مشاكل نفسية تعيق تقدمي في الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4610 - عددالزوار : 1315476 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4156 - عددالزوار : 841076 )           »          إستراتيجيات الحرب النفسية في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 88 )           »          الصومال الشاهد المُغيَّب يعود للحضور بأهم تغيير في العلاقات الإقليمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 101 )           »          المسلمون المَنسيُّون في «جُـزر العبيـد» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 188 )           »          صفحات مِن ذاكرة التاريخ _____ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 40 - عددالزوار : 16047 )           »          نُعَيم بن خير البكريّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 104 )           »          القواعد والضوابط الفقهية في الأعمال الخيرية والوقفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 1617 )           »          الديمقراطية : تعريف وتعليق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 101 )           »          دُرَر مختصرة من أقوال الإمام الشافعي رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 172 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2024, 12:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,987
الدولة : Egypt
افتراضي مشاكل نفسية تعيق تقدمي في الحياة

مشاكل نفسية تعيق تقدمي في الحياة
أ. هنا أحمد

السؤال:

الملخص:
فتاة متفوقة لديها مشاكل نفسية وأفكار سلبية تُعيق تقدمها في الدراسة، وتسأل: ما الحل؟


التفاصيل:
أنا طالبة في الصف الثاني الثانوي، متفوقة وذكية جدًّا، أستطيع حلَّ مسائل رياضية معقدة بشهادة المدرسين، ورغم ذلك أشعر أنني فاشلة وغبية، ولن أستطيع تحقيق المستقبل الذي أتمنَّاه، وأمتلئ بالأفكار السلبية والوساوس التي تُصيبني بالحزن والخوف الدائمَيْنِ، وأكثر الأفكار السلبية التي تلاحقني الأفكارُ عن الأمراض النفسية، فكلما عرفت مرضًا، أتخيل نفسي مصابة به، وأفكر في الانتحار وأبحث عن طرقٍ له؛ ما جعلني لا أملك أي طاقة لأي شيء، وأصابني الكسل والخمول وكثرة النوم، وتوقفت عن المذاكرة، ثم إنني لا أجد من أتكلم معه، على رغبتي الشديدة في الكلام مع غيري؛ لأُزيح الجبال الجاثمة على صدري؛ فأهلي كلٌّ منهم مشغول بنفسه، فهناك هُوَّة بيني وبينهم، وذلك يرجع - فيما يرجع إليه - إلى أنني الوحيدة وسط أخواتي البنات التي ليست على قدر الجمال والبياض الذي هُنَّ عليه، فأنا سمراء، وكان ذلك الأمر يسبب إحراجًا لوالدتي، فلم تذاكر لي والدتي مثل أخواتي، ولم تحتضني والدتي يومًا؛ لأحكي لها مشاكلي؛ فتزيحها عن كاهلي، وقد سبَّب هذا الأمر لي أحلام اليقظة، وأصبحت أهرب من الواقع، أنا أعتقد أن لديَّ القدرة على الخروج مما أنا فيه، ليس بالانتحار؛ فلا أريد أن أقابل ربي عز وجل منتحرة، لكني أريد أن أصِحَّ وأخرج بخطوات إيجابية؛ لأن السنة القادمة (ثالثة ثانوي) سنة مصيرية، وأريد أن أحقق فيها ما أتمنى، فأنا لا أريد أن أعيش وأموت بطريقة عادية، أرجو نصيحتكم، وجزاكم الله خيرًا.





الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فلا أحب كثرة النصائح، فأنتِ تعرفين أن اهتمامكِ بدروسكِ سوف يرسم مستقبلكِ، ولكنكِ لا تعرفين كيف تهتمين بدروسكِ، تعلمين أن هذه الوساوس تضرُّكِ، لكن لا تعلمين كيف تتخلصين منها، تعلمين أن سلوك أهلكِ لن يتغير نحوكِ بالكسل والنوم، ولكنكِ لا تسعين نحو تحسين وضعكِ بينهم.

أنتِ مدركة بشكل تام للمشكلات والأخطار المحدقة بمستقبلكِ، ولكن لا تفعلين أي شيء تُنقذين به نفسكِ.

كثيرًا ما كنتُ أنصح مَن تعثَّر في حياته أن ينسى عثرات الماضي، ولا يفكر فيها، وينطلق يعمل للمستقبل، ولكن لما وقعتُ في صعوبات وأخطاء في حياتي، فقدت القدرة على الاستمرار ولم تنفعني نصائحي، وظلت الهواجس وخيالات الماضي تُلقِي بظلالها الثقيلة على مستقبلي، لم يكن الحل في معرفة ما يتوجب عليَّ فعله، فهذا سهل ومعروف، بل كان الحل في معرفة كيف أفعله.

ورد في الحديث الشريف: ((أنما يأكل الذئب من الغنم القاصية))، فالشيطان يستغل انفراد الإنسان، ويُلقِي إليه بالوساوس والأوهام، ولهذا فالصحبة الصالحة تدفع عنكِ كثيرًا من الأوهام، وللأسف توقُّف العملية التعليمية في المدارس؛ بسبب انتشار فيروس كورونا أفسد على أبنائنا أثَرَ المدارس في العملية التعليمية، فحتى التشجيع والمنافسة بين الطلاب لم يعد موجودًا.

في حالتكِ يا صديقتي الوحدةُ هي المرض الذي تحتاجين للتخلص منه، وهي بيت الداء، وكلما خلوتِ إلى نفسكِ، فسوف تهاجمكِ الوساوس والأفكار المحبطة، أنتِ في حاجة ماسَّة إلى صحبة متفوقة؛ فتاة أو أكثر تقضين معها بعض الوقت في المذاكرة، تشجِّعْنَ بعضكن بعضًا، وتتنافسن في التحصيل، تحتاجين للانتظام في الدراسة متى كانت المدرسة متاحة وأبوابها مفتوحة، لا تلتفتي لمن يحرضُّكِ على المذاكرة في البيت والدروس الخصوصية، بدعوى أن المدرسة لا تقدم شيئًا؛ فأنتِ حالة خاصة لا يصلح لها الانعزال، ومهما كان أثر المدرسة محدودًا، ففائدته أكبر بالنسبة لكِ.

في البيت إن كنتِ قادرة على المذاكرة والتحصيل بين الأهل، فاجعلي مكان المذاكرة معهم أو قريبًا منهم، ولا تنفردي بنفسكِ، ضعي جدولًا للمذاكرة، واجعلي واحدًا من أهلكِ رقيبًا عليكِ يتابع أداءك، ويحفزك، لا تهتمي لتفهُّمِهِ الدور الذي يؤديه إن لم يتفهم بسهولة، طالما قام به بشكل مقبول، حتى ولو كان فيه شيء من التعسف أو التسلط، فتحمُّلُ ضغوط الآخرين تدريب نفسي سوف يفيدكِ في حياتكِ، حتى ولو لم يكن مقصودًا لذاته في هذه المرحلة.

وكلما زارتكِ تلك الهواجس والأفكار الشيطانية، فقومي على الفور إلى عمل آخر غير الذي بيدكِ، أو قومي إلى بعض أعمال المنزل، أو حتى لبعض الترويح عن النفس.

واعلمي أننا لا نسعى للتخلص التام من تلك الأوهام والهواجس في البداية، بل نسعى لتقليلها والحد من أثرها بقدر الإمكان، فلا يصيبكِ الإحباط إن غلبتكِ هذه الهواجس بعض الوقت، ولكن جددي نشاطكِ كل يوم بالاستيقاظ لصلاة الفجر، ثم استغلال وقت البكور؛ فهذا أنفع الأوقات للتحصيل، فنبدأ بالأذكار، وقراءة ما تيسر من القرآن، ثم نبدأ المذاكرة.

أنتِ في الصف الثاني الثانوي، وهذه فرصة جيدة لتجربة نفسكِ بهذه الطريقة، ومعرفة مدى ملاءمتها لطبيعتكِ، ومدى توافر الصحبة الصالحة المتفوقة من حولكِ والبحث عنها، إن كانت غير معروفة لكِ الآن.

بعض الطلاب يلهو ويلعب، ولا يهتم بالمذاكرة في سنوات الدراسة قبل السنة الأخيرة من الثانوية العامة، ويُمنِّي نفسه بالاجتهاد في السنة الأخيرة، وقد فاته في هذا أمران؛ الأول: أن فهم المواد العلمية مترتبٌ على فَهم المواد من السنة التي قبلها، وأن المذاكرة تحتاج تدريبًا على قضاء ساعات طويلة فيها، مثل مَن يرفع الأثقال، فإنه لن يستطيع رفع الأوزان الثقيلة إلا بعد سنوات طويلة من التدريب، فمن لم يعوِّدْ نفسه، فسوف يجد المذاكرة ثقيلة وصعبة، وسوف يعجز عن الإتيان بالمطلوب، ولكنه لن يدرك هذا إلا بعد فوات الأوان.

إن المواظبة على الصلاة في وقتها، والأذكار، وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لها أثر عجيب على نفس الإنسان، وعلى طرد الوساوس والأوهام من قلبه، نسأل الله النجاح والتوفيق لكِ ولسائر أبنائنا وبناتنا، وأن يجعلكم الله ذُخْرًا لهذه الأمة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.53 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (2.28%)]