الدور المتغير للتعليم بالمغرب: هل تصلح الجبيرة لكسر مزدوج؟! - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849998 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386186 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-06-2021, 02:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي الدور المتغير للتعليم بالمغرب: هل تصلح الجبيرة لكسر مزدوج؟!

الدور المتغير للتعليم بالمغرب: هل تصلح الجبيرة لكسر مزدوج؟!
د. مولاي المصطفى البرجاوي




لَم يعد هناك شكٌّ في أنَّ حقيقة التنافس الذي يجري في العالم هو تنافس تعليمي؛ وذلك أنه إذا نظَرنا إلى العالم اليوم وجَدناه يموج بمتغيرات وتحدِّيات كثيرة، ومن هذه المتغيرات والتحدِّيات قيام التكتُّلات الاقتصادية.


يقوم التقدُّم الاقتصادي في حقيقة الأمر على الاستفادة من خِبرات وقدرات بني البشر، ومِن ثَمَّ فهو نتاج العمليَّة التعليميَّة، ومن هذه المتغيرات والتحدِّيات كذلك التفجُّر المعرفي وثورة الاتصالات، والثورة التكنولوجية الثالثة، والاهتمام بالتنمية البشرية في إطار التنمية الشاملة المتواصلة.

على ضوء ذلك يجب استحضار - على حدِّ تعبير حسين كامل - أمرين أساسين في إعداد المواطن:
الأمر الأول: يتمثَّل في البُعد المستقبلي للتعليم.
والأمر الثاني أنه يجب - ونحن نُخَطِّط لإعداد شبابنا لمواجهة الحياة - أن يحضر في تصوُّرنا أيضًا البُعد العالمي، وكلنا يعرف الحِكمة التي تقول: "فكِّر عالميًّا ونفِّذ عالميًّا"[1].

في غشت 1981 شكَّل وزير التربية في الولايات المتحدة الأمريكية "تريل بل" Terrel Bell لجنة من ثمانية عشر عضوًا لدراسة نظام التعليم بالولايات المتحدة الأمريكية، وتقديم مقترحات لإصلاحه؛ بهدف تحقيق مستوى رفيع من التفوق لهذا التعليم، وتضم اللجنة أعلامًا مرموقين من الشخصيات التربوية وقادة الصناعة والشخصيَّات العامة، وقد صدر التقرير بعنوان: "خطاب مفتوح إلى الشعب الأمريكي"، أُمَّة في مواجهة الخطر - حتميَّة التغيير - والتقرير يخاطب المسؤولين عن الشعب الأمريكي وقادته، كما يخاطب المربِّين في الجامعات والمدارس والمعاهد، ويوجه نداءه إلى رجالات المال والاقتصاد، والجمعيَّات والهيئات الأكاديميَّة، والمهنيَّة والعلميَّة، وقد أفرد للأُدباء نداءً خاصًّا أيضًا.

بدأ التقرير بتوضيح المخاطر التي تتعرَّض لها أمريكا جرَّاء انحدار مستوى التعليم بها، وضَعْف حركته نحو الامتياز والتفوق كنظام تعليمي رائد في العالم، فالمشكلة ليستْ مجرَّد قضيَّة شعب وأُمَّة بأَسْرها، تودُّ أن تأخذ مكانها في عالم شديد التنافس، ليس لديها من أداة لتحقيق ذلك إلاَّ بالتعليم.

وذَكَر التقرير أنَّ التاريخ لا يرحم الكسالى، فالخطر لا يكمن فقط في أنَّ اليابان تنتج سيارات أكثر كفاءة من السيارات الأمريكيَّة، وأن صادراتها تحظى بدعم حكومي لدوام تنميتها وتطويرها، ولا أنَّ كوريا الجنوبية قد بنَت حديثًا أكبر مصنع ذي كفاءة لصناعة الصُّلب في العالم، ولا أن الأدوات والمعدات الأمريكيَّة التي كانت يومًا فخر صناعة العالم، يُستبدل بها اليوم منتجات ألمانيَّة، بل إنَّ الأمر يتعدَّى ذلك كله في دَلالته على أنَّ هناك إعادة توزيع للقدرات، بحيث تكون الخامات الجديدة للتجارة الدوليَّة هي المعرفة والتعليم، والمعلومات والذكاء، وإذا كان الشعب الأمريكي بتقدُّمه التكنولوجي والمعرفي الرهيب الذي يقول ذلك، فما حال شعوبنا العربية؟[2].

هذا بالنسبة للولايات المتحدة، أمَّا السياسة التعليمية في المغرب، في مغرب ما بعد الاستقلال، فقد قامت على أربعة أُسس أو مبادئ، هي:
1- التوحيد.
2- التعريب.
3- التعميم.
4- المغربة.

لكنَّ تطبيق هذه المبادئ الأربعة واجَهته عدة مشاكل وعراقيل، حلَّلها الدكتور محمد عابد الجابري:
استحالة تحقيق التعليم وتعريبه وتوحيده.
إشكال دمقرطة التعليم أو تكافُؤ الفرص.

وقد ركَّز الجابري على هذه النقط في كتابه: "أضواء على مشكل التعليم بالمغرب"، أمَّا كتابه المعنون بـ: "من أجل رؤية تقدُّمية لبعض مشكلاتنا الفكرية والتربوية"، فقد تناوَل الوظيفة الأيديولوجيَّة للتعليم بالمغرب؛ يقول الجابري: "إنه من السذاجة - بل من الغفلة - اعتبار المدرسة محايدة، فعلى الرغم من أنها لا تكتسي طابعًا حزبيًّا رسميًّا، وصبغة طبقيَّة مكشوفة، فإنها كانت وما تزال، جهازًا للتأطير الأيديولوجي"[3].

والسؤال المطروح - في ظلِّ التقارب الإعلامي، وفي ظلِّ السعي الحثيث نحو تجاوز "السكتة القلبية" التي تَنهش جسد التعليم المغربي، هل حقَّقت المجهودات الرسميَّة ما تصبو إليها الشريحة الاجتماعية المغربية المتضرِّرة؟!

وقد وقفَت "اللجنة الخاصة للتربية والتكوين " سنة 1999م على العديد من التعثُّرات وأَوْجه النقص الأخرى التي تعتري النظام التعليمي من قبيل ضَعْف الجودة، وانعدام الحكامة، وتعثُّر تعريب العلوم، والاكتظاظ وضَعْف البنايات.

وعلى إثر النقاش الذي دار بمناسبة إصدار الميثاق المذكور "دواعي فشل الإصلاحات المتواترة"، التي تتمثَّل إجمالاً في غياب النظرة الشمولية، وتغليب الطابعين: التقنوقراطي، والتجزيئي، وفي مقاربة المشاكل المطروحة، ولعل المشكل الأكثر وقعًا ضَعْف السند العلمي للإصلاح، وتغييب البحث التربوي، وما يَستتبع ذلك من انعدام بنية للتتبُّع والتقويم[4].

أمَّا الطامَّة الكبرى، فتتجلى في الميزانية الهزيلة المخصَّصة للبحث العلمي، والتي يعفُّ اللسان عن ذكرها، قارِن أخي الكريم ما يُخَصَّص لهذا القطاع مع قطاعات أخرى: الرياضة، المهرجانات؟!

التحديات الراهنة التي تواجه منظومة التعليم:
1- تحدِّياتواقع العولمة وامتداداتها:
لقد أضحى العالم اليوم قرية كونية - على حدِّ تعبير ماكلوهان - بناءً على ما تضفيه للعالَم من مستجدات تكنولوجيَّة تُدهش الحيارى؛ إذ يتوصَّل المتلقي بالمعلومة في طَرْفة عينٍ أو أقل من ذلك عبر الشبكة العنكبوتية العجيبة! لكن الجانب الخطير أنَّ المتعلم بإدمانه على الآلة، يعجِز عن القراءة، ويعوِّد نفسه على الجاهزيَّة، وهذا يتنافَى مع المتغير العام الذي جاء به منظومة التعليم بالمغرب، وهو ما يسمى المقاربة بالكفايات، مقاربة البناء والإنتاج عوض الاستهلاك المعلوماتي؛ مما ينجم عنه متعلِّم متواكل، وتسقط فكرة التلميذ المفكِّر، والتلميذ المُبدع!

2- تحديات شيوع ظاهرة الحفظ والتلقين، وما صاحَبَها من انفصام بين المعرفة والمحيط السوسيو - اقتصادي:
أدَّت الطرق التقليدية في التدريس التي تعتمد على إعطاء ركام معلوماتي هائلٍ غير مترابط مع نفسه أو مع محيط المتعلم؛ مما ينتج عنه ظاهرة غريبة عن المنظومة التعليميَّة:
الأولى: البنية المعرفيَّة المستهلكة في الفصل، تكون معرَّضة للتبخُّر والنسيان بعد موجة الامتحانات؛ لأنها مبنيَّة على الحفظ والتلقي السلبي!
الثانية: عدم المواكبة والتجديد المعرفي: ها هنا لا يحدث النمو المعرفي المستهدف من التلاميذ عند انتقالهم من صف دراسي إلى صفٍّ أعلى في السُّلَّم التعليمي، وبذلك تزداد الفجوة بين ما تعلَّمه التلاميذ بالفعل ودخل في بنيتهم المعرفيَّة، وما يجب أن يتعلَّموه.
الثالثة: ما يتلقَّاه المتعلِّم في الفصل لا يَقيس سوى الحدود الدنيا للتعلُّم، ولا تُساعد على الانخراط في الحياة الاقتصاديَّة؛ مما يُعرِّضه للبطالةالمُميتة، والتهميش الاقتصادي والاجتماعي.
الرابعة: ما زالت التقنيات التقليدية هي سيِّدة الموقف، فأغلب المؤسَّسات التعليميَّة خاوية على عروشها، فانظروا معي إلى المؤسَّسات التي توجد في هوامش المدن والقرى!

3- التعليم في منتصف الطريق:
في سياق الحديث عن الإصلاحات البيداغوجية التي عرَفها الحقل التربوي بالمغرب، جُرِّبت في الآونة الأخيرة - مع إصدار الميثاق الوطني للتربية والتكوين - ما يسمى بالمقاربة بالكفايات والإدماج، في محاولة لتجاوز سلبيات المقاربة ببيداغوجيَّة الأهداف الميكانيكية.

جميل أن يعرف المغرب هذه الإصلاحات، خاصة في قطاع من أهم القطاعات على الإطلاق، لكن عقبات جمَّة - التي ذكَرتها آنفًا - تقف عقبة كأْدَاء أمام أيِّ تقدُّم ملموس؛ إذ أصبح التعليم المغربي مثل الغراب الذي أراد تقليد الحمامة؛ فلا هو أتقَن مِشْيتها، ولا هو حافظ على مِشْيته.

نعم، جُرِّبت المناهج الغربيَّة بصنوفها المختلفة دون أن نُطَوِّرها؛ لتتماشى مع البيئة المحلية لتُصبح صيحة في وادٍ، ونفخة في رماد.


[1] د.حسين كامل بهاء الدين؛ التعليم والمستقبل، دار المعارف، 1997، ص: 78، بتصرُّف يسير.


[2] د.مصطفى رجب؛ الدور المتغيِّر للتعليم في المجتمعات العربية، صفر 1421هـ، مايو / يونيو 2000، ص: 22.

[3] نقلاً عن توجُّهات البحث والمناهج المستعمَلة في التربية بالمغرب؛ عبدالسلام فراعن.

[4] البشير تامر؛ النظام التعليمي المغربي خلال القرن العشرين، إشكالية الإصلاح والتطور الكرونولوجي، مجلة المدرسة المغربية، العدد 1، مايو 2009، ص: 164.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.75 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]