فن التعامـل مع الطالبات

[ابوالوليد المسلم]

فن التعامـل مع الطالبات


يعتقد بعضهم أن التعامل مع الطالبات أمر سهل جداً ولاسيما في المرحلتين المتوسطة والثانوية، ولكن أخطأ من قال ذلك؛ فالمعلمة المتمكنة والبارعة والمتميزة فقط هي التي تجيد فن التعامل مع الطالبات، ولاسيما في ظل العصر الذي نعيشه، وما طرأ على المجتمع من تغيّرات اجتماعية واقتصادية وإعلامية وثقافية وغيرها، مما أثّـر سلباً على التربية والتعليم، فأسهم في ظهور سلوكيات ممقوتة عند بعض الطالبات، ومما زاد في ذلك تخلي بعض الأسر عن دورها التربوي؛ لذلك كان لابد من التعرف على هذا الفن الذي غاب عن الكثيرات:
بدايةً، لا بد أن تتعامل المعلمة مع الطالبة لاسيما في سن المراهقة بالرفق واللين لتكسب ثقتها، كما لابد أن تتميز بسعة الصدر والصبر، ويمكن تلخيص أسلوب التعامل مع الطالبات في هذه الفترة في عدة نقاط، هي: ـ
1) محبة الطالبات ومعاملتهن معاملة حسنة.
2) النزول إلى مستواهن في التفكير والتعامل معهن حسب أعمارهن ومراعاة الفروق الفردية في التعامل.
3) الاستماع لهن وحل مشكلاتهن مما يكسب الطالبة الثقة في النفس.
4) إعادة شرح الدرس غير المفهوم وإدخال الدعابة على الدروس الجامدة.
5) استخدام أسلوب القصة والحوار فهو أسلوب محبب يجذب انتباه الطالبات.
ومن النقاط المهمة في التعامل مع الطالبات الإلمام بخصائص النمو ودراستها دراسة جيدة، وأخطأ من قال إن النزول لمستوى تفكير الطالبات يعد عيباً وضعفاً في شخصية المعلمة فالنزول لمستوى تفكير الطالبات يعد من المهارات التي تتميز بها المعلمة الموهوبة التي تجيد فن التعامل مع الطالبات، كما أن القسوة لا تؤدي إلى الوصول لنتائج حسنة، قال تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر} وهذه الآية من سورة آل عمران تدل على أن القسوة لا تحل أمراً ولا تجمع جمعاً.
6) تعاملي مع طالباتك بصفة شخصية فلا بد من حفظ أسمائهن في أسرع وقت ممكن، وأن تنادي على كل طالبة باسمها فذلك يشعرهن بالألفة والمودة.
7) اصنعي رابطة بينك وبين طالباتك عن طريق التعرف على ميولهن وهواياتهن والرياضة المحببة وأنواع الفنون اللاتي يعجبن بها.
8) كوني صديقة ومعلمة وذلك بجعل طالباتك يشعرن دائما بأنك لا تتأخرين عن مساعدتهن إلى جانب تعليمهن، بحيث يشعرن بأنه لا حرج من اللجوء إليك للمساعدة أو الاستشارة إذا ما صادفت إحداهن مشكلة سواء في المنزل أم خارجه تؤثر على حياتهن الدراسية والاجتماعية.
9) حفزي طالباتك دائما على السلوك الاجتماعي عن طريق تشجيعهن على المشاركة الاجتماعية وتنمية روح الفريق الواحد.
10) توددي دائما إلى طالباتك ودعي لهن الفرصة لمحادثتك دون ضجر.
11) كوني قادرة على إزالة التوتر والمشكلات مع غيرك من الزميلات، فأحيانا تواجه بعض طالباتك صعوبات في التعامل مع غيرك من المعلمات، وقد لا يحتاج التغلب على هذه الصعوبات سوى أن تشرحي لزميلاتك ما تواجهه بعض طالباتك المعنيات من مشكلات أو ظروف قد تجعلهن مصدرا للشكوى.
12) اهتمي بتذكر الأشياء البسيطة التي ترتبط بحياتهن لتكسبي ثقة طالباتك مثل وجبة الطعام المفضلة، واللون المفضل.
13) حدثي طالباتك عن بعض الأشياء عن عالمك الخاص مثل الأشياء التي مرت بك أثناء فترة التلمذة، فذلك شيء مثير للطالبات و محفز لهن ومما يقوي أواصر الألفة فيما بينكن.
15) لا تنفري من الأسئلة السخيفة؛ تلقي هذه الأسئلة باهتمام وسعة صدر حتى لا تكبت رغبة الطالبات في المناقشة و إلقاء الأسئلة.
وأخيراً أختي المعلمة: تذكري أمانة المهنة وجسامة الدور وأهمية التربية واحتسبي الأجر والثواب وأخلصي النية، فأنتِ الأمل بعد الله في إصلاح الجيل، ولا تجعلي من المعوقات والمحبطات والحالات الشاذة عذراً للتقاعس وعدم العمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن
رعيته»، وقال الشاعر:

وإذا كانت النفوس كباراً

تعبت في مرادها الأجسام

اعداد: مؤمنة عبدالرحمن