حالة المرض، فمن حديث أنس مرفوعاً (إذا حم أحدكم فليرش عليه الماء البارد ثلاث ليال من السحر) وذكر أن السيدة أسماء بنت أبي بكر كانت ترش على بدن المحموم شيئاً من الماء بين ثدييه.

فهذه الأحاديث العديدة هي بمثابة الطرق الحديثة. وإذا كنا ذكرنا بأن تخصيص هذه الطريقة في الحمى التيفية التي تفيد فيها كثيراً، فلأنها تزيد طرح سموم الدم وذيفانات الجراثيم عن طريق الكلية المتقلصة عروقها، وتنبه القلب، وترفع الضغط الشرياني، وتنبه الأعصاب وتحول الاحتقانات، وتخفض الحرارة وتزيد الشهية، ومثل ذلك مرعي في الحمى القرمزية والحصبة والجدري وذات السحايا الدماغية الرئوية، والحمى النمشية، والبرداء، والحمى الصفراء، واحتقانات الصدر، وإن يكن بعضها يحسن فيها المياه الفاترة لا الباردة على طريقة براند كما ذكرنا.

الخلاصة:
إن الطب يتجه في هذه الآونة اتجاهات جديدة نحو التداوي الطبيعي، وإن أكثر الحميات تشفى باتباع النظام الصحي مع مراعاة الحالات المرضية وتكيفها حسب الطبائع وعدم استعمال الأدوية المعقدة المضادة لدفاع البدن الإنساني، كخافضات الحرارة والمنومات والمقويات التي هي عبء ثقيل على الأنبوب الهضمي، وسم في القلب والكلى والدماغ، وإن الطب النبوي وثيق الصلة بهذا التداوي الطبيعي ولا عجب ما دام النبي عليه الصلاة والسلام نبي الفطرة ديناً وابن الطبيعة العربية الصريحة نسباً ومقاماً، فلنتدبر هديه، ولندرس جميع نواحيه، نـزدد اعترافاً بقدره، وتقديراً لعظمته صلى الله عليه وآله وسلم.
مجلة التمدن الإسلامي، السنة الرابعة، العدد الرابع، 1357هـ - 1358هـ / 1938م

[1] (الفيح): سطوع الحر وفورانه كما في النهاية.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.16 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]