|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
متردد بين السفر للخارج وبين التجارة في بلدي
متردد بين السفر للخارج وبين التجارة في بلدي أ. شروق الجبوري السؤال أنا شابٌّ في منتصف الثلاثينيَّات، متزوِّج ولديَّ ولد وبنت، سافرتُ منذ سنوات وكوَّنتُ مبْلَغًا طيبًا في هذه المدة، وكان لديَّ رغبةٌ شديدةٌ في الاستقرار ببلدي، فأخذتُ إجازةً نهائيةً، لأضطر إلى الاستقرار، وأحاول عمل مشروع خاصٍّ، ولكنني لا أستطيع عمل أي مشروعٍ! مضى على ذلك تسعة أشهر، وأنا الآن أُفَكِّر في السفر مرة أخرى، فأنا في حيرةٍ بين الاستقرار والسفر! وحَيْرتي مِن جهة الاستقرار تأتي مِن عدم قُدرتي على تنفيذ مشروعٍ خاصٍّ بي، مع كوني لديَّ المال، وفكرة المشروع، والمخازن اللازمة، ولعل السببَ في ذلك خوفي من الخسارة، أو تحمُّل مسؤولية مشروع خاص! وأما مِن جهة السفر، فهو الآن غير مضمون؛ لأني سأبحث مِن البداية عن عملٍ جديدٍ، وسأدفع تكاليف التأشيرة بمبلغ كبيرٍ، ومن الممكن أن أخسره، ولا أجد عملًا! أصبحتُ في حيرةٍ، فلا أستطيع عمل مشروع، ولا أستطيع السفر، لدرجة أنني شعرتُ بأني صِرتُ مُعَقَّدًا، وأخاف مِن كلِّ شيءٍ، ولا أستطيع أخذ قرار صحيح، أتمنى أن أجدَ رأيًا يجعلني أستطيع أخْذ القرار الصائب. الجواب بسم الله الرحمن الرحيم. أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. نرحِّب بانضمامك إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين. لا شكَّ أنَّ الحيرة التي تُواجهُها الآن تُعَدُّ أمرًا طبيعيًّا، لا سيما أنَّ الاختيار بين السفر ثانية، أو استقرارك في بلدِك، واستثمار ما جمعتَه في مشروعٍ - يبدوان ضبابيينِ أمامك، وغامضَي النتائج، ولذلك فإن المفاضَلة بينهما لا بد أن ترتكزَ على مراجعةٍ ودراسةٍ فكرية متأنية للمزايا والخسائر المعلومة، والمتوقعة لكل منهما. فسفرُك ثانية لا يستندُ إلى ضمانٍ، أو فرصة عمل متاحة، بالإضافة إلى خسارتك مبالغ مادية كبيرة لتحقيق ذلك - كما أشرت - ومِن ثَم فإن خسارتك المادية في هذا الأمر معلومة، (وأعني بها: مصروفات السفر، وأجور التأشيرة.. ونحو ذلك)، فيما لا يتوفر لديك أي ضمان لتعويض هذه المبالغ، والحصول على غيرها. كما أنَّ وجودَك في بلد آخر بهدف كَسْب الرِّزق، سيكون مُؤقتًا مهما طال أَمَدُه، وأن العودة إلى وطنك هي مطافُك الأخير حتمًا، وعندها لا بد لك من التفكير مجدَّدًا باستثمار ما جمعتَه في مشروع ما . ولذلك، فإنَّ قرار بناء مشروع خاص بك هو أمرٌ لا مَفَرَّ منه، ولا بدَّ لك من التفكير فيه، وباعتماد نفس الحسابات والرؤية التي أشرتُ إليها في معرض ردِّي، ولأنك حديثُ عهدٍ - كما يبدو من سياق رسالتك - في استحداثِ المشاريع الخاصة، فإني أنصحُك بحصر تفكيرِك مَبدَئيًّا في مشروعٍ لا يتطلَّب رأس مال كبير، ويكون على المنتج أو الخدمة التي يقدِّمها طلبٌ كبير في المنطقة التي تختارها، ويفضل أن يكون موقعه في نفس - أو قرب - منطقة سُكناك؛ لتخفيف مصاريف التنقُّل، وتقوم أنت شخصيًّا بالعمل فيه بما تستطيعه لتوفير الأيدي العاملة، وتختار الأجهزة الاقتصادية التي توفِّر الطاقة وغيرها، دون الإخلال أبدًا بنوعيتها وجودتها؛ فإنَّ هذه العوامل وغيرها تُسهم كثيرًا في توفير المصروفات، ومِن ثَمَّ تقليل الخسائر، مما يعني زيادة في عائدية المال. واعلم - يا أخي - أن التخوُّف مِن بَدْء أي مشروع هو أمرٌ مُهم لتفادي المجازفة والإقدام غير المحسوب، لكن ذلك التخوُّف يجب ألاَّ يتحوَّل إلى سلبيَّة يلتزمها الإنسان، وتُعيقه عن التقدُّم. كما أنصحك - يا أخي - بإقامة صلاة الاستخارة في كل أمرٍ، والتضرُّع إلى الله تعالى أن يُرشدك إلى الخير، وبتقواه - عز وجل - في التعامُلات والكسب الحلال، ووصل الأرحام، فإنَّ كل ذلك له دور مهم في فتْح أبواب الرزق أمامك وفي بركته. وأخيرًا، أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يفتحَ لك أبواب الخير والرزق المبارك، ويُرشدك لما فيه الأفضل، وينفع بك، وسنسعد بسماع أخبارك الطيبة.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |