زوجي مضطرب نفسيا بعد وفاة والدته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب(السبت والجمعة في اليهودية والإسلام) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 378 )           »          جارة أمّ عقبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 196 )           »          (مالكم لا ترجون لله وقارا) من أعظم التوقير إحسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 183 )           »          يا ليتني مت قبل هذا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 140 )           »          صلاة الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 129 )           »          أربع ركعات قبل العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 95 )           »          العقيقة التي تقام لأطفال زادت أعمارهم عن السنتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 297 )           »          الحوار السلبي بين الزوجين .. ألوانه ومؤشراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 359 )           »          النفس في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 360 )           »          أثر المرأة في حياتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 769 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2024, 12:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 141,019
الدولة : Egypt
افتراضي زوجي مضطرب نفسيا بعد وفاة والدته

زوجي مضطرب نفسيا بعد وفاة والدته
أ. منى مصطفى

السؤال:

الملخص:
امرأة متزوجة، ماتت أمُّ زوجها؛ فاضطرب زوجُها نفسيًّا، وأصبح متقلب المزاج، يميل إلى العنف، يكره من حوله، ولا يثق بأحد إلا برأيه، وهي تحبه، وتسأل: كيف تفعل معه؟

التفاصيل:
أشكو أمورًا في طِباع زوجي، وأريد معرفة كيف أتعامل معها؛ زوجي متقلب المِزاج بصورة حادة وعنيفة، في لحظات يتحول من حال السعادة إلى حال الحزن، يثق بنفسه لحدٍّ جعله لا يثق بأي أحد، حتى أصبحت أنا أشك أيضًا فيمن حولي، غضوب لحدٍّ كبير غضبًا يصل للقسوة ثم يندم؛ فهو يغضب لأتفه الأمور، وقد تتطور عصبيته لحدِّ الضرب المبرح، كما أنه مبذِّرٌ في ماله، ورغم ذلك يشكو قلته، يتصف بالكسل الزائد عن الحد، والإفراط في النوم، أو الإفراط في السهر، يكره مَن حوله، ويرى في الناس أنهم يحوكون له المكائد والدسائس، لا يتقبل أي رأي سوى رأيه، مهما كان الأمر، لا بد أن نؤيده حتى ولو كان على خطأ، يحسب نفسه يدرك جميع الأمور؛ فلا يرى نفسه على خطأ أبدًا، فيكره أن يصوِّب رأيه أحد، ويكره الماضي والذكريات، ويُبغض التجمعات الاجتماعية التي يكون بها أشخاص أعلى منه في المستوى، يريد أن يكون دائمًا المسيطر على الحديث، وعلى من حوله، وأن يحوزَ كل الأضواء، ولا يثبت في أي عملٍ، ويريد الوصول لأعلى مستوى، لكنه لا يستطيع، يدخل بمشاريع يعلم أن نهايتها الحتمية عبثًا وفشلًا، يفتعل المشاكل، ودائمًا يُحمِّل الآخرين مسؤولية فشله، أريد حلًّا، فأنا أُحبه كثيرًا، وجزاكم الله خيرًا.






الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ أما بعد:
فيا أختي الغالية، أعانكِ الله على ما قدر عليكِ، وهو الرحمن الرحيم البر الكريم الذي يبتلي عباده المؤمنين، ولا يحمِّل عبدًا فوق طاقته برحمته وعلمه بخلقه سبحانه وتعالى.

قرأت مشكلتكِ ومنتظرة أن أعرف عدد أولادكم، وأعرف هل زوجكِ على هذه الحال منذ البداية، أو أنها طارئ طرأ بعد وفاة الوالدة، بل ومنتظرة أن يكون أحد الخيارات المطروحة هي (أريد الطلاق فقد تعبت)، وإذا بي أجدكِ تختمين بقولكِ: (ساعدوني؛ إني أحبه كثيرًا)، هذه العبارة أجابت لي عن كل ما جهلتُه، أو نسيتِ أن تذكريه في كلامكِ.

ما دام نجح مع كل هذه العواصف التي تعصف به في أن يُشعلَ حبَّه في قلبكِ، فهو إنسان معدِنُهُ جيد، ولكن يمر بمرحلة اضطرابات، هي التي قلبت سلوكه، وجعلته متقلبَ المِزاج بهذا الشكل، وربما الظروف العامة التي يمر بها العالم الآن لها أثر كذلك على سلوكياته؛ لأنها تسبَّبت في صعوبة الكسب والخوف من الموت، وغير ذلك من الاضطرابات.

في العموم يغلب على العصبي متقلبِ المزاج هذا الشكُّ فيمن حوله، ليس لسوءٍ فيهم، وإنما لخوفه من الانتقاد، فيبادر بالشك فيهم؛ حتى إذا انتقدوا تقصيره يكون لديه حُجَّة أمام نفسه بأنهم هم المسيئون، لا أنه المقصر.

كذلك هذا النوع يعترف بذنبه، ويبالغ في الاعتذار بما يُرضي غرور المرأة، ويستجلب شفقتها واستمرارها معه رغم معاناتها، وهو أيضًا يتحلى بصفات فطرية جيدة؛ كالشهامة في موضعها، والكرم، وغير ذلك مما تعرفينه، بالطبع تردِّين: وما الحل فيما هو عليه؟

هذه الاضطرابات على نوعين: طارئة، دائمة كطبع في الشخصية؛ فإذا كانت طارئة، فالعلاج عند الطبيب لا محالة، لا بد من إقناعه بالذهاب للطبيب، أو تواصلي أنتِ مع طبيب واستشيريه، ونفِّذي وصاياه كاملة، فهو غالبًا أُصيب بهذا الاضطراب بعد موت أمه رحمها الله؛ ولذلك لم يعد يحب الذكريات واسترجاع الماضي؛ لأنه يجدد الشعور بها، ثم بألمِ فقدها، وسواء ذهب للطبيب أم لا، فأنتِ عليكِ دورٌ عظيم، ربما مثل الطبيب وزيادة؛ لأنكِ ملازمة له.

1- وأهم نقطة أن تضعي في عقلكِ أنه بالفعل مريضٌ، وأن فقْدَ أمِّه سبَّب له ارتباكًا نفسيًّا وعقليًّا أثَّر على سلوكه كما وصفتِ.

2- تتجملين بالصبر وتتجاهلين التفاصيل معه، بمعنى ألَّا تُدقِّقي في آرائه ورغبته في فرض سلطته، وافقيه ظاهرًا على كل ما يقوله، ثم انظري في الأمر إذا كان فيه خطورة على الأولاد، أو على مكاسبكم وحياتكم بشكل كبير ومباشر، فوجِّهي له النصح على شكل آراء عامة، وليس معارضة صريحة لرؤيته، أو استنجدي بأحد ممن يثق فيهم من أهله يكون حكيمًا لَبِقًا، يحاوره دون أن يفرض عليه شيئًا.

3- لا تعارضيه فيما يصِرُّ عليه من قرارات، إذا تركتِ له الحبل على الغارب بلا معارضة أو تفنيد لرأيه، فسيعود هو يناقشكِ ويسترشد برأيكِ؛ لأنه سيكون تخلصًا من الخوف من الهزيمة أمامكِ، ولا يشعر أنكِ طرف آخر عليه أن ينتصر عليه، طبعًا هذا الأمر يحتاج جهدًا وتركيزًا منكِ وحسن إدارة للموقف، أعرف أنكِ نفسٌ ولكِ انفعالاتكِ، ولكن هو زوجكِ وشريك حياتكِ، ويستحق منكِ هذا الصبر؛ فهو يعاني أكثر مما تتخيلين، أما باقي الأمور مما لا تضر بكِ وبأولادكِ، فلا تدققي فيها كثيرًا، لا تكوني ضده أبدًا، ولو ظاهرًا، هذا سيخلف لديه بعض الهدوء.

4- قللي من الدائرة الاجتماعية في حياتكم مؤقتًا، فكثرة الناس حوله تجعله في حرب مستمرة؛ لأنه يجاهد لينتصر على الجميع.

5- بخصوص النوم والسهر والكسل، كل هذا سببه الفراغ، اجعلي لنفسكِ نظامًا يوميًّا مرتبطًا بالصلاة ومواعيدها، نامي قبل 12، واستيقظي قبل العاشرة صباحًا مثلًا، ومع الوقت سيلتزم معكم؛ لأنكم الجماعة وهو فرد، وقللي من المنبهات في مشروباتكم اليومية؛ فلها تأثير على النوم والمزاج وغيره، واجعلي نومكِ أنتِ والأولاد ويقظتكم في مواعيدَ محددة؛ بحجة صحة الأولاد وسلامة نومهم ونموهم وغيره، ومع الوقت سيدور معكم في دائرتكم دون اعتراض.

6- قد يكون لديه خيال واسع، أو بعض كذب، فلا تواجهيه بذلك، استمعي وتجاهلي؛ فكل هذا من الاضطرابات، والمواجهة لن تزيده إلا نفورًا وعصبية ومبالغة في الكذب.

7- اجعلي له هَيبةً عند المحيطين بكم، سيُريحه هذا كثيرًا، خذي رأيه في كل شيء أمامهم، نادِيه بابنه مثلًا، امدحيه، عدِّدي بعض مشترياته أو مواقفه ... ستتحولين مع الوقت لجهة دَعْمٍ له، وليست جهة مضادة له، عليه أن يواجهها كما يواجه الآخرين.

8- ساعديه على الصلاة والذكر، والارتباط بالمسجد؛ فوالله فيهما من العلاج والطمأنينة ما لا تفعله عقاقير الدنيا، حفِّزيه لذلك من أيِّ باب يكبر في عينه، وضِّحي له أن العمر قصير، وأن الطاعات واجبة، وأن صلاح الآباء من عوامل سلامة الأبناء؛ كما علمنا ربنا الحق، وساعديه على ذلك بأن تجعلي لكما وردًا يوميًّا، ولو وجهًا واحدًا من القرآن، أو مائة تسبيحة قبل النوم، أو عند الفجر، كل هذا سيجلب السكينة لنفسه سريعًا.

9- قلِّلي من الأغاني والصخب، وامنعي الموسيقى؛ فهي تموج بالنفس، وتأخذها من الحزن للفرح في طرفة عين.

10- ادفعيه للصدقة والدعاء لأمه؛ حتى يسكن ضميره من ناحيتها؛ فيهدأ.

11- احرصي على تلبية حقه الشرعي، حتى وإن وجدتِ منه عزوفًا عنكِ كما هو متوقعٌ مع الاضطراب، سيُشعره ذلك بأهميته في حياتكِ، ويساعده على استعادة توازنه، ولكن افعلي ذلك بذكاء؛ خوفًا من أن تصيبه مشاعر الشك فيكِ أحيانًا فيراقبكِ، وهذا وارد في حالته، فاصبري واعلمي أن ذلك مجرد مرض، فلا تهدمي بيتكِ بسبب شكِّه هذا، هذا وأنتِ أعلم به مني (كوني له مصدرَ دعمٍ وتثبيتٍ لثقته بنفسه من أي زاوية تجدينها مناسبة)؛ لأنه عكس ما تقولين، هو مضطرب الثقة في النفس، وليس عاليَ الثقة في النفس كما يوهمكم، تقليله من شأن الآخرين هي محاولة إعلاء لذاته، ساعديه على الثبات في أي عملٍ ستنتهي غالب مشاكلكم؛ لأن الفراغ مهلكة للرجل.

في كل حال استعيني بالله، واعلمي أنكِ تجاهدين، ولكِ عظيم الأجر على حرصكِ عليه، وعلى بقاء جدار بيتكم قائمًا، وفقكِ الله للخير وعفا عنه، وألهمكِ ما يصلح به حياتكم.

الصبرَ الصبرَ، ثم الذكر الذكر، واليقين في رحمة ربكِ بإذن الله، الوقت علاج له.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.40 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.06%)]