|
|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أقوال وحكم في حفظ اللسان وترك فضول الكلام
أقوال وحكم في حفظ اللسان وترك فضول الكلام الشيخ ندا أبو أحمد • قيل لعيسى عليه السلام: "دلنا على عملٍ ندخل به الجنة، قال: لا تنطقوا أبدًا، قالوا: لا نستطيع ذلك، فقال: فلا تنطقوا إلا بخير"؛ (إحياء علوم الدين: 3/ 120). • وقال عيسى عليه السلام: "طوبى لمن بكى على خطيئته، وخزن لسانه[1]، ووسِعه بيتُه"؛ (حسن السمت في الصمت: 65). وروي عنه أيضًا أنه قال لأحد أصحابه: "إذا رأيت قساوةً في قلبك، ووهنًا في بدنك، وحرمانًا في رزقك، فاعلم بأنك قد تكلمت بما لا يَعنيك"؛ (تنبيه الغافلين: ص167). وروي عنه أيضًا أنه قال: "كل كلام ليس بذكر الله فهو لغوٌ، وكل سكوت ليس بفكر فهو غفلة، وكل نظرٍ ليس بعِبرة فهو لهو، فطوبى لمن كان كلامه ذِكرًا، وسكوته تفكرًا، ونظره عِبرة". • وقال سليمان بن داود - عليهما السلام -: "إن كان الكلام من فضةٍ، فالسكوت من ذهبٍ"؛ (إحياء علوم الدين: 3/ 120). • وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من كثر كلامه كثر سقَطُه[2]، ومن كثر سقَطُه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به"؛ (جامع العلوم والحكم: ص161). • وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "أنذرتكم فضول الكلام، بحَسْبِ أحدكم ما بلغ حاجته"؛ (الصمت لابن أبي الدنيا: 239). • وقال أبو هريرة رضي الله عنه: "لا خير في فضول الكلام". • ويقول عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: "خمس لهن أحبُّ إليَّ من الدُّهم[3] الموقفة: لا تتكلم فيما لا يعنيك؛ فإنه فضلٌ، ولا آمن عليك الوزر، ولا تتكلم فيما يعنيك حتى تجد له موضعًا؛ فإنه رُبَّ متكلِّمٍ في أمر يعنيه قد وضعه في غير موضعه، فيعنت، ولا تمارِ[4] حليمًا ولا سفيهًا؛ فإن الحليم يقليك، وإن السفيه يؤذيك، واذكر أخاك إذا غاب عنك بما تحبُّ أن يذكرك به، وأَعفِه مما تحب أن يُعفيَك منه، وعامل أخاك بما تحب أن يعاملك به، واعمل عمل رجلٍ يعلم أنه مجازًى بالإحسان، مأخوذٌ بالإجرام"؛ (إحياء علوم الدين: 3/ 122). • ويقول عمرو بن العاص رضي الله عنه: "الكلام كالدواء، إن أقللتَ منه نفع، وإن أكثرت منه قتل". • ويقول عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: "دَعْ ما لستَ منه في شيء، ولا تنطق فيما لا يَعنيك، واخزن[5] لسانك كما تخزن ورِقك[6]"؛ (إحياء علوم الدين: 3/ 122). • وعن عبدالعزيز بن أبي رواد قال: "قال رجل لسلمان رضي الله عنه: أوصني، قال: لا تَكَلَّمْ، قال: وكيف يصبر رجل على ألا يتكلم؟ قال: فإن كنت لا تصبر على الكلام، فلا تتكلم إلا بخير، أو اصمُتْ"؛ (الصمت لابن أبي الدنيا: ص215). • يقول أحدهم: عوِّد لسانَك قلَّةَ اللفظِ واحفَظْ كلامَك أيَّما حِفظِ إياك أن تعِظَ الرِّجال وقد أصبَحْتَ محتاجًا إلى الوعظِ (أدب الدنيا والدين للماوردي: 87). • وقال الأوزاعي رحمه الله: "كتب إلينا عمر بن عبدالعزيز رحمه الله برسالة لم يحفظها غيري، وغير مكحول، قال فيها: "أما بعد: فإنه من أكثر ذكر الموت، رضي من الدنيا باليسير، ومن عد كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه"؛ (إحياء علوم الدين: 3/ 112)، (وكذا قال الفضيل رحمه الله). • ويقول عبدالله بن المبارك رحمه الله: "قال بعضهم في تفسير العزلة: "هو أن تكون مع القوم؛ فإن خاضوا في ذكر الله فخُضْ معهم، وإن خاضوا في غير ذلك فاسكت". • وقال أكثم بن صيفي رحمه الله: "المكثار - أي الذي يكثر من الكلام - كحاطب الليل". قال أبو عبيد: "وإنما شبهه بحاطب الليل؛ لأنه ربما نهشته الحية، أو لسعته العقرب في احتطابه ليلاً". فكذلك كثير الكلام فيما لا يعنيه ربما أصابه في إكثاره من الكلام بعضُ ما يكره. • وقيل لرجل: "بمَ سادكم الأحنف؛ فوالله ما كان بأكبركم سنًّا ولا بأكثركم مالاً؟! فقال: بقوة سلطانه على لسانه". • وقال بعض الحكماء: "من نطق في غير خير فقد لغا، ومن نظر في غير اعتبارٍ فقد سها، ومن سكت في غير فكرٍ فقد لها". • وقيل للقمان الحكيم: "ما بلغ من حكمتك؟ قال: لا أسأل عما كُفِيتُه، ولا أتكلم بما لا يعنيني". وروي عنه أيضًا أنه قيل له: "ما بلغ بك ما نرى؟ قال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وتركي ما لا يعنيني"؛ (الآداب الشرعية: 1/ 39). • وقد روي عنه أيضًا: "أنه دخل على داود عليه السلام وهو يسرد درعًا، فجعل يتعجب مما يرى، فأراد أن يسأله عن ذلك، فمنعته حكمتك فأمسك، فلما فرَغ داود عليه السلام قام ولبِس الدرع، ثم قال: نِعم الدِّرعُ للحرب، فقال لقمان: الصمتُ حكمة، وقليل فاعله"؛ (مختصر منهاج القاصدين: ص184). • وعن المعلى قال: "قال مورق العجلي: "أمرٌ أنا في طلبه منذ كذا وكذا سنة، لم أقدر عليه، ولست بتاركٍ طلبه أبدًا، قالوا: وما هو يا أبا المعتمر؟ قال: الكف عما لا يعنيني"؛ (الزهد للإمام أحمد: ص305)، (الصمت لابن أبي الدنيا: 570). • وعن علي بن حملة قال: "قال عبدالله بن أبي زكريا الدمشقي: "عالجتُ الصمت عما لا يعنيني عشرين سنة، قل أن أقدر منه على ما أريد"؛ (الحلية: 5/ 149)، (الزهد لابن أبي عاصم: ص39). • وقال أبو المعتمر البصري: "تعلمت الصمت في عشر سنين، وما قلت شيئًا قط إذا غضبتُ أندم عليه إذا زال غضبي"؛ (نزهة الفضلاء: 1/ 397). • وروى أبو عبيدة عن الحسن رحمه الله أنه قال: "من علامة إعراض الله تعالى عن العبد: أن يجعل شُغله فيما لا يعنيه". • وقال الحسن أيضًا: "يا عجبًا لابن آدم، حافظاه على رأسه، لسانه قلمهما، وريقه مدادهما، وهو بين ذلك يتكلم فيما لا يعنيه"؛ (الزهد للإمام أحمد: ص43). • وقال أيضًا: "من كثر ماله كثرت ذنوبه، ومن كثر كلامه كثر كذبه، ومن ساء خُلقه عذَّب نفسه"؛ (الإحياء: 3/ 155). • وعن زيد بن أسلم قال: "دخلنا على ابن أبي دجانة وهو مريض، ووجهه يتهلل، فقال: ما من عملي شيء أوثق في نفسي من اثنتين: لم أتكلم فيما لا يعنيني، وكان قلبي للمسلمين سليمًا"؛ (الصمت لابن أبي الدنيا: 75). • وكان الربيع بن خثيم رحمه الله يقول: "لا خير في الكلام إلا في تسع: تهليل، وتكبير، وتسبيح، وتحميد، وسؤالك من الخير، وتعوُّذك من الشر، وأمرك بالمعروف، ونهيُك عن المنكر، وقراءتك للقرآن". • وقال يزيد بن أبي حبيب رحمه الله: "من فتنة العالم أن يكون الكلام أحبَّ إليه من الاستماع؛ فإن وجد مَن يكفيه فإن في الاستماع سلامة، وفي الكلام تزيين وزيادة ونقصان"؛ (الإحياء 3/ 155). • ويقول سهل بن عبدالله: "من تكلم فيما لا يعنيه، حُرم الصدق". • وكان مالك بن أنس رحمه الله يعيب كثرة الكلام فيقول: "لا يوجد إلا في النساء أو الضعفاء"؛ (الآداب الشرعية لابن مفلح: 1/ 37). • وكان محمد بن الفضل الحارثي رحمه الله يقول: "كان يقال: كثرة الكلام تذهب الوقار"؛ (حسن السمت في الصمت للسيوطي: ص28). • وقال رياح القيسي رحمه الله: "قال لي عتبة الغلام: "يا رياح، إن كنت كلما دعتني نفسي إلى الكلام تكلمت، فبئس الناظر لها أنا، يا رياح، إن لي موقفًا يغتبط فيه بطول الصمت عن الفضول". • وقال أبو جعفر محمد بن علي رحمه الله: "كفى عيبًا أن يبصر العبد من الناس ما يعمى عليه من نفسه، وأن يؤذي جليسه فيما لا يعنيه". • وكان عبدالله بن أبي زكريا: "إذا خاض جلساؤه في غير ذكر الله، رأيته كالساهي، فإذا خاضوا في ذكر الله، كان أحسن الناس استماعًا"؛ (الصمت لابن أبي الدنيا: 5/ 7). • وقال أحدهم: "العجب ممن يتكلم بكلمة إن هي رُفِعت ضرته، وإن لم ترفع لم تنفعه". • وكان أحدهم رأى بيتًا فقال: "متى بُني هذا البيت؟ ثم قال: ما لك يا نفسي تتكلمين فيما لا يعنيك؟! والله لأعاقبنك بصيام سنة". • ويقول إبراهيم بن عبدالعزيز التيمي رحمه الله: "المؤمن إذا أراد أن يتكلم نظر؛ فإن كان كلامه له تكلم، وإن كان عليه أمسك عنه، والفاجر إنما لسانه رسلاً[7] رسلاً"؛ (الصمت لابن أبي الدنيا: 247). • وقال الإمام الشافعي رحمه الله لصاحبه الربيع: "يا ربيع، لا تتكلم فيما لا يعنيك؛ فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكَتْك ولم تملكها". • ويقول أبو علي الدقاق رحمه الله: "لو كنتم تشترون الكاغد - أي: الورق - للحفظة، لسكتُّم عن كثير من الكلام"؛ (شرح الأربعين النووية - حديث رقم (15): ص50). • وقال مالك بن دينار رحمه الله: "لو أن القوم كلفوا الصحف؛ لأقلُّوا المنطق"؛ (الحلية: 2/ 375). • يقول بعض الحكماء: "إن جسد ابن آدم ثلاثة أجزاء: أولها القلب، والثاني اللسان، والثالث الجوارح، وقد أكرم الله تعالى كل جزء بكرامة، فأكرم القلب بمعرفته وتوحيده، وأكرم اللسان بشهادة "أن لا إله إلا الله"، وتلاوة كتابه، وأكرم الجوارح بالصلاة والصوم وسائر الطاعات، ووكل على كل جزء رقيبًا حفيظًا، فتولى سبحانه حفظ القلب بنفسه، فلا يعلم ما في ضمير العبد إلا الله، ووكل على لسانه الحفظة؛ قال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وسلَّط على الجوارح الأمر والنهي. ثم إنه يريد من كل جزء وفاءً؛ فوفاء القلب أن يثبت على الإيمان، وألا يحسُدَ ولا يخون ولا يمكر، ووفاء اللسان ألا يغتاب، ولا يكذب، ولا يتكلم بما لا يعنيه، ووفاء الجوارح ألا يعصي الله تعالى ولا يؤذي أحدًا من المسلمين"؛ اهـ. [1] خزن لسانه: أي حبسه. [2] سقَطه: يعني الخطأ في القول والفعل. [3] الدُّهْم: جمع أدهم، وهو من الخيل ما بين الأشقر والأسود، وناقة دهماء: إذا اشتدت ورقتها حتى ذهب البياض الذي فيها. [4] تمارِ: تجادل. [5] واخزن: أي احبس. [6] وَرِق: بكسر الراء يعني الفضة، وقد تسكن. [7] رسلاً: لينًا مسترخيًا لا تُؤَدَةَ فيه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |