من وحي غزوة أحد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-02-2024, 12:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي من وحي غزوة أحد




من وحي غزوة أحد

عبدالله العمادي





دعوة إلهية لعباده المؤمنين الصادقين ألا يستسلموا للوهن والحزن الذي نزل بهم في معركة أحد، والاسترسال في ذلك، باعتبارهما أمرين لا يليقان بالمؤمن الصادق، الواثق من ربه. فالحياة مواقف واختبارات، نصيب في بعضها، ونخطئ في بعضها الآخر.
يقول تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين } (آل عمران : 139)
إن دعوته سبحانه تتضمن بشرى طيبة للمؤمن، إذا تماسك ولم يضعف أو ينهار أمام مصائب الدنيا المتنوعة، ولم يدع مجالاً للوهن والحزن الدخول إلى نفسه. تلكم البشرى جاءت في قوله تعالى { وأنتم الأعلون } من العلو والغلبة بإذنه على شرور النفس وشرور الأعداء.
لكن متى يحدث ذلك العلو؟
تورد الآية الكريمة الإجابة الفورية في قوله تعالى (إن كنتم مؤمنين). نعم إن كنتم مؤمنين حقاً – كما في تفسير الوسيط للطنطاوي – ولذلك لا تهنوا ولا تحزنوا، بل اعتبروا بمن سبقكم ولا تعودوا لما وقعتم فيه من أخطاء، فإن الإيمان يوجب قوة القلب، وصدق العزيمة، والصمود في وجه الأعداء، والإصرار على قتالهم حتى تكون كلمة الله هي العليا. والتعليق بالشرط في قوله { إن كنتم مؤمنين } المراد منه التهييج لنفوسهم حتى يكون تمسكها بالإيمان أشد وأقوى، إذ قد علم الله تعالى أنهم مؤمنون، ولكنهم لما لاح عليهم الوهن والحزن بسبب ما أصابهم في أُحد، صاروا بمنزلة من ضَعُفَ يقينه، فقيل لهم: إن كنتم مؤمنين حقا، فاتركوا الوهن والحزن، وجدّوا في قتال أعدائكم، فإن سنة الله في خلقه اقتضت أن تصيبوا من أعدائكم وأن تُصابوا منهم، إلا أن العاقبة ستكون لكم.
هكذا هي تربية القرآن لعباد الله الصادقين الواثقين به سبحانه، الموقنين بنصره ولو بعد حين. إنكم أيها المؤمنون في كل زمان ومكان تواجهون الباطل، وهو غالباً يكون أقوى وأكثر عدداً وعدة، وربما بسبب ذلك التوافق المادي يصيبكم منه أذى وآلام كثيرة، وهو أمر طبيعي منطقي في معارك الحق والباطل، فأنتم أيها المؤمنون الواثقون بالله { إن كنتم تألمون فإنهم يألمون } (النساء :104) لكن الفرق بين فريق الحق وفريق الباطل { وترجون من الله ما لا يرجون } (النساء :104). لعل هذا يفسر لِمَ دوماً نفسيات ومعنويات المؤمنين في فرق الحق تعانق قمم الجبال، وتكون هادئة مطمئنة، رغم كل الأهوال والمصائب التي من الممكن أن تنزل بهم، إذ أن العبرة عندهم دوماً بالخواتيم، التي هي حاضرة وواضحة في أذهانه والمتمثلة في نصر من الله وفتح قريب.
كان المسلمون قاب قوسين أو أدنى من نصر ثان مدو على جيش المشركين في غزوة أحد، لكن بعض أخطاء تكتيكية ناتجة عن لوثات حب الدنيا التي أصابت، ساعتها، نفوسا قليلة من الجيش المؤمن، تسببت في تأخير ذلك الانتصار الثاني الحاسم، فانقلبت الأمور وحدث ما حدث، وأصاب الجيش المؤمن نتيجة ذلك بعض الهم والحزن، فثبتهم الله بالآيات التي ذكرناها في بداية هذا الحديث.
تمت لملمة الصفوف سريعاً ولم تبرد أجسام الصحابة الكرام بعد، حيث واصل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المسير نحو جيش قريش، الذي لم يتبع عادات العرب في الحروب، وهي البقاء في أرض المعركة ثلاثة أيام ، للدلالة على النصر ونشر الهيبة بين القبائل، لكن يبدو أن قادة المشركين يومها كانوا يبحثون عن أي مشهد يبدو لهم فيه بعض النصر، ليذهبوا به إلى ديارهم للتباهي وإعلان الانتصار، فخرجوا من بعد تشتت صفوف المسلمين، وسقوط العشرات منهم شهداء، وظنوا أن المسلمين انهزموا، فأرعبهم خبر مواصلة جيش المسلمين في أثرهم، فما كان منهم سوى مواصلة الطريق نحو مكة، وعدم مواجهة جيش تبدو روحه عالية، رغم جراحاته التي لم تبرأ بعد..
آثر قادة المشركين العودة والوصول إلى مكة بانتصار جزئي، فهو خير لهم من مواجهة المسلمين تارة أخرى، إذ لا شيء يضمن لهم نصراً جديداً، بل خشيتهم من هزيمة جديدة على غرار بدر كانت تسيطر عليهم، فكان قرار الفرار والعودة وعدم لقاء المسلمين في حمراء الأسد، ومن هنا ذهب كثير من رواة السير أن المسلمين لم ينهزموا في أحد بشكل عام، بل خسارتهم كانت في مشهد واحد من ثلاثة مشاهد، فكأنما ظفروا بمشهدين مقابل مشهد واحد لقريش، وبالتالي معركة أحد هي من المعارك التي ظفر المسلمون بها أيضاً، وعادوا إلى المدينة مرفوعي الرأس أعزة، لم يتركوا مجالاً للمنافقين ويهود المدينة للشماتة.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.91 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.53%)]