|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
عارض التضمين في مجمهرة عدي بن زيد العبادي
عارض التضمين في مجمهرة عدي بن زيد العبادي محمود حسن عمر التضمين لغةً واصطلاحًا: التضمين لغةً: قال الفيروزآبادي: "التضمين مأخوذ من قولهم: ضمَّنتُه الشيءَ تضمينًا، فتَضمَّنه عنِّي: غَرَّمْتُه، فالتَزَمَه"[1]. وقال ابن منظور: "وضَمَّنَ الشيءَ الشيءَ: أَوْدَعَه إياه، كما تُودِع الوعاءَ المتاعَ، والميِّتَ القبرَ"[2]. التضمين اصطلاحًا: أولاً: التضمين في اصطلاح البلاغيين: يقول ابن الأثير: "أن يُضمِّن الشاعرُ شعرَه والناثرُ نثرَه كلامًا آخر لغيره؛ قصدًا للاستعانة على تأكيد المعنى المقصود"[3]. يقول الدكتور أحمد حسن حامد: "وبين التضمين والسرقة خيطٌ دقيق، لذا كان من شروط البيت المضمَّن أن يكون مشهورًا؛ لئلا يَلتبِس بالسرقة"[4]. وهناك نوع آخر من التضمين وهو أن يُضمِّنَ الشاعرُ أو الناثرُ كلامَه شيئًا من القرآن أو الحديث، ويُسميه بعضُ علماء البلاغة اقتباسًا. وعلى ذلك، فالتضمين عند البلاغيين هو أن يأخذ الشاعر أو الناثر بعض الكلمات من شعر غيره، أو من القرآن أو الحديث الشريف، ويُضمِّنها شعرَه، للاستعانة على تأكيد فكرة ما، أو غرضٍ ما. ثانيًا: التضمين في اصطلاح النحاة: يقول ابن جني: "وهو اتصال الفعل بحرف ليس مما يتعدَّى به؛ لأنه في معنى فعل يتعدَّى به، من ذلك قوله تعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ ﴾ [البقرة: 187]، لَمَّا كان في معنى الإفضاء عدَّاه بإلى"[5]. فابن جني تحدَّث عن التضمين في إطار حديثه عن قضية الحمل على المعنى، وجعل التضمين من باب الحمل على المعنى. يقول ابن هشام: "قد يُشربون لفظًا معنى لفظٍ، فيُعطونه حكمَه، ويُسمى ذلك تضمينًا"[6]. وقال أيضًا: "وفائدة التضمين أن يدل بكلمة واحدة على معنى كلمتين"[7]. فابن هشام جعل التضمين قائمًا على إشراب لفظٍ معنى لفظٍ آخرَ، فيأخذ اللفظُ حُكمَ اللفظِ الآخر في المعنى والعمل والدلالة. وفي بيان صلة التضمين بعلمي النحو والبلاغة، يقول الشيخ محمد الخضر حسين: "فللتضمين صلة بقواعد الإعراب من جهة تعدِّي الفعل بنفسه أو تعدِّيه بالحرف، وصلة بعلم البيان من جهة التصرف في معنى الفعل، وعدم الوقوف به عند حد ما وُضِع له، ومن هذه الناحية لم يكن كبقية قواعد علم النحو، فقد يستوي في العمل بها خاصةُ الناس وعامَّتُهم"[8]. التضمين في المجمهرة: يقول عَدِي: 32- عسى سائلٌ ذو حاجةٍ إن منَعتَه ♦♦♦ من اليومِ سُؤْلاً أن يُيَسَّرَ في غدِ من الثابت عند النحاة أن حروف الجر تتبادَل معانيها، فمثلاً تأتي الباء بمعنى (في)، وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ ﴾ [آل عمران: 123]، فهنا جاءت الباء بمعنى (في)، والأصل: (في بدر)، وفي بيت عدي بن زيد السابق شيءٌ من هذا القبيل، فقوله: (من اليوم): جاءت (من) هنا بمعنى (في)، فالأصل: (في اليوم)، وقد قال المرادي ت 749هـ: "ويحتمل أن تكون (من) فيه للتبعيض على حذف مضاف؛ أي: من مسؤولات اليوم"[9]. والقول: إن (من) في هذا البيت بمعنى (في) هو قول الكوفيين - وعلى رأسهم الفراء ت 207هـ - وقد عضَّدوا كلامهم هذا بآية من القرآن، وهي قوله تعالى: ﴿ مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ ﴾ [فاطر: 40]، فقالوا: إن (من) هنا بمعنى (في)، والتقدير: خَلَقُوا في الأرض، أما البصريون فقد رأوا أن (من) هنا لبيان الجنس. [1] القاموس المحيط؛ للفيروزآبادي، ج 1، ص 1212. [2] لسان العرب؛ لابن منظور، ج 13، 257. [3] المثل السائر؛ لابن الأثير، ج2، ص 203. [4] التضمين في العربية؛ للدكتور أحمد حسن حامد، ص 18. [5] الخصائص؛ لابن حني، ج 2، ص 437. [6] مغني اللبيب؛ لابن هشام الأنصاري، ج 1، ص 897. [7] السابق، ج 1، ص 687. [8] دراسات في العربية وتاريخها؛ للشيخ محمد الخضر حسين، ص 207. [9] الجنى الداني في حروف المعاني؛ للمرادي، ص 314.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |