نشأة الواقعية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-06-2021, 03:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي نشأة الواقعية

نشأة الواقعية


قحطان بيرقدار








تمهيد:









نشأت الواقعيّة الغربية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر كرَدِّ فِعْلٍ على الرومانسية التي أفرطت في الخيال والأوهام والأحلام والانطواء على الذات والهروب من الواقع الاجتماعي والانزواء في الأبراج العاجية، وانصرفت عن معالجة شجون الإنسان جرَّاء صراعه اليومي في مجتمعه الصاخب، فجاءت الواقعية احتجاجاً على الرومانسية من الناحية الموضوعية، في حين جاءت كُلٌّ من البرناسية والرمزية رداً عليها من الوجهة الشكلية والجمالية.







ومما دعا إلى نشوء الواقعية التقدم العلميّ والإنجازات العلمية الهائلة لا سيما في البيولوجيا وعلم الطبيعة والوراثة، وفي الدراسات الإنسانية والاجتماعية والفلسفية، إضافة إلى تزايد الاهتمام بالطبقات الاجتماعية المختلفة بما فيها الوسطى والفقيرة والمهملة، وعدم الاقتصار على النبلاء والبورجوازيين، وبهذا فإن الواقعية اتجاه نحو الإنسان بشكله المشخص لا الكلي، يعتمد على صدق تصوير الواقع الفردي والاجتماعي وتمثيله. نشأة الواقعيّة:







بدأت معالم الواقعية بالظهور منذ عام 1826م إبّان الفترة الرومانسية، ولم يكن اصطلاح (الواقعية) قد ظهر بعد، ولم تبرز الواقعية مدرسةً واضحةَ السِّمات إلاَّ بعد مُنتصَف القرن التاسع عشر.







وحين انتشر اصطلاح (الواقعية) كان يقصد به المذهب الذي يستمد عناصره من الطبيعة مباشرةً، لا من النماذج الكلاسيكية، وكانت تتجلَّى فيهِ التفصيلاتُ المستمدة من البيئة المحلية التي تشعر القارئ بالانطلاق من الواقع وبصدق التصوير.







وكثيراً ما وضع النقاد تحت عنوان الواقعية ذلك الأدب الذي صدر عن كتّابٍ رومانسيين مثل (بَلزاك) و(هوغو)، ولكنهم لاحظوا ظهور مذهب جديد في الأدب قوامه تصوير العالم الحقيقي تصويراً أميناً، ووصف الحياة المعاصرة بطريقة الملاحظة والتحليل والعرض الموضوعي، بعيداً عن الذاتية والانفعال الخاص، وشيئاً فشيئاً تبلور هذا المذهب وأصبح له أعلامه مثل: (بلزاك، وستندال، وفلوبير، وميريميه، ودوماس الصغير، وغيرهم).







هؤلاء الذين شَكَّلُوا مدرسة ذات معالم جديدة دون أن يُعترفَ بها في عالم الأدب والنقد، ودون أن يَعُوها هم أنفسهم، وكان لهذا الاتجاه خصومٌ رفضوا الاعتراف به وأخذوا عليه الإفراط في التفصيلات الماديّة وإهمال المثاليات واختفاء شخصية الكاتب، وقد برز هذا الصراع واضحاً بعد ظهور قصة (أسرار باريس) عام 1843م، للفرنسي (أوجين سو) وهي مأخوذة من الواقع الشعبيّ مصورة آلام الطبقة الفقيرة ومخاطر البؤس، والمكائد التي تحصد الناس وتحرمهم من الرعاية والحماية، وقد نزل فيها الكاتب إلى صفوف الأشقياء والفقراء والمساجين، فرأى بعضهم في هذه القصة مجموعةَ ألاعيب بهلوانية لا غاية لها سوى الإبهار، خاليةً من التحليل والحل الجذري، وفي المقابل رأى فيها آخرون تبشيراً بقيام عالم جديد.







وفي ألمانيا كانت الأفكار الاشتراكية الخيالية قد انتشرت بين الشعراء الذين لم يجدوا حلاً للبؤس والفقر سوى في العطف والإحسان، وقد نادى الشاعر (ألفرد مايسنر) بالسلام بين الأمم وتحويل السيوف إلى محاريث، ولكن كيف يتم ذلك؟ لا أحد يملك جواباً.







لهذا سَخِرَ كُتَّابُ الواقعية من تلك الاشتراكية، ثم جاءت ثورة عام 1848م لتعصف بها وبأفكارها وأحلامها ممهّدة الطريق للأفكار الاشتراكية التي تبنت الواقعيّة وأكَّدَتْ على منهج بلزاك.







وفي إنكلترا، في النصف الأوّل من القرن التاسع عشر، نجحت جهود الروائيين الكبار مثل (ديكنز، وثاكري، وبرونتي) في تعرية البورجوازية والرأسمالية والروح العسكرية الاستعمارية ومادية العصر والقيم الزائفة، وفضحوا أكاذيب السلطة والطبقات العليا فيما تصدره من قوانين.







وفي إيرلندا ظهر الكاتب (توماس كارلايل) صاحب كتاب (الماضي والمستقبل) الصادر عام 1843م، والذي حكم فيه على المجتمع البورجوازي بالانحلال، وانتقد تكدّس الثروات وبذخ الأغنياء بينما يموت الناس من الفقر والبطالة، وعرض عيوب النظام الرأسمالي الجشع وتناقضاته والآفات الاجتماعية والأخلاقية، ولكنه أخطأ أيما خطأ حين مجدَّ البورجوازيّ القوي ودعا العمال إلى الانصياع لأوامره، وطالب باستعمار الشعوب الضعيفة وتسخيرها والتمييز بين العروق الممتازة والعروق المنحطة، وكرّس التفاوت الطبقي... ولم تتبلور المدرسة الواقعية الحقيقية في الأدب الإنكليزي والأمريكي إلاّ في الربع الأخير من القرن التاسع عشر.







أما في روسيا فقد بَشَّرَ (غوغول) بالواقعية في النصف الأول من القرن التاسع عشر، ثم جاء (دوستويفسكي) ليؤكد هذا الاتجاه، وكانت الواقعية الروسيّة أكثر توغلاً في النفس الإنسانية، وقد ألحّ (تولستوي) على عنصري الحقيقة والصّدق دون أن يذكر مصطلح الواقعية قَطّ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.27 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]