شرح حديث عائشة: "من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار" - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-04-2021, 09:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث عائشة: "من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار"

شرح حديث عائشة: "من ابتلي من هذه البنات بشيء












فأحسن إليهن كن له سترا من النار"






سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين




عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخَلتْ عليَّ امرأةٌ ومعها ابنتانِ لها تَسأل، فلم تجدْ عندي شيئًا غيرَ تمرة واحدة، فأعطيتُها إياها، فقسَمتْها بين ابنتَيْها ولم تأكل منها، ثم قامتْ فخرَجتْ، فدخل النبيُّ صلى الله عليه وسلم علينا، فأخبَرتُه، فقال: ((مَن ابتُلي مِن هذه البنات بشيء فأحسَنَ إليهن، كنَّ له سِترًا من النار))؛ متفق عليه.







قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:



ذكر المؤلِّف رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله عنها قصةً عجيبة غريبة، قالت: دخَلتْ عليَّ امرأةٌ ومعها ابنتان لها تَسأل. وذلك لأنها فقيرة. قالت: فلم تجدْ عندي إلا تمرة واحدة - بيت من بيوت النبي عليه الصلاة والسلام لا يوجد فيه إلا تمرةٌ واحدة! - قالت: فأعطيتُها إياها، فقسَمتْها بين ابنتَيْها نصفينِ، وأعطَتْ واحدةً نصفَ التمرة، وأعطَتِ الأخرى نصف التمرة الآخر، ولم تأكل منها شيئًا.







فدخل النبيُّ صلى الله عليه وسلم على عائشة فأخبَرتْه؛ لأنها قصة غريبة عجيبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن ابتُلي بشيء من هذه البنات فأحسَنَ إليهن، كنَّ له سترًا من النار))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن ابتُلي)): ليس المراد به هنا بلوى الشر، لكن المراد: من قدِّر له، كما قال الله تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 35]؛ يعني مَن قدِّر له ابنتان فأحسَنَ إليهما، كنَّ له سترًا من النار يوم القيامة، يعني أن الله تعالى يحجبه عن النار بإحسانه إلى البنات؛ لأن البنت ضعيفة لا تستطيع التكسُّب، والذي يكتسب هو الرجل، قال الله تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34].








فالذي ينفق على العائلة ويكتسب هو الرجل، أما المرأة فإنما شأنُها في البيت، تقيمه وتُصلِحه لزوجها، وتؤدِّب أولادها، وليست المرأة للوظائف والتكسب إلا عند الغرب الكفرة ومَن على شاكلتهم، ممن اغترَّ بهم فقلَّدهم، وجعل المرأة مثل الرجل في الاكتساب وفي التجارة وفي المكاتب، حتى صار الناس يختلطون بعضهم ببعض، وكلما كانت المرأة أجمل، كانت أحظى بالوظيفة الراقية عند الغرب ومَن شابَهَهم ومن شاكَلَهم!




ونحن ولله الحمد في بلادنا هذه - نسأل الله أن يديم علينا هذه النعمة - قد منَعَت الحكومة حسب ما قرأنا من كتاباتها أن يتوظَّف النساء لا في القطاع العام، ولا في القطاع الخاص، إلا فيما يتعلَّق بالنساء، ونسأل الله أن يديم علينا هذه النعمة؛ مثل مدارس البنات وشبهها، لكن نسأل الله الثبات، وأن يزيدها من فضله، وأن يمنعها مما عليه الأممُ اليوم من هذا الاختلاط الضار.








ومما ورد في هذا الحديث من العِبر:



أولًا: بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أشرف بيوته، فيه أحَبُّ نسائه إليه، لا يوجد به إلا تمرةٌ واحدة، ونحن الآن في بلدنا هذا يقدَّم للإنسان عند الأكل أربعة أصناف شتى، فلماذا فُتحت علينا الدنيا وأُغلقت عليهم؟! ألكونِنا أحَبَّ إلى الله منهم؟! لا والله، هم أحَبُّ إلى الله منا، ولكن فضل الله يؤتيه من يشاء، ونحن ابتُلينا بهذه النِّعم، فصارت هذه النعم عند كثير من الناس اليوم سببًا للشر والفساد، والأشر والبطر، حتى فسَقوا والعياذ بالله، ويُخشى علينا من عقوبة الله عز وجل؛ بسبب أن كثيرًا منا بطَروا هذه النِّعم وكفَروها، وجعلوها عونًا على معاصي الله سبحانه وتعالى، نسأل الله السلامة.







ثانيًا: وفيه أيضًا ما كان عليه الصحابةُ رضي الله عنهم من الإيثار؛ فإن عائشة ليس عندها إلا تمرةٌ، ومع ذلك آثرتْ بها هذه المسكينةَ، ونحن الآن عندنا أموالٌ كثيرة ويأتي السائل ونرُدُّه.







لكن بلاءنا في الحقيقة في ردِّ السائل هو أن كثيرًا من السائلين كاذبون؛ يَسأل وهو أغنى من المسؤول، وكم من إنسان سأل ويَسأل الناس ويُلحِف في المسألة، فإذا مات وُجدتْ عنده دراهم الفضة والذهب الأحمر والأوراق الكثيرة من النقود! وهذا هو الذي يجعل الإنسان لا يتشجع على إعطاء كلِّ سائل؛ من أجل الكذب والخداع، حيث يَظهرون بمظهر العجَزة، وبمظهر المعتوهين والفقراء، وهم كاذبون.







ثالثًا: وفي هذا الحديث أيضًا من العِبر أن الصحابة رضي الله عنهم يوجد فيهم الفقير، كما يوجد فيهم الغنيُّ، قال الله تعالى: ﴿ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ﴾ [الزخرف: 32]، ولولا هذا التفاوت ما اتخَذَ بعضُنا بعضًا سُخريًّا، ولو كنا على حدٍّ سواء، واحتاج الإنسان منا مثلًا لعملٍ ما، كالبناء، فجاء إلى الآخر فقال: أريدك أن تبنيَ لي بيتًا، فقال: لا أبني، أنا مِثلُك، أنا غنيٌّ، فإذا أردنا أن نصنع بابًا، قال الآخر: لا أصنع، أنا غنيٌّ مِثلُك؛ فهذا التفاوت جعل الناس يخدم بعضهم بعضًا:



الناسُ للناس مِن بدوٍ وحاضرةٍ *** بعضٌ لبعض وإن لم يشعُروا خَدَمُ







حتى التاجر الغني صاحب المليارات يخدم الفقير، كيف؟! يورد الأطعمة والأشربة والأكسية ومواد البناء وغيرها، يجلبها للفقير فينتفع بها، فكلُّ الناس بعضُهم يحتاج لبعض، ويخدم بعضهم بعضًا؛ ذلك حكمة من الله عز وجل.







رابعًا: وفي هذا الحديث أيضًا دليلٌ على فضل مَن أحسَنَ إلى البنات بالمال، والكسوة، وطيب الخاطر، ومراعاة أنفسهن؛ لأنهن عاجزات قاصرات.







خامسًا: وفيه ما أشرنا إليه أولًا من أن الذي يكلَّف بالنفقة ويُنفِق هم الرجال، أما النساء، فللبيوت ولمصالح البيوت، وكذلك للمصالح التي لا يقوم بها إلا النساء كمدارس البنات.







أما أن يُجعَلن موظفاتٍ مع الرجال في مكتب واحد، أو سكرتيرات كما يوجد في كثير من بلاد المسلمين، فإن هذا لا شك خطأٌ عظيم، وشر عظيم، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((خيرُ صفوف الرجال أولُها، وشرُّها آخرها، وخيرُ صفوف النساء آخرها، وشرُّها أولها))؛ لأن أولها قريبٌ من الرجال، فصار شرًّا، وآخرها بعيد عن الرجال، فصار خيرًا.







فانظر كيف ندب للمرأة أن تتأخَّر وتبتعد عن الإمام، كلُّ ذلك من أجل البُعد عن الرجال، نسأل الله أن يحميَنا وإخواننا المسلمين من أسباب سخَطِه وعقابه.







المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 106- 111)






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.59 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]