المداومة على الأعمال الصالحة بعد رمضان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216135 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7834 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 62 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859684 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394019 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-04-2022, 03:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي المداومة على الأعمال الصالحة بعد رمضان

المداومة على الأعمال الصالحة بعد رمضان
محمد بن حسن أبو عقيل

(الخطبة الأولى)
الحمد لله الذي منَّ علينا بإتمام شهر الصيام والقيام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام المتقين، وخير الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وشكره على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، وإن من نعم الله تعالى علينا أن وفقنا لصيام شهر رمضان وقيامه، فنسأل الله القبول؛ لأن الله سبحانه يقول: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27].

عباد الله:
ما أجمل الحسنة تتبعها الحسنة! وما أحسن الطاعة تعقبها الطاعة! وما أجمل الإحسان يتلوه الإحسان، والمعروف يعقبه المعروف، والخير يتلوه الخير! يقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17]؛ يقول ابن كثير رحمه الله: "أي: والذين قصدوا الهداية وفقهم الله لها فهداهم إليها، وثبتهم عليها وزادهم منها، ﴿ وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾؛ أي: ألهمهم رشدهم"[2]، ويقول القرطبي في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى ﴾ [مريم: 76]: "أي: ويثبت الله المؤمنين على الهدى ويزيدهم في النصرة، وينزل من الآيات ما يكون سبب زيادة اليقين مجازاة لهم"[3]، فيا أيها المؤمنون الذين وفقكم الله تعالى للصيام والقيام وعمل الطاعات، والبعد عن المعاصي والسيئات في رمضان، حافظوا على طاعاتكم، واستمروا على قرباتكم، وواصلوا عباداتكم لربكم عز وجل حتى يأتيكم الأجل؛ كما قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]؛ أي: الموت، وإذا كان رمضان شهر الصيام والقيام، والذكر وقراءة القرآن، والصدقات وأعمال الخير، فإنه يحسن بالمسلم أن يحافظ على أعمال الطاعات في سائر أيام السنة، وإن من متابعة الأعمال الصالحة بعد رمضان: صيام ستة أيام من شوال؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر))[4].

ولقد سنَّ لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أيضًا: صيام يوم عرفة لغير الحجاج، وصيام يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من شهر محرم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله))[5]، ومن الصيام المسنون أيضًا: صيام أيام البيض من كل شهر، وهي: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر؛ وفي الحديث عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه: ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة))[6]، وسميت أيام البيض بهذا الاسم؛ لأنها ليالٍ مقمرة، فهي بيض لاشتداد ضوء القمر فيها، ومن السنة أيضًا: صيام الإثنين والخميس؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يصومها فسئل عن ذلك فقال: ((إن أعمال العباد تعرض يوم الإثنين ويوم الخميس))[7]، وفي رواية: ((وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم))[8]، وأفضل صيام التطوع: صيام داود عليه السلام، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا؛ وفي الحديث عن عبدالله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه))[9]، وهكذا يجد المسلم أن عبادة الصيام موجودة على مدار السنة، ولكن الله تعالى جعل صيام رمضان فريضةً على المسلمين كل عام، وجعل باقي الصيام مسنونًا؛ لتبقى هذه العبادة العظيمة مستمرةً وباقيةً لراغبيها على مدار العام، فعلى المسلم أن يحافظ على الصيام المسنون؛ حتى ينال الأجر والثواب من رب العالمين.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 13، 14].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم؛ إنه تعالى جواد كريم، ملك بر، رؤوف رحيم؛ فاستغفروه.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى ومتابعة الأعمال الصالحة بعد رمضان من صيام وقيام وصدقات، وذكر وقراءة للقرآن، ونحوها من الطاعات وأعمال البر.

وإن من متابعة الأعمال الصالحة بعد رمضان بالإضافة إلى صيام السنن: المحافظة على الصلوات المسنونة؛ ومنها: السنن الراتبة وآكدها ركعتا الفجر؛ التي يقول فيها صلى الله عليه وسلم: ((ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها))[10]، ومن الصلوات المسنونة: صلاة الوتر، وصلاة الليل، وصلاة الضحى، وفي صحيح البخاري رحمه الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: ((أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام))[11]، وفي الحديث عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: ((يا عبدالله، لا تكن بمثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل))[12]، فعلى المسلم أن يحافظ على الصلوات المسنونة؛ لأن الله عز وجل يكمل بها ما انتقص من الفريضة، كما أن من متابعة الأعمال الصالحة بعد رمضان المحافظة على تلاوة القرآن الكريم بتدبُّرٍ وتفكر، والمحافظة على الأذكار المشروعة الواردة عن النبي، صلى الله عليه وسلم؛ مثل: أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، والذكر عند دخول المسجد وعند الخروج منه، وعند الأكل والشرب، وغيرها من الأذكار المشروعة، ومن متابعة الأعمال الصالحة بعد رمضان: الحرص على بذل الصدقات، ومساعدة المحتاجين، وإخراج الزكاة الواجبة، ودفعها لمستحقيها عند حلولها.

فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على مَن بعثه الله رحمة للعالمين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وارضَ عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين.

اللهم اجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين، اللهم وفق المسلمين للعودة إلى دينك القويم، اللهم أصلح قادتهم وعلماءهم، وشبابهم ونساءهم، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وأعنه على البر والتقوى، وهيئ له البطانة الصالحة يا رب العالمين، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نسألك الهدى والسداد، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127]، ﴿ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 128]، ﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23]، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [النحل: 90، 91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

[1] ينظر: ابن عثيمين، مجالس شهر رمضان، ص 226- 229.

[2] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، 4/ 191.

[3] القرطبي، الجامع لأحكام القرآن 13/ 504.

[4] صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1164.

[5] صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1162.

[6] صحيح النسائي الصفحة أو الرقم: 2421.

[7] صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 2436.

[8] صحيح النسائي الصفحة أو الرقم: 2357.

[9] صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3420.

[10] صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 725.

[11] صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1981.

[12] صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 1159.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.24 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]