زهرة منثورة من زهرات ابن سماك العاملي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-10-2022, 10:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي زهرة منثورة من زهرات ابن سماك العاملي

زهرة منثورة من زهرات ابن سماك العاملي
د. ياسر عبدالحسيب رضوان





مقدمة:
عرف الأدب العربي فن الخطابة منذ العصر الجاهلي الذي شهد مجموعة كبيرة من الخطباء من أمثال أكثم بن صيفي وقس بن ساعدة وعامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة وحاجب بن زرارة والحارث بن عباد وغيرهم ممن اشتهروا بهذا الفن الذي استمر مصاحبًا لمسيرة الأدب العربي طوال أعصره المتوالية، وكانت الخطابة عند العرب القدامى "أم الفنون؛ فقد ولدت وحضنت فنونًا نثرية عديدة من نحو الأمثال والمناظرات والوصايا "[1] التي بدأت أول ما بدأت أدبًا شفاهيًّا خالصًا يحكي طبيعة العلاقة القائمة بين أفراد المجمتع العربي الجاهلي، حيث التواصل الصوتي الشفاهي المتساوق مع طبيعة اللغة باعتبارها " ظاهرة شفاهية "[2] قبل تحولها إلى الكتابية، ثم جاء الرواة فتناقلوا هذه الفنون النثرية والشعرية أيضًا من جيل إلى آخر، حتى إذا ما تفشت الكتابة، تم تدوين ما تداوله الرواة، ومن ثمة غدت هذه الفنون النثرية والشعرية فنونًا كتابية يتعاطاها النقد والبحث على أنها فنون كتابية انتفى عنها جانب السماع والمشافهة، لتكون رهينة الرؤية البصرية لعين الناقد والباحث والقارئ على حدٍّ سواء.

لقد بدأ الأدب العربي القديم - شعره ونثره - أدبًا شفاهيًّا، فقد كانت طريقة تداوله " سماعًا ومشافهة في أكثر الأحوال، كان ذلك من أسباب ضياع النثر الجاهلي، إذ لم يبق منه إلا أثارة من القصص والأمثال والخطب والوصايا والرسائل "[3] بينما كانت الكثرة الكاثرة المأثورة عن العصر الجاهلي من الشعر؛ لما يتمتع به الشعر من سهولة الحفظ بسبب بنيته الإيقاعية والدلالية الخاصة التي ربما كانت مباينة بصورة أو بأخرى لنظيرتها في الفنون النثرية، كذلك لارتباط الشعر بالعواطف البشرية، فضلا عن تصويره جوانب الحياة العربية كلها؛ إذ كان ديوانَ العرب وسجلَ مفاخرهم، ومُخَلِّدَ فضائلهم وربما كان ذلك كله أسبابًا تعلل بها من يقولون بأسبقية الشعر على النثر.

ولا شك أن إشارتنا للشفاهية والكتابية فيما سبق تستدعي فكرة النثر الفني ونشأته عند العرب منذ الجاهلية، وهذا الأمر وإن أريقت فيه المداد الكثيرة، إلا أننا نرى أنه لا بد من استدعاء فكرة الأدب العربي شعره ونثره، وما ارتبط بها تشكيكات كانت تهدف من بين ما تهدف إلى سلب العقلية العربية من أي صورة من صور الإبداع والتفكير، كان ذلك من المستشرقين أو ممن شايعهم من أبناء العربية، فقد ربط الدكتور طه حسين أسبقية الشعر على النثر عند العرب بتأخر تطور الأمة العربية وارتقاء عقلها وتغير نظمها السياسية واتصالها بالأمم الأخرى إلى ما بعد الإسلام [4] بل إنه ليصف العقل العربي في عصر الجاهلية - صراحة - بأنه كان ساذجًا، وأنه لم يتحضّر إلا بعد الإسلام نتيجة دخول الأمم الأخرى كالفرس والروم واليونان والهند في الإسلام [5] وتأثر المسلمين بهم.

وقد ترتب على اتهام العقلية العربية الجاهلية بالسذاجة فكرة النحل والانتحال التي أولاها الدكتور طه حسين عناية بالغة من كتاباته، فهو مثلما شكك في الشعر الجاهلي، ونسبه إلى ما بعد الإسلام، نراه يشكك في النثر الجاهلي بالطريقة نفسها إذ يقول: " وإذن فالنثر العربي الذي ليس لغة التخاطب، ولا الأحاديث العادية، والذي لا يُعبر عن عاطفة أو شعور من حيث هي عاطفة أو شعور، بل من حيث هي صورة عامة يظهر فيها نتيجة التفكير، هذا النثر أثر من آثار الحياة الإسلامية الجديدة، ظهر في الإسلام ولم يكن موجودًا "[6] ولعله يناقض نفسه عندما يؤكد على أن " الخطابة التي كانت موجودة في الجاهلية، واشتدت أسبابها ودواعيها في الإسلام "[7] مما أسهم في قوتها وتطورها، ومع ذلك فإنه لم يخلص هذه القوة وذلك التطور لطبيعة البيئة العربية الإسلامية، وإنما جعله أثرًا من آثار التأثر بالأمم المتحضرة التي دخلت في الإسلام بعد ذلك.

ووجود الخطابة خاصة والنثر الفني عامة من أمثال الحكم والمواعظ والأمثال والرسائل دليل على رقي العقلية العربية في العصر الجاهلي، وأن التشكيك في هذا الرقي العقلي العربي الجاهلي إنما كان صورة من صور افتراءات المستشرقين وأشياعهم على العقلية العربية التي أنتجت هذا الأدب شعره ونثره وحفظته وتداولته شفاهة في غيبة الكتابة أو ندرتها، ولعل وجود القرآن الكريم وخطابه للعرب دليل ناصع على وجود هذه الفنون النثرية؛ فقد " نزل القرآن بلغة العرب، ففهموه أصدق فهم، ووصل إلى قرارة نفوس المؤمنين فملأها روحًا ويقينًا، واستثار الدفائن من قلوب المشركين، فأعلنوا ما في قلوبهم من غيظ، وما في رؤوسهم من عناد أفكان شيء من ذلك يصح لو القرآن بأساليب لا يفقهها أهل الجاهلية؟! "[8] ومما يؤكد على وجود النثر الجاهلي في قول الدكتور علي الجندي " أن لدينا عددًا من مصادر الأدب الجاهلي تضم كثيرًا من النصوص الجاهلية التي أتت إلينا عن طريق الرواة الموثوق بأمانتهم وصدقهم، وقد حازت القبول والاحترام من العلماء والنقاد والباحثين، واعتمد عليها الجميع في دراساتهم، واعتبرت مصدرًا أساسيًّا في تصوير الأدب واللغة في العصر الجاهلي تصويرًا صادقًا صحيحًا " [9].

ورغم وجود هذه المصادر التي دونت الأدب الجاهلي وقد حازت القبول من الباحثين والعلماء والنقاد، فإن هناك بعض المصادر التي ينبغي الاحتراس منها - كما يقول الدكتور شوقي ضيف - لأن أكثر أو جمهور ما روته منحول، على أن اتهام النصوص تلك بالنحل لا يعني إنكارها على الجاهليين، كما أنه لا يعني إنكار ازدهارها؛ لأن " كل شيء عندهم - عرب الجاهلية - يؤهل لهذا الازدهار "[10] خاصة إذا علمنا من أبي عمرو بن العلاء [ت 157هـ] ومن الجاحظ [150- 255هـ] أن الخطيب في مرحلة ما من العصر الجاهلي كان أرفع منزلة من الشاعر، قال أبو عمرو بن العلاء:" كان الشاعر في الجاهلية يُقدَّم على الخطيب، لفرط حاجتهم إلى الشعر الذي يقيد عليهم مآثرهم ويُفخِّم شأنهم، ويُهوِّل على عدوهم ومن غزاهم، ويُهيِّب من فرسانهم، ويُخوِّف من كثرة عددهم ويهابهم شاعر غيرهم فيراقب شاعرهم، فلما كثر الشعر والشعراء، واتخذوا الشعر مكسبة، ورحلوا إلى السوقة، وتسللوا إلى أعراض الناس، صار الخطيب عندهم فوق الشاعر " [11] وهو المعنى الذي ردده الجاحظ نفسه عندما قال:" فلما كثر الشعراء وكثر الشعر، صار الخطيب أعظم قدرًا من الشاعر "[12] ولا شك أن هذه الصيرورة لتدل على ما بلغه النثر أو الخطابة من الازدهار الذي كان من بين مظاهره وجود طائفة ليست بالقليلة من الخطباء المشهورين بالفصاحة والبلاغة والبيان الذين سبق أن أشرنا إلى بعضهم من قبل.

ولم يقف أمر ازدهار الخطابة وتطورها عند العصر الجاهلي، وإنما أخذ هذا الازدهار خطوات عملية مع توالي العصور الإسلامية، فقد كان من أسباب قوة الخطابة والكتابة في عصر صدر الإسلام " التنافس الشديد الذي قام بسبب الخلافة، فقد كان كل حزب من المهاجرين والأنصار يدعو لنفسه سرًّا وعلانية عن طريق الخطب والرسائل والمجادلات التي كانت تثور في المجالس والمساجد والأسواق "[13] إلى غير ذلك من الأسباب التي ظلت فاعلة إضافة إلى ما جدّ من غيرها من أسباب أخرى كلها ساعدت على أن تبلغ الخطابة في العصر الأموي مثلاً " شأوًا بعيدًا من الذيوع والخواص الفنية، وتعددت أنواعها، فهناك خطابة سياسية وخطابة محفلية وخطابة وعظية أو قصصية أو جدلية "[14] ولعل الخطابة خاصة والكتابة عامة قد بلغت مثل هذا التطور والازدهار في القرن الرابع الهجري حيث امتازت الكتابة بمجموعة من الخصائص والمميزات التي " لم تنشأ في يوم وليلة حتى صارت من سمات هذا القرن، وإنما هي صفات نثرية تطورت على مدى القرون التي سبقت هذا القرن، ثم ظهرت فيه ظهورًا قويًّا "[15] لتقف جنبًا إلى جنب مع فن الشعر العربي الذي شهد التطور والازدهار طيلة هذه القرون جميعها، وإن ظلت له الغلبة الحضورية على الفنون النثرية الأخرى.

ابن سِمَاك العاملي:
لم يكن ثمة بدٌّ مما تحدثنا عنه فيما سبق إذ إنه ممهد للحديث عن موضوع هذا البحث، وهو خطبة من الخطب التي اختارها ابن سماك العاملي وهو محمد بن أبي العلاء محمد بن سِمَاك المالقي الغرناطي الذي عاش في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري، وقد وصفه لسان الدين بن الخطيب بقوله عنه: " فاضلٌ نجيبٌ، ولدواعي المجادة والإجادة مجيب، ونوارة مرعى خصيب، وفائز من سهام الإدراك بنصيب، خصاله بارعة ونصاله شارعة، وشمائله إلى نداء الفضائل مسارعة، على حداثة يندر معها الكمال، وتُستظرف الأعمال، فإن انفسح مداه، بلغت السماك يداه "[16] وهي أوصاف ترفع من قدر ابن سماك عقلا وفهمًا وإدراكًا وطبيعة خيِّرة تؤهله ليكون هذا الكاتب الشاعر من كُتاب الدولة وصاحب مؤلفات منها هذا السفر الرصين " الزهرات المنثورة في نُكت الأخبار المأثورة " [17] وهو عبارة عن مجموعة من الأخبار والطرائف والمواعظ التي قصد الكاتب من ورائها تثقيف المتأدبين من أبناء الأمراء والسلاطين [18].

نص الخطبة:
قال ابن سِماك في الزهرة الخامسة والثلاثين من زهراته المنثورة: " قِيلَ لبعضِ الأُمَرَاءِ: إنَّ شَبيبَ بْنَ شَيْبَةَ يستعملُ الكلامَ ويستدعِيهِ، ولَوْ أَمَرْتَهُ أَنْ يَصْعَدَ الْمِنْبَرَ فُجَاءَةً لافْتُضِحَ، فَأَمَرَ رَسُولاً فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ وأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ:لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَشْبَاهٌ أَرْبَعَةٌ: الْأَسَدُ الْخَادِرُ، وَالْبَحْرُ الزَّاخِرُ، وَالْقَمَرُ الْبَاهِرُ، وَالرَّبِيعُ النَّاضِرُ؛ فَأَمَّا الْأَسَدُ الْخَادِرُ فَأَشْبَهَ صَوْلَتَهُ وَمَضَاءَهُ، وَأَمَّا الْبَحْرُ الزَّاخِرُ، فَأَشْبَهَ جُودَهُ وَعَطَاءَهُ، وَأَمَّا الْقَمَرُ الْبَاهِرُ، فَأَشْبَهَ نُورَهُ وَضِيَاءَهُ، وَأَمَّا الرَّبِيعُ النَّاضِرُ، فَأَشْبَهَ حُسْنَهُ وَبَهَاءَهُ " [19].

هذا هو نص الخطبة كما ورد في كتاب الزهرات المنثورة لابن سِماك العاملي، وقد سبقه إلى إيراد الخطبة كل من:ابن عبد ربه [ت 328هـ] في العقد الفريد وذلك في موضعين:أولهما في باب:في مدح الملوك والتزلف إليهم، حيث ذكر في أولها:" ألا إن لأمير المؤمنين أشباهًا أربعة00 "[20] والموضع الثاني ضمن كتاب:الوساطة في الخطب بالبداية السابقة نفسها مع زيادة بيتين من الشعر سنذكرهما فيما بعد[21] ثم ذكرها بعده الحصري القرواني [453هـ] في كتابه زهر الآداب، وجاء مفتتحها عنده: إن لأمير المؤمنين..، وزاد بعدها: "وهذا الكلام يُنسَب إلى ابن عباس يقوله في علي بن أبي طالب رضي الله عنهما "[22] وذكرها شهاب الدين النويري [ت 733هـ] بالنص نفسه الذي ورد عند ابن سِماك [23] وكان النويري معاصرًا لابن سِماك، وإن تُوفي قبله؛ لأن ابن سماك قد عاش في النصف الثاني من القرن الثامن الهجري.

مفتتح الدرس:
يجبهنا أول ما يجبهنا ذلك القِصَر الشديد الذي جاء عليه نص خطبة شبيب بن شيبة؛ إذ لا يكاد حجم الخطبة يصل إلى أسْطُر ثلاثة، في حين ترك المؤلف للمصاحبات السردية التي قدَّم بها للخطبة المساحة نفسها، وهي ما يقرب من ثلاثة أسْطُر منها حكايته عن الخطيب افتتاح خطبته بالمفتاح الأثير المعهود للخطابة بعد الإسلام وهو حمد الله تعالى والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو مفتاح يتناسب وطهارة المكان حيث المسجد الذي يستدعيه المنبر يصعده الخطيب؛ ليُلقي خطبته، ولعل هذا المفتتح مما يستعين به الخطيب على بلوغ غايته، وكمال خطبته، فقد سمُّوا الخطبة التي لا يُذكر في أولها اسم الله البتراء [24] أو ربما ناسب هذا المفتتح أهمية المكان وفخامته وهيبته التي يتحاشاها الخطيب بهذا المفتاح الذي يحمد الله تعالى فيه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ يكون قصر الأمير الذي أُعِدَّ به المنبر ليُنشد المنشِدون مناشدهم - شعراء وكتاب وخطباء - في مدح الأمراء؛ لينالوا رفدهم وعطاياهم، وهو الأمر الذي كان شائعًا في قصور الخلفاء والأمراء خاصة في العصر العباسي.

وإنما خصصنا العصر العباسي؛ لأن الخطيب الذي تُنسب إليه هذه الخطبة هو شبيب بن شيبة بن عبد الله بن عمرو بن الأهتم، أبو معمر التميمي المِنقري البصرِيّ، قال عنه الخطيب البغدادي [ت 463هـ] " وكان له لسن وفصاحة، وقَدِم بغداد في أيام المنصور، فاتَّصل به وبالمهديّ من بعده، وكان كريمًا عليهما، أثيرًا عندهما "[25] وعلماء الحديث والرواة مختلفون بشأن روايته إلى فريقين أولهما يجعله صادق الحديث صالحه، وثانيهما الآخر يراه ضعيفًا وليس بثقة، بيد أنهم لا يصفونه بالكذب وهو عند الذهبي [ت 748هـ] " أحد الخطباء البلغاء والأخباريين الألبَّاء "[26] فإذا ما أضفنا إلى ذلك كونه من أحفاد الصحابي الشاعر المخضرم، والخطيب المفوَّه في الجاهلية والإسلام عمرو بن الأهتم، فلن يكون بمستغرب أن يوصف بأحد الخطباء البلغاء والأخباريين الألبَّاء ذوي العقول النابهة والبديهة السريعة المردوفة بحُسْن التخلص في المواقف التي يحرج فيها موقف صاحبها.

ولقد امتاز الخطباء عامة بميزاتٍ منها " الجدل وسعة المعرفة وسرعة البديهة ولمحة الفطنة وبراعة الرد وحُسن التخلص " [27] عندما يقعون في مأزقٍ من المآزق، وهو ما رأيناه من شبيب بن شيبة عندما أراد هذا الرجل المجهول - بدلالة بناء الفعل قِيل للمجهول - أن يُوقع به عند الأمير الذي لم يتم تعيينه، وكأنما أراد ابن سماكٍ أن يجعل الموعظة المستفادة من الموقف عامة بحيث لا يتعين أحد شخوصها سوى هذا الخطيب الذي يريد أن يُلقي عليه الضوء.

أو ربما كانت هذه التعمية ناتجة عن الرغبة في الإيجاز والاختصار، وهو ما يتفق ومنهج صاحب الكتاب في عرض مادته " فهو يسلك في إيرادها سبيل الإبلاغ في الاختصار، وهو يقدمها بغير أدنى تعليق منه، كأنه يرى أن كل خبر يكفي في تقديم العظة بنفسه، وهو يتفق في هذا مع روح العصر الذي كانت الثقافة العربية خلاله سائرة في طريق النضوب وفقد معين الأصالة "[28] كما يتناسب هذا الاختصار مع مَن تُقدَّم إليهم المواعظ الهادفة إلى التربية والتثقيف وهم الأمراء وأبناؤهم، كما يتفق هذا الاختصار وما رواه عن غيره بطريق المجهول أيضًا:" أنهُ لمَّا كَثُرتِ الحكمةُ اختصرها الحكماء الأولون في أربعمائة ألف كلمة ثم جاء جيل بعدهم وهو الجيل الثاني منهم فاختصروها في أربعة آلاف كلمة جامعة لمعاني الأربعمائة ألف كلمة، ثم جاء من بعدهم فردوها إلى أربعمائة جامعة أيضًا لمعاني أربعة آلاف كلمة، ثم جاء الإسلام فردوها إلى أربعين كلمة جامعة لمعاني أربعمائة، ثم جاء من بعدهم فردوها إلى أربع كلمات فيها معاني الأربعين" [29] وكأنه يسوِّغ لنفسه بهذا التدليل طريق الإيجاز والاختصار الذي ربما يجيء بآثار سلبية على النص المذكور معنا إذ لم يُعَرِّف بالخليفة، وإن عُرف زمنه - ولم يُعرف بمن قال للخليفة هذه المقالة.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 11-04-2023 الساعة 08:30 PM.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-10-2022, 10:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زهرة منثورة من زهرات ابن سماك العاملي

زهرة منثورة من زهرات ابن سماك العاملي
د. ياسر عبدالحسيب رضوان




أدبية الخطبة:
ترتبط الخطابة بالجمهور، فهي لا تتم إلا في حضرة جمهور مستمع إلى ما يلقيه الخطيب من خطبة قد يكون ارتجلها، وقد يكون أعدّها من قبل ذهنيًّا أو كتابيًّا، وهي في كل هذه الأحوال تستدعي" الموهبة التي تُعين صاحبها على مواجهة الجمهور دون خوف أو خجل أو قلق أو توتر "[30] ولذلك حدّ أرسطو الخطابة أو الريطوريقا بأنها " قوة تتكلف الإقناع الممكن في كل الأمور المفردة " [31] والمراد بالقوة هنا الطبع والغريزة والموهبة أو الملكة النفسية التي تصدر عنها الأفعال الإرادية، وعند النقاد العرب أن " أول آلات البلاغة جودة القريحة وطلاقة اللسان، وذلك من فعل الله تعالى لا يقدر العبد على اكتسابه لنفسه واجتلابه لها " [32] وللخبرة والدربة والاطلاع على تجارب السابقين دورة في صقل الخطابة وتثقيفها، فقد روى الجاحظ عن أبي داود بن حريز قوله " رأس الخطابة الطبع، وعمودها الدربة وجناحاها رواية الكلام، وحليها الإعراب، وبهاؤها تخير الألفاظ " [33].

وهذه الموهبة وتلك الملكة قد تكون في حالة خمود وركون، فإذا ما أثارها مُثير انتبهت، وأخرجت مكنونها وأظهرت قدرتها على الإفصاح والإبلاغ، وهذا ما رأيناه من شبيب بن شيبة الذي أثارته فجاءة من أمر أمير المؤمنين له بأن يخطب، وزاده تحفيزًا شعوره بما حيك له من مكيدة تهدف إلى إظهار عَيِّه وضعف بيانه، وما كان منه إلا أن استجاب أمر الأمير وصعد المنبر، وأتى بهذه الخطبة الوجيزة، ليكشف بها عن جودة قريحته وتوقد ذهنه وسرعة بديهته، وفصاحة لسانه، ونصاعة بيانه، بحيث لم يحرِ مُدَبِّرُ المكيدة حيلة أخرى ينال بها من شبيب بن شيبة.

وتتبدى رجاحة العقل وسرعة البديهة وتوقد الذهن في اختياره موضوع الخطبة أو الغرض منها وهو مدح أمير المؤمنين نفسه؛ ليتجنب سخطه، وليستنزل عطاءه، ثم إنه جعلها موجزة مقصورة على مدح الأمير دون أن يستشهد بآيات من القرآن الكريم أو حديث نبوي أو أبيات من الشعر؛ لأن " محله - الأمير - يرتفع عن التمثيل بالشعر " [34] على الرغم من أن صاحب العقد الفريد ابن عبد ربه الذي ذكر هذه الخطبة في موضعين من عقده، ذكر في الموضع الثاني أن شبيب بن شيبة لمّا نزل من المنبر تمثل ببيتين من الشعر هما [ بسيط ] [35]:

وَمَوْقِفٍ مِثْلِ حَدِّ السَّيْفِ قُمْتُ بِهِ
أَحْمِي الذِّمَارَ وَتَرْمِنِي بِهِ الْحَدَقُ

فَمَا زَلِقْتُ وَمَا أَلْقَيْتُ كَاذِبَةً
إِذَا الرِّجَالُ عَلَى أَمْثَالِهِ زَلِقُوا


ويبدو أن ابن عبد ربه قد أضاف هذين البيتين، أو زادهما على نص الخطبة لأن الموقف الذي قيل فيه هذان البيتان مشابه لموقف شبيب في هذه الخطبة، فالبيتان أوردهما الجاحظ ضمن ستة أبيات للشاعر الأموي سالم بن وابصة قالها " في مقام قام فيه مع ناس خطباء " [36] ومما يدل على أن ابن عبد ربه قد زاد هذين البيتين على نص الخطبة، أن أحدًا ممن رووا الخطبة في كتبهم لم يذكرهما مثل الحصري القيرواني الذي ذكرناه من قبل، ومثل النويري الذي ذكر نص الخطبة كما عند ابن سِماك، وبعدما فرغ شبيب بن شيبة، قال النويري: " ثم نزل " [37].

ولكل ما سبق نجد أن ابن سِماك قد قنع بهذه الخطبة الوجيزة في كل شيء، قصيرة في استهلالها أو مقدمتها التي لم تكشف عن موضوعها أو توطئ له؛ فقد جرت العادة في الخطب أن " يحتوي الاستهلال لحظتين: الاستهواء والاستمالة " [38] اللذين يجذب بهما أنظار المتلقين وأذهانهم، وليست لها خاتمة تجمل ما جاء بموضوعها، وتكون بمثابة المثير الأخير لذاكرة المتلقين أو السامعين.

البنية الأسلوبية:
الإيقاع والتراكيب:
إن الموقف موقف خطبة تستدعي جهارة الصوت وعُلوّ النبرة، ولعل في طول الخطبة ما يُعين على جهارة الصوت وعُلوّ النبرة، أما في خطبة قصيرة كهذه، فلابد أن توظف القيم الإيحائية للأصوات بحيث يستعيض بها عن صوته الجهير في سياق يُدير حديثه فيه حول أمير المؤمنين المتلقي الأبرز الذي يستمع إليه؛ ولذلك وجدنا الخطيب يأتي بالأصوات المجهورة ذات الوضوح السمعي مقارنة بالأصوات المهموسة التي كانت مساحتها صغيرة جدًّا؛ إذ بلغت نسبة حضورها 9، 13% من جملة الأصوات التي اشتمل عليها موضوع الخطبة وهو ثلاثمائة وخمسة وأربعين صوتًا، في حين بلغت نسبة حضور الأصوات المجهورة 1، 86%، وإذا كانت الأصوات المجهورة عامة تتصف بالوضوح السمعي، فإن من بينها مجموعتين صوتيتين لهما درجة أعلى في الوضوح السمعي، المجموعة الأولى هي أصوات اللام والميم والنون - الأصوات الجانبية - التي بلغت نسبة حضورها بين الأصوات المجهورة تقريبًا 7، 10%، ويضاف إليها صوت الراء التكراري المجهور الذي شغل مساحة 7، 5% من جملة الأصوات المجهورة، وهذه الأصوات الأربعة " تشبه الحركات في أهم خاصة من خواصها، وهي قوة الوضوح السمعي " [39].

وأما المجموعة الثانية، فهي أصوات المدّ واللين: الألف والواو والياء التي بلغت نسبة حضورها بين الأصوات المجهورة تقريبًا 3، 6% وهذه الأصوات الثلاثة تتميز بشدة الوضوح السمعي أكثر من غيرها من الأصوات اللغوية، كما تمتاز بطول المدى الصوتي وانفساحه، مما يعطي بعضها خصوصية الاستعمال في بعض السياقات مثل النداء والندبة والتفجع التي تستدعي مد الصوت بالنواح والتوجع؛ التماسًا لاندرار الدموع واستمالة السامعين، وصوت المد الذي يعين على مثل هذه السياقات هو صوت الألف الذي جاء وحده في اثني عشر موضعًا من بين أصوات المد واللين، وكأنما به وبمد الصوت حال نطقه يريد الخطيب لفت متلقيه إلى مضمون كلامه.

وإلى جانب تلك القيم الإيحائية للأصوات المجهورة، فإننا لا نعدم في الأصوات المهموسة التي استخدمها بعض القيم الإيقاعية التي يستعيض بتأثيرها عن طول الخطبة، فثمة أصوات الصفير: السين والصاد والزاي، ولكل منها إيقاع صوتي من شأنه تشكيل نغمة الإيقاع الصفيري ما بين الخفة في السين، والخفة المصحوبة بهزيز وأزيز مع صوت الزاي، والفخامة الصفيرية مع صوت الصاد تلك الفخامة التي تتواءم دلاليًّا وصولة أمير المؤمنين ومضاءه.

ولم يقنع الخطيب بهذه القيم الإيحائية للأصوات المفردة مهموسها ومجهورها، وإنما عمد إلى الموازنات الصوتية الإيقاعية التي برزت في قِصر الجمل وتناظرها التركيبي وتجانسها في الصوت الأخير، وهو ما يدخل بنا في سياقات السجع غير المتكلف، ذلك أن الأشباه الأربعة التي تشبه أمير المؤمنين جاءت على هيئة أربعة جمل محذوفة المبتدأ للإيجاز: الأسد الخادر - البحر الزاخر - القمر الباهر - الربيع الناضر، فقد كان متوقَّعًا أن يقول في صدر كل مركب وصفي من هذه الأربعة: أولها - ثانيها - ثالثها - رابعها، بيد أنه قنع بالمذكور لتسليط الأسماع عليه وتوجيه الأنظار إليه خاصة في صدر موضوعه، ولا يكتفي هذا الإيجاز بالحذف بالقيمة الدلالية، وإنما هو ينتج دلالة إيقاعية من حيث كون الجمل الأربعة مسجوعة متوازنة في البنية الصرفية حيث جاء الوصف في الجمل الأربعة على هيئة اسم الفاعل بدلالتها على الاستمرارية، ومن ثم ديمومة الوصف المتعلق بأمير المؤمنين.

ثم أخذ الخطيب في تفصيل الصورة التشبيهية من هذه الجمل الأربعة المحذوفة المبتدأ في جمل تبدأ جميعها بالبداية نفسها حيث استخدام "أمَّا" بدلالتها الشرطية الإخبارية، ونهاية صوتية واحدة هي الهمزة المفتوحة وهاء الضمير المضمومة العائدة على أمير المؤمنين وذلك أسلوب السجع المنتج للقيمة الموسيقية التي حرص عليها الخطيب منذ بدأ موضوع خطبته هذا البدء المتوسل بالمستوى المنحرف من التركيب اللغوي عندما قدم الخبر شبه الجملة - لأمير المؤمنين - على المبتدأ المؤخر النكرة الموصوفة - أشباه أربعة - لأنه لا يريد أن يقدم أيّ لفظِ على أمير المؤمنين، ولا شك أن أسلوب تقديم الخبر على المبتدأ من أساليب القصر التي تفيد التوكيد والتخصيص متوسل بلام الملكية التي صدَّر بها موضوع خطبته؛ حتى يكون كلامه كله مسلطًا على الخليفة وحده.

التصوير:
استطاع الخطيب ببراعة ملحوظة أن يُحافظ على إيجاز خطبته بما لا يُخِلُّ بمضمون الرسالة التي يريد إرسالها إلى متلقيه الخاص - صاحب المكيدة - ومتلقيه المنوط بالهدف منها وهو أمير المؤمنين الذي أدار حوله الخطبة، فبدأ به بعد المقدمة القصيرة بداية تكشف عن براعة أسلوبية تصويرية إذ جعله مشبَّهًا به لأربعة أشياء ذكرها بعدما ذكر أمير المؤمنين الذي صدَّره بلام الملكية الدالة على خصوصية التشبيه الذي جاء معكوسًا مخالفًا الصورة التقليدية حيث: المشبَّه + أداة التشبيه + المشبه به، ثم ذكر هذه الأشباه الأربعة دون ذكرٍ لوجه الشبه الذي تشبه فيه أمير المؤمنين، وكأنه يريد استثارة المتلقي السامع لخطبته وإبهاته بالحيرة فيما يمكن أن تكون عليه هذه الأمور الأربعة مع الأمير.

كما نلحظ أن هذه المخالفة لمعهود الصورة التشبيهية؛ إنما عمد إليها الخطيب ليحقق ما ارتأنه البلاغة العربية من كون الصفة الجامعة بين الطرفين في المشبه به أقوى من المشبه، وقد لجأ إلى ذكر الصفة الجامعة عندما أراد تفصيل ما أجمله في الشطر الأول من موضوع الخطبة متكئًا على الوسيلة الصادعة للتوقع ذاتها بجعل ملزوم الأمير مشبَّهًا به، فالأسد الخادر يشبه صولة الأمير ومضاءه، والبحر الزاخر يشبه جوده وعطاءه، والقمر الباهر يشبه نوره وضياءه، والربيع الناضر يُشبه حُسْنه وبهاءه، ومخالفة معهود البلاغة العربية والاستعمال التصويري في بنية الصورة الدلالية كذلك مما لجأ إليه الخطيب، فالمعهود أن يشبه جود الرجال وعطاؤهم بالبحر، وصولتهم وبأسهم بالأسد، ونور وجوههم بالقمر، وحُسنهم وبهاءهم بالربيع، بيد أن الخطيب لبراعته حافظ على الخط الأسلوبي الذي بدأ به الخطبة وهو جعل أمير المؤمنين في الصدر من كل دلالة.


[1] د/ عبد الإله الصائغ: الأدب الجاهلي وبلاغة الخطاب - الأدبية وتحليل النصوص ص 497- دار الفكر المعاصر - صنعاء 2000م.

[2] والتر أونج: الشفاهية والكتابية - ترجمة د/ حسن البنا عز الدين ص 43- سلسلة عالم المعرفة رقم 182- المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت فبراير 1994م.

[3] د/ حسني ناعسة: الكتابة الفنية في مشرق الدولة الإسلامية في القرن الثالث الهجري ص 71- ط1/ 1978م - مؤسسة الرسالة - بيروت.

[4] د/ طه حسين: من حديث الشعر والنثر ص 23- دار المعارف - مصر 1953م.

[5] السابق ص 27.

[6] السابق - ص 28.

[7] السابق الصفحة نفسها.

[8] د/ زكي مبارك: النثر الفني في القرن الرابع 1/ 39 - ط2/ 1934م - المكتبة التجارية الكبرى - مصر.

[9] د/ علي الجندي: في تاريخ الأدب الجاهلي ص 255- 256 - دار المعارف - مصر 1984م.

[10] د/ شوقي ضيف: تاريخ الأدب العربي - العصر الجاهلي - ص 410- ط4- دار المعارف - مصر.

[11] الجاحظ: البيان والتبيين - تحقيق وشرح عبد السلام هارون 1/ 241- ط5/ 1985م - مكتبة الخانجي - القاهرة

[12] السابق 4/ 83.

[13] د/ زكي مبارك: النثر الفني في القرن الرابع - سابق - 1/ 57.

[14] د/ حسني ناعسة: الكتابة الفنية في مشرق الدولة الإسلامية في القرن الثالث الهجري - سابق - ص 95.

[15] د/ زكي مبارك: النثر الفني في القرن الرابع 1/ 112.

[16] لسان الدين بن الخطيب: الكتيبة الكامنة في من لقيناه بالأندلس من شعراء المائة الثامنة - تحقيق د/ إحسان عباس ص 299-300- دار الثقافة - بيروت 1983م.

[17] الكتاب حققه وقد له الدكتور محمود علي مكي، ونُشِر في مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية في مدريد في المجلد العشرين -مدريد 1979-1980م، والمجلد الحادي والعشرين - مدريد 1981- 1982م، وهي الطبعة التي رجعنا إليها في دراستنا هذه.

[18] السابق المجلد العشرون ص 26.

[19] السابق المجلد الحادي والعشرون ص 5.

[20] ابن عبد ربه: العقد الفريد - تحقيق تحقيق د/ مفيد قميحة 2/ 15- 16- ط1/ 1983م - دار الكتب العلمية.

[21] العقد الفريد - السابق 4/ 221- 222.

[22] الحصري القيرواني: زهر الآداب - تقديم وضبط وشرح د/ صلاح الدين الهواري 4/ 52- 53 - ط1/ 2001م - المكتبة العصرية - بيروت.

[23] النويري: نهاية الأرب في فنون الأدب - تحقيق د/ حسن نور الدين 3/ 169- 170 - ط1/ 2004م - دار الكتب العلمية.

[24] قدامة بن جعفر - نقد النثر أو كتاب البيان - تحقيق عبد الحميد العبادي وتمهيد للدكتور طه حسين ص 95- دار الكتب العلمية - بيروت 1980 م.

[25] الخطيب البغدادي: تاريخ مدينة السلام - تحقيق وضبط وتعليق د/ بشار عواد معروف 10/378- ط1/ 2001م - دار الغرب الإسلامي - بيروت.

[26] الذهبي: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - تحقيق د/ بشار عواد معروف 4/ 405- ط1/ 2003م - دار الغرب الإسلامي - بيروت.

[27] د/ مصطفى الشكعة: الأدب في موكب الحضارة الإسلامية - كتاب النثر - 2/ 179- ط2/ 1974م - دار الكتاب اللبناني - بيروت.

[28] د/ محمود علي مكي: تقديمه لكتاب الزهرات المنثورة - سابق - المجلد العشرون ص 28- 29

[29] السابق المجلد العشرون ص 50- 51.

[30] د/ إبراهيم عوض: فنون الأدب في لغة العرب ص 140- دار النهضة العربية - القاهرة - 2008م.

[31] أرسطو طاليس: الخطابة - الترجمة العربية القديمة - تحقيق وتعليق د/ عبد الرحمن بدوي ص 9- دار القلم - بيروت 1979م.

[32] أبو هلال العسكري: الصناعتين - تحقيق علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم ص 26 - ط2/ 1971م - دار الفكر العربي - القاهرة.

[33] الجاحظ: البيان والتبيين - سابق - 1/44.

[34] قدامة بن جعفر: نقد النثر - سابق - ص 96.

[35] ابن عبد ربه: العقد الفريد - سابق - 4/ 221

[36] الجاحظ: البيان والتبيين - سابق - 1/ 233- 234.

[37] النويري: نهاية الأرب في فنون الأدب - سابق - 3/ 169- 170.

[38] د/ محمد العمري: في بلاغة الخطاب الإقناعي: مدخل نظري وتطبيقي لدراسة الخطابة العربية ص 139- ط2/ 2002م - أفريقيا الشرق - الرباط.

[39] د/ كمال بشر: علم اللغة العام - الأصوات - ص 131- دار المعارف - القاهرة 1980م

__________________
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 11-04-2023 الساعة 08:31 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 81.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 79.50 كيلو بايت... تم توفير 2.24 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]