|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الهروب من ازدراء الناس بممارسة العادة السرية
الهروب من ازدراء الناس بممارسة العادة السرية الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: شابٌّ يعاني من مشاكلَ عدة؛ منها: ازدراء الناس له ونظرتهم له على أنه فاشل ومجنون، حتى والده، وكذلك انتقادهم لملابسه وهيئته، وهو يهرب من هذه المشاكل بممارسة العادة ومشاهدة الأفلام الإباحية، كذلك هو لا يصلي الصلاة على وقتها، ويفكر في ترك الإسلام والبلاد الإسلامية، ويسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم، أنا أعاني من مشاكل كثيرة وأرجو مساعدتكم: 1- لم أوفَّق في دراستي؛ حيث إني لم أكن أمتلك المال، والكل يسخر من كلامي ويضربني، وكنت أعمل في المطاعم والكل يسخر من هواياتي وأحلامي، أيضًا علاقاتي الاجتماعية ضعيفة، فأنا لستُ مختلطًا بالناس كثيرًا، وعندما اختلطت بالناس، التقيتُ برفقاء سوء، علموني مشاهدة الإباحيات، وكل ما هو مخالف لتعاليم الإسلام، على أنني ولله الحمد لم أمارس الحرام مع شابٍّ أو امرأة، وقد كنت على وشك فعل ذلك، لكن الله أنقذني في اللحظة الأخيرة. 2- معي دبلوم هندسي معدل جيد جدًّا، وأحاول أن أصحح نفسي وأطور ذاتي، لكن الكل يخبرني أنني مريض وغبيٌّ وفاشل ومجنون، وحتى أبي يشتمني بألفاظ تجرحني. 3- أصبحت أشاهد الأفلام الإباحية منذ بلغت العشرين من عمري، وزادت أكثر بعد أن سافرت إلى إحدى دول الخليج في السادسة والعشرين من عمري؛ فقد أصبح لديَّ غرفة خاصة بي، وأصبحت موظفًا في شركة براتبٍ يعنيني على العيش بنفسي، وقد حاولت أن أترك العادة السرية، ولكن باءت كل محاولاتي بالفشل، وأصبحت لا أفيق على صلاة الصبح ولا أصلي الصلاة على وقتها، وأتذكر الماضي، وأُصبتُ بالتهاب في البروستاتا، وأصبحت أشعر بألمٍ بعد ممارسة العادة السرية، فذهبت لطبيبٍ، وأخبرني أني بخير وأنه بمجرد أن أتزوج سوف تذهب كل هذه الأعراض، فقمت بتقليل ممارستي للعادة السرية، وقررت أن أتركها، ولكني أعود لها وخاصة عند الانتكاس والفشل في أي أمر، خِطبة أو عمل مثلًا، فألجأ للأفلام الإباحية وأشعر بعدها بالانتشاء. 4- أصبحت أفكر في ترك الإسلام، وترك البلد؛ لأنني غير سويٍّ وفاشل دينيًّا ودنيويًّا، ولا أستطيع إرضاء الله عز وجل. 5- ذهبت في الفترة الأخيرة لطبيبٍ، فقد زاد ألم البروستاتا، وأعطاني دواءً، وأصبحت أفضل حالًا، وبعد الأشعة تبيَّن أني مصاب بدوالي من الدرجة الثانية، فأخبرني الطبيب أنه لا بد من إجراء عملية، فذهبت لطبيب آخر، وأخبرني بأنه لا داعي لإجراء عملية، إلا إن تزوجت ولم أُنْجِبْ. 6- الناس تنتقد ملابسي وحذائي؛ لذا فقد أصبحت أتجنب الناس، وفقدت الثقة في الناس جميعًا، فلم أعُدْ أعطي مالًا لأحد على سبيل الدَّيْنِ؛ لأن الناس لا يسددون لي ديونهم، ما أدى إلى أن حَمَلَ بعض الرفاق في أنفسهم عليَّ، وقد شرحت لهم السبب ولكنهم لم يتقبلوه. لا أعرف ماذا أفعل، هل أنا مصاب بمرض نفسي أو مدمن للعادة السرية والأفلام الإباحية، بالرغم من كرهي لها، أرجو أن تعطوني حلًّا؛ فأنا لا أعرف ماذا أفعل. الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فعند التدقيق في مشكلتك تبين لي الآتي: ١- ذكرت أن الكل يضربونك ويسخرون منك ويشتمونك حتى والدك، وأن الكل ينتقد ملابسك وحذاءك، وأن الكل يعتبرونك غبيًّا وفاشلًا ومجنونًا، ولم تذكر أسباب هذه الاعتداءات سواءً كانت لفظية أو جسدية، ولا يعقل أن تحصل من الناس ومن والدك بدون أسباب لها! ٢- ذكرت أنك تهرب من واقعك ومن فشلك في حياتك وفي خطْبِكَ للفتيات إلى مشاهدة الأفلام الإباحية، ثم العادة السرية، وأنك تنظر لنفسك على أنك فاشل دينًا ودُنيا، وتفكر في ترك الإسلام، وترك البلاد الإسلامية، ثم تسأل عن الحل، فأقول مستعينًا بالله سبحانه: أولًا: واضح جدًّا أن عندك أخطاء متراكمة وسلوكياتٍ غير سوية، سبَّبت لك نفرة الناس منك وأذيتهم لك. ثانيًا: فلذا لا بد أن تفتِّشَ في نفسك وتصحح هذه الأخطاء، وتقلع عنها نهائيًّا. ثالثًا: ذكرت أنك تتساهل بالصلاة، فتؤخرها عن وقتها، وهذا منكر عظيم يسبب لك مَقْتَ الله لك، ثم مقت البشر لك. رابعًا: ولذا لا بد أن تُصلِحَ أولًا ما بينك وبين الله؛ ليرضى عنك الله، ثم يصلح ما بينك وبين البشر. خامسًا: ذكرت أنك تهرب من واقعك وفشلك إلى الأفلام الإباحية، وأنت هنا كالمستجير من الرمضاء بالنار، فتزيدك هذه الأفلام بؤسًا ومعصيةً وكرهًا في قلوب الخلق. سادسًا: ومما يعينك على الإقلاع عنها أن تعلم بقوله سبحانه: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]، والنهي عن قرب الزنا أبلغ من النهي عن فعله، فهو نهيٌ عنه وعن كل ما قد يقرِّب إليه من نظر وغيره، وتأمل كثيرًا قوله سبحانه: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]. سابعًا: ومما يعينك على ترك الأفلام الإباحية وعموم المعاصي أن تعلم أنها معصية لله سبحانه، وأنها لا تزيدك إلا غمًّا وهمًّا وبعدًا عن الله عز وجل. ثامنًا: ومما يقوِّي إيمانك وتقواك التأمل الطويل في الآية الآتية: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61]. تاسعًا: ومما يعينك على التوبة من التساهل بالصلاة وترك سائر المعاصي: كثرةُ الدعاء بصدق ويقين؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. عاشرًا: ومما يعينك أن تتذكر الموت الذي قد يأتيك فجأة وأنت على المعصية؛ قال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجمعة: 8]؛ فعلمُكَ بالموت وبما بعده من قبر وحشر، ونشر وحساب، وجنة أو نار - يردعك عن المعاصي، ويؤزُّكَ للطاعات أزًّا. حادي عشر: أما تفكيرك في ترك الإسلام، فهو خطير جدًّا جدًّا، ووسوسة شيطانية؛ فالكافر مصيره نارٌ لا يُطاق حرُّها؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 56]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ناركم هذه - أي: نار الدنيا - التي يوقد ابن آدم جزءٌ من سبعين جزءًا من حرِّ جهنم))؛ [رواه مسلم]. ثاني عشر: والحل لمشاكلك ليس في معصية الله سبحانه، فهذا وهمٌ شيطانيٌّ لا يزيدك إلا مقتًا من الله، وبغضًا في قلوب الخلق. والخلاصة: عليك بالآتي: ١- التوبة العاجلة من جميع معاصيك، خاصة تساهلك بالصلاة، ومشاهدة الإباحيات، وأبشر فإذا تاب الله عليك، فإنه يبدل سيئاتك العظيمة إلى حسنات؛ اقرأ إن شئت قول الله سبحانه: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70]، ذكر الله عز وجل هذه الآيات بعد ذكر معاصٍ عظيمة؛ هي: الزنا، وقتل النفس بغير حق، وأعظم منها الشرك بالله سبحانه، فذكَرَ الله عز وجل أن هؤلاء إذا تابوا، قبِلَ الله توبتهم، وأبدل سيئاتهم إلى حسنات. 2- فَتُبْ توبة صادقة، وأكثر من الآتي: ♦ الصلاة. ♦ الاستغفار. ♦ الاسترجاع. ♦ الصدقة. ♦ تلاوة القرآن. وأبشر بعدها بما يسرك، لكن لا تتعجل، حفظك الله، وثبتك على طاعته، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |