المرأة والأسرة - الصفحة 8 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كل علم يسأل عنه أهله والعارفون به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          نشأة الدولة العبيدية (الفاطمية) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 16 - عددالزوار : 2373 )           »          صواريخ الاحتلال تلتهم أجساد الأبرياء في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          السعادة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - فاحشًا ولا متفحشًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أمته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          التوازن في التربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          ما الذي ينغّص الحياة الزوجية؟؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ثلاثية الحياة الزوجية: السكن - المودة - الرحمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #71  
قديم 12-07-2024, 07:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 139,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1224

الفرقان



الرفق من أسباب سعادة البيوت
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أراد الله -عزوجل- بأهل بيت خيرًا أدخل عليهم الرفق»، أي صار بعضهم يرفق ببعض، وهذا من أسباب السعادة في البيت؛ فالرفق نافع بين الزوجين، ومع الأولاد، ويأتي بنتائج لا يأتي بها العنف، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه».
الطريق إلى السعادة الأسرية
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء»، ويمكن تحقيق تلك السعادة داخل البيت من خلال الأمور التالية:
  • الدعاء الصالح، وهو سلاح المسلم؛ فنحن ندعو الله ونحن موقنون بالإجابة بأن يحقِّقَ لنا السعادة، وأن يجلبها لنا، وأن يعيننا على تحقيقها، وعلى إسعاد أنفسنا ومن حولنا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ»، رواه الترمذي.
  • المعاشرة بالمعروف بالكلمة الطيبة والصحبة الجميلة، وكف الأذى وحسن المعاملة، قال -تعالى-: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء:19)، ويقول -سبحانه-: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة: 228).
الاحترام المتبادل بين الزوجين، فيجب على الزوجة احترام زوجها، حتى لا تهتز صورته أمام أولاده، وكذلك الزوج يجب عليه احترام زوجته، ومعاملتها معاملة حسنة أمام الجميع، قال -تعالى-: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21)، فالمودةُ والرحمةُ هما المعنى الحقيقي للاحترام المتبادل بين الزوجين.
  • الحرص على تعليم الأسرة حبَّ الخير وأحكام الشرع، من الصلاة والصدقة وصلة الرحم والعمل الصالح، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم: 6).
  • التغافل عن الأخطاء ومقابلة ذلك بالحلم والتسامح والعفو، يقول الحسن البصري -رحمه الله-: «ما زال التغافل من فعل الكرام»، ويقول الإمام أحمد -رحمه الله-: «تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل».
  • عدم نقل المشكلات الأسرية إلى الخارج والحفاظ على أسرار الحياة الزوجية، قال -تعالى-: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} (النساء: 34).
تربية الطفل على ترشيد الاستهلاك
الاهتمام بتربية الطفل وتوجيه سلوكه أمر ضروري، حتى يمكنه أن يشارك بنصيب من الجهد والعمل في تنظيم الاستهلاك، والتربية السليمة تتطلب إكساب الطفل حقائق وقيما ومهارات واتجاهات معينة، منها: الاتجاه نحو ترشيد الاستهلاك وتوجيه أنماطه الاستهلاكية؛ بحيث يتسم سلوكه الاستهلاكي بالتعقل والاتزان والموضوعية، بمعنى أن يكون استهلاك الطفل من المنتجات المختلفة وكذلك الخدمات بالكميات التي تفي باحتياجاته الضرورية دون زيادة أو نقصان.
واجبات أساسية للمرأة المسلمة
  • أن تتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حدود ما تستطيع على فهم السلف الصالح.
  • أن تتعامل مع الناس معاملة طيبة؛ فإن الله - عزوجل - يقول في كتابه الكريم: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البقرة: 83)، ويقول: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}. (النساء: 58)
  • أن تلتزم الحجاب الشرعي قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} (الأحزاب: 59).
  • أن تُحسن إلى زوجها إذا أرادت الحياة السعيدة؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إذا صلَّت المرأةُ خمسَها، وصامت شهرَها، وحفِظت فرجَها، وأطاعت زوجَها، قيل لها: ادخُلي الجنَّةَ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شئتِ».
  • أن ترعى أبناءها رعاية إسلامية، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وذكر المرأة أنها: «راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها».
بستان التفاؤل
اعلمي -أختاه-، أنَّ التفاؤل حياة لقلبك وراحة له وطمأنية، ولا سيما عندما تستشعرين أن ما أصابك في هذه الحياة من خير إنما هو نعمة من الله تتوجب عليك الشكر، وما أصابك من ابتلاء فإنما هو حكمة من الخالق -سبحانه وتعالى- وامتحان عظيم لصبرك، حينها يزيد الإيمان في قلبك ويسهل عليك مجابهة هذه المحن، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له»(رواه مسلم)، واعلمي أن حسن الظن بالله من واجبات التوحيد ومن العبادات القلبية؛ فإن الله قد مدح الذين أحسنوا الظن به وذم الذين أساؤوا الظن به، قاله -تعالى-: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}.
أخطاء تقع فيها النساء
من الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء مخالفة سنة من سنن الفطرة، وهي: تقليم الأظافر؛ فتجد إحداهن تطيل أظافرها، ثم تضع عليها صبغا يعرف باسم (المناكير)، وهذا الصبغ يمنع وصول الماء إلى الأظافر، ثم تأتي من وضعته لتتوضأ وتصلي فتبطل صلاتها لأن وضوءها غير صحيح؛ حيث إن الماء لم يصل إلى الأظافر، فإن كان لابد من وضعه فيجب على المرأة أن تزيله قبل الوضوء.
كيف تصبحين فتاة مثالية؟
هذه بعض الخطوات التي تأخذ بك لتكوني فتاة متميزة: (1) أداء الصلوات في أوقاتها. (2) حسن استغلال الوقت. (3) ترتيب الواجبات وعدم التسويف في أدائها «لا تؤجلي عمل اليوم إلى الغد». (4) طاعة الوالدين، حتى لو كان على حساب رغباتك وراحتك. (5) القراءة في الكتب المفيدة والمجلات النافعة. (6) صحبة الفتيات الصالحات المميزات فالمرء على دين خليله. (7) المداومة يوميا على ورد من القرآن الكريم والحرص على حفظه وتدبر معانيه. (8) الحرص على أذكار الصباح والمساء. (9) الاهتمام بقضايا المسلمين، ومحاولة بذل المال لإخواننا المسلمين. (10) المساهمة في أعمال الخير ومساعدة المحتاجين، وتنفيس كربهم. (11) الحذر من بعض وسائل الإعلام والترفع عن سفاسفها.
كلمات مأثورة
  • من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
  • من ترك فضول الكلام منح الحكمة.
  • من ترك فضول النظر منح الخشوع.
  • من ترك القرآن والذكر عوقب بالغفلة والإعراض.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #72  
قديم 17-07-2024, 05:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 139,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1225

الفرقان



المرأة والتفقه في الدين
من صفات المرأة الصالحة أنها تحرص دائمًا أن تأخذ بحظ وافر من العلم الشرعي، انطلاقًا من قوله -تعالى-: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (طه:114)، وقوله -تعالى- أيضًا: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (الزمر:9)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ»، والخطاب هنا موجه للرجال والنساء على حد سواء.
أهمية طلب العلم للمرأة المسلمة
لا يخفى على كل ذي لب أهمية العلم الشرعي في حياة المسلم والمسلمة؛ فهو الموصل لغاية عظيمة، ألا وهي تحقيق العبودية لله -جل جلاله- في هذه الحياة الدنيا. ولقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة على تأكيد فرضية العلم، فقال: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} الآية، فبدأ -سبحانه- بالعلم قبل القول والعمل، ليبين قيمة العلم، وعدم تهوينه والتساهل في طلبه، وجاء أيضا في السنة المطهرة بيان وجوبه فقال - صلى الله عليم وسلم -: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» رواه ابن ماجه، وصححه الألباني، وهذا الحديث يشمل الرجال والنساء على حد سواء، لا فرق بينهما في تحصيل العلم الشرعي، وكما هو معلوم أن الخطاب إذا ورد بلفظ المذكر كان خطابا للنساء إلا ما دخله التخصيص، ويؤكده قول النبي -صلى الله عليه وسلم -: «إنما النساء شقائق الرجال»، فهن شقائق الرجال في الأحكام الشرعية إلا ما خصه الدليل، فالخطاب المقتضي لتحقيق أركان الإيمان موجه إلى الرجال والنساء، على حد سواء، ولا سبيل إلى تحقيقها من غير علم راسخ، ومعرفة صحيحة، وكذلك القول بالنسبة لأركان الإسلام الخطاب فيها للرجال والنساء، ويقال مثل ذلك في كل ما يتعلق بالأخلاق والآداب، فمن هنا تظهر أهمية العلم في حياة المرأة المسلمة.
المرأة والنهضة العلمية في الإسلام
في صدر الإسلام كانتْ أمهات المؤمنين وعدد من كبار الصحابيات منارات للإشعاع العلمي في صدر الإسلام، وتأتي أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في الذّروة والمقدّمة، فكانت من الفصيحات البليغات العالمات بالأنساب والأشعار، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستمع منها إلى بعض ما ترويه من الشعر، وتَروي بعض الآثار أنَّ عائشة -رضي الله عنها- عندها نصف العلم؛ لذا كانت مقصد فقهاء الصحابة عندما تستعصي عليهم بعض المسائل العلميَّة والفقهيَّة، ولا سيما فيما يتعلَّق بِجوانب حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد أخذ عنها العلم حوالي (299) من الصحابة والتابعين، منهم (67) امرأة، أمَّا أمّ سلمة -رضي الله عنها- فكانتْ كما وصَفَها الذَّهبيُّ «من فقهاء الصحابيات»، وممن روى كثيرًا من الأحاديث عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وروى عنها كثير من الصحابة والتابعين بلغوا حوالي (101)، منهم (23) امرأة، وتتعدد أسماء الصحابيات والتَّابعيات اللاتي اشتهَرْنَ بالعلم وكثرة الرواية، وتحفل كتب الحديث والرواية والطبقات بالنساء اللاتي روين ورُوِيَ عنهنَّ الحديث الشريف، مثل: أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأسماء بنت عُمَيْس، وجويرية بنت الحارث، وحفصة بنت عمر، وزينب بنت جحش -رضي الله عنهن.
الصحابيات وطلب العلم
تفطنت الصحابيات الجليلات في عهد النبوة لحاجتهن إلى العلم الشرعي؛ فطلبن من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخصص لهن يوما يجتمعن فيه يعلمهن مما علمه الله، فعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: «جاءت امرأة إلى رسول الله فقالت: يا رسول الله، ذهب الرجال بحديثك فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله، فقال: اجتمعن في يوم كذا وكذا في مكان كذا وكذا، فاجتمعن فأتاهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعلمهن مما علمه الله»، فأقرهن النبي - صلى الله عليه وسلم - على طلب العلم والتعلم، واعتنى بهن، وكان - صلى الله عليه وسلم - حريصا على تبليغهن أحكام الشريعة ليتمكنَّ من عبادة الله -عز وجل- على أكمل وجه، ولا سبيل لذلك إلا بالعلم.
أخلاق حاملة القرآن الكريم
  • تتقي الله في السر والعلانية، حافظةً للسانها، إن تكلمت تكلمت بعلم، وإن سكتَت سكتت بعلم، قليلة الخوض فيما لا يعنيها.
  • تطلب الرفعة من الله -عزّوجل- لا من المخلوقين.
  • تبر والديها فتخفض لهما جناحها، وتخفض لصوتهما صوتها، وتبذل لهما مالها، وتنظر إليهما بعين الوقار والرحمة.
  • تصل الرحم، وتكره القطيعة، رفيقة في أمورها كلها، صبورة على تعليم الخير، تأنس بها المتعلّمة، وكل مجالسها تُفيد خيرًا.
من فتاوى النساء
  • سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن النساء اللاتي يغتبن أزواجهن في مجالس النساء ويتحدثن عنهم بشكل غير لائق؟ فقال -رحمه الله:
نصيحتي لهؤلاء النساء ولغيرهن أيضًا: أن يتقوا الله -عزوجل-، وأن يتجنبوا الغيبة، فإنها من كبائر الذنوب، والذي اعتُدي عليه بالغيبة سوف يأخذ من حسنات الذي اغتابه، ولقد مثل الله -تعالى- الغيبة بأقبح مثال، فقال -عز وجل-: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}، ولو أن المرأة شكت إلى أمها مثلا حال زوجها ومعاملته إياها، لتفرّج عما فيها، وتبحث عن حلّ بينها وبين زوجها فهذا لا بأس به؛ لأنه يراد به المصلحة ولابد منه، وأما إذا كان مقصود المرأة التشهير بزوجها، ونشر معايبه بين النساء فهذا من كبائر الذنوب ولا يحلّ.
من آداب النصيحة
عندما تهمّين بنصيحة إحداهن استحضري ثلاثة أمور أساسية:
  • أنّك ناصحة ولستَ بفاضحٍة، فحاولي أن تُسِرّيَ في نصيحتك إلّا للضرورة.
  • أنت مجرّد ناصحة ولست بالهادية فالهداية بيد الله وحده، حتى لا تعنّفين على المنصوحة أو تفقدين الأمل في تكرار النصيحة.
  • استحضري أنك لستَ أفضل من المنصوحة وإن رأيتها عاصية لله -تعالى-، فلا يصيبك العُجب بنفسك وطاعتك.
المقصود من الأمر بالحجاب
قال الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-: والمقصود من الأمر ‎بالجلبــاب، إنما هو ستر زيـنة المرأة، فلا يعقل حـينئذٍ أن يـكون الجلبـاب نفسه زينة، ‏لذلك أوجب الإسلام على المرأة أن تحفظ زينتها الظاهرة بثوب واسع ليس زينة في نفسه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #73  
قديم 25-07-2024, 09:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 139,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1226

الفرقان



جمال المرأة الحقيقي في حيائها
الحياء من شعب الإيمان، ومن أجلّ صفات المؤمنين، وهو خلق الإسلام، فعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ». والرجل والمرأة سواء في الحاجة إلى هذا الخلق الكريم، إلا أنّ المرأة بفطرتها أقرب إلى هذا الخلق، وأحوج إليه من الرجل، ولذلك يضرب المثل بحيائها، ففي صحيح البخاري، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَشَدَّ حَيَاءً، مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وكلما كانت المرأة متصفة بالحياء متحلية به، كان ذلكم أكمل في أخلاقها، وأجمل في حليتها وزينتها.
المرأة والعناية بالقرآن الكريم
مع كثرة الفتن وتتابعها في زماننا وانفتاح أبواب الشهوات على مصارعها، كان لابد من توجيه كل مسلم ومسلمة يريدان الخلاص، إلى أهم أسباب النجاة والعصمة، ألا وهو كتاب الله -تعالى- وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - اللذان من تمسك بهما فلن يضل أبدا. والنساء اليوم أحوج ما يكن إلى الارتباط بالقرآن حفظًا وفهما وتدبرًا وعملاً، ولقد كانت الصحابيات -رضوان الله عليهن- حريصات على تعلم القرآن مباشرة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا سيما أمهات المؤمنين، فعائشة وحفصة وأم سلمة -رضوان الله عليهن - حفظن القرآن الكريم، وكانت حفصة -رضي الله عنها- تعرف الكتابة، وهو ما دعا إلى ائتمانها على الصحف التي كتب فيها القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان اهتمامهن -رضوان الله عليهن- أيضا بفهم معانيه، ومعرفة أحكامه ومراميه، روى البخاري أن عائشة -رضي الله عنها- كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من حوسب عذب، قالت عائشة، فقلت: أوليس يقول الله -تعالى-: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} قالت، فقال: «إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب يهلك»، ووقع نحو ذلك لحفصة -رضي الله عنها- لما سمعت: «لا يدخل النار أحد ممن شهد بدرا والحديبية، قالت: أليس الله يقول: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} فأجيبت بقوله: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا}»، وكانت عناية الصحابيات بحفظ كتاب الله -عزوجل- كبيرة، منهن من حفظته كله ومنهن من حفظت بعضه، وكانت أم ورقة -رضوان الله عليها- تحفظ القرآن كله، وممن حفظت القرآن أيضًا من نساء الصحابة أم الدرداء الكبرى، وأمها خيرة بنت أبي حدرد، وكانت من فضليات النساء وعقلائهن وذوات الرأي فيهن مع العبادة والنسك.
توجيهات القرآن للمرأة فيها عزها
توجيهات القرآن للمرأة فيها العز لها ولمجتمعها، وفيها الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، والواجب على المرأة المسلمة التي منَّ الله عليها بالإيمان، وهداها للإسلام، وعرَّفها بمكانة القرآن، وجعلها من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - خير الأنام، أن تعطي لآداب القرآن وتوجيهاته وهداياته قدرها، وأن تعرف لها مكانتها، وأن تأخذ بها مأخذ العزم والحزم والجد والاجتهاد، وأن تربأ بنفسها عمن تاهت بهم الأفكار وانحرفت بهم السبل، وحادوا عن هدايات القرآن الكريم.
من هدايات القرآن للمرأة المسلمة
من هدايات القرآن للمرأة المسلمة: أنه أمرها بالحجاب ولزومه والمحافظة على الستر والحشمة، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}(الأحزاب: 59)، وأن تحذر من التبرج والسفور فعل أهل الجاهلية الجهلاء، قال -تعالى-: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}(الأحزاب: ٣٣). ومن هدايات القرآن للمرأة المسلمة: أنها إذا اضطرت إلى الحديث مع رجل وأحوجها الأمر إلى ذلك ألا تخضع بالقول؛ لئلا يكون خضوعها به سببًا لطمع من في قلبه مرض من الرجال: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}(الأحزاب: 32). ومن هدايات القرآن للمرأة: أن تلزم بيتها، وألا يكون خروجها منه إلا لحاجة تدعوها لذلك، قال الله -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}(الأحزاب: 33) ومن هدايات القرآن للمرأة المسلمة: أن تغض بصرها، وأن تحفظ فرجها، وأن تصون عرضها، وأن تحافظ على شرفها وكرامتها {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}(النور: 31). ومن هدايات القرآن للمرأة المسلمة: ألا تحاول لفت أنظار الرجال إليها، واجتذابهم للنظر إلى محاسنها: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ}(النور: 31).
حديث السبعة ليس خاصا بالرجال وحدهم
  • سئل الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله- عن حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، هل هو خاص بالذكور أم أن من عمل به من النساء تحصل على الأجر المذكور في الحديث؟
فقال -رحمه الله-: ليس هـذا الفضل المذكور في هـذا الحديث خاصا بالرجال، بل يعم الرجال والنساء، فالشابة التي نشأت في عبادة الله داخـلة في ذلك، وهكـذا المتـحابات في الله من النساء داخـلات في ذلك، وهكـذا كـل امـرأة دعاها ذو منصب وجمال إلى الفاحشة فقالت: إني أخاف الله، داخلة في ذلك، وهكذا من تصدقت بصدقة من كسب طيب لا تعلم شمالها ما تنفق يمينها داخلة في ذلك، وهكذا من ذكر الله خاليًا من النساء داخل في ذلك كالرجال، أما الإمامة فهي من خصائص الرجال، وهكذا صلاة الجماعة في المساجد تختص بالرجال، وصلاة المرأة في بيتها أفضل لها، كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم .
محافظة المرأة على صلاتها
من صفات المرأة الصالحة محافظتها على صلاتها؛ فلا تؤخرها إلى أن يخرج وقتها، ولا تُقدِّم على صلاتها أي عمل آخر؛ لأنَّ تأخير الصلاة إلى خروج وقتها من كبائر الذنوب؛ فالصلاة في أول وقتها، من أفضل الأعمال، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: «الصلاة في أول وقتها».
من الأخطاء التي تقع فيها النساء عدم الاهتمام بطلب العلم الشرعي
كثير من النساء لا تهتم بطلب العلم الشرعي؛ ظنًا منها أن ذلك ليس بواجب عليها، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، فعلى كل مسلمة أن تسعى لطلبه والعمل على تحصيله، ومن أعرض عن تعلم العلم الشرعي وقع في أخطاء جسيمة عظيمة، فكم سمعنا عن نساءٍ يخالفن أشياء معلومة من الدين وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، فهذه امرأة لا تحسن الوضوء أو الصلاة أو لا تعلم شيئاً عن أحكام الحيض والنفاس، وغيرها من أمور العبادة الأساسية، ولو علمت المرأة ما في طلب العلم ما تكاسلت عنه .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #74  
قديم 01-08-2024, 04:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 139,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1227

الفرقان



إشارة قرآنية بليغة
وردت إشارة بليغة في قوله -تعالى-: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}(الأحزاب:34)، وهي كيفية المحافظة والاستمرار على بيت الزوجية، وذلك بتعليم القرآن والسنة فيه، وتربية النشء على ذلك، فكأن القرآن يقول: إذا أردتِ - أيتها المرأة - أن يبقى هذا البيت لكِ؛ فلا يكُنْ همكِ الأول تزيينه وترتيبه وتنظيفه فقط، إنما عليكِ أن تجعلي لكِ وقتًا تتدارسين مع زوجكِ وأبنائكِ فيه كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم .
مكانة المرأة المسلمة في بيتها
جعل القرآن مكانة عالية للمرأة، في بيت الزوجية، وكأنها هي مالكته الفعلية؛ وذلك لقيامها بشؤونه الداخلية: رعاية، تربية، تغذية، إشرافًا، إدارة، متابعة، وغيرها من شؤون الحياة البيتية؛ لذلك فإن البيت السعيد، البيت الصالح، لا يشرف إلا بزوجة صالحة، تقية، نقية. فهذه بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - رغم مكانته -عليه الصلاة والسلام-، وهي بيوته وملكه، نُسبت تلك البيوت الطاهرة، لأولئك الأمهات الطاهرات النقيات، قال -تعالى-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}(الأحزاب: 33)، {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ}(الأحزاب: 34)، هذا الخطاب في الآيتين الكريمتين موجه لزوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - خصوصا، ولنساء المؤمنين عموما، ولو تأملت المرأة المسلمة هذا الشرف العظيم، وهذا الإكرام النبيل، لتبين لها أن هناك إشارة قوية للزوجة أن تحرص على كِيان بيتها، والاعتناء به، وملازمته، والتلذذ بالقيام بشؤونه، وأن تكون حصنًا وثيقًا، وسدًّا منيعًا من كل ما يهدده، من عواصف المكر والخداع التي تحاك لزعزعة الأسرة المسلمة، بالتشكيك في دينها، والتنازل عن مبادئها وأخلاقها، وصولًا إلى شتات أمرها، وتفرق وحدتها. وهنا إشارة لك أيتها الزوجة الفاضلة، ما دام البيت بيتك، والشرف شرفك، وكل شؤونه تحت مسؤوليتك، وأنت مسؤولة وراعية، وقد جاء من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته»، فأول رعاية يجب أن تحرصي عليها، أن تملكي قلب زوجك بالحب، والمودة والرحمة، والاحترام والتقدير؛ فإن هذا أعظم من كل ما تملكينه في البيت، بل هو السبب الذي يوطد ملكك، ويعلي شأنك، ويرفع درجتك.
ما أعظم هذا الدين!
ما أعظم هذا الدين! وما أبلغه في تربية القلوب، والحفاظ على المودة والرحمة! حتى حال النزاع والخلاف الذي قد يصل إلى الطلاق؛ فإن حبل المودة والحب لا ينقطع بسهولة؛ لهذا نهى الشرع الرجال عن إخراج النساء من بيوتهن في حال الغضب والنزاع الذي يترتب عليه التلفظ بالطلاق، فقال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ}(الطلاق: 1)!، ففي هذه الآية قطع لحجة الرجل بأن البيت بيته، ولابد من خروج المرأة بعد طلاقها الرجعي من البيت، بل ما زال البيت منسوبًا إليها، وكأن الشرع يقول له: حتى وإن كان هذا البيت ملكك ماديًّا، إلا أن امتلاك المرأة له معنويًّا أقوى في هذه اللحظات، وهذه الظروف.
من أسباب السعادة الزوجية
  • شعور الزوجين بالرضا عن العلاقة بينهما حتى ولو كان لديهما مشكلات مالية.
  • السلوك الإيجابي بين الزوجين مثل التشجيع والحوار الفعال وسلوك الرعاية.
  • تمتع الزوجين بمهارة الإصغاء والاهتمام والاستجابة لحاجات كل طرف.
  • تحدث الزوجين مع بعضهما ومحاولة حل المشكلات بطريقة بناءة.
  • أن تتسم العلاقة بين الزوجين بالحب والتعاطف.
  • تقدير كلا الزوجين لجهود كل طرف وعدم التقليل منها أو الاستهانة بها؛ فكل ميسر لما خلق له.
  • التسامح والتغافل والعفو بين الزوجين وعدم مقابلة الإساءة بمثلها.
بالشكر تدوم النعم
من النعم العظيمة التي قد تغفل عنها المرأة وجودها في بيت الزوجية، تحت كنف زوج صالح، يرعى شؤونها، ويقوم بحقها، فعلى المرأة أن تشكر الله -تعالى- على هذه النعمة، قال -تعالى-: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}(إبراهيم: 7)، فالمحافظة على هذا الكيان واجبة، طاعةً لله -تعالى-، وتعبدًا بطاعته -سبحانه- وطاعة رسوله، ثم طاعة زوجها في المعروف، والقيام بشؤون البيت وتربية الأبناء والعناية بهم، وهذا يستلزم وقتًا من الزمن؛ لذا فقد يكون كثرة خروج المرأة من بيتها سببًا لضياعه، وتشتيتًا لشمله، وقد يكون أيضًا سببًا لسلب هذا البيت منها بالكلية، فلتنتبه المرأة المسلمة حتى لا تفقد هذه النعمة.
سمية بنت الخياط -رضي الله عنها
أول شهيدة في الإسلام
  • اسمها: سمية بنت الخياط، أم عمّار بن ياسر.
  • إسلامها: كانت من أوائل الذين أسلموا وأظهروا إسلامهم بمكة، وقيل: إنّها كانت سابع سبعة في الإسلام، وقد عُذّبت وأُلبست درعاً من حديدٍ ثمّ صُهر في الشمس، ثمّ جاء أبو جهل وطعنها بحربة فقتلها، وكانت أوّل شهيدة في الإسلام، وذلك قبل الهجرة، وكانت تُعذّب هي وولدها وزوجها، وكان يمرُّ عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويُصبّرهم ويقول: «صبرًا آل ياسرٍ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ»، وكان بنو مخزوم يختارون وقت حمّ الظهيرة ليخرجوهم ويعذّبوهم في رمضاء مكة، ومع ذلك أبت سمية إلا الإسلام.
  • استشهادها: كانت سمية -رضي الله عنها- أول شهيدةٍ في الإسلام، وتُوفّيت قبل أم المؤمنين الكبرى خديجة -رضي الله عنها-؛ لأنَّ سمية تُوفّيت في السنة السادسة من النبوّة، بينما تُوفّيت خديجة -رضي الله عنها- في السنة العاشرة من النبوّة في عام الحزن.
من قواعد الإنصاف في الحوار
من قواعد الإنصاف في الحوار بين الأخذ بالصبر، والرفق، واحتمال الأذى، ومقابلة السيئة بالحسنة، كما قال -تعالى-: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}(فصلت: 34)، وبهذا استمال الرسول - صلى الله عليه وسلم - قلوب أعدائه، وعالج قسوتها حتى لانت، واستقادت، وقبلت الحق؛ وما ذاك إلا بصبره، وتحمله الأذى، قال -تعالى-: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}(فصلت: 35).
العلم النافع من أسباب تقوى المرأة المسلمة
العلم النافع له من الثمرات العظيمة ما يغرسه في نفس المسلمة من تقوى الله -تعالى- والخشية منه، بل إن العلم النافع هو الذي يدفع مباشرة إلى تقوى الله -تعالى-؛ لأنه هو الذي يعرف المسلمة على ربها حق المعرفة، فتخشاه وتهابه، فيدفعها ذلك إلى كل عمل صالح، ويلزم صاحبته بالخلق الفاضل، والأدب الكامل، والاعتصام بالكتاب والسنة، وإخلاص القصد لله -سبحانه-، وبذلك يثمر ثمراته المرجوة منه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #75  
قديم 08-08-2024, 09:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 139,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1228

الفرقان



الأصل في النساء المسلمات لزوم البيوت
الأصل في النساء المسلمات لزوم البيوت، لقول الله -تعالى-: {وَقرْنَ في بيُوتِكنَّ} (الأحزاب:٣٣)، فهو عزيمة شرعية في حقهن، وخروجهن من البيوت رخصة لا تكون إلا لضرورة أو حاجة؛ ولهذا جاء بعدها: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} أي: لا تكثرن الخروج متجملات أو متطيبات كعادة أهل الجاهلية.
دور المرأة المسلمة في عصر الرسالة
لقد كان دور النساء في عصر الرسالة دورًا كبيرًا وفاعلاً، ولقد سجلت المرأة في صفحة الإسلام الخالدة أسطرًا من نور، وأعطت المرأة الصحابية المثال والقدوة لكل امرأة مسلمة من بعدها، حتى تكون مثلها وتحذو حذوها وتسلك سبيلها، وإذا أردنا أن نقدم المثال هنا لعظمة النساء اللواتي التففن حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإن الحقائق التالية تعد في الذروة من الأمثلة التي يمكن أن تسجل في تاريخ نساء العالمين، نذكر ما يلي:
  • ألا يكفي المرأة المسلمة فخرًا أن كانت خديجة أول المسلمين؟
  • ألا يكفي المرأة المسلمة مجدًا أن كانت سمية أول الشهداء في سبيل هذا الدين؟
  • ألا يكفي المرأة المسلمة اعتزازًا أن كانت أسماء -على صغر سنها-، تغدو وتروح على غار ثور في أثناء هجرة سيد المرسلين؟
  • ألا يكفي المرأة المسلمة فخرًا أن كانت أم عمارة ثابتة في معركة أحد؛ إذ كان معظم الرجال من الفارين؟
  • ألا يكفي المرأة المسلمة مجدًا أن كانت عائشة من أكثر المحدثين عن رسول رب العالمين؟
  • ألا يكفي المرأة المسلمة اعتزازًا أن كانت مشورتها في صلح الحديبية سبباً في وئام المسلمين؟
بلى، إن في سجل المرأة المسلمة أمجادًا وفخارًا لا يدنو منها مجد وفخار لنساء غيرهن في العالمين، فلماذا لا تتيه المرأة المسلمة بتاريخها وتعتز؟ ولماذا لا تفتخر المرأة المسلمة بأمجادها وتعتز؟ إن مما يعتز له نساء من نساء العالمين مواقف هي أقل مما وقفته المرأة المسلمة في عصر الدعوة الأولى، وإن مما يعتز به نساء من نساء العالمين أدنى بكثير مما سجلته المرأة المسلمة من مواقف حول رسول رب العالمين.
من أدب الخلاف: ضبط النفس وعدم التنابز
من أهم آداب الخلاف بين الزوجين ضبط النفس، والبُعد عن استخدام العبارات الجارحة أو انتهاج السلوك المؤذي بين الزوجين، كأن يعيّر الزوج زوجته بنقص فيها، أو أن تخدش الزوجة زوجها بنقائصه، ولا سيما إن كانت تلك النقائص مما لا يؤثّر في الدين والخُلق أو يجرح الاستقامة والسلوك، وفي ذلك يجب أن يكون النقد أو التوجيه بأسلوب رقيق تلميحًا لا تصريحًا، ثم المصارحة بأسلوب المشفِق الودود؛ فالانتقاد الحاد والهجوم الصارخ من الممكن أن يقود إلى التعنت ويؤدي إلى العزة بالإثم.
مقاصد شرعية مرعية في قرار النساء بالبيوت
  • مراعاة ما قضت به الفطرة، وحال الوجود الإنساني، وشِرعة رب العالمين، من القسمة العادلة بين عباده من أن عمل المرأة داخل البيت، وعمل الرجل خارجه.
  • مراعاة ما قضت به الشريعة من أن المجتمع الإسلامي مجتمع غير مختلط ؛ فللمرأة مجتمعها الخاص بها، وللرجل مجتمعه الخاص به.
  • قرار المرأة في عرين وظيفتها الحياتية، ألا وهو البيت، يُكسبها الوقت والشعور بأداء وظيفتها المتعددة الجوانب؛ ففي البيت: هي زوجة، وأمّ، وراعية لبيت زوجها، ووافية بحقوقه من سكنٍ إليها، وتهيئة مطعم ومشرب وملبس، ومُربّية جيل، وقد ثبت من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، قال: «المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها».
  • قرارها في بيتها فيه وفاء بما أوجب الله عليها من الصلوات المفروضات وغيرها، ولهذا فليس على المرأة واجب خارج بيتها، فأسقط عنها التكليف بحضور الجمعة والجماعة في الصلوات، وصار فرض الحج عليها مشروطاً بوجود محرم لها.
أخطاء تقع فيها النساء
من الأخطاء التي تقع فيها المرأة المسلمة: ترك طاعة الزوج بالمعروف والنشوز عليه؛ ففي هذا ظلم للزوج بترك حق من حقوقه التي أوجبها الله -عزوجل- ورسوله - صلى الله عليه وسلم - له على المرأة، قال الله -تعالى-: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} (النساء:٣٤)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح»، ويلحق بمعصية الزوج ترك خدمته بالمعروف والتعالي عليه وإلجائه إلى خدمة نفسه وإشغال وقته بذلك، والحاصل من كل ما سبق أن طاعة الزوجة لزوجها في غير معصية الله -تعالى- وفيما تقدر عليه واجبة، وهي حق من حقوق الزوج على زوجته، وتصير المرأة ظالمة لزوجها بتفريطها في ذلك .
حاجة الطفل إلى أم متفرغة
المرأة ذات رسالة تؤجر عليها إن أدتها كما يريد الله -سبحانه وتعالى-، وهي رسالة تتناسب مع تكوينها الفطري؛ لأنها المحضن الدافئ العطوف للأطفال، فهي أقدر من الرجل على إرواء حاجات الطفل من المحبة والحنان وبقية حاجاته الأساسية، التي لو حُرم منها الطفل لعانى الكثير من المصاعب في مستقبل حياته، والطفل في سنواته الأولى على الأقل يحتاج إلى أمّ متفرغة لا يشغلها شيء عن رعاية الطفولة وتنشِئة الأجيال، وأن كل أمر تقوم به خلافًا لتدبير أمور البيت، ورعاية الأطفال، إنما يتمّ على حساب هؤلاء الأطفال، وعلى حساب الجيل القادم من البشرية.
كنز الحسنات
إذا كان الله -تعالى- يكتب للعبد ما عمل من عمل وما ترك من أثر {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ} (يس: ١٢)، فما علّمته المرأة لأبنائها من العقيدة الصحيحة، والقيم الإسلامية الأصيلة، والتعبد لله -تعالى- من صلاة وصيام وذكر وغيره، فقد أبقت جيلا متميزًا من بعدها، وأبقت بابًا للحسنات الجارية لا ينقطع بعد وفاتها، من هنا وجب على المرأة المسلمة الاجتهاد في حسن تربية أبنائها وبناتها؛ فإنهم كنوزٌ لها في حياتها وبعد مماتها، قال رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».
حاجة القلب إلى التزكية
الزكاة في اللغة: النماء والزيادة في الصلاح، فالقلب يحتاج أن يتربى فينمو ويزيد حتى يكمل ويصلح، كما يحتاج البدن أن يربَّى بالأغذية المصلحة له، ولابد مع ذلك من منع ما يضره، فلا ينمو البدن إلا بإعطاء ما ينفعه، ودفع ما يضره، كذلك القلب لا يزكو فينمو ويتمّ صلاحه إلا بحصول ما ينفعه، ودفع ما يضره.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #76  
قديم 14-08-2024, 06:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 139,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1229

الفرقان



المرأة هي الدعامة الأساسية في الإصلاح
المرأة هي الدعامة الرئيسية للبيت، وواجبها صيانة بيتها، والمحافظة على أن يستمر في أداء مهمته الخالدة في تنشئة أبناء هذه الأمة على الإسلام، وقد عرفنا -فيما يقصه علينا التاريخ من أنباء- عمالقةً كان للبيت المسلم تأثير كبير عليهم، ومنهم ابن تيمية -رحمه الله- الذي كان لبيته الفاضل أثر واضح في تنشئته على العلم والصلاح والإصلاح، وغيره كثير.
الزوجة الصالحة التي نريد
جاءت امرأةٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالتْ: إني رسولُ النساء إليك، وما منهنَّ امرأةٌ علِمتْ أو لم تعلَم إلا وهي تهوى مخرجي إليك، الله رب الرجال والنساء وإلههنَّ، وأنت رسولُ اللهِ إلى الرجال والنساء، كُتِب الجهادُ على الرجال، فإن أصابوا أثْروا، وإن استشهدوا كانوا أحياءً عند ربهم، فما يعدِلُ ذلك مِن أعمالهنَّ؟ قال: «طاعةُ أزواجهنَّ، والمعرفةُ بحقوقهم، وقليلٌ منكن تفعلُه»، هنا يضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أساسينِ ينبغي أن تتطلع كلُّ زوجةٍ تريد لنفسها الفلاح، ولزواجها النجاح: الأساس الأول هو: طاعة زوجها.
الأساس الثاني هو: القيام بحق الزوج.
إذًا ما صفات هذه هي الزوجة التي نريد؟
  • نحن نُريد الزوجة الودودَ الحانية المحبة؛ تصديقًا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيرُ نساءٍ رَكِبن الإبل صالحُ نساء قريش، أحناه على ولدٍ في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده».
  • نريد الزوجة الراعيةَ لبيت زوجها، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «والمرأةُ راعيةٌ في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها».
  • نريدها زوجة مؤمنة تُعينه على إيمانه، مستقيمة تحكُمُها ضوابطُ الشريعة وقِيَمُها.
  • نريد الزوجة التي تُفكِّر بعقلٍ ومنطقٍ وتدبُّرٍ، وتعرف ما لها وما عليها؛ لتستطيع تخطِّي العقبات داخل أسرتِها، وتُوازِن بين الحقوق والواجبات.
  • نريد الزوجة التي تَسُرُّ زوجها، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله -عز وجل- خيرًا له من زوجة صالحة؛ إن أمرها أطاعَتْه، وإن نظر إليها سرَّتْه، وإن أقسَم عليها أبرَّتْه، وإن غاب عنها نصحَتْه في نفسها وماله».
خطورة التقليد الأعمى
أمرنا الله -عزوجل- أن نتَّبِع سنة المرسلين، وعباده المتقين الطيبين، ولا نحيد عن هذا الطريق؛ فقال -تعالى-: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ}(لقمان:15)، لكننا نجد من النساء مَن حادت عن الجادة، وأخذت تحاكي الغرب، في اللباس والزينة والطعام والشراب والكلام، والعادات والتقاليد، وكثير من أمور الحياة، وكأنه لا دين لها يأمرها، ولا شرع لها يحكمها، ولكن الأمر كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كما عند البخاري: «لتَـتَبِعُن سُنَن الذين من قبلكم، شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى ولو دخلوا جُحر ضبٍ لاتبعتموهم، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال فمَن؟!»، فعلى المرأة أن تحذر من الوقوع في هذا الفخ الكبير، وعليها أن تلزم صراط الله المستقيم حتى تنجو بنفسها يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
دور الأسرة في تعزيز الأمن الفكري
أكدت الشريعة على دور الأسرة؛ فالأسرة نواة المجتمع، وأيُّ إهمالٍ أو تقصيرٍ من الأسرة تُجاه أفرادها قد يكون سببًا وعاملاً من عوامل الانحراف الفكريّ، فدور الوالدين من الأدوار المهمة، فَهُم الَّذين يزودون المجتمع بأفرادٍ واعيين وغيورين على أمن أوطانهم واستقرارها، ويسعون لأن يكونوا شخصياتٍ متسلحةً بالعلم والمعرفة، على أساسٍ فكريّ مبنيّ على الوسطيّة والثّقافة المعتدلة، وعلى التَّسامح والعفو، وعلى ضبط الانفعالات والسلوكيّات، ولتحقيق ذلك لابد للأسرة من متابعة ما قد يطرأ على الأبناء من مظاهر الانحراف الفكريّ، والسلوكي، والأخلاقي وغير ذلك من مظاهر الانحراف.
خطوات تعزيز الأمن الفكري لدى الأبناء
  • أولًا: الدعم العاطفي للأبناء، وإحساسهم بالحب والأمان والاحتواء وتحقيق مبدأ العدالة والمساواة في التعامل معهم، وسدّ منابع الشعور بالحقد والكراهية، وتحصينهم ضد أي استغلال قد يتعرضون له.
  • ثانيًا: تنمية مهارة التفكير النقدي لدى الأبناء، وتدريبهم على تمحيص ما يُعرض عليهم من محتوى، وممارسة التقييم فيما يُبث عبر وسائل الإعلام المختلفة، والتمييز بين المقبول وغير المقبول أخلاقيا، كذلك حسن اتخاذ القرار بشأنها.
  • ثالثًا: اتباع أسلوب الحوار الفعّال والتفاهم البنّاء مع الأبناء؛ لما له من أهمية في تقوية العلاقات الأسرية بين أفرادها، وعدم الخوف من الحديث عن مشكلاتهم أمام والديهم، وما يتعرضون له مخاطر إلكترونية أو تهديدات أمنية.
  • رابعًا: تفقد أحوال الأبناء وملاحظة سلوكياتهم، ونوعية ملابسهم، والمصطلحات التي يتداولونها، سيساعد الوالدين على فهم التغيّر في شخصية الأبناء، والتصرف المبكّر حيال ذلك التغيّر.
  • خامسًا: تبصير الأبناء بمخاطر الاستخدام غير الآمن للإنترنت، وتقويتهم للتصدي لأية مكائد تستهدف اجترارهم إلى جماعات افتراضية منحرفة، أو تأثير التيارات الفكرية الفاقدة للهوية.
النوار بنت مالك الأنصارية.. صاحبة أول هدية أهديت للنبي - صلى الله عليه وسلم
صحابية جليلة كانت متزوجة من ثابت بن الضحاك، فولدت له زيد بن ثابت وأخاه يزيد، قتل زوجها يوم بعاث، وكان عمر زيد ست سنوات، كانت أمًّا كريمة شهمة حكيمة، آمنت بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، قبل مقدمه المدينة، فراحت تغذي زيدًا على مائدة القرآن وحفظه، وحب المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وقد عرف قلب زيد الصغير طعم هذا الحب وبركته من أول يوم التقى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد كان لقاء كرم وحسن ضيافة؛ إذ كانت أول هدية أهديت للحبيب المصطفى حين نزل بدار أبي أيوب الأنصاري، قصعة من طعام جاء بها زيد، أرسلته بها أمه النوار.
من الأخطاء التي تقع فيها النساء: أن تصف المرأةُ المرأةَ لزوجها
وهذا الأمر لا يجوز شرعًا، فقد أخرج البخاري من حديث عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تباشر المرأةُ المرأةَ حتى تصفها لزوجها كأنه ينظر إليها»، والحكمة في هذا النهي سد الذرائع والخشية من أن يعجب الرجل بالوصف المذكور، فيفضي ذلك إلى تطليق الواصفة والافتتان بالموصوفة، «والزوج في الحديث ليس مقصودا، بل وصفها ممنوع حتى لأخي الزوجة أو ابنها ونحوهما»، فانظري أختي الكريمة - رحمك الله - بعين الحكمة إلى هذا الحديث وما فيه، فإذا كان وصف امرأة لامرأة مثلها لرجل أجنبي عنها لا يراها يؤدي إلى المفاسد، فكيف حال مَن تخرج من بيتها كالعروس، تعرض جمالها وزينتها في كل محفل وشارع ونادٍ؟!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #77  
قديم 22-08-2024, 11:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 139,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1230

الفرقان



جددي نيَّتك مع الله
النية الصالحة تحول الأعمال العادية التي لا أجر فيها ولا ثواب إلى عبادة يؤجر عليها صاحبها؛ لذلك على المرأة المسلمة أن تجعل حياتها الزوجية كلها لله، فتهَب كلَّ تعبها في بيتها، وسعيها لإسعاد زوجها، وعنائها في تربية أبنائها لله -عزوجل- قال -تعالى-: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام: 162)؛ فيهون التعب، وتزول الصعاب، ولا يضيع جهدك هباء.
بيتك أمانة فاحفظيها
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، فالأميرُ الَّذي على النَّاسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم، والرَّجلُ راعي أهلِ بيتِه وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بَعْلِها وولدِه وهي مسؤولةٌ عنهم»، لقد جعل الإسلام مكانة عالية للمرأة، في بيت الزوجية، وكأنها هي مالكته الفعلية؛ وذلك لقيامها بكل شؤونه الداخلية: رعاية، وتربية، وتغذية، وإشرافًا، وإدارة، ومتابعة، وغيرها من شؤون الحياة البيتية؛ لذلك عليها أن تتحمل مسؤوليتها تجاه هذا البيت، ومن الأمور التي تعين المرأة على ذلك أن نستحضر ما يلي:
  • أولا: وقاية النفس والأهل نار جهنم، والسلامة من عذاب الحريق، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (التحريم: 6).
  • ثانيا: عظم المسؤولية الملقاة على راعي البيت أمام الله يوم الحساب، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله -تعالى- سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته».
  • ثالثا: البيت مكان لحفظ النفس، والسلامة من الشرور وكفها عن الناس، وهو الملجأ الشرعي عند الفتنة: قال - صلى الله عليه وسلم -: «طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «سلامة الرجل من الفتنة أن يلزم بيته».
  • رابعًا: الاهتمام بالبيت هو الوسيلة الكبيرة لبناء المجتمع المسلم؛ فإن المجتمع يتكون من بيوت هي لَبِناتُه، والبيوت أحياء، والأحياء مجتمع، فلو صلحت اللبنة لكان مجتمعا قويا بأحكام الله، صامدًا في وجه أعداء الله، يشع الخير ولا ينفذ إليه شر، فيخرج من البيت المسلم إلى المجتمع أركان الإصلاح فيه، من الداعية القدوة، وطالب العلم، والزوجة الصالحة، والأم المربية، وبقية المصلحين .
احرصي على عدم إظهار الخلافات الزوجية أمام الأبناء
يندر أن يعيش أهل بيت دون نوع من الخصومات، ولكن مما يزعزع تماسك البيت، ويضر بسلامة البناء الداخلي هو ظهور الصراعات أمام أهل البيت، فينقسمون إلى معسكرين أو أكثر، ويتشتت الشمل، فضلا عن الأضرار النفسية على الأولاد وعلى الصغار بالذات، فتأملي حال بيت يقول الأب فيه للولد: لا تكلم أمك، وتقول الأم له: لا تكلم أباك، والولد في دوامة وتمزق نفسي، والجميع يعيشون في نكد، فلنحرص على عدم وقوع الخلافات بدايةً قدر المستطاع، وإن وقعت فلنحاول إخفاءها والسعي لحلها بهدوء بعيدًا عن الأبناء.
أخطاء تقع فيها المرأة المسلمة
من الأخطاء التي تقع فيها الزوجة العناد ومحاولة فرض الرأي، فعلى المرأة أن تعلم أن هذا الأمر ليس دليلاً على قوة شخصيتها؛ فقوة شخصية المرأة تكمن في احتوائها لزوجها، ورقَّتِها، ومدى تأثيرها، فالصوتُ العالي، والتجهُّم، وأخذُ المواقف العنيفة، أو الخصام، كلُّ تلك الأشياء المجرَّبة لن تفيد؛ وإنما الذي يفيد هو احتكام العقل، واستدعاءُ مشاعر التسامح والودِّ، التي أثبتتْ مدى فاعليتها في حل كثير من المشكلات.
خطوات تقرب بينك وبين والدة زوجك
الزَّوجة الحكيمةُ صاحبةُ العقل والفِطنةُ تبدأُ ببابِ حماتها؛ لتطرقَ عليه قبلَ بابِ زوجها؛ لأنَّ الوصول إلى قلبِ زوجها يبدأ مِن بوَّابة أُمِّه؛ فعليها أن تكون عونًا له على برها، ولتعلم أنها كما تدين تدان، ومن الأمور التي تعين المرأة على بناء علاقة جيدة مع والدة الزوج ما يلي: (1) مَحْو الصورة السلبيَّة عن الحماة التي بناها الإعلام في عقولنا، بأنَّ والدة الزوج امرأة متسلِّطة ويجب ألا تحبيها، بل ابدئي بالحبِّ والصداقة ولا تلتفتي لأقوال الصَّديقات، وحكاياتِ الجارات، ، وستبهرك النتائج. (2) ذكِّري زوجَكِ دائمًا ببرِّ أمِّه والإحسان إليها وصلتها وقضاء حوائجها. (3) خُصِّيها ببعض الأسرار، حتَّى ولو لم تكن مهمَّة بالنسبة لكِ، ولكن لتشعريها بمدى أهمِّيَّتِها في حياتك، وعِظَمِ مكانتها. (4) لا تنسيها مِن أطباقك الشَّهيَّة، ومأكولاتك المميَّزة، واطلبي من أبنائك الاهتمامَ بها، والسؤالَ عنها. (5) إذا حَدَث منها بعضُ التدخُّل أو المشكلات، فتجاوزيها بذكاءٍ، متذكرةً أنَّها في مقام أمِّك، واسألي نفسك، ماذا لو كانت أُمُّك مكانَها، كيف كنتِ ستعاملينها؟ (6) الزَّوجة العاقلة لا تَدخُل مع حماتها في صِراعٍ على قلْب الزوج، فهو بالتأكيد يحمل قلبًا يسعكمَا معًا. (7) تذكَّري ابنك حينَ يَكْبَر، وتُصبح له زوجةٌ، كيف ستُعاملك؟ هل كما عاملتِ حماتك؟! (8) تذكَّري كم هي تحبُّ زوجَك وأبناءَك، وتخشى على مصلحتكم، وتدعو لكم! فاغفري لها أيَّ شيءٍ، وتجاوزي عن أيِّ فِعْل. (9) إن أردتِ أن يدومَ احترامُ زوجك لأمِّك وعائلتك، فاحترمي كذلك أمَّه وعائلتَه. (10) مِن باب الفضل والرَّحمة، عليك مساعدتها في أمورها الشخصية إن كانتْ طاعنةً في السِّنِّ؛ فهي كأُمِّك. وأخيرًا: اطلبي منها دائمًا الدُّعاء لكِ ولزوجك وأبنائِك؛ فالأم دعاؤُها مستجابٌ.
كيف أكون صديقة لابنتي؟
الأم الناجحة هي أهم صديقة لبناتها، وهذه المسألة تعد من أهم أسس التربية وحماية بناتنا من أي مشكلات سلوكية وأخلاقية؛ لما فيها من جرعات العطف والأمن والاهتمام والتقدير، ومما يعمق الصلة بين المرأة وبنتها ما يلي:
  • اللجوء إلى الله بالدعاء فهو -سبحانه- من يؤلف القلوب.
  • الاشتراك مع البنت في بعض الطاعات كالصلاة وتلاوة القرآن وطلب العلم.
  • الحوار والمشاورة في أمور الفتاة الخاصة بها ثم في أمور المنزل.
  • الافتخار بالبنت والثناء عليها ولا سيما في حضور من تحب.
  • الحرص على التواصل الجسدي واللمسات الحانية.
  • حسن الإنصات والتواصل والتفاعل.
  • زيادة الاهتمام بها في أمورها الشخصية والحياتية.
  • منحها مساحة من الثقة المشوبة بالحذر.
  • احترام آرائها واختياراتها ولا سيما إن لم تكن فيها مخالفة شرعية.
  • عدم تفضيل غيرها عليها.
  • اصطحابها إلى مواطن العلم والخير.
  • مناداتها بأحسن الأسماء والكنى.
  • تقدير المرحلة العمرية التي تمر بها.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #78  
قديم 28-08-2024, 10:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 139,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1231

الفرقان



مِن أجلِّ الأعمال وأفضلها
مِن أجلِّ الأعمال وأفضلها، وأكثرها ثوابًا وأجرًا -التي يمكن للمرأة أن تفعلها- هي الدعوة إلى الله -تعالى- وإرشاد غيرها من المسلمات إلى طريق الهداية والرشاد، كما دلَّتْ على ذلك نصوصُ الكتاب والسنَّة الصحيحة، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: «مَن دعا إلى هُدًى كان له مِن الأجْر مثلُ أجور مَن تبِعه لا ينقُص ذلك مِن أجورهم شيئًا»، وكقوله - صلى الله عليه وسلم : «مَن دلَّ على خيرٍ فله مِثل أجْر فاعله».
دور المرأة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
حثَّ المولى - تبارك وتعالى- نِساء النبي - صلى الله عليه وسلم - على الحِسْبة، وأرشدهنَّ إلى آداب ذلك، فقال -تعالى-: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا} (الأحزاب: 32). قال ابن عبَّاس -رضي الله عنهما - في قوله -تعالى-: {وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا} «أمْرهنَّ بالأمر بالمعروف، ونَهْيهنَّ عن المنكر»، وقد بيَّن العلماءُ أنَّ الحسبة واجبةٌ على النِّساء كوجوبها على الرِّجال، مع مراعاة الآداب الشرعيَّة المنوطة بها، قال الإمام ابنُ النحَّاس الدمشقي -رحمه الله تعالى-: «إنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبٌ على النساء كوجوبِه على الرِّجال؛ حيثُ وُجِدت الاستطاعة، وقال الشيخ ابن باز - رحمه الله - في ردِّه على سؤال: عن المرأة والدعوة إلى الله، ماذا تقولون؟ فأجاب -رحمه الله تعالى- بقوله: «هي كالرَّجُل، عليها الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنَّ النصوص مِن القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة تدلُّ على ذلك»، ولتعلم المرأة أنها نِصف المجتمع، فإذا قامتْ بدورها اكتملَ المجتمع، وإذا لم تقمْ بدورها تعطَّل نصف المجتمع، وعليها مسؤولية كما على أخيها الرجل، فعن عبدِالله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّه سمِع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كلُّكم راعٍ ومسؤول عن رعيته» إلى أنْ قال: «والمرأةُ في بيت زوجها راعية، وهي مسؤولةٌ عن رعيتها».
نماذج في الدعوة والاحتساب
أسهمتْ المرأة المسلمة إسهامًا عظيمًا في جانب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد سطرتْ لنا كُتب السنَّة الصحيحة، نماذجَ احتسابيَّةً فريدةً مِن حياة المرأة المسلمة قديمًا وحديثًا، ومن هذه النماذج الفريدة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- ومن مواقفها احتسابها على امرأةٍ لبست بردًا فيه تصليب، فعن أمِّ عبدالرحمن بن أُذينة قالت: «كنَّا نطوف بالبيت مع أمِّ المؤمنين -رضي الله عنها- فرأتْ على امرأة بردًا فيه تصليب، فقالت أم ‏المؤمنين -رضي الله عنها-: «اطْرَحِيه، اطرحيه، فإنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى ‏نحوَ هذا قَضَبَه، أي: قطعه، وعن علقمةَ بن أبي علقمةَ عن أمِّه، قالت: «رأيتُ حفصةَ بنت عبدالرحمن بن أبي بكر -رضي عنهما- وعليها خمارٌ رقيق يشفُّ عن جيبها‏، فشقَّتْه عائشة -رضي الله عنها- وقالت: «أمَا تعلمين ما أَنْزل الله في سورة النور، ثم دعتْ بخمار فكستْها، ومن ذلك أنَّ دخلتْ مولاتها عليها، وقالتْ لها: «يا أمَّ المؤمنين طُفتُ بالبيت سبعًا واستلمتُ الرُّكن مرَّتين أو ثلاثًا!»، فقالت لها عائشة -رضي الله عنها-: «لا آجَرَك الله، لا آجَرك الله، تدافعين الرِّجال، ألاَ كبَّرْتِ ومررتِ؟!»
الحسبة مِن أهم صفات المؤمنين والمؤمنات
قال الله -تعالى-: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة: 71)، فهذه الآية تدلُّ على أنَّ الحسبة واجبةٌ على الرِّجال والنساء، كل حسب قُدرته وعِلمه، وتدلُّ أيضًا على أنَّ الحسبة مِن أهم صفات المؤمنين والمؤمنات، وتدلُّ على أنَّ مَن اتصف بهذه الصفات كلها، فإنَّه أهلٌ لنيل رحمة الله، سواء كان ذلك رجلاً أو امرأة.
من الأخطاء التي تقع فيها بعض النساء
إطلاق البصر فيما نهي الله عنه
قال تعالي: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} (النور:٣٠-٣١)، قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: «فأمر الله -عزوجل- في هاتين الآيتين المؤمنين والمؤمنات بغض الأبصار وحفظ الفروج، ولأن إطلاق البصر من وسائل مرض القلب ووقوع الفاحشة وغض البصر من أسباب السلامة من ذلك»، وانظري أيتها الأخت الكريمة كيف أن الله ختم الآية بقوله: {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}، وذلك ليعلم كل إنسان أن الله خبير بما يصنعه الناس، وأنه لا تخفى عليه خافية، وفى ذلك تحذير للمؤمنين والمؤمنات من ركوب ما حرم الله عليهم والإعراض عما شرعه لهم، وتذكير لهم بأن الله -سبحانه- يراهم ويعلم أفعالهم وأحوالهم، كما قال -تعالى-: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} (غافر١٩).
الصحابية أم الدرداء -رضي الله عنها
هي هجيمة بنت حيَي الأوصابية، زوجة أبي الدرداء الصحابي المعروف العالم الورع، نشأت على حب العلم، وواصلت المسير، حتى كانت فقيهة يأخذ عنها العلماء، عرضت القرآن مرات على أبي الدرداء، وأخذت عن الصحابة - رضوان الله عليهم -، وأخذ عنها كثيرون، كانت عابدة مهيبة فإذا أتاها الناس ذكروا الله -تعالى-، وتتجمع النساء إليها يأخذن عنها، ويتعبدن معها، وبعد وفاة زوجها - رضي الله عنه - استمرت تعلم وتقرئ وتعود النساء على العبادة حتى زمن عبد الملك بن مروان، فكان كثيرًا ما يجلس إليها في مؤخر المسجد بدمشق.
مسلمةٌ وأفتخر!
حُقَّ للمرأةِ المسلمةِ أن ترتفعَ وتسموَ بهذا الشُّعور-شعور أنها على دين الإسلام- حُقَّ لها أن تفتَخِرَ بدينٍ أعلى من قدرها فهي بالإسلامِ جوهرةٌ غاليةٌ مصونةٌ، محفوظةٌ بحجابها من كلِّ أذى وسوء، دينٍ أعلى من قدرها منذُ أن كانت ابنةً في كنفِ والديهاَ، يسقيانها حنانًا وعاطفةً ويرفقانِ بها في كُلِّ أمرٍ، وقد أوجبَ عليهما تعليمها وتثقيفها بما ينفعها في الدُّنيا والآخرةِ، وجعلَ لوالدها ثواباً عظيماً لقاءَ تربيتها تربيةً صالحةً، حق لها أن تفتخر بدينٍ اختصها بحقِّ الميراثِ، من دونِ أن يجبرها على الإنفاقِ منه على نفسها أو على أحدٍ آخر، بل أبقى رعايتي حقّاً لها على مَنْ يعولُها من محارمها، وتركَ لها حرِّيَّةَ التصرُّفِ بمالها كاملةً غير منقوصةٍ، وكرَّمها بأن جعلَ في القرآنِ سورةً سمَّاها سورةَ النِّساءِ، يتلوها المسلمونَ في مشارقِ الأرضِ ومغاربها، حُقَّ لها أن تفتخرَ بدينها وتعتزَّ بانتمائها إليهِ وعبوديَّتها للهِ -تعالى-، فلا تلتفتُ لمن يريدُ أن يسلبها ما هي عليه من النَّعيمِ، حُقَّ لها أن تمضيَ غير عابئةٍ بشعاراتٍ طنانة رنَّانةٍ فارغةٍ من كُلِّ معنًى سامٍ وهدفٍ نبيلٍ، مولِّيَّةً وجهها شطرَ ربِّها -سبحانه- تريدُ رضاهُ وتخافُ سخطهُ، وترجوهُ وحدَهُ ملاذاً ومعيناً وحافظاً.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #79  
قديم 05-09-2024, 08:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 139,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة والأسرة

المرأة والأسرة – 1232

الفرقان




معلمات الأجيال المسلمة
الواجب أن تكون معلمات الأجيال المسلمة نخبة صالحة، تحمل همّ الإسلام، وتسير بخطوات إيجابية في تعليم الأجيال المسلمة وتثقيفها، وتزويد بناتنا بأساليب التربية التي تفيدهن مستقبلاً، وتنقذهن من الوقوع في براثن الانحراف الفكري والعقدي والإلحاد.
الاهتمام بالبنات وأثره في صلاح المجتمع
قالوا في الأثر: تعليم رجل هو تعليم لشخص واحد، بينما تعليم امرأة واحدة يعني تعليم أسرة بكاملها؛ لذلك فإننا بتعليم بناتنا وتنشئتهن النشأة الصالحة نُزيل الهوة الكبيرة التي تفصل أمتنا عن التقدم في كثير من ديار المسلمين. بل إن ديننا الإسلامي بلغ فيه حب العلم والترغيب في طلبه، أن دعا إلى تعليم الإماء من نساء الأمة؛ كي تزول غشاوة الجهل، وتسود المعرفة الواعية، وقبل ذلك ليُعبد الله على بصيرة، وتستقيم الأجيال على أمر الله، قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: «مَن كان له ثلاثُ بناتٍ يُؤدِّبُهنَّ ويرحَمُهنَّ ويكفُلُهنَّ وجَبَت له الجنَّةُ ألبتةَ، قيل يا رسولَ اللهِ: فإن كانتا اثنتينِ؟، قال: وإن كانتا اثنتين، قال: فرأى بعضُ القوم أن لو قال: واحدةً، لقال: واحدة»، ومما يؤسف عليه أن العلمانيين والملاحدة قد سبقوا أصحاب العقيدة السليمة إلى تعليم المرأة، فعاثت نساؤهم في العالم الإسلامي تخريبًا وإفسادًا؛ نتيجة لما يربين عليه الأجيال من مبادئ ضالة ومضلة، وكان للجمعيات النسائية الدور الكبير في صرف بناتنا عن طريق الهدى والرشاد، فلابد من بديل إسلامي لنحصن بناتنا بالتربية الرشيدة، حتى لا يكون موقفنا مجرد النقد واللوم، وذلك بالتعليم النافع، وأساليب الدعوة الجادة بين بنات جنسهن، فلابد من إعداد المرأة إعدادًا مناسبًا لرسالتها بوصفها أنثى، إضافة إلى العلوم الشرعية الواجب عليها تعلمها.
من الأخطاء التي تقع فيها النساء .. مصافحة الرجال الأجانب
كانت السُّنَّة النبوية عندما بايع الرجال النبي صلى الله عليه وسلم يصافحهم ويصافحونه، فلما جاءت النساء ليُبايِعن النبي صلى الله عليه وسلم ظننّ أن نفس الأمر سيكون في حقهن، فقلن: «يا رسول الله، ألا تصافحنا؟!»، فقال النبي صلى الله عليه وسلم كما في: «إني لا أصافح النساء، إنما قَوْلِي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة»، وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «وما مَست يدُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يدَ امرأة لا يملكها»، فإذا لم يفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك، مع عصمته وانتفاء الريبة في حقه، فغيره أولى بذلك؛ لأن مصافحة المرأة للرجل أو العكس من أسباب الفتنة؛ لذلك عمدت الشريعة إلى سد الذرائع المفضية للوقوع في الحرام.
من صفات المعلمة والمربية المسلمة
من أهم صفات المعلمة المسلمة الإخلاص لله -عزوجل- بأن تقصد بتعليمها وجه الله، وتحتسب الثواب منه وحده، وتتطلع إلى الأجر الجزيل الذي ذكره الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: من دل على خير فله مثل أجر فاعله، وأن تربي بنات المسلمين على أدب الإسلام، فيتعلمن العلم ويتعلمن الأدب في آن واحد، والمعلمة المسلمة تنضبط بتعاليم الشرع، ولا تستهين بمخالفته مهما كانت المخالفة بسيطة، والمعلمة المسلمة تتكامل شخصيتها بين الاهتمام بالجوهر ونقاء السريرة، وحسن المظهر، فالمظهر الحسن يؤثر في النفس أيما تأثير.
تأثير المرأة الداعية في النساء
المرأة الداعية تكون أقدر من الرجل على البيان والتبليغ خصوصًا في الوسط النسائي لتجانس الظروف والأحوال، ولأسباب أخرى منها ما يلي:
  • أن مجال تأثر المرأة بأختها سواءً في القول والعمل والقدرة والسلوك أكثر مما تتأثر المرأة بالرجل.
  • أن المرأة بحكم معايشتها للمجتمع النسائي تستطيع أن تطرق المجالات التي تحتاجها المرأة.
  • تستطيع المرأة الداعية أن تميز بين الأولويات في قضايا الدعوة الأهم فالمهم.
  • تستطيع المرأة الداعية أن تميز وتلاحظ الأخطاء مما يدفعها للتنبيه وتصحيح الأخطاء.
- تستطيع المرأة القيام بالدعوة الفردية مع النساء مما لا يمكن للرجل القيام به.
أسماء بنت يزيد وافدة النساء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم
أسماء بنت يزيد خطيبة النساء من المحدثات الفاضلات، ومن ذوات العقل والدين؛ فقد جاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالت: أنا وافدة النساء إليك، وتقدمت إليه بشكواها، فأجابها - صلى الله عليه وسلم وقال: «أعلمي من خلفك من النساء»، وقد روت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - 81 حديثًا، كما روى عنها العديد من الصحابة والتابعين، وروى عنها الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجه.
أمور تساهل فيها النساء
مما تساهل فيه بعض النساء التطيب عند الخروج من المنزل وهذا مما نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «أيما امرأةٍ استعطرت فمرت على قومٍ ليجدوا ريحَها فهي زانيةٌ وكلُّ عينٍ زانيةٌ»؛ لأن ذلك يفتن الرجال بها ويدعوهم للنظر إلى محاسنها وقد حرص الشارع الحكيم على قطع كل وسيلة تدعو إلى الافتتان بالمرأة الأجنبية والنظر إليها.
صفات واجبة للمرأة الداعية
  • الصفة الأولى: العلم بما تدعو إليه، فلا يمكن أن تدعو إلى شيء وهي لا تعلمه، هل هو من الشرع أو لا؟ هل هو من العبادات أم من العادات؟ هل هو من الأمور الدينية أم من التقاليد الاجتماعية الموروثة؟
  • الصفة الثانية: القدوة الحسنة، قال الله -تعالى على لسان نبيه شعيب عليه السلام-: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (هود: 88).
  • الصفة الثالثة: حسن الخلق والتواضع ولين الجانب، ولعل غرس المحبة في نفوس المدعوات هو أول سبب لقبول الدعوة في حالات كثيرة.
  • الصفة الرابعة: الاهتمام بالمظهر الخارجي الذي يجب أن تتحلى به الداعية، فالمظهر هو البوابة الرئيسية التي لابد من عبورها إلى قلوب الأخريات.
  • الصفة الخامسة: الاعتدال في كل شيء حتى في المشاعر بين الإفراط والتفريط.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 159.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 153.78 كيلو بايت... تم توفير 5.35 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]