منهج ابن كثير في دعوة العلماء - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         السيول والأمطار دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مضى رمضان.. فلا تبطلوا أعمالكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فضل علم الحديث ورجاله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الترهيب من قطيعة الرحم من السنة النبوية المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          لمحات في عقيدة الإسماعيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          عقيدة الشيعة فيك لم تتغير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          شرح حديث: تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كيف تعود عزة المسلمين إليهم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أدومه وإن قل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-05-2021, 01:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي منهج ابن كثير في دعوة العلماء






منهج ابن كثير في دعوة العلماء












مبارك بن حمد الحامد الشريف




العلماء هم ورثةُ الأنبياء، كما قال عليه الصلاة والسلام: ((إن العلماء ورَثةُ الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا؛ إنما ورَّثوا العِلمَ، فمَن أخَذَه أخَذَ بحظٍّ وافر))[1].







فالعلماء وَرِثوا عن الأنبياء العلمَ، فهم يحملونه في صدورهم، ويعملون به، ويَدْعون الناس إليه، والعلماء هم أئمة الدِّين الذين "يهدون إلى الحقِّ بأمر الله، ويَدْعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، ويَنهَوْن عن المنكر"[2]، كما قال سبحانه: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24]، قال ابن كثير: "كما أخذوا برأس الأمر صاروا رؤوسًا، قال بعض العلماء: بالصبر واليقين تُنالُ الإمامةُ في الدِّين"[3].







فالعالِم له منزلة كبيرة، ومكانة عظيمة، وفي نفس الأمر عليه مسؤولية جسيمة؛ ولذلك اعتنى الإمام ابنُ كثير بحقِّ العلماء، وبيان منزلتهم وفضلهم، والتذكير بواجبهم، ومسؤوليتهم المناطة بهم؛ كتعليم الناس وتوجيههم، ودعوتهم إلى الخير، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر، وكواجب النُّصح للأمراء والحكَّام، وإرشادهم لما فيه خير البلاد والعباد، وغير ذلك مما أورده ابن كثير في تفسيره مما سنذكره حسب النقاط التالية:



1- إبراز مكانة العلماء ومنزلتهم وفضلهم، فهم من أولي الأمر الذين أمَرَ الله بطاعتهم؛ لأن طاعتهم طاعةٌ لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال سبحانه: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، قال ابن كثير: "﴿ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ يعني العلماء، والظاهر - والله أعلم - أن الآية عامة في جميع أولي الأمر من الأمراء والعلماء"[4].







وبفقد العلماء وموتهم يحصل خرابُ الأرض وفسادها، قال ابن كثير عند تفسير الآية: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ [الرعد: 41]: "قال ابن عباس في رواية: خرابها بموت فقهائها وعلمائها وأهلِ الخير فيها، وكذا قال مجاهد أيضًا: هو موت العلماء"[5].







كما أن فساد العلماء هو فساد للناس؛ "فإن الناس عالة على العلماء وعلى العبَّاد وعلى أرباب الأموال، فإذا فسَد هؤلاء فسَدتْ أحوالُ الناس"[6]؛ ولذلك يُحَذِّر ابن كثير من علماء السُّوء وعبَّاد الضلالة، فقال عند تفسير الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 34]: "والمقصود التحذير من علماء السُّوء وعبَّاد الضلال، كما قال سفيان بن عُيينة: (مَن فسَد مِن علمائنا كان فيه شَبَهٌ من اليهود، ومَن فسَد مِن عُبَّادنا كان فيه شَبَهٌ من النصارى)"[7].







2- توجيه العلماء ونصحُهم بعدم مخالفة الحقِّ الذي يعلمونه، وأهمية نشر العلم وبذله وعدم كتمانه؛ لأن الله سبحانه حذَّر من مخالفة الحق الذي عَلِمَه العالِم إلى الهوى؛ "فإن العالِم الحُجَّةُ عليه أقوَمُ من غيره؛ ولهذا قال مخاطبًا للرسول صلى الله عليه وسلم والمراد به الأمَّة: ﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 145]"، وقال سبحانه: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ ﴾ [آل عمران: 187]، قال ابن كثير: "وفي هذا تحذيرٌ للعلماء أن يسلُكوا مسلكهم - يعني أهل الكتاب - فيُصيبَهم ما أصابهم، ويُسلَك بهم مسلكهم، فعلى العلماء أن يبذلوا ما في أيديهم من العلم النافع، الدالِّ على العمل الصالح، ولا يكتُموا منه شيئًا، فقد ورد في الحديث المرويِّ من طرق متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من سُئل عن عِلمٍ فكتَمَه، ألجَمَه الله يوم القيامة بلِجام من نار))"[8].







3- من الأمور التي أوصى بها ابن كثير العلماءَ خشيةُ الله، فمن صفات العلماء أنهم يَخشَوْنَه سبحانه كما قال: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، قال ابن كثير: "إنما يخشاه حقَّ خشيته العلماءُ العارفون؛ لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القديرِ العليم، الموصوفِ بصفات الكمال، المنعوتِ بالأسماء الحسنى، كلما كانت المعرفة به أتمَّ والعلمُ به أكمَلَ، كانت الخشية له أعظمَ وأكثر، وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ليس العلم عن كثرة الحديث؛ ولكنَّ العلم عن كثرة الخشية... وعن مالك رحمه الله قال: إن العلم ليس بكثرة الرواية؛ وإنما العلم نور يجعله الله في القلب، قال أحمد بن صالح المصري[9]: معناه أن الخشية لا تُدرَك بكثرة الرواية، وأما العلم الذي فرَضَ الله عز وجل أن يُتَّبَعَ فإنما هو الكتاب والسُّنة وما جاء عن الصحابة رضي الله عنهم ومَن بعدهم من أئمة المسلمين، فهذا لا يُدرَك إلا بالرواية، ويكون تأويل قوله (نور) يريد فهم العلم ومعرفة معانية"[10].







ومما أوصى به ابنُ كثير العلماءَ: الصبرُ على أوامر الله، وترك نواهيه وزواجره؛ لأن هذا يجعل العالِمَ إمامًا يُهتدى به، كما قال سبحانه: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24]؛ أي لما كانوا صابرين على أوامر الله وترك نواهيه وزواجره، وتصديقِ رسله واتباعهم فيما جاؤوا به، كان منهم أئمةٌ يَهدون إلى الحق بأمر الله، ويَدْعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، ويَنهَون عن المنكر"[11].







4- تحذير العلماء من اتِّباع سبيل الضلالة، كما قال سبحانه: ﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴾ [الرعد: 37]، يقول ابن كثير: "وهذا وعيد لأهل العلم أن يَتَّبِعوا سبيل أهل الضلالة بعدما صاروا من سلوك السُّنة النبوية، والمحجة المحمديَّة، على من جاء بها أفضل الصلاة والسلام" [12].




5- إن ابن كثير وهو الإمام الحافظ العالِم قام بتطبيق هذه الوصايا والتوجيهات، وحوَّلها إلى منهج عمليٍّ ملموس؛ من خلال احترامه للعلماء وثنائه عليهم، وإنصافه لهم، ودفاعه عنهم، ومشاركته لهم في التدريس والإفتاء، وما يقومون به من أنشطة علمية واجتماعية وسياسية، ونحو ذلك مما هو مبسوط في تاريخه البداية والنهاية، ومن ذلك على سبيل المثال:




دفاعه عن علماء عصره وثناؤه عليهم؛ كابن تيمية[13]، والمزي[14]، وابن القيم[15]، وغيرهم.







إنصافه لهم، والتماس العذر لهم، كما فعل مع السبكي[16].







مشاركته لهم في عقد المناظرات[17] والمناقشات العلمية، وإجراء الامتحان للطلبة وإجازتهم[18].







التعاون معهم في مناصحة الولاة والأمراء[19]، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر[20]، والردِّ على الزنادقة وأهل البدع[21] والمنكرات، وغير ذلك من المواقف التي توضِّح منهج ابن كثير في التعامل مع العلماء ودعوتهم واحترامهم، وإنصافهم، وإبراز مكانتهم، والأخذ عنهم، والاستفادة من علمهم.







والدعاة إلى الله اليومَ هم بأمسِّ الحاجة إلى مثل هذا المنهج الدعويِّ في التعامل مع العلماء، الذي يشمل المناهج الدعوية المختلفة؛ فقد استخدم رحمه الله المنهج العاطفيَّ في تذكير العلماء بالله وخشيته، والإنابة إليه، وعدم مخالفة أوامره، والصبرِ على ذلك، والمنهج العقليَّ بتقرير وجوب طاعة العلماء بالمعروف؛ لأنهم من أولي الأمر، وأن فساد العلماء وضلالتهم هو بالضرورة فساد الناس وضلالهم، وكذلك المنهج الحسي بمشاركتهم في عقد المناظرات والمناقشات، والتعاون معهم في مناصحة ولاة الأمر، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك مما ذكرناه.







[1] وهو جزء من الحديث الذي أخرجه أبو داود في سننه، كتاب العلم، باب ما جاء في الحث على طلب العلم رقم (3641).




[2] انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 572.




[3] المرجع نفسه 3/ 572.




[4] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 633.




[5] المرجع نفسه 2/ 642.




[6] المرجع نفسه 2/ 434، عند تفسير الآية: 35 من سورة التوبة: ﴿ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ... ﴾.




[7] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 434.




[8] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 533، والحديث أخرجه أبو داود، كتاب العلم، باب كراهية منع العلم رقم (3658)، والترمذي، كتاب العلم، باب ما جاء في كتمان العلم رقم (2649)، وابن ماجه باب من سئل عن علم فكتمه رقم (266).




[9] هو أحمد بن صالح أبو جعفر المصري المعروف بابن الطبري، حافظ زمانه بالديار المصرية، وكان رأسًا في هذا الشأن، قل أن ترى العيون مِثلَه مع الثقة والبراعة، ولد بمصر سنة سبعين ومائة، وسار إلى اليمن وأكثر من الحديث عن عبدالرزاق، توفي سنة 248هـ (سير أعلام النبلاء 12/ 160).




[10] انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 679.




[11] انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 571-572.




[12] المرجع نفسه 2/ 639.




[13] انظر البداية والنهاية 18/ 53، 18/ 247، 18/ 256، 18/ 258، 18 / 270، 18/ 271، 18/ 293، 18/ 298.




[14] المرجع نفسه 18/ 181.




[15] المرجع نفسه 18/ 523.




[16] المرجع نفسه 18/ 454، 18/ 708.




[17] المرجع نفسه 18/ 688.




[18] المرجع نفسه 18/ 661




[19] المرجع نفسه 18/ 631، 18/ 587.




[20] المرجع نفسه 18/ 706.




[21] المرجع نفسه 18/ 423، 18/ 561.














__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.88 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]