|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كيف أسمو وأرتقي بذاتي؟
كيف أسمو وأرتقي بذاتي؟ أ. رفيقة فيصل دخان السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 1- أنا أجد السموَّ والرُّقي بالذات أمرًا مهمًّا ''interesting''؛ لذا أرغب في ذلك كما أشعر برغبة في معرفة المزيد حول هذا الموضوع، فهل هناك أي توجيهات ''a littel guidance'' إذا أمكن. 2- ماذا يُقصد بالتفكير الإيجابي والتفكير السلبى؟ فكثيرًا ما أسمع وأقرأ عنهما، أريد بعضًا مِن الإسهاب إذا أمكن حول هذين المصطلحين. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. يثلج صدري وجود شباب مسلمين يسعَوْن للسمُوِّ والرقي بالذات؛ وإن أعظم سموٍّ وأرقى رقيٍّ هو تطبيق أوامر الله - جل وعز - وتجنُّب مساخطه، عندما نُفَكِّر بإيجابيةٍ عاليةٍ، ونتفكَّر ونتأمل، نجد أن الله - عز وجل - قد أمرنا وأوْجَدَنا لسببينِ: الأول: عبادته؛ فنحن لم نُخْلَقْ في هذه الدنيا عبثًا، بل خُلِقْنا لعبادة الله - عز وجل - وحده؛ قال تعالى:﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات:56]، فهذا هو الهدفُ الأسمى والأكبر لجميع العباد، والإنسان إذا وضَع هدفًا لحياته، واستعان بالله - تبارك وتعالى - فإنه يبلغ الأهداف التي ينشدها بسهولةٍ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -(احرصْ على ما ينفعك، واستعِنْ بالله ولا تعجزْ))؛ أخرجه مسلم في صحيحه. فقد بَيَّنَ - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث أنه ينبغي للمؤمن أن يحرصَ على كلِّ ما ينفعه - أي: في دينه ودنياه - حتى لا يكونَ مغبونًا خاسرًا قد ضاعتْ منه أيامُه، وذهبتْ منه لياليه، وهو لا يحصل مادة صلاحه في دينه ودنياه، ثم بَيَّنَ - صلى الله عليه وسلم - أن سبيلَ تحقيق هذا الأمر هو الاستعانة بالله أولاً، ثم تحصيل الأسباب الممكنة ثانيًا، وبذْل الوسْع في ذلك؛ ولذلك قال(واستعنْ بالله ولا تعجزْ))، فالمؤمنُ إذًا ينبغي أن يكونَ قويًّا فيما يقدر عليه وفيما يقدِر على تحصيله؛ ولذلك قال صلوات الله وسلامه عليه بعدها(احرصْ على ما ينفعك))؛ أي: احرصْ على ما ينفعك مِن مَصالح الدنيا والآخرة، ثم قال: ((واستعن بالله))؛ أي: اجعل سبب تحصيل هذه المصالح هو توكُّلك على الله، ثم قال - صلوات الله وسلامه عليه -(ولا تعجز))؛ أي: خُذْ بالأسباب الموصلة إلى المقصود. والثاني: إعمار الأرض، واستثمار الخيرات التي أَوْدَعَها الله - سبحانه وتعالى - في هذا الكون. يقول الله - سبحانه وتعالى -:﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود:61]، فالإنسان مخلوقٌ مِن ترابِ الأرض. أما لماذا أنشأنا الله منها؟ وما مهمتنا في هذا الوجود؟ فالله تعالى يقول: ﴿ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾[هود:61]، يُشير المفسرون، وتُصَرِّح بعضُ النصوص الواردة في هذا المجال أن المعنى: "طلَب منكم عمارة الأرض"؛ أي: أن تعمِّروها. وهنا نقف مع مُلاحظة مهمة وهي أنَّ الله - سبحانه وتعالى - لم يقلْ: إنه عمَّر الأرض لكم، بل إنه سبحانه خلَق هذا الكون، وأوْدَع فيه الثروات والخيرات والإمكانات، ثم فوَّض إلى الإنسان أن يستغلَّ هذه الثروات والإمكانات مِن أجْلِ إعمار الأرض. وبالعقل تُستَثْمَر ثروات الكون. الله سبحانه عندما طلَب من الإنسان أن يعمرَ الأرض لم يتركه تائهًا، بل وفَّر له أهم المقومات، وتتمثَّل في أمرين: الأول: الإمكانات والوسائل التي يتمكن بها مِن عمارة الأرض. الثاني: القُدرة العقليَّة التي تجعله قادرًا على الاستفادة مِن هذه الثروات، وهذه الإمكانات. فهناك عشرات الآيات الكريمة التي تتحدَّث عن تسخير الكون للإنسان، لماذا يقول الله تعالى: ﴿ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [لقمان: 20]؟ إنما يقول ذلك ليبين للإنسان أن كلَّ الإمكانيات تحت تصرُّفه، فيا أيها الإنسان استَفِدْ منها، اشتغل فيها، استخدمها مِن أجل إعمار الأرض. وكل ما سبق يمكنني تسميته بالتفكير الإيجابي؛ أي: أن تُفَكِّر فيما ينفعك في الدنيا، ويَتَسَبَّب في سعادتك في الأخرى. أما التفكير بسلبية فهو الاستسلام للظروف واليأس، وعدم تحمل زمام المبادَرة والمسؤولية والبقاء على التشكِّي، ولعْن الظروف والزمان والمكان. التفكير بإيجابية هو أن تضعَ هدفًا لحياتك، وتسعى حثيثًا للوُصول له؛ الإيجابية هي أن تضعَ أهدافك على القمر، وإن سقطت بقيت بين النجوم. أسأل الله لك التوفيق والسعادة
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |