|
|
روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
هكذا البراءة .. قبل أن تكون جراءة!
هكذا البراءة .. قبل أن تكون جراءة! وليد بن عبده الوصابي براءة طفل!! طفلًا رأيته؛ ببراءته، بطفولته، بصِغَر جسمه وكبر فعله، يتَناول إناء فيه ماء، ويحاول جاهدًا أن يسقي رأس غنمة مذبوحة! أشجاني، وحرّك ساكني، وأثار كامني، فتناولت طِرْسي وقلمي؛ لأجلس إلى هذا الطفل! نعم؛ لأجلس إليه.. لأتعلم منه.. لآخذ عنه.. لأنهَل منه! فقد أخذت العلم عن كبارٍ فطاحلَ، لكني اليوم آخذه عن صبيٍّ ناشئ، لم يُحسن الخطو بعد؛ فليس هذا بضائري، وقد قال وكيعُ بن الجراح: "لا يَنبُل المرءُ حتى يأخذ العلم ممن هو أعلى منه، وممن هو مساوٍ له، وممن هو دونه"، فها أنا آخذ العلم ممن هو دوني سنًّا، وأبثُّ ما تعلمته إلى العالمين! وكم هي العبرة والعظة والموعظة، عندما تكون من صغير! لا بجسمه النحيل الضئيل؛ وإنما بخلقه النبيل الجميل! فدونَكم "دروس على الطُّروس": فقلت من فيض خاطري: هذه البراءة، بأبهى حلة، وأنصع صورة، فلا حقد ولا انتقام؛ بل رحمة وانسجام، وأُلفة و(وئام)! رأى رأس غنمته قد فُصل عن جسدها، وهو لا يدري ما الخطب؟ إلا أنه شعر أن هناك مكروهًا أصابها، وألَمًا حلَّ بها! فأسرع إلى الماء؛ لينقذها، ولأن فيه الحياة والنماء - وهذا هو كل ما يملك ويستطيع - صائحًا بها: هيا اشربي.. اشربي.. ما لكِ لا تجيبين؟! أووو.. اشربي، تعبتُ والقدَح في يدي! ماذا أصابك؟ هل أنت مريضة؟ هل أنت حَزْنى؟ هل أنت جوعى؟ هل أنت عطشى؟ ها هو الماء.. اشربي؛ ستشفين، ستقومين.. هل أنت؟ وهل أنت؟ وأخذ يعدِّد عليها الآلام والأوجاع؛ علَّها تجيبه، ولكن للأسف لم يظفَر بجواب، بل كان في أحلام وسراب! كل هذا لأنه يحبُّها، لأنها لم تؤذِه، ولأنه كان يُلاعبها وتلاعبه!! هل أدركتم لماذا نحب الأطفال ويحبوننا؟ لأنهم لم يُؤذونا، ولم يَقفوا في طريق نجاحنا، إنها البراءة، فلماذا لا نُلازم الصغارَ حتى يكونوا كبارًا؟! آه يا صغيري! إنك لا تدري ما الحياة، وكيف هي مُكابدتها: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4]. إنك يا صغيري لا تفهم هذه الأمور؟ ترى كيف تجيبك وقد قُطعت أوداجها، وشخبَت دماؤها؟! آه يا صغيري - حفظك الله، ودمت على براءتك - مسكين أنت، لا تدري ما هذا؟ إن هذا هو الموت بأبشع صورِه، إنه الفناء. حفظك الله يا صغيري، فعلتَ ما أقدرَك الله عليه؛ لتُفاديَ وتَفتدي هلاكَ حيوان! وهناك أمَّة تَعمل ما بوسعها لفناء أمة! حفظك الله يا صغيري، تريد أن تَلْأَم الجرح، وترقع الفتق، وتخيط الخرق! وهناك أمة تسعى لشقاء أمة! حفظك الله يا صغيري، أراك تَكره القتل والدماء، وتسعى للعيش والبقاء! وهناك أمة تسعى لفناء أمة! هذه قراءاتٌ - يا صغيري - قرأتها مِن فعلك البريء، ولو أردت لزدتُ وأطلت، ولكن عسى أن يكون فيما عليه اقتصرتُ عبرةٌ لمعتبر، وتنبيهٌ لمدَّكر.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |