خطبة عيد الأضحى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4438 - عددالزوار : 872366 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3971 - عددالزوار : 404421 )           »          تفسير "محاسن التأويل"محمد جمال الدين القاسمي متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 439 - عددالزوار : 12624 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12854 - عددالزوار : 227735 )           »          لتنعمي بالحياة مع ( حماتك) عامليها كوالدتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          الدعوة في ساعة الأزمات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          إلى ولدي الجامعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيف عامل النبي صلى الله عليه وسلم خدمه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          نصائح ذهبية في الامتحانات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          عجيب أمر هذا الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-07-2022, 06:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,934
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الأضحى

خطبة عيد الأضحى
وضاح سيف الجبزي

الحمد لله، الحمد لله على عطائه الجزيل، والله أكبر على ستره الجميل، والحمد لله يجزي كلَّ نفس بما تسعى، والله أكبر إليه المآب والرُّجْعى، والحمد لله نخضع لعز كبريائه بالذل والصَّغَار، والله أكبر نطمع بكريم عطائه بالعجز والافتقار، وسبحانك ربي نمدُّ إليكَ أيدينا باحتياجنا، ونتضرع إليك بتسديد اعوجاجنا، ونجأر إليك بالابتهال، رغبًا في التوفيق وإصلاح الحال، فلا مَهْدِيَّ إلا مَنْ هديتَ سواءَ السبيل، ولا ضالَّ إلَّا مَنْ أضللتَه عن الدليل.

وأشهد أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، تحبَّب لعباده بنعمه وآلائه، وابتدأهم بإحسانه وعطائه، فله الحمد والشكر، والنعمة والفضل، وله الثناء الحسن.

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمَّدًا عبد الله ورسوله، نال أعلى المراتب، وبلَغ غايةَ المآرب، وهو الأرتع مرعاه، والأرفع مسعاه، ملأ العيون نورًا، والقلوب سرورًا، وهو الغُنْم الأكبر، والحظ الأوفر، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، السادة الكرام، صدور الأنام، وبدور التمام، لهم الذِّكْرُ البهي، والشرف السَّنِي، على مرور الساعات والأيام، وكرِّ الشهور والأعوام، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ، إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا مزيدًا على الدوام.
اللهُ أكبرُ هذا العيدُ قد عادا
فكبّروا وانشروا في الأَرْضِ أعيادا
واستبشروا إن في الطاعات مجدَكمُ
فثابروا واسألوا الرحمنَ أمجادا

الله أكبر ما هلَّ هلالُ عيدٍ وأقْمَرْ، الله أكبرُ ما طلع فجر وأسْفَرْ، الله أكبر ما أينع غصن وأثمر، الله أكبر ما هلّل مهلل وكبّر، الله أكبر ما صام صائم وأفطر.

الله أكبر ما صحت الأنواء، وأشرق الضياء، وصنعت دكاء، وعلَتْ على الأرض السماء..
العيد ما العيد ما أدراك ما العيد
شكرٌ وحمدٌ وتكبيرٌ وتمجيدُ
فافرحْ أُخَيَّ بِذكرِ اللهِ تحظَ بهِ
فصاحبُ الذِّكرِ عند الله محمودُ

الله أكبر.. الله أكبر، لا إله إلا الله.. والله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر كلما هَمَعَ سحاب، ولَمَعَ سراب وأُنجِحَ طِلاب، وقُرئ كتاب، وسُرَّ قادمٌ بإياب.. الله أكبر كلما خطَّ قلمْ، وزال ألمْ، ودامت نِعم، وزالتْ نِقَمْ..

الله أكبر.. الله أكبر، لا إله إلا الله.. والله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر ما أشرقت شمس هذا اليوم الأغر.. والله أكبر ما تعاقب العيدان؛ عيد الفطر ويومُ الحج الأكبر.
العيد عاد أعاد الله فرحتَكم
لا يُشبه العيدَ إذ تبدو بشاشته
وبلّغ اللهُ من يسعى مساعيهِ
على الوجوهِ.. سوى لقياكُمُ فيهِ

يأتيالعيدُ -أيها الأحباب- فنراه يومًا ليس كالأيام، ونرى نهاره أجمل، ونُحِسُّ المتعة به أطول، ونُبْصِر شمسه أضوأ، ونجد ليله أهنأ. وما اختلفت في الحقيقة الأيام في ذاتها، ولكن اختلف نظرنا إليها؛ نسينا في العيد متاعبنا فاسترحنا، وأبعدنا عنا آلامنا فهنِئنا، وابتسمنا للناس وللحياة فابتسمتْ لنا الحياةُ والناس.
حلاوةُ العيد ليست ما نُقدمه
من كلِّ ما ذاب في أفواهنا عسلا
لكنها لحظةُ اللقيا نطيرُ بها
فيبسُمُ الكون من أفراحنا جذلا

أيها المسلمون:
هذا يومُ العيد، يومٌ عظَّم الله قدرَه، وأفاضَ علينا من النِّعم ما يُوجِبُ شُكرَهْ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

إنه يومُ البِشْرِ والسُّرور، والفرحٍ والحُبُور، والتجمُّلِ والزينة، والسعادة والبهجة، والتزاور والمحبة، والتهادي والمودة، فاستَديمُوا نِعَم الله بدوام شُكرها، واقدروها قدرها باستشعارها وذكرها.

فالله أكبر.. الله أكبر، لا إله إلا الله.. والله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.
عباد الله:
وخيرُ ثوبٍ بيومِ العيدِ نَلبَسُهُ
ثوبُ التسامحِ والغفرانِ للناسِ
أمَّا الحقودُ، فلا ثوبٌ يُجَمِّلُهُ
وإنْ تَطَرَّزَ ذاكَ الثوبُ بالماسِ

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-07-2022, 06:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,934
الدولة : Egypt
افتراضي رد: خطبة عيد الأضحى


لا يعيشُ المسلم فرحةَ العيد إلا حين يشعرُ بالبهجة في مشاعره، والسرورِ على مُحيَّاه، وقسَماتُ وجه المرء انعِكاساتٌ لدواخِله، وفاقد الشيء لا يعطيه، والسحاب الفارغ لا يرجى منه الغيث.
والذي نفسه بغير جمالٍ
لا يرى في الوجود شيئًا جميلًا

لم يُعطِ العيدَ حقَّه مَنِ استقبَلَه بهمة فاترة، وفرحةٍ قاصرة، ونظرة عابسة، ورؤية بائسة.

كيف يفرح بالعيدِ من تجمَّلَ بالجديد؛ وقلبُه على أخيهِ أسود؟!
كيف يفرح بالعيدِ من لا يعرِف من العيدِ إلا المآكلَ والثوبَ الجديد، ولا يفقَه مِن معانيه إلاّ ما اعتاده من العاداتِ والتقاليد، ليس له منَ العيد إلا مظاهرُه، ولا من الحظِّ إلا عواثِرُه.

فالله أكبر.. الله أكبر، لا إله إلا الله.. والله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.
تبَسَّمْ للحياة وكن سعيدا
تكن أيامُك السوداءُ عيدا
فما من ظُلمةٍ إلا ويأتي
عليها الفجرُ بسَّامًا وليدا

عباد الله: والمُسلمُ كما يتَّصِلُ بربِّه عبادةً وشُكرًا يتَّصِلُ بخلقِه محبَّةً وإخاءً، ولُطفًا ومودَّة؛ فهو يؤمن بالله العظيم، ويحُضُّ على طعام المسكين، ويعطي إعطاء الحبِّ والإخاء، والرحمة والسخاء، إعطاء الجود والتولُّع، لا إعطاء الكبر والترفُّع، أو التمظهر والتصنع.. إعطاء الصَّداقة لا إعطاء الصدقة، وربَّ بسمةٍ في وجه السائل، أو شدَّةٍ على يده أحبُّ إليْهِ من المال الذي تضَعُه في كفِّه؛ لأنَّ المال يُحْيِي جسدَه وحده، والمال مع الابتسامة إحياءٌ لجسده وروحه.
فهنيئًا لمن صحّت لله نيته، وصلُحت جريرتُه، وحسُن خُلُقه، وطابَت سَرِيرتُه.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله: يستحق التّهنِئَةَ بالعيد الموسِر الذي يزرَع البسمةَ على شِفاه المحتاجين، والشَّفوقُ الذي يعطِف على الأرامِلِ واليتامى والمساكين، والصحيحُ الذي يتفقَّد المرضى والمقعَدين.
عيدٌ سعيدٌ وأيامٌ مباركةٌ
وموعدٌ يغمرُ الأرواحَ بالفرحِ
تقبّل اللهُ منكم كلَّ صالحةٍ
وخصّكم بعظيمِ الأجرِ والمِنَحِ

أيها المسلمون: عيدكم مبارك إذا أردتم، سعيد إذا استعددتم، لا تظنوا أن الدعاء وحده يردّ الاعتداء، إن مادة دعا يدعو، لا تنسخ مادة عدا يعدو؛ وإنما ينسخها أعدّ يعدّ، واستعدّ يستعدّ، فأعدّوا واستعدّوا تزدهر أعيادكم، وتظهر أمجادكم.
عيدٌ سعيدٌ وأفراحٌ معطرة
تزكو عبيرًا وتسري في القلوب ندى
وقطع الله قلبا لا يريد لنا
ولا لأوطاننا خيرًا ولا رشدا

جعَل اللهُ سعيكم مشكورًا، وذنبكم مغفورًا، وزادكم في عيدكم فرحةً وحبورًا، وبهجةً وسرورًا..

الخطبة الثانية:
الله أكبر ذو القدرة القاهرة، والله أكبر له الحجة البالغة والآيات البالغة.
الله أكبر، يرث الأرض ومَنْ عليها، والله أكبر يُعِيد الخلائقَ منها وإليها، ويجازي النفوس بما لها وما عليها.
الله أكبر، أنشأ وبرأ، والله أكبر أبدع كل شيء وذرأ، ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى [طه: 6].

الله أكبر ما أنعم ربنا من الفضل والخيرات، والله أكبر ما أفاض من الآلاء والبركات.
الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والله أكبر نصَر عبدَه، وأعزَّ جندَه، وهزَم الأحزابَ وحدَه.
الله أكبر، لا يطاع إلا بإذنه، ولا يعصى إلا بعلمه، والحمد لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه.

عباد الله:
الإسلام يراعي الفطرةَ الإنسانيةَ، ويلبِّي الاحتياجاتِ النفسيةَ والبدنيةَ، بتوازُن واعتدالٍ، على قوله -عز شأنه-: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [الْقَصَصِ: 77]، وقوله -عز شأنه-: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَة ﴾ [الْأَعْرَافِ: 31-32]، وحين شاهد النبي -صلى الله عليه وسلم- الأحباش يلعبون في المسجد يوم العيد قال: «لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ»[1]، ليس في الإسلام رهبانية مبتدَعة تُثقِل بآصارها، وليس فيه لهو وفراغ يُنسِي النفوسَ الغايةَ من خلقها، ولكن فيه الموازنة بين مسئولية النفس وحقوقها ومتطلبات الدنيا والآخرة.

من حقِّ أهل الإسلام في يوم عيدِهم أن يسمعوا حديثًا مُبهِجًا، وكلامًا مُؤنِسًا.
يقول ابن بطَّال: جعلَ اللهُ من فِطَر الناس محبَّة الكلمة الطيبة والأُنسَ بها، والفأل الصالح والأنس به، كما جعل فيهم الارتياح للبشرى والمنظر الأنيق، وقد يمر الرجل بالماء الصافي فعجبه وهو لا يشربه، وبالروضة المنثورة فتسره وهي لا تنفعه[2].

أيها المسلمون:
أيام العيد أيام بشر وبهجة، وسرور وفرح وترويح وحبور، يوم فرح ويوم زينة ومرح، ليس مطلوبًا أن تُذرَف الدموعُ في يوم العيد بكاءً على المآسي، ولا أن يعلو الحزن على المحيَّا انشغالًا بالهموم، ليس العيد لإحياء الأحزان وتذكُّر الآلام؛ فهو يومُ الزينة، ويومُ الإحسان والبرِّ، ويومُ التزاوُر والتهادِي.

الجمال والزينة تستهوِي النفوس، وتقَرُّ بها الأعيُن، وتلذُّ بها الأذواق، وقد جعل الله في الجمال والزينة الرضا والسعادة والبهجة، والجميل هو الذي يفيضُ حيويَّةً ويتلألأ بهجةً حيثما حلَّ، ومن مُنِح الاستمتاعَ بالجمال مُنِح السماحة والابتسامة، والهدوء والنظام، والإبداع والتفكير.

حتى قالوا: كلما رُزِق العبدُ نُبلًا ورفعةً ازدادَ جمالُه، وازدادَ إحساسُه بالجمال وتمتُّعُه بالزينة.

أيها المسلمون: ومن معاني الترويح السعة، والفسحة، والانبساط، وتسلية النفس، وتجديد النشاط، وإدخال السرور، وإزالة التعب، والانتقال إلى حالٍ أكثرَ تشويقًا وسرورًا، وهو المؤلِّف بين الإخوان، والمقرِّب بين الأهل والخِلَّان.

معاشرَ المسلمينَ: الأصل في حياة المسلم الجِدُّ والعملُ، وحفظُ الوقت بما ينفع، غيرَ أن الطبع المكدود بالجِدِّ يحتاج إلى الراحة والترويح والتعليل بشيء من المرح والمزاح، وليعلم أن الترويح والمزاح للنفوس هو كالملح للطعام مقدارًا وذوقًا، وتأمَّلُوا -حفظكم الله- صورة الجمع بين الترويح والجد في هذه الصورة، من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن بكر بن عبد الله قال: «كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يتبادحون بالبطيخ -أي: يرمي بعضهم بعضًا-، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال» [3].

وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: «لَمْ يَكُنْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْحَرِفِينَ، وَلَا مُتَمَاوِتِينَ، وَكَانُوا يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ فِي مَجَالِسِهِمْ وَيَذْكُرُونَ أَمَرَ جَاهِلِيَّتِهِمْ، فَإِذَا أُرِيدَ أَحَدُهُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ دِينِهِ دَارَتْ حَمَالِيقُ عَيْنَيْهِ كَأَنَّهُ مَجْنُونٌ»[4].
عيدي مقيم وعيد الناس منصرف
والقلب مني عن اللذات منحرف
ولي قرينان مالي منهما خلف
طول الحنين وعين دمعها يكف


وقد قالوا في الحِكَم: لا جِدَّ لِمَنْ لا يلعب، والمؤمن دَعِبٌ لَعِبٌ، والمنافق عبسٌ قطبٌ، والدعب هو الذي يتكلَّم بما يُستملَح، والدعابة اسم لكل ما يُستملَح من القول والعمل.

جعل الله عيدَكم مباركًا، وأيّامَكم أيامَ سعادةٍ وهناء، وفضلٍ وإحسان وعمل، فالعيدُ المبارك لمن عمَر الله قلبَه بالهدى والتُّقى، في خُلُقٍ كريم، وقلبٍ سليم، غنيٌّ محسن، وفقير قانِع ومبتلًى صابِر، تعرِفهم بسيماهُم، رجالٌ صدَقوا ما عاهَدوا الله عليه.

اللهم فرِّج عنا، ما قلَّت معه حِيلَتُنا، ما ضَعُفَتْ عنه قُوَّتُنا، واجعلنا في حفظِكَ وحرزِكَ وأمانتِكَ، وأمانِكَ، ورحمتِكَ وفضلِكَ، اللهم انصر إخوانَنا وأهلَنا في فلسطين، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم كُنْ لهم مؤيِّدًا ونصيرًا، ومُعِينًا وظهيرًا، اللهم طهِّر المسجد الأقصى من دنس الصهاينة المحتلين، اللهم احفظه من عدوان المعتدين، ورجز الظالمين، اللهم اجعله في رفعة وعزة ومنعة إلى يوم الدين.

[1] أخرجه أحمد في مسنده، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (41/ 349، 43/ 115)، قال الألباني: إسناده جيد، السلسلة الصحيحة (4/ 328).
[2] شرح صحيح البخاري لابن بطال (9/ 437).
[3] أخرجه البخاري في الأدب المفرد، باب المزاح(ص102)، صححه الألباني، صحيح الأدب المفرد(ص117).
[4] رواه ابن أبي شيبة في الأدب(ص375)، وفي مصنفه، باب الرخصة في الشعر (5/ 278)، ورواه البخاري في الأدب المفرد، باب الكبر(ص195)، حسنه الألباني، صحيح الأدب المفرد(ص209).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.06 كيلو بايت... تم توفير 2.17 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]