الفصام يدمر حياتي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كتاب(السبت والجمعة في اليهودية والإسلام) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 379 )           »          جارة أمّ عقبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 197 )           »          (مالكم لا ترجون لله وقارا) من أعظم التوقير إحسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 184 )           »          يا ليتني مت قبل هذا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 141 )           »          صلاة الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 131 )           »          أربع ركعات قبل العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 97 )           »          العقيقة التي تقام لأطفال زادت أعمارهم عن السنتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 298 )           »          الحوار السلبي بين الزوجين .. ألوانه ومؤشراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 368 )           »          النفس في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 369 )           »          أثر المرأة في حياتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 826 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2024, 12:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 141,019
الدولة : Egypt
افتراضي الفصام يدمر حياتي

الفصام يدمر حياتي
أ. منى مصطفى

السؤال:

الملخص:
فتاة مصابة بالفصام الذي جعلها لا تستطيع التركيز في دراستها، ما أنتج لديها فراغًا وكسلًا وخمولًا، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا فتاة في منتصف العشرينيات، أعاني الفصام منذ سنة 2015، وقد سبَّب لي مشاكل في الدراسة، فأنا الآن ليس لدي أي رغبة للدراسة، فالتركيز والذاكرة ضعيفان جدًّا، رغم أنني في بادئ الأمر كنت أستوعب دروسي وأراجعها، كل ذلك حدث بسبب فكرة مُلِحَّةٍ في ذهني تقول: لا تدرسي، لا تدرسي؛ فبدأ - من ثَمَّ - الكسل والخمول والفراغ الذي لا ينتهي، وقد غيَّرت الدواء مع الطبيبة؛ لأنني كنت أعاني وساوس جنسية عقب تركي للمراجعات اليومية، ومشكلة أخرى؛ فأنا ليس لدي صديقات، على الرغم من محاولاتي، وكذلك أعاني مشاكل عائلية؛ فالكل يريدني خادمة، ويومي كله أقضيه ما بين المطبخ والهاتف أو النوم، أشعر أن المستقبل يضيع مني، وأرجو منكم النصح والتوجيه، وجزاكم الله خيرًا.






الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
فيا ابنتي الغالية، عفا الله عنكِ وشفاكِ، وتجاوز عنكِ، الحياة لن تخلوَ من مجاهدة للنفس لآخر لحظة في عمرنا، ومساحة المجاهدة هذه جعلها الله سبحانه بابًا لتحقيق العبودية له جلَّ شأنه؛ أي: إن الإنسان سيظل يجاهد في ذنب ما أو تقصير مع ربه، حتى يرتقيَ في العبودية، فيستريح قلبه، ثم تغالبه نفسه، فيُغلب ويعود، وهكذا، ولكن... قد أفلح من جعل المجاهدة للارتقاء مع الله، وليس مع كثرة الزَّلَّات.

سأناقش مشكلتكِ على محورين:
أولًا: الفراغ ومحادثة الشباب:
حاولي شغلَ فراغك بأي طريقة مُحببة إلى نفسكِ؛ فالفراغ باب الفساد الأعظم؛ سواء اقترن بثراءٍ أو بفقر، الانشغال سيمنعكِ من محادثة الشباب، والامتناع عن محادثة الشباب ستمنعكِ بإذن الله من إدمان الغناء؛ فهي مظاهر سلوكية مرتبطة ببعضها، المحادثة تجلب الندم، أو الحب والفراق، أو النفاق والكذب... وكل هذا تحتاج النفس تنفيسَهُ، فترى في الغناء متنفسًا؛ لأن المغنين في كل وادٍ يهيمون.

أمَّا كيف أشغل فراغي؟ فهذا السؤال أنتِ أعلم الناس بالإجابة عنه، انظري في بيئتكِ، والمتاح لكِ، وابدئي فيما تميل إليه نفسكِ، وما دمتِ تعافين القراءة، فمن الممكن أن تتعلمي الأشغال اليدوية؛ الطهي، التجارة، تدريس الصغار، أو تحفيظهم القرآن، تعلم التجويد سماعيًّا مثلًا... بحسب ظروفكِ وبيئتكِ.

ثانيًا: الدراسة والكتب والفصام:
1- كراهيتكِ للكتب، وخوفكِ من الدراسة، وأوهامكِ الجنسية، وتكاسلكِ عن دورك الحقيقي كدارسة، والوحدة والعزلة، وسوء الظن في الآخرين، وقلة الأصدقاء... هذه كلها أعراض الفصام، وأنتِ وطبيبتكِ تعلمان ذلك، فالمطلوب إذًا:
2- تكثيف زيارة الطبيبة أو تغييرها، ومن ثَمَّ تغيير العلاج.

3- اطلاع مَن تحبين على مكنونِ نفسكِ؛ مثل: أفراد العائلة الحكماء كالإخوة الكبار، أو الخال، أو العم (أي محرم) ممن تستريحين في الحديث معه، ويكون صاحب حكمة، فتحدَّثي معه كثيرًا، وأطْلِعيه على مكنون نفسكِ، واستمعي لنصائحه؛ فالتنفيس نصف العلاج، المهم أن يكون أمينًا جدًّا، واحذري أن تقصِّي ذلك على أيِّ أجنبي مهما كان.

4- اكتبي ما يؤلمكِ في دفتر أو غيره؛ فالكتابة من طرق التنفيس.

5- نفِّذي وصية الطبيب بدقة.

6- اتخذي من أقرب الناس لك مكانًا أصدقاء، وتقبَّلي عيوبهم، واصبري عليها؛ فالوحدة مبعث ثورة النفس والوهم.

7- حدَّدِي قدوة لكِ من المحيطين أو المشاهير الصالحين، وتقصَّي أخبارها، وقلِّديها فيما استطعتِ، وابتعدي عن بائعات أجسادهن والعارضات (الفاشونستا)؛ فهن بئس القدوة.

8- كل هذه الأفعال محاولات لشغل العقل؛ حتى تقلَّ الأوهام، وتمارسي حياتكِ بشكل طبيعي.

أخيرًا الدراسة:
انتبهي - حبيبتي - أن طلب العلم من أثقل الأمور على النفس، وإن انقطع عنه الإنسان كلية، فقد يصعب عليه العودة إليه.

لذلك سارعي بالعودة البطيئة للدراسة، واعملي بقاعدة: (قليل متصل خير من كثير منقطع)، لا تتركي دراستكِ لأي سبب، فإن صعُبَ عليكِ الكتاب، فتعلَّمي سماعًا، ثم روِّضي نفسكِ على الكتاب تدريجيًّا، لا تستسلمي لمخاوفكِ، لن يخرجكِ من دائرة (الكل يريدني خادمة)، إلا إذا كان لديكِ ما تصنعينه، وإلا التهمكِ الهاتف، واستخدمكِ كل من حولكِ؛ لأنه ليس من المنطقي أن تكوني بلا شاغلٍ، وأمكِ وإخوتكِ يعملون، كلٌّ بحسب دوره، وأنتِ جالسة تشاهدين.

عندما ننزعج من الدراسة نبحث عن حلٍّ يُعيننا عليها، وليس الحل في تركها أبدًا، من الحلول طلب المساعدة بمعلم خصوصيٍّ أو عن طريق اليوتيوب، أو حتى تغيير مجال الدراسة لمجال آخر نحبه، أما تركها وأنتِ ما زلتِ بلا زوجٍ ولا ولد، ولا مسؤولية ولا عمل، فسوف تكونين فريسة للجميع، يستهلك الشباب الفاسد عواطفكِ وعمركِ في المحادثات، ويستهلك الوهم عقلكِ، ويستهلك المحيطون بكِ طاقتَكِ.

ارجعي لربكِ، واشغلي وقتكِ بما يناسبكِ مع دراستك، هذا هو الحل الأسرع، وإن لم تُجبري نفسكِ عليه، فالعاقبة مخيفة.

أكثري من الدعاء بالشفاء والتوفيق، وأن يرزقكِ زوجًا صالحًا تذهب معه أوهامكِ، وتكوِّنين معه أسرة مسلمة، يباهي بها نبينا الأمم بإذن الله وتوفيقه؛ فالدعاء علاج ناجع لا غِنى عنه.

تصدقي بنية الشفاء، ولو بأقل القليل؛ فالله غني حميد يُهمه الضمير والنية، ولا يعنيه المدفوع.

وفقكِ الله للخير، وعفا عنكِ، وهداكِ لِما يحب منكِ.

أنتظر منكِ رسالة تبشرني بعودتكِ لأي دراسة ترغبها نفسكِ، وتجنبكِ ما يُغضب ربكِ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.80 كيلو بايت... تم توفير 1.62 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]