توجيه الداعية لاجتناب الموبقات - ملتقى الشفاء الإسلامي
اخر عشرة مواضيع :         واحة الفرقان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 3361 )           »          مكافحة الفحش.. أسباب وحلول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أي الفريقين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 13 )           »          نكبتنا في سرقة كتبنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          كيف نجيد فن التعامل مع المراهق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الطفل والأدب.. تنمــية الذائقة الجمالية الأدبية وتربيتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترجمة موجزة عن فضيلة العلامة الشيخ: محمد أمان بن علي الجامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          يجب احترام ولاة الأمر وتوقيرهــم وتحرم غيبتهم أو السخرية منهم أو تنــقّصهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 1185 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-06-2021, 07:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,014
الدولة : Egypt
افتراضي توجيه الداعية لاجتناب الموبقات

توجيه الداعية لاجتناب الموبقات











مبارك بن حمد الحامد الشريف




المراد بالموبِقات: الكبائر من المعاصي؛ لأنهن مهلِكات، واحدها: موبِقة[1].







وقد ذكَرَ ابن كثير رحمه الله أقولًا كثيرة لأهل العلم في حد الكبيرة، فقال: "وقد اختلف علماء الأصول والفروع في حد الكبيرة؛ فمن قائل: هي ما عليه حدٌّ في الشرع، ومنهم من قال: هي ما عليه وعيدٌ من الكتاب والسُّنة، وقال إمام الحرمين: كل جريمة تُنْبئ بقلة اكتراث مرتكِبِها بالدِّين ورقَّةِ الديانة، فهي مبطِلة للعدالة... وذكرها بعضهم بأنها: كلُّ فعل نصَّ الكتاب على تحريمه، وكلُّ معصية توجب في جنسها حدًّا من قتل أو غيره، وتركُ كلِّ فريضة مأمورٍ بها على الفور"[2].







وقد ورَد عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمرُ باجتناب السَّبع الموبقات؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اجتنِبوا السبعَ الموبقاتِ))، قيل: يا رسول الله، وما هن؟ قال: ((الشِّرك بالله، وقتلُ النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، والسِّحر، وأكل الرِّبا، وأكل مال اليتيم، والتولِّي يوم الزحف، وقذفُ المحصنات المؤمنات الغافلات))[3].







وابن كثير رحمه الله يرى أن الموبِقاتِ ليست محصورة بعدد، فيقول: "فالنص على هذه السَّبعِ بأنها كبائرُ لا ينفي ما عداهن"[4]، واستشهد بقول ابن عباس: "عن سعيد بن جبير أن رجلًا قال لابن عباس؛: كم الكبائر؟ سبع؟ قال: هي إلى سبعمائة أقربُ منها إلى سبع، غيرَ أنه لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرةَ مع إصرار"[5]، ثم أَورَدَ رحمه الله أمثلةً على الموبقات الكبائر؛ مثل: "أكل الربا، والإفطار في رمضان بلا عذر، واليمين الفاجرة، وقطع الرحم، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم، والخيانة في الكيل والوزن، وتقديم الصلاة على وقتها، وتأخيرها عن وقتها بلا عذر، وضرب المسلم بلا حقٍّ، والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم عمدًا، وسب الصحابة، وكتمان الشهادة بلا عذر، وأخذ الرشوة، ومنع الزكاة، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع القدرة، ونسيان القرآن بعد تعلُّمه، وإحراق الحيوان بالنار، وامتناع المرأة من زوجها بلا سبب، واليأس من رحمة الله، والأمن من مكر الله، وقد صَنَّف الناس في الكبائر مصنَّفات منها ما جمعه شيخنا الحافظ أبو عبدالله الذهبيُّ بلغ نحوًا من سبعين كبيرة، وإذا قيل: إن الكبيرة ما تَوعَّدَ الشارع عليها بالنار بخصوصها، كما قال ابن عباس وغيره، وتُتُبِّعَ ذلك، اجتمَعَ فيه شيءٌ كثير، وإذا قيل: كل ما نهى الله عنه، فكثير جدًّا، والله أعلم"[6].







واجتناب الموبقات، والابتعادُ عن الكبائر هي من الصفات السلوكية الواجب توافرُها في الداعية المسلم؛ حتى يكون من المحسنين، الذين وصفهم الله سبحانه بأنهم يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، فقال سبحانه: ﴿ وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى * الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ﴾ [النجم: 31، 32]، يقول ابن كثير: "ثم فسَّر المحسنين بأنهم الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش؛ أي: لا يَتعاطَون المحرَّماتِ والكبائر"[7].







فاجتناب الموبقات له أثرٌ كبير على تربية الداعية تربيةً إسلامية صحيحة، فالذي يرتقي بفكره وسلوكه إلى السمو والكمال، والطُّهر والعفاف، والاتصال بالملأ الأعلى - ينفر بحسِّه وكيانه وذوقه عن الانحراف والوقوع في الكبائر والآثام، وكلِّ ما يشين سلوكَه من نقائص، سواءٌ في ذلك صغيرُها أو كبيرها[8].











[1] انظر المعجم الوسيط ص 1008.






[2] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 596 عند تفسير الآية: 31 من سورة النساء.






[3] متفق عليه، وأخرجه البخاري، كتاب الوصايا، باب قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ﴾ [النساء: 10] رقم (2766)، ومسلم كتاب الإيمان، باب الكبائر وأكبرها رقم (89).






[4] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 588.






[5] المرجع نفسه 1/ 595.







[6] المرجع نفسه 1/ 596-597.






[7] انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 302






[8] انظر: الدعوة والداعية، محمد سعيد البارودي ص 261 مرجع سابق.












__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.33 كيلو بايت... تم توفير 1.81 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]