|
روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مشكلات التربية في مرحلة الطفولة
مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (1) الأمية التربوية كتبه/ عصام حسنين الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد تكلمنا في مقالاتٍ سابقةٍ عن كيفية التربية في مرحلة الطفولة في ضوء الكتاب والسُّنَّة، والخبرات الموافقة لهما -والحمد لله على فضله-، وسوف نتبعها -إن شاء الله- بسلسلةٍ مِن المقالات عن مشكلاتها، وكيفية حلِّها بالمنهج نفسه، والله المستعان، ومنه التوفيق والسداد. - فهناك حقيقة مجمع عليها بين علماء النفس: أن الأسرةَ مِن أهم عوامل النجاح والفاعلية؛ لأنها مرتكز العلاقات الأولى، ونقطة انطلاق الفرد إلى المجتمع، فإذا شابها خلل عاد بالسلب على الطفل، ممتدًا إلى المجتمع. - ومِن الثابت أيضًا: أن كثيرًا مِن مشاكل الكبار، ترجع إلى خبراتٍ قاسيةٍ عانوها في طفولتهم داخل الأسرة؛ ولذلك كانت رأس مشاكل التربية، هي: الأمية التربوية، وضعف الإعداد التربوي عند كثيرٍ مِن الآباء والأمهات؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وضعيف الشيء لا يحسنه؛ فتنشأ مِن ذلك مشاكل تربوية جمة، تؤثِّر على الأجيال؛ صغارًا وكبارًا. - ولذلك كانت أول لبنة في بناء التربية الشامخ هي: "إصلاح الوالدين أنفسهما": فتربية الولد تحتاج إلى إعدادٍ جيِّدٍ قبل وجوده بسنين، كما قال أحد الغربيين: "إن تربية الولد تكون قبل أن يُولَد بعشرين سنة!". وصدق في ذلك، والمقصود: أن يُصلح الزوجان من أنفسهما، وأن يكونا قدوة صالحة لولدهما؛ لأن التربية الناجعة تكون بالقدوة. ويشمل ذلك ما يأتي: 1- تزكية النفس وتنقيتها من الشوائب: فلكلٍّ منا شوائب نفسية كثيرة تحتاج إلى تنقية بتزكية النفس، وتحليتها بضدها؛ حتى لا تتأثر بها زوجته أو ولده، فكثيرًا ما نسمع عمَّن يُصبغ ولده بمشاكله النفسية، وخبراته القاسية التي تألَّم منها وهو صغير، وهذا خطأ كبير، بل ينبغي أن يتخلص الإنسان من هذا الماضي سريعًا، وأن يقول: قَدَّر الله وما شاء فعل، وأن يدعو لوالديه، وأن يستفيد مِن هذه الأخطاء، فيحذرها في تعامله مع زوجته أو طفله، ويحلّي نفسه بضدها، وهذا -إن شاء الله- مقدور عليه بالدعاء، وبالتطبع حتي يصير طبعًا محمودًا فيه. - ومما يعين على ذلك أيضًا: الأخذ بأسباب الصلاح مِن: المحافظة على الفرائض، والتقرب لله -تعالى- بالنوافل، والمحافظة على تلاوة الورد اليومي مِن القرآن بتدبرٍ وتفهمٍ، وكذا أذكار الصباح والمساء، وذِكر الله في كلِّ الأحيان، وصوم الاثنين والخميس، وصوم ثلاثة أيام مِن كل شهر، وكذا قيام الليل، والصدقة، والصلة، وفعل المعروف والإحسان، والتحلي بأخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- وآدابه. - ولهذا الصلاح أثر عظيم في تربية الأولاد: قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) (الكهف:82). قال الإمام ابن كثير -رحمه الله-: "فيه دليل على أن الرجل الصالح يُحفَظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة بشفاعته فيهم، ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة؛ لتقر عينه بهم كما جاء في القرآن، ووردتْ به السُّنَّة. عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: حُفظا بصلاح أبيهما، ولم يذكر لهما صلاحًا. وتقدَّم أنه كان الأب السابع! والله أعلم" (انتهى من تفسير ابن كثير). فمن قـَرَّت عينه بالله قـَرَّتْ به العيون، ومَن أحبَّ اللهَ؛ أحبَّه كلُ شيء مِن: زوجة، وولد، وغيرهما. وهذه الصفة أصل لما وراءها من الصفات، ومنها تنبع. 2- العلم: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني). قال إسحاق بن راهويه -رحمه الله-: "معناه: يلزمه طلب علم ما يحتاج إليه من وضوئه وصلاته وزكاته إن كان له مال، وكذلك الحج وغيره" (جامع بيان العلم وفضله). فيلزم هنا تعلم العلم الذي يتعلَّق بتربية الأولاد، ويشمل العلم بالشرع، والعلم بالواقع: أما العلم بالشرع فهو: ما يتعلق شرعًا بتربية الطفل من تعهُّد صلاته وصيامه، وأخلاقه، وضوابط تأديبه؛ خاصة الزجر والضرب، والعدل بين الأولاد في العطية ونحوها. وأما العلم بالواقع: بالنظر في تجارب عقلاء المربين الملتزمين بالمنهج الصحيح، ومِن غيرهم، إذا وافق منهج الإسلام وشرائعه. ونكمل في المقال القادم -بمشيئة الله-.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 01-09-2024 الساعة 10:29 PM. |
#2
|
||||
|
||||
رد: مشكلات التربية في مرحلة الطفولة
مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (2) الأمية التربوية كتبه/ عصام حسنين الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ 3- تحقيق القوامة التي جعلها الله -تعالى- للرجل على زوجته: قال الله -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) (النساء:34). قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: "أي: قوّامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله -تعالى- من المحافظة على فرائضهن، وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك، وقوامون عليهن -أيضًا- بالإنفاق عليهن والكسوة والمسكن" (تفسير السعدي). - فيا أيها القيِّم قم بواجبك وأدِّ الأمانة المنوطة بك، واعلم أنك مسئول أمام الله -تعالى- عن هذه الرعية، فأعد للسؤال جوابًا، (كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (متفق عليه)، وإياك أن تتخلَّى عن قوامتك، وتنزِّل نفسك منزلة التابع لا المتبوع، والمطيع لا المُطاع، والموجَّه لا الموجِّه، والغائب لا الشاهد، والخادم لا المخدوم، فينتهي بك الحال إلى وظيفة جالب الأغراض والحاجيات، وصارت المرأة هي الرجل فتَتعس وتُتعس، وتـَشقى وتُشقِي، والنتيجة جيل منهار! فالحذر. - وليس معنى ذلك: أن المرأة قد ألغيت شخصيتها، لا، بل لها مكانتها ووظيفتها، وطاعتها لزوجها، وعدم الترؤس عليه، فمِن أسباب دخول المرأة الجنة كما جاء في الحديث: (وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا) (رواه أبو نعيم وابن حبان، وصححه الألباني)، أي: أطاعت زوجها في المعروف. - وعليها أن تظهر الاحترام الشديد له خاصة أمام الأولاد؛ ليشبُّوا رجالاً مستقرين نفسيًّا، ونساءً صالحاتٍ متحبباتٍ لأزواجهن مطيعات، هذه الصفة من الأهمية بمكان، فإن وجدت والحقوق المتبادلة بين الزوجين؛ كان من وراء ذلك خير كثير، وإلا فضياع وتعاسة، وفساد للأجيال والمجتمعات، كما نرى ذلك أمام أعيننا، والله المستعان. - ومن القوامة: التوجيه -كما بينا-، وليعلم الأبوان أن حجر الأساس في التربية هو: الاتفاق في أمور تربية الأبناء، وألا يظهر تضاد يحسه الولد، أو أن يجد جانبًا يميل إليه دون الآخر، ويكون ذلك بجلسة بينهما يضعان النقاط على الحروف في أمر التربية، والتوجيه والمتابعة. ولتحقيق القوامة لا بد للأب ألا يكون غائبًا عن البيت لفترة طويلة؛ فأنى له الإشراف والمتابعة والتوجيه؟! وهل يصح لقيِّم مدرسة أن يغيب عنها، وإن غاب فماذا سيكون حالها؟! ما تتصوره هنا تأكَّد أن بيتك سيكون كذلك، بل أسوأ؛ لأن القوامة غابت، ومع الأيام ستجد نفسك في وادٍ، وزوجتك وأولادك في وادٍ آخر، وستندم -وقتئذٍ- ولات حين مندم. - ومن القوامة: الحزم الذي به قوام التربية، والحازم هو: الذي يضع الأمور في مواضعها، فلا يتساهل في موقف الشدة، ولا يتشدد في موقف يستوجب اللين والرفق. ومن الحزم: إلزام الولد بما يصلحه، وتجنيبه ما يضره كما أمر الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ومراقبته ومتابعته في ذلك، وليس من الحزم أن يقع الوالد أسير ولده، فيدلّلـه ويلبي جميع رغباته، وترك معاقبته -إن استوجب الخطأ ذلك-، فينشأ مدللًا، منقادًا للهوى غير مكترث بالحقوق المفروضة عليه. وليس من الحزم: أن ينقاد لبكاء الطفل وغضبه وصياحه؛ ليدرك أن هذه وسائل غير مجدية، وليست وسيلة للوصول إلى ما يريد، وأن هناك وسائل طيِّبة توصل إلى المراد بهدوءٍ واحترامٍ، كما أن الاستجابة لبكاء الصبي تعوّده الاتكال على الآخرين، والضعف عن المطالبة بحقٍّ. وليس من الحزم: أن تراقب ولدك في كل حركة وسكنة، وتعاقب عند كل هفوة أو زلة، ولكن ينبغي أن تتسامح أحيانـًا، وأن تتغافل أحيانـًا إلا في شيءٍ لا بد فيه من توجيه أو إرشاد. ومن الحزم: تعويده النظام المنزلي في طعام وشراب ونوم، والمحافظة على النظافة، وتعويده تنظيم مكان نومه، وترتيب ثيابه وحاجياته، والحذر من الفوضوية في ذلك، فإنها تربِّي الولد على الفوضى في حياته كلها، وتؤدي إلى تفكّك الأسرة، وضياع الأوقات والجهود، وليكن ذلك بحبٍّ ورفقٍ وتدريبٍ، لا بأوامر عسكرية يشعر معها الولد أنه في سجنٍ أو ثكنةٍ عسكريةٍ. يتبع -إن شاء الله-.
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
رد: مشكلات التربية في مرحلة الطفولة
مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (3) الأمية التربوية كتبه/ عصام حسنين الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فما زلنا مع علاج مشكلة الأمية التربوية، أو ضعف الإعداد التربوي للأبوين، وقد تكلمنا عن بعض الصفات التي ينبغي أن يكون عليها المربي، وفي هذا المقال نستكملها -إن شاء الله تعالى-. فمن الصفات التي ينبغي على المربي أن يتحلى بها: 4- الليونة والمرونة: فالمربي الفاضل هو الذي يجمع في تربية ولده بين الحزم في موضعه، وبين الليونة والمرونة في موضعها، والمقصود بها: قدرة فهم الآخرين بشكل متكامل، لا بمنظار ضيق، وليس معناها: الضعف والهوان، وإنما التيسير الذي أباحه الشرع، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا) (متفق عليه). - فعلى المربي في الأمور المباحة والمشروعة: أن يتخير الأيسر كما كان -صلى الله عليه وسلم- إذا خُيِّر بين أمرين اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، وهذا يكون في الأساليب والألفاظ، والأوقات والتوجيه؛ ليصل بعقولهم إلى الخير بسهولة ويُسر تقبله نفوسهم، وألا يكثر العتاب، فإنه يورث المِلال والجرأة والعناد، ويزيل مهابة الكلام، بَلْه مهابة المربي. قال الغزالي -رحمه الله- في "الإحياء - باب رياضة الصبيان": "ولا تكثر القول عليه بالعتاب في كل حين، فإنه يهون عليه سماع الملامة، وركوب القبائح، ويسقط وقع الكلام من قلبه، وليكن الأب حافظًـًا هيبة الكلام معه، فلا يوبخه إلا أحيانـًا، والأم تخوِّف بالأب، وتزجره عن القبائح". 5- الحلم والأناة: وهما خُلُقان يحبهما الله ورسوله كما قال -صلى الله عليه وسلم- لأشج عبد القيس، والحلم سيد الفضائل، ومنبع الخيرات، ومصدر السكينة والهدوء، فما من نتيجة حميدة إلا وكان الحلم سببها، والموصل إليها؛ لأنه يقتلع الشر من جذوره، ويُرغم الشيطان، قال -تعالى-: (كُونُوا رَبَّانِيِّينَ) (آل عمران:80)، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "حلماء علماء". - والحلم: ترك المعاجلة بالعقوبة، ومنع النفس من ضد ما تحب عند ورود الموجب لذلك، وهو بهذا يشتمل على المعرفة، والصبر، والأناة، والتثبُّت. والعاقل يلزم الحلم عن الناس كافة، فإن صعب عليه ذلك فليتحالم؛ لأنه يرتقي به إلى درجة الحلم، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ؛ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ؛ يُوقَهُ) (رواه الدارقطني والطبراني، وحسنه الألباني). - وأما الأناة فهي التأني، وترك العجلة والتسرع، وهي خير إلا في أمر الآخرة؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلاَّ فِي عَمَلِ الآخِرَةِ) (رواه أبو داود والحاكم، وصححه الألباني). - والحلم يشتمل على الصبر الذي هو خير عطاء، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ) (متفق عليه). - والصبر معناه لغة: الحبس. واصطلاحًا: حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي، والجوارح عن المعصية التي تدل على الجزع، وتسخط المقدور. والصبر هو: معول المؤمن الذي عليه يعتمد في أمره كله -خاصة- في تربية ولده؛ لأنه يتعامل مع طفل له أخطاؤه -ولابد من خطئه-؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ: التَّوَّابُونَ) (رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني)، ويتعامل مع نفسٍ قال الله -تعالى- عنها: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد:10)، فأنت تنمي الخير الذي فيها، متوجهًا إلى الله -تعالى- بصلاحها، وتُضعف الشر الذي فيها، والموفَّق مَن وفَّقه الله -تعالى-، وهذا يحتاج إلى صبرٍ بالغٍ؛ لأن الوالد يتعجل الثمار، ويريد ابنه ألا يخطئ، وقد يُضَاف إلى ذلك خوف مذمة الناس، فيدفعه ذلك إلى التهور والتسرع الذي لا يحمد عقباه. - فوطـِّن نفسك على الصبر على ولدك توجيهًا ومتابعة، وعدم الملال، أو اليأس منه، واعلم أن ولدك ليس أنت، ولا أنه بمجرد الأمر يأتمر، ويصير بذلك صالحًا، بل اعلم مسبقًا أنه سيخطئ، وقد لا ينفِّذ كالكبير تمامًا إذا وعظته أو نصحته؛ فقد ينتصح أو لا، وإن انتصح فقد يقع، أو يرجع إلى الذنب أو الخطأ؛ لأننا -كما ذكرنا- نفس إنسانية محل اختبار في هذه الدار، (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الأنبياء:35). وللحديث بقية -إن شاء الله-.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
رد: مشكلات التربية في مرحلة الطفولة
مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (4) الأمية التربوية كتبه/ عصام حسنين الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ - اعلم أن هناك فروقًا فردية بين الأولاد، وليس شرطـًا ما كان ناجحًا مع ولدٍ أن يكون ناجحًا مع ولدٍ آخر، والمربي الناجح هو الذي يحاول أن يتفهم طبيعة ابنه، وما عنده من مميزاتٍ وعيوبٍ، فيرفع من المميزات ويحاول استغلالها، ويعالج جاهدًا صابرًا عيوبه بجميع وسائل التربية. - وأنت في تأديتك هذه الأمانة، وصبرك عليها مأجور، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ لَكِ مِنَ الأَجْرِ عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ) (رواه الحاكم، وصححه الألباني)، وما تؤمله في فضل الله -تعالى- أن يرزقك الله ولدًا صالحًا، دافع عظيم إلى بذل الجهد والصبر، والله يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيمٍ؛ فلنتوجه إليه -تعالى- في ذلك. ولا بد من الأخذ بوصية النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل: (لاَ تَغْضَبْ) قَالَ: قَالَ الرَّجُلُ: "فَفَكَّرْتُ حِينَ قَالَ النَّبِيُ -صلى الله عليه وسلم- مَا قَالَ فَإِذَا الْغَضَبُ يَجْمَعُ الشَّرَّ كُلَّهُ" (رواه أحمد، وصححه الألباني). ولا بد من كظم الغيظ، وتجرع المرارة، وقد فسَّر الأئمةُ: "ابن المبارك"، و"أحمد"، و"ابن راهويه" -رحمهم الله- حُسنَ الخُلقُ: بترك الغضب، ومعنى لا تغضب: إما الأخذ بأسباب حسن الخلق من: الكرم، والحلم، والحياء، والتواضع، واحتمال الأذى، والصفح، وكظم الغيظ، ونحو ذلك من الأخلاق الجميلة التي إن تخلقت بها النفس؛ أوجب لها دفع الغضب عن حصول أسبابه. وإما عدم العمل بمقتضى الغضب، بل يجاهد نفسه على ترك تنفيذه، والعمل بما يأمر به؛ لأنه إذا ملك الإنسان كان هو الآمر الناهي. وعلاج الغضب: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: كما جاء في "الصحيحين"، وتغيير الوضعية؛ فإن كان قائمًا فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب؛ وإلا فليضطجع كما جاء في "مسند أحمد". والسكوت كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ؛ فَلْيَسْكُتْ) (رواه أحمد، وصححه الألباني)" (انتهى بتصرفٍ من جامع العلوم والحكم). كيف نعالج خطأ الطفل؟ أولاً: علينا بالرفق واللين والرحمة، والبُعد عن العبوس والتجهم والعنف؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لاَ يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (يَا عَائِشَةُ، ارْفُقِي، فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَرَادَ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا، دَلَّهُمْ عَلَى بَابِ الرِّفْقِ) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا؛ فَلَيْسَ مِنَّا) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضِعًا لَهُ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ، فَكَانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنَّهُ لَيُدَّخَنُ، وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ ثُمَّ يَرْجِعُ" (رواه مسلم). - وعليك أن تُعوّذهم من الشيطان والعين كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعوّذ الحسن والحسين -رضي الله عنهما- ويقول: (إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ) (رواه البخاري). والعين اللامة هي: العين المؤذية بالحسد. وعن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى صبيًّا يبكي فقال: (مَا لِصَبِيِّكُمْ هَذَا يَبْكِي؛ فَهَلاَّ اسْتَرْقَيْتُمْ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ؟!) (رواه أحمد، وحسنه الألباني). وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَعَوَّذُ مِنَ الْجَانِّ وَعَيْنِ الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتِ الْمُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا؛ أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا" (رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني). - وأن تدعو لهم، لا أن تدعو عليهم: فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ) (رواه مسلم). - وقد جاء رجل إلى ابن المبارك -رحمه الله- يشكو ولده، فقال له: "هل دعوت عليه؟ قال: نعم. قال: أنت أفسدته!". فالحذر من الدعاء على الولد، فقد يستجاب الدعاء فيفسد الولد ويشقى، وتزداد المشكلة تعقيدًا، ولعلاج هذا: لا بد من الدعاء له مرة أخرى بالصلاح؛ لتُزيل الدعوةُ له الدعوةَ عليه، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَلاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ) (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني). يتبع -إن شاء الله-.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
رد: مشكلات التربية في مرحلة الطفولة
مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (5) علاج خطأ الطفل كتبه/ عصام حسنين الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ إن مما ينبغي أن يتعلمه المربي الفاضل ويتمرسه: كيفية معالجة خطأ طفله. - فإن أخطأ الطفل -ولا بد أن يخطئ- فينبغي أن تعالج خطأه بالحكمة والإقناع، وهذا نتعلمه من رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، فعن أَبِي رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ قَالَ: كُنْتُ وَأَنَا غُلاَمٌ أَرْمِي نَخْلاً لِلأَنْصَارِ فَأُتِيَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فَقِيلَ: إِنَّ هَا هُنَا غُلاَمًا يَرْمِى نَخْلَنَا، فَأُتِىَ بِي إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: (يَا غُلاَمُ لِمَ تَرْمِي النَّخْلَ). قَالَ: قُلْتُ: آكُلُ. قَالَ: (فَلاَ تَرْمِ النَّخْلَ، وَكُلْ مَا يَسْقُطُ فِي أَسْافِلِهَا)، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسِي وَقَالَ: (اللَّهُمَّ أَشْبِعْ بَطْنَهُ) (رواه أبو داود، وحسنه الحافظ ابن حجر، وقال الألباني: في إسناده جهالة، لكنه يتقوى بطريق آخر). - وليكن هذا على انفرادٍ في جلسة يغلب عليها الرحمة وإظهار الشفقة، فهي أدعى -إن شاء الله- لقبولها، كما وجدنا وصايا الآباء للأبناء في القرآن تقوم على ذلك، قال الله -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) (لقمان:13)، الآيات. - وأن تُعلَّق العصا في مكان ظاهر يراه الطفل، فهناك مِن الأطفال مَن يُردعه مجرد رؤية العصا، أو السوط، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فقال: (عَلِّقُوا السَّوْطَ حَيْثُ يَرَاهُ أَهْلُ الْبَيْتِ، فَإِنَّهُ لَهُمْ أَدَبٌ) (رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وحسنه الألباني). قال ابن الأنباري: "لم يُرد الضرب به؛ لأنه لم يأمر بذلك أحدًا، وإنما أراد لا ترفع أدبك عنهم" (فيض القدير). وكان لأبي محمد العكبري سوط مُعلّق في منزله، فإذا سُئِل عنه، قال: "ليُرهب العيال منه" (البداية والنهاية 6/139). وأن يخوِّفه به إن تكرّر خطؤه، ولا يُهمله أو يغفل عنه؛ فإن تأديبه ومنعه مما يفسده مسئوليته، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَلاَ لاَ يَجْنِي جَانٍ إِلاَّ عَلَى نَفْسِهِ، وَلاَ يَجْنِي وَالِدٌ عَلَى وَلَدِهِ، وَلاَ مَوْلُودٌ عَلَى وَالِدِهِ) (رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني)، والجناية: الذنب والجرم. - وإن أخطأ الولد تجهمت في وجهه؛ لتعلن أنك غير راضٍ عن فعله، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا اطَّلَعَ عَلَى أَحَدٍ مِن أَهْلِ بَيْتِهِ كَذَبَ كَذْبَةً، لم يَزَل مُعْرِضًا عَنْهُ حَتَّى يُحِدْثَ تَوْبَةً" (رواه أحمد، وصححه الألباني). - وإن اعتذر الولد؛ قبلتَ اعتذاره، وقوَّمت سلوكه، وتحوّل غضبك إلى ابتسامة حانية راضية. - وإن عاد إلى الخطأ، فاحذر الغضب، وإن كان لا بد من عقاب، فافعله وأنت هادئ؛ لأن الغرض الإصلاح والتأديب، لا الانتقام والتشفي، وانظر إلى تأديبه -صلى الله عليه وسلم-، فعن أنس -رضي الله عنه- قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لاَ أَذْهَبُ، وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقَالَ: (يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ)، قُلْتُ: نَعَمْ أَنَا أَذْهَبُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. (رواه مسلم). - وللضرب قواعد: ليس الضرب هو الأصل؛ إنما يلجأ إليه عند استنفاد الوسائل الأخرى للتأديب، أو الحمل على الطاعات الواجبة. - وأن لا يكون قبل العاشرة لأجل الصلاة؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، فهذا الأمر بالضرب بالنسبة للصلاة، أما دونها من الأمور الحياتية والسلوكية، فلا يضرب عليها إلا ضربًا دون ضرب الصلاة للتهذيب. - وأن يقلّل منه ما أمكن؛ كالملح القليل للطعام؛ يصلحه ولا يفسده، فقد كتب عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- إلى الأمصار يقول: "لا يُقرن المعلم فوق ثلاث؛ فإنها مخافة للطفل". وقال القاضي "شريح": "لا يُضرب الصبي على القرآن إلا ثلاثًا، كما غطَّ جبريل -عليه السلام- محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ثلاثًا". - وأن يجتنب الوجه والمواضع الحساسة، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ؛ فَلْيَتَّقِ الْوَجْهَ) (رواه وأبو داود، وصححه الألباني). - وإذا استغـاث الطفـل بالله -تعالى- فيـجب التوقف؛ تعظيمًا لله -تعالى- فـي نفسه، ويقـول: تركـتـك مـن أجـل تعظيمك لاسم الله -تعالى-، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ اسْتَعَاذَكُمْ بِاللَّهِ؛ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ، فَأَعْطُوهُ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني). - قال الطيبي -رحمه الله-: "هذا إذا كان الضرب تأديبًا، وأما إذا كان حدًّا فلا، وكذا إذا استغاث مكرًا" (تحفة الأحوذي). - وليحذر القسوة والعنف؛ فإنها مخالفة للشرع، ويترتب عليها مفاسد كثيرة. قال ابن خلدون -رحمه الله-: "الشدة على المتعلمين مضرة بهم ... ومَن كان مربَّاه -أي: تربيته- بالعسف والقهر من المتعلمين، أو المماليك، أو الخدم سطا -أي: سيطر- به القهر، وضيَّق القهر على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها، ودعاه إلى الكسل، وحمله على الكذب والخبث؛ خوفـًا من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلَّمه المكر والخديعة لذلك، وصارت هذه له عادة وخُلُقـًا، وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع والتمدن، وهي الحمية والمدافعة عن نفسه ومنزله، وصار عِيالًا على غيره في ذلك، بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل، والخُلق الجميل، فانقبضت عن غايتها، ومدى إنسانيتها، فارتكس وعاد في أسفل السافلين، وهكذا وقع في كل أمة حصلت في قبضة القهر، ونال منها العسف، واعتبرْه في كلِّ مَن يملك أمره عليه، ولا تكون الملكة الكافلة له رفيقة به... فينبغي للمعلم في متعلمه، والوالد في ولده أن لا يستبدا عليه في التأديب، وقد قال محمد بن أبي زيد: "لا ينبغي لمؤدب الصبيان أن يزيد في ضربهم، إذا احتاجوا إليه على ثلاثة أسواط شيئًا"، ومن كلام عمر -رضي الله عنه-: "من لم يؤدّبه الشرع؛ لا أدّبه الله"؛ حرصًا على صون النفس عن مذلة التأنيب، وعلمًا بأن المقدار الذي عيّنه الشرع لذلك أملك له، فإنه أعلم بمصلحته" (انتهى بتصرفٍ من "المقدمة، المجلد السادس"). - من هذه الصفات تبدأ التربية الرشيدة، وتذلل المشاكل والعقبات، ولا توفيق إلا بالله، عليه يتوكل المتوكلون.
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
رد: مشكلات التربية في مرحلة الطفولة
مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (6) مشكلة العناد (1) كتبه/ عصام حسنين الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ 1- العناد المحمود: تكلمنا فيما سبق عن مشكلة من مشاكل التربية عمومًا، وهي: ضعف الإعداد التربوي من الأبوين، وبيَّنا بفضل الله تعالى كيفية علاجها. وقد ينجح الأبوان الفاضلان في الأخذ بأسباب التربية القويمة، ومع ذلك قد تظهر لهم مشاكل بعضها جبلي وبعضها مكتسب، ومن هذه المشكلات: عناد الطفل. والعناد مشكلة وإشكالية: فهو مشكلة تحتاج إلى علاج، وإشكالية؛ لأنها تلتبس مع غيرها من الصفات المحمودة التي يجب أن يُربي عليها الطفل: من صلابةٍ في الحق، وصمودٍ وإصرارٍ حتى يصل إلى أهدافه الحميدة، ومِن ثَمَّ؛ فلا بد من تحريرٍ منضبط للفظ العناد كمشكلة تحتاج إلى علاج، يفصلها عن الصلابة في الحق، والإصرار المحمود. أولًا: تعريف العناد لغة: تدور مادة العناد لغة على المعارضة والمخالفة، وقد تستخدم لغير الخلاف، والعامة يستخدمونه بمعنى: يفعل خلاف ما يؤمر بفعله. قال الأزهري: "وقد تشتد هذه المخالفة حتى تصل إلى التمرد" (لسان العرب). أي: "العصيان وعدم الطاعة" (القاموس المحيط). وأما قوة "الشَّكِيمَةُ" فهي: قوة القلب (معجم المعاني). وفلان: "رابط الجأْش" هو: الثَابت عند الشدائد (المعجم الوسيط). وهو: "صَلْبُ الرَّأْيِ": شَدِيدُ الرَّأْيِ (معجم المعاني). و"أَصرَّ على الأمر": ثبت عليه ولزمه، وأكثر ما يستعمل في الآثام والذّنوب (معجم المعاني). نخلص من تعريف العناد لغة إلى أن معناه: "المخالفة في الفعل"، وأن منه المحمود، وهو ما يتعلق بتكوين الشخصية، وغرس الصفات الطيبة: كالإصرار والصلابة في الحق، وقوة الشكيمة، وهذا ينبغي أن يُربَّى عليه الطفل، ويُحبَّب إليه، ويُحمد عليه إذا فعله، أما إذا لم يُربَّ عليه؛ فستكون شخصيته -غالبًا- خاضعة مستسلمة، وقد يصبح في المستقبل انطوائيًّا أو جبانًا. وقد أثبتت بعض الدراسات أن عناد الطفل -أي: الصحي- سلوك إيجابي؛ لأنه يولّد عنده إصرارًا قويًّا يمكّنه من تحدى المشكلات، والعمل على حلِّها؛ ولهذا واجب على الوالدين الكريمين أن يعرفا الفرق بين العناد المذموم والعناد المحمود، فيُعزّزا المحمود بحكمة، ويُعالجا المذموم بحكمة أيضًا. أولًا: كيف نربي في الطفل العناد المحمود (الثقة بالنفس والصلابة في الحق) من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في تربية الأطفال؟ - استحسان اسمه الذي سيُنَادَى به بين الناس؛ حتى لا يشعر بخزي أو حرج منه، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يغير الاسم القبيح؛ فعنْ سَهْلٍ قَالَ أُتِيَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ وُلِدَ فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَأَبُو أُسَيْدٍ جَالِسٌ فَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَمَرَ أَبُو أُسَيْدٍ بِابْنِهِ فَاحْتُمِلَ مِنْ فَخِذِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَفَاقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: "أَيْنَ الصَّبِيُّ"، فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: قَلَبْنَاهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "مَا اسْمُهُ"، قَالَ: فُلَانٌ، قَالَ: "وَلَكِنْ أَسْمِهِ الْمُنْذِرَ"، فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ الْمُنْذِرَ (رواه البخاري). - نداؤه باسمه، ومداعبته بذلك، واحترام كيانه، بعيدًا عن كلمة: (ولد - بنت)؛ فينشأ بذلك معتدًا بنفسه، محترمًا لذاته، لا يقترب من السفهاء ممَّن لا يحترمونه، فعَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقاً، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ، قَالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيمًا، وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ وَهُوَ فِي بَيْتِنَا فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا" (رواه البخاري). النغر: طائر يشبه العصفور. ففي الحديث مداعبة النبي للصغير لإدخال السرور على نفسه، ومناداته باسمه، وهذا يعطي للطفل الثقة بنفسه، والاعتداد بها. وكذا حديث أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاعب زينب بنت أم سلمة، ويقول: يا زوينب، يا زوينب" مرارًا" (أخرجه الضياء المقدسي في المختارة، وصححه الألباني). وللحديث بقية إن شاء الله.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
رد: مشكلات التربية في مرحلة الطفولة
مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (7) مشكلة العناد (2) كتبه/ عصام حسنين الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فالعناد المذموم هو: ما يتعلق بالسلوكيات السلبية، فيُظهر الطفل المخالفة للمخالفة والعصيان. وهذه هي المشكلة التي يشكو منها كثير من المربين، ولعلاج هذه المشكلة نبيِّن الحقائق التالية كما ذكر علماء النفس: - مرحلة الطفولة هي مرحلة التكوين للطفل، ومِن ثَمَّ لا بد وأن ينتبه لها الأبوان، وغالب الصفات المكتسبة بخيرٍ أو بشرٍّ تكون في هذه المرحلة، ولذلك تُعدُّ مرحلة الطفولة هي المسئولة عن ظهور العناد كمشكلة عند الأطفال، وهذا يُوجب على الوالدين أن ينتبها لتصرفات الطفل في هذه المرحلة، وأن يوجِّهاه التوجيه السليم الذي لا تكون معه هذه الظاهرة. - الهدوء، والرفق، والتوافق ثم التوافق بين الوالدين في أسلوب التربية؛ فالجو الأسري الآمن الذي يسوده الحب والمودة، والرفق واللين، وحُسن التعامل بين الزوجين، والاحترام المتبادل له أثر عظيم في الثبات النفسي للطفل. - إظهار محبته والعطف عليه، فكلما زاد الحب زاد التقبل والطاعة. - والاعتدال في المعاملة: فتكون مطالب الأبوين من الطفل ممكنة التنفيذ، ومناسبة لواقعه؛ فمثلًا: بعض الأمهات خوفًا على الطفل تريد منه أن يلبس ثوبًا معينًا فوق ملابسه، أو يأخذ معه مظلة (شمسية)، وهو لا يحب ذلك، أو قد يتعرض للانتقاد من أقرانه ونحو ذلك؛ فعندئذٍ لا ينبغي أن يُجبر الولد على ذلك، وإنما يُعالج هذا التخوّف عليه بطريقة أخرى واقعية، أي: (تُعينه على البر)؛ ما أعظمها من كلمة: أن يعين الوالدان ولدهما على برهما! - والحذر من التسلُّط والعسكرة في الأمر والنهي، ولا بد أن يكون الأمر والنهي برفق، وفي حدود المستطاع؛ فالله تعالى لا يكلِّف نفسًا إلا وُسعها وطاقتها، والقدرة مناط التكليف، قال عمر رضي الله عنه: " إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع "، وأن يكون ذلك لمصلحة الطفل، وليس تسلطًا عليه؛ بزعم أن يكون مطيعًا لوالديه في كل شيء. وللأسف هناك من الأمهات من تفعل ذلك ولا تدري أنها ترتكب جُرمًا عظيمًا في حقِّ طفلها؛ وأنها تُفقده شخصيته، وتضعفها، بل وتُذيبها؛ فينشأ معدوم الشخصية، يتسلط عليه الآخرون حتى زوجته فيما بعد، بل لا بد من التربية على قوة الشخصية والصلابة في الحقِّ، والإصرار والصمود من أجل تحقيق أهدافه وغاياته المحمودة -كما سبق بيانه-، لا أن تُميت فيه هذه الأخلاق النبيلة؛ فمثلًا: طفل لا يحب نوعًا معينًا من الطعام فتصمم الأم أو الأب على أن يأكله قسرًا، فمِن هنا ينشأ الرفض والمخالفة (العناد)، ثم ينمو هذا السلوك مع كثرة الأوامر الخاطئة، حتى يكون عنادًا مرضيًا يحتاج إلى علاج! فلِمَ نفعل ذلك بأيدينا ثم بعد ذلك نشتكي، ونقول: طفلي عنيد؟! - ولا بد من تنفيذ مطالبه النافعة له في حدود الممكن أيضًا، بعيدًا عن التدليل الزائد بتنفيذ جميع ما يطلبه، وإن كان خطأً. - فماذا لو كان المطلب صوابًا، وفي حدود الإمكان، والطفل يعاند في تنفيذه؟! ومثاله في هذا السن: ما يتعلق بمصلحته: كالطهارة والاستحمام، والنوم مبكرًا، والذهاب للحضانة، وكتابة الواجبات، وحفظ المقرر من القرآن، ونحو ذلك. فهنا لابد من العلاج، ولابد أن يُنفّذه، لكن بالتدرج في آليات التنفيذ. - أولًا: الرفق واللين، وإقناعه بما يؤمر به، بالحوار البنَّاء، ومعلوم أن مَن شارك في قرارٍ تحمَّس لتنفيذه. - مساعدته في تنفيذه بمرونة، وبطريقة مشوقة؛ فمثلًا: الطفل الذي يرفض الاستحمام، يمكن إقناعه بأهميته عن طريق اللعب في الماء مثلًا، المهم لا بد أن ينفذ النافع له بجميع الطرق الممكنة. - عدم الانشغال عن الطفل بالاستغراق في تتبع مواقع التواصل أو غيره؛ مما يجعله يُظهر عنادًا لجذب الانتباه أو الاهتمام. - إعطاء الوقت الكافي للطفل تعليمًا وتهذيبًا وملاعبة، ومن خلال اللعب المشوق الهادف يكون التوجيه والتنفيذ. - الثبات في المعاملة: فالتباين في الموقف الواحد بالشدة تارة، والتساهل أخرى، يُولّد عنده عدم احترام للقواعد، وتهاونًا بوالديه. - لا يُستجاب له إذا أظهر غضبًا أو عصيانًا للأوامر والنواهي الصحيحة، وهذا يحتاج إلى صبر وثبات من الوالدين؛ فإنهما أمام حالة مرضية تحتاج إلى علاج. ثانيًا: التهديد بالحرمان مما يحب إن لم ينفذه. ثالثًا: التخويف بالضرب. رابعًا: الضرب غير المبرّح -بضوابطه التي ذكرناها قبل- الذي يُشعر الطفل أن والديه غير راضيين عن عناده هذا. وينبغي أن يكون الموقف واحدًا متحدًا من الوالدين، وإن عُوقب الطفل من قِبَل الأب، فتقوم الأم بدور المؤنِّب للطفل، ووجوب تقديم الاعتذار لأبيه، مع الوعد بعدم الرجوع إلى العناد مرة أخرى. وإذا قامت الأم بهذه العقوبة؛ فعلى الأب أن يقوم بدور المؤنِّب أيضًا، وهكذا ... فإذا وجد الطفل هذا الموقف المتحد، كان عونًا على صلاحه، وترْكه هذا السلوك المرفوض الذي يجب أن يتركه إلى ضده، وهو: الطاعة لوالديه اللذَين يأمرانه بما فيه خيره ومنفعته. ثم الحذر الحذر من مقارنته بالآخرين؛ فلا يقال له: فلان ليس عنيدًا مثلك، ولا يُشكَى لآخرين بقول: عنيد؛ فهذا يُشعره بأنه قوي، ولا يُستطاع السيطرة عليه، ومِن ثَمَّ المزيد من العناد، وقد يكبر فيه هذا السلوك السيئ؛ لأنها شهادة أبويه له بذلك، وإنما يُمدح أمام الآخرين بقول: فلان مؤدب ومطيع! ولنعلم أن عبارات الثناء والمدح خاصة أمام الآخرين لها دور كبير في صلاح الطفل وتغييره للأفضل. وللحديث بقية إن شاء الله.
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
رد: مشكلات التربية في مرحلة الطفولة
مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (8) مشكلة العناد (3) كتبه/ عصام حسنين الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فالعناد المذموم هو: ما يتعلَّق بالسلوكيات السلبية، فيُظهر الطفل المخالفة للمخالفة والعصيان. وهذه هي المشكلة التي يشكو منها كثير من المربين، ولعلاج هذه المشكلة نبيِّن الحقائق التالية كما ذكر علماء النفس. - مرحلة الطفولة هي مرحلة التكوين للطفل، ومن ثَمَّ لا بد وأن ينتبه لها الأبوان، وغالب الصفات المكتسبة بخيرٍ أو بشرٍّ تكون في هذه المرحلة، ولذلك تُعدُّ مرحلة الطفولة هي المسئولة عن ظهور العناد كمشكلة عند الأطفال، وهذا يُوجب على الوالدين أن ينتبها لتصرفات الطفل في هذه المرحلة، وأن يوجهاه التوجيه السليم الذي لا تكون معه هذه الظاهرة. - الهدوء، والرفق، والتوافق ثم التوافق بين الوالدين في أسلوب التربية؛ فالجو الأسرى الآمن الذي يسوده الحب والمودة، والرفق واللين، وحُسن التعامل بين الزوجين، والاحترام المتبادل، له أثر عظيم في الثبات النفسي للطفل. - إظهار محبته والعطف عليه، فكلما زاد الحب زاد التقبُّل والطاعة. - والاعتدال في المعاملة: فتكون مطالب الأبوين من الطفل ممكنة التنفيذ، ومناسبة لواقعه؛ فمثلًا: بعض الأمهات خوفًا على الطفل تريد منه أن يلبس ثوبًا معينًا فوق ملابسه، أو يأخذ معه مظلة (شمسية)، وهو لا يحب ذلك، أو قد يتعرَّض للانتقاد من أقرانه، ونحو ذلك؛ فعندئذٍ لا ينبغي أن يُجبر الولدُ على ذلك، وإنما يُعالج هذا التخوّف عليه بطريقة أخرى واقعية، أي: (تُعينه على البر). ما أعظمها من كلمة: أن يعين الوالدان ولدهما على برهما! - والحذر من التسلُّط والعسكرة في الأمر والنهي، ولا بد أن يكون الأمر والنهي برفق، وفي حدود المستطاع؛ فالله تعالى لا يكلِّف نفسًا إلا وُسعها وطاقتها، والقدرة مناط التكليف، قال عمر رضي الله عنه: "إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع"، وأن يكون ذلك لمصلحة الطفل، وليس تسلطًا عليه؛ بزعم أن يكون مطيعًا لوالديه في كل شيء، وللأسف هناك مِن الأمهات مَن تفعل ذلك؛ ولا تدري أنها ترتكب جُرمًا عظيمًا في حقِّ طفلها؛ وأنها تُفقده شخصيته، وتضعفه، بل وتُذيبها، فينشأ معدوم الشخصية، يتسلط عليه الآخرون حتى زوجته فيما بعد؛ بل لا بد من التربية على قوة الشخصية والصلابة في الحقِّ، والإصرار والصمود من أجل تحقيق أهدافه وغاياته المحمودة كما سبق بيانه، لا أن تُميت فيه هذه الأخلاق النبيلة؛ فمثلًا: طفل لا يحب نوعًا معينًا من الطعام؛ فتصمم الأم أو الأب على أن يأكله قسرًا، فمن هنا ينشأ الرفض والمخالفة (العناد)، ثم ينمو هذا السلوك مع كثرة الأوامر الخاطئة، حتى يكون عنادًا مَرَضِيًّا يحتاج إلى علاج! فلِمَ نفعل ذلك بأيدينا ثم بعد ذلك نشتكي ونقول: طفلي عنيد؟! - ولا بد من تنفيذ مطالبه النافعة له في حدود الممكن أيضًا، بعيدًا عن التدليل الزائد بتنفيذ جميع ما يطلبه، وإن كان خطأً. - فماذا لو كان المطلب صوابًا، وفي حدود الإمكان، والطفل يعاند في تنفيذه؟ ومثاله في هذا السن: ما يتعلَّق بمصلحته، كالطهارة والاستحمام، والنوم مبكرًا، والذهاب للحضانة وكتابة الواجبات، وحفظ المقرر من القرآن، ونحو ذلك. فهنا لا بد من العلاج، ولا بد أن يُنفذه، لكن بالتدرج في آليات التنفيذ. - أولًا: الرفق واللين، وإقناعه بما يؤمر به، بالحوار البنَّاء، ومعلوم أن مَن شارك في قرار تحمس لتنفيذه. - مساعدته في تنفيذه بمرونة وطريقة مشوقة؛ فمثلًا: الطفل الذي يرفض الاستحمام، يمكن إقناعه بأهميته عن طريق اللعب في الماء مثلًا، المهم لا بد أن ينفذ النافع له بجميع الطرق الممكنة. - عدم الانشغال عن الطفل بالاستغراق في تتبع مواقع التواصل أو غيره، مما يجعله يُظهر عنادًا لجذب الانتباه أو الاهتمام. - إعطاء الوقت الكافي للطفل تعليمًا وتهذيبًا وملاعبة، ومن خلال اللعب المشوق الهادف يكون التوجيه والتنفيذ. - الثبات في المعاملة؛ فالتباين في الموقف الواحد بالشدة تارة، والتساهل أخرى، يُولّد عنده عدم احترام للقواعد، وتهاونًا بوالديه. - لا يُستجاب له إذا أظهر غضبًا، أو عصيانًا للأوامر والنواهي الصحيحة، وهذا يحتاج إلى صبرٍ وثباتٍ مِن الوالدين؛ فإنهما أمام حالة مرضية تحتاج إلى علاج. ثانيًا: التهديد بالحرمان مما يحب إن لم ينفذه. ثالثًا: التخويف بالضرب. رابعًا: الضرب غير المبرّح -بضوابطه التي ذكرناها قبل- الذي يُشعِر الطفل أن والديه غير راضيين عن عناده هذا. وينبغي أن يكون الموقف واحدًا متحدًّا من الوالدين، وإن عُوقب الطفل من قِبَل الأب، فتقوم الأم بدور المؤنِّب للطفل، ووجوب تقديم الاعتذار لأبيه، مع الوعد بعدم الرجوع إلى العناد مرة أخرى. وإذا قامت الأم بهذه العقوبة؛ فعلى الأب أن يقوم بدور المؤنب أيضًا، وهكذا ... فإذا وجد الطفل هذا الموقف المتحد، كان هذا عونًا على صلاحه، وترْكه هذا السلوك المرفوض الذي يجب أن يتركه إلى ضده، وهو الطاعة لوالديه الذَين يأمرانه بما فيه خيره ومنفعته. ثم الحذر الحذر من مقارنته بالآخرين؛ فلا يُقَال له: فلان ليس عنيدًا مثلك، ولا يُشكى لآخرين بقول: عنيد؛ فهذا يُشعره بأنه قوي، ولا يُستطاع السيطرة عليه، ومِن ثَمَّ المزيد من العناد، وقد يكبر فيه هذا السلوك السيئ؛ لأنها شهادة أبويه له بذلك، وإنما يُمدح أمام الآخرين بقول: فلان مؤدب ومطيع! ولنعلم أن عبارات الثناء والمدح؛ خاصةً أمام الآخرين، لها دور كبير في صلاح الطفل وتغييره للأفضل. والله المستعان. يتبع إن شاء الله.
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
رد: مشكلات التربية في مرحلة الطفولة
مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (9) مشكلة العناد (4) كتبه/ عصام حسنين الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق مِن أسواق المدينة، فانصرف، فانصرفتُ، فقال: "أين لُكَعُ -ثلاثا-؟ ادعُ الحسن بن علي"، فقام الحسن بن علي يمشي، وفي عنقه السِّخَاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده هكذا، فقال الحسن بيده هكذا، فالتزمه فقال: "اللهم إني أُحبه فأَحبَّه، وأَحبَّ من يحبه"، وقال أبو هريرة: "فما كان أحدٌ أحب إليَّ من الحسن بن علي، بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال". لكع: أي: صغير الجسم. السخاب: القلادة من طيب، ليس فيها ذهب ولا فضة، أو هي من خرز أو قرنفل. فالتزمه: فاعتنقه. وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ فَشَرِبَ مِنْهُ، وَعَنْ يَمِينِهِ غُلَامٌ أَصْغَرُ الْقَوْمِ، وَالْأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارِهِ. فَقَالَ: يَا غُلَامُ! أَتَأْذَنُ أَنْ أُعْطِيَهُ الْأَشْيَاخَ؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ لِأُوثِرَ بِفَضْلٍ مِنْكَ أَحَدًا يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ". وفي هذا الحديث: أن مَن استحق شيئًا من الأشياء لم يدفع عنه صغيرًا كان أو كبيرًا؛ إذا كان ممَّن يجوز إذنه" (عمدة القاري). وفيه: احترام عظيم لكيان الطفل. وقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه يَوْمًا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فِيمَ تَرَوْنَ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ"، قَالُوا: اللَّهُ أَعْلَمُ، فَغَضِبَ عُمَرُ، فَقَالَ: "قُولُوا: نَعْلَمُ أَوْ لاَ نَعْلَمُ"، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْءٌ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، قَالَ عُمَرُ: "يَا ابْنَ أَخِي قُلْ وَلاَ تَحْقِرْ نَفْسَكَ"، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ضُرِبَتْ مَثَلًا لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: "أَيُّ عَمَلٍ؟"، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: "لِرَجُلٍ غَنِيٍّ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ لَهُ الشَّيْطَانَ، فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ". "في الحديث قوة فَهْم ابن عباس رضي الله عنهما، وقُرْب منزلته من عمر، وتقديمه له من صغره، وتحريض العالم تلميذه على القول بحضرة مَن هو أسن منه، إذا عرف فيه الأهلية؛ لما فيه مِن تنشيطه، وبسط نفسه وترغيبه في العلم" (فتح الباري)؛ فأي احترام لكيان الصغير، وزرع الثقة بنفسه بعد هذا الاحترام؟! - إظهار المحبة للطفل، والابتسامة في وجهه، ومقابلته بالبشر، واعتناقه وتقبيله. قد مرّ بنا حديث اعتناق النبي صلى الله عليه وسلم للحسن، وكذا حديث يعلى بن مرة رضي الله عنه: "أنَّهم خرجوا معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلى طَعامٍ دُعوا لَهُ، فإذا حُسَيْنٌ يلعَبُ في السِّكَّةِ، قالَ: فتقدَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أمامَ القومِ، وبَسطَ يديهِ، فجعلَ الغلامُ يفِرُّ ها هُنا وَها هُنا، ويضاحِكُهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حتَّى أخذَهُ، فجعلَ إحدى يديهِ تحتَ ذقنِهِ، والأخرى في فأسِ رأسِهِ (مؤخرة رأسه) فقبَّلَهُ، وقالَ: حُسَيْنٌ منِّي، وأَنا مِن حُسَيْنٍ، أحبَّ اللَّهُ من أحبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سبطٌ منَ الأسباطِ " (رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني). إنه لمنظر جميل! يفتح النبي صلى الله عليه وسلم للحسين يديه ليضمه، والطفل يضحك، ويفر مسرورًا يمينًا وشمالًا كعادة الطفل المسرور الآمن، ويضاحكه صلى الله عليه وسلم ويأخذه؛ فيضمه ويقبله! وهذا ما يحتاجه الطفل من أبويه؛ تنمية للاعتداد والثقة بنفسه. - اللعب جزء مِن حياة الأطفال، كما رأينا الحسين يلعب في الطريق، وكان لعائشة رضي الله عنها لعب تلعب بها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسرِّب لها صويحباتها؛ لتلعب معها، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ مِنْهُ؛ فَيُسَرِّبُهُنّ َ إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي" (رواه البخاري). وفي حديث لعب الحبشة بالحراب في المسجد، قالت عائشة رضي الله عنها: "فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ، الْحَرِيصَةِ عَلَى اللَّهْوِ" (متفق عليه). ولا بد من أن يكون هذا اللهو مباحًا هادفًا، ولا بأس من مشاركة الوالدين للطفل لعبه وسروره، ومن خلاله يكون التوجيه، وزرع الثقة، والاعتماد على النفس. - مجالسة الطفل، ومخالطته، والاستماع له، ومحاورته، وتعليمه ما ينفعه من خلال الحوار الدافئ. فقد روي عن رافع بن عمرو قال: كنتُ وأنا غلامٌ أرمي نخلَنا -أو قالَ نخلَ الأنصارِ-، فأُتِيَ بيَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: "يا غلامُ -وقالَ ابنُ كاسبٍ: فقالَ: يا بنيَّ-، لِمَ ترمي النَّخلَ؟! قالَ: قلتُ: آكلُ، قالَ: فلا تَرْمِ النَّخلَ، وَكُل ممَّا يسقطُ في أسافلِها"، قالَ: "ثمَّ مَسحَ رأسي وقالَ: اللَّهمَّ أشبِع بطنَهُ" (رواه ابن ماجه، وضعفه الألباني). حوار برِفْقٍ، وتعليمٍ، وإقناعٍ، ودعاءٍ.
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
رد: مشكلات التربية في مرحلة الطفولة
مشكلات التربية في مرحلة الطفولة (10) مشكلة العناد (5) كتبه/ عصام حسنين الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنتُ خلفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ، فقالَ: "يا غلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلماتٍ: احفظِ اللَّهَ يحفظكَ، احفظِ اللَّهَ تجدْهُ تجاهَكَ، إذا سألتَ فاسألِ اللَّهَ وإذا استعنتَ فاستعن باللَّهِ، واعلم أنَّ الأمَّةَ لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيءٍ لم ينفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لكَ، وإن اجتمعوا على أن يضرُّوكَ بشيءٍ لم يضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعتِ الأقلامُ وجفَّت الصُّحفُ" (رواه الترمذي وصححه الألباني). في هذا الحديث: تعليم الصغير من خلال تنزه أو مسايرة، ونحوه، وهذا أوقع؛ لأن الطفلَ يحب أن يستبد بأبيه، ولبُعده عن جوِّ البيت الذي فيه إلزام وقواعد. وفيه: اغتنام الفرص لتوجيه الطفل وتربيته؛ فانظر لتعليم النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس التوحيد، وإخلاص العبادة لله، وحفظ الله في أوامره ونواهيه، والثقة بالنفس، والتوكل على الله، والصبر وعدم الجزع أمام المحن والشدائد، والإيمان بالقضاء والقدر. - القدوة الحسنة من الوالدين في التزام الصدق، وتجنب الكذب عليه؛ لئلا ينشأ كذَّابًا؛ عن عبد الله بن عامر قال: دعتْني أُمي يومًا ورسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قاعدٌ في بيتِنا، فقالتْ: ها تعالَ أُعطيكَ، فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "وما أردتِ أنْ تعطيهِ؟"، قالتْ: أُعطيهِ تمرًا، فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "أما إنك لو لمْ تُعطيهِ شيئًا كُتبتْ عليكِ كَذِبةٌ"(رواه أبو داود، وحسنه الألباني). ها: إما للتنبيه، أو اسم فعل بمعنى: خذ. - تكليف الطفل ببعض الأعمال البيتية: كتنظيف حجرته وتنظيمها، ومتابعته في ذلك، وإن كان مميِّزًا يكلَّف بشراء بعض الأشياء، ونحو ذلك، وأهمية متابعته في ذلك، فعن أنس قال: "انتهى إلينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وأنا غلامٌ في الغِلمانِ، فسلَّم علينا، ثم أخذ بيدي فأرسلني برسالةٍ، وقعد في ظلِّ جدارٍ، أو قال: إلى جدارٍ، حتى رجعتُ إليه" (رواه أبو داود، وصححه الألباني). وعن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال: "أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان، قال: فسلم علينا، فبعثني إلى حاجة، فأبطأتُ على أمي، فلما جئت قالت: ما حبسك؟ قلتُ: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة. قالت: ما حاجته؟ قلت: إنها سرٌّ. قالت: لا تحدثنَّ بسرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدًا. قال أنس: والله لو حدثت به أحدًا لحدثتك يا ثابت" (رواه مسلم). فهذا تكليف وتعليم، وحفظ من الغلام للسر، وحث من الأم على حفظه، وأما المتابعة: فعن أنس قال: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا، فأرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ، فَقُلتُ: وَاللَّهِ لا أَذْهَبُ، وفي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِما أَمَرَنِي به نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَخَرَجْتُ حتَّى أَمُرَّ علَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ في السُّوقِ، فَإِذَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قدْ قَبَضَ بقَفَايَ مِن وَرَائِي، قالَ: فَنَظَرْتُ إلَيْهِ وَهو يَضْحَكُ، فَقالَ: "يا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ؟"، قالَ قُلتُ: نَعَمْ، أَنَا أَذْهَبُ، يا رَسولَ اللَّهِ. (رواه مسلم). فانظر رعاك الله إلى الموقف، عَتَب بضحك وملاطفة، والأفضل في هذا السن ترك المعاتبة بالزجر، بل متابعة بلطفٍ مع تعليمٍ حتى ينفِّذ الطفل المطلوب. - الدعاء له، والحذر من الدعاء عليه: كما مَرَّ بنا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين، ولأولاد الأنصار. - أخذه للمسجد واجتماعات الطاعات: فقد كان منكدر بن محمد يقول: "كان أبي يحج بولده. فقيل له: لِمَ تحج بهؤلاء؟ قال: أعرضهم لله! وكان بيته بيت علم وعبادة" (تاريخ الإسلام). - المساواة بين الأبناء، والحذر من تفضيل أحدهما: ومثله التصريح بحب واحد منهم دون البقية؛ فإن هذا يوغر الصدور، ويربيها على الحقد. - الحضور بهم مجالس العلماء والكبار متأدبًا بأدب المجلس: فقد كان الصغار يحضرون مجالس النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مَرَّ بنا حديث الغلام الذي استأذنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذا حديث ابن عمر في الشجرة التي هي مثل المؤمن، وحديث سمرة بن جندب قال: "لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلامًا، فكنت أحفظ عنه، فما يمنعني من القول إلا أن هاهنا رجالًا هم أسن مني" (متفق عليه). وبعد، فهذه بعض الوسائل من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تربية الثقة بالنفس والاعتداد بها التي يسميها المعاصرون: "العناد المحمود"؛ التي إن التزم بها الوالدان الكريمان أثمرا -إن شاء الله- خيرًا عظيمًا. والله المستعان، وعليه التكلان. وللحديث بقية إن شاء الله.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |