بين أيام العسل ومرارة المشاكل

[ابوالوليد المسلم]

بين أيام العسل ومرارة المشاكل


هدى محمد نبيه


سنه أولى زواج ....تعد السنة الأولى من سنوات الزواج أهم مرحلة من مراحل الحياة الزوجية، فهي تحمل أجمل لحظات العمر وأصعبها في نفس الوقت، فخلالها تسقط الأقنعة الجميلة التي كانا يرتديها الزوجان في فترة الخطبة، وتظهر العيوب التي كان يتعذر معرفتها قبل الزواج، فالسنة الأولى تعد اللبنة الأولى لاستمرار الزواج ونجاحه، فتنشأ المشاكل نتيجة اختلاف الطباع، فحين لا يقبل الزوج التأقلم وترفض الزوجة التغيير يحدث الخلاف....
وهناك العديد من الأسباب التي تؤدى إلى الخلاف بين الزوجين خاصة في السنة الأولى للزواج :
1 – تعود الزوجة الجديدة على أمور كثيرة قبل الزواج كقيام والدتها بإعداد الطعام وترتيب البيت، واختيار ما يحتاجه البيت من حاجات، وكذلك اقتصار احتكاكها على بنات جنسها، دون معرفه جيده بطبائع الجنس الآخر، وربما تعودها على الصرف بلا مبالاة والاتصال المستمر بالأهل والصديقات، والخروج للحفلات والتسوق وغيرها من الأمور التي تتغير فجأة بعد الزواج .
2 – تدخل الشيطان في حياة الزوجين ، الذي كل ما يتمناه في الدنيا هدم بيوت المسلمين أعاذنا الله منه .كما قال صلى الله عليه وسلم )إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ، قال: فيدنيه ويقول: نعم أنت (رواه مسلم..
3 – ظهور الطبيعة الحقيقية لكلا الزوجين بعد الزواج بعد أن كان التكلف والتصنع أيام الخطبة .
4 – انتشار مفاهيم المساواة الخاطئة بين الرجل و المرأة، وعدم فهم اختلاف الطبيعة الجسمانية والعاطفية لكل منهما، وان لهذا الاختلاف حكمة ليحدث الامتزاج والتكامل .
5 – الندية والعناد وتمسك كل طرف برأيه .
6 – عدم وجود تكافؤ بين الزوجين في المستوى الاجتماعي أو الديني أو المالي أو الخلقي مما ينتج عنه الكثير من المشكلات .
7 – تدخل أسرة الزوجين بشكل أو بآخر في حياتهما الزوجية مما قد يؤدي إلى زيادة التقارب بينهما أو العكس.
8 – توقع كل شريك من شريكه الكثير والكثير، وفى الغالب ما تكون هذه الأحلام غير واقعية وفوق طاقة الزوجين، مما يؤدى إلى الانزعاج والضيق والإحباط والإحساس بالتعاسة والإكتئاب .
9 – إفشاء الزوجين التجارب الماضية، مما ينتج عن هذا الاعتراف حدوث صدمة للترف الآخر و تظل عالقة بذهنه، فتصبح هذه التجربة العاطفية السابقة عقبة في طريق السعادة بين الزوجين.
10- محاولة احد الزوجين تشكيل شريكه بالطريقة التي يريدها.
11 – غياب الحوار والمشاركة بين الزوجين فكل طرف يعيش في عالمه وتضيع معاني المودة والرحمة بين الطرفين .
12 – غياب روح التسامح والعفو والصبر في تحمل الخلافات الزوجية، فكل طرف يتمسك برأيه وفكره في مواجهه الطرف الآخر.
13 - الأنانية وحب الذات وتغليب المصلحة الخاصة، فهناك رجال يحسبون أن لهم حقوقا وليست عليهم واجبات .
14 - أيضا من الأخطاء التي تقع فيها المرأة بعد الزواج احتراف بعض النساء إفشاء أسرار زوجها إلى الأهْل والصديقات، وتلك العادة أو الصفة هي أقصى ما يثير المشاكل بينها وبين زوجها، إلى جانب أن هناك بعض النساء تنتظر الزوج بمجموعة من المصائب عند عودته إلى المنزل.

وللخروج من السنة الأولى للزواج بأكبر مكسب لكلا الزوجين وتلافى المشكلات التي تحدث في تلك الفترة فاقترح الآتي :
1 – فهم كل طرف لحكمة الشرع في الزواج، وأن الهدف من هذا الزواج هو تكوين أسرة مسلمة، وعلى كل من الطرفين تحمل المسئولية الملقاة على عاتقة وتقدير مسئولية الطرف الآخر .
2 – تقع على الأم مسؤولية كبيرة في تجهيز الفتاة لمواجهة ما ينتظرها، من الليلة الأولى إلى كيفية التفاعل مع الزوج وتفهمه، ومعرفة أعباء الحياة الزوجية وواجبات الزوجة تجاه زوجها .
3 – أن يحذر الطرفين إفشاء تجارب الماضي، فلا يصح أن يصارح الزوج زوجته بما حدث في الماضي، ولا يصح أن تصارح الزوجة زوجها بمن تقدموا لخطبتها قبله، لأن ذلك سوف يجر عليهما متاعب ومشاكل هما في غنى عنها .
4 – عدم محاولة أي من الشريكين تشكيل شريكه بالطريقة التي يريدها، فالله خلق البشر بطبائع مختلفة، فلماذا نريد أن نجعل الآخر يشبهنا؟؟فعلى كل زوج أن يتقبل شريكه كما هو ولا يحاول التغيير منه، فما بنته السنين يصعب تغييره في أيام .
5 – تجنب الأحلام الخيالية حتى لا يحدث تصادم بواقع غير مقبول، ويصبح أي مجهود يبذله الطرف الآخر لا جدوى منه، فلا يطلب الشريك من شريكه مطالب مبالغ فيها، ولكن يجب التركيز على المقبول والمتاح .
6 – على الزوجين تحديد أحلام مشتركة تجمع بينهما، ويتفقا على الوسائل التي تمكنهما من تحقيق تلك الأحلام .
7 – تقبل كل من الزوجين الخلاف والاختلاف فيما بينهما، لأن العلاقة الزوجية تسمح بالاختلاف .
8 - يجب على الزوجين أن يحرصا على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة وأن يسارعا بإخبار الطرف الآخر إذا كان متضايقا من أي أمر مهما كان صغيرا لتجنب أي تراكمات قد تحدث مشكلات في المستقبل .
9 – وضع الزوجين حدود للعلاقات الجديدة مع الأقارب، فأنت تحب عائلتك وهي تحب عائلتها، فلا داعي لفرض الحب بالإكراه، فإذا كنتما تشعران بالراحة معهم فهذا يكفي.
الزواج مسؤولية مشتركة وليس حفل زفاف وفستانا أبيض وأحلاما وردية، فلا يوجد أحد مفصل كما يحب الآخر؛ ولكن بالصبر والاحتمال يُمكن خلْق التقارُب، وتجاوُز المشكلات والأَزَمَات، فالمرءُ إذا أراد الشيء يسعى إليه، ويبذل مجهودًا في سبيله، أخيرًا لكل فتاة مقبلة على الزواج لا تفوتي فرصةً للتعلم إلا واقتنصتِها، واجعلي لكِ ولوساعة يومية تَتَدربين فيها على فنون الطبخ، وشؤون البيت؛ حتى توفري كثيرًا من الوقت والجُهد والمال.