17-05-2021, 04:18 AM
|
|
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة :
|
|
موقف الفتاة المسلمة من الغيرة بين الصديقات
موقف الفتاة المسلمة من الغيرة بين الصديقات
مروة الشعار
لماذا تمر الفتيات في مرحلة المراهقة ومقتبل العمر بما يمكن أن نطلق عليه "حروب الصديقات"، وتُعرف هذه الظاهرة في مختلف الثقافات والمجتمعات وربما على مر العصور، فهي سمة شبه غالبة لكل الفتيات في هذه المرحلة السنية، أنهن لا بد وأن يخرطن في مشكلات ومواجهات تتعلق بالفتيات الأخريات سواء كان ذلك على مستوى المدرسة، أو الجامعة، أو حتى في محيط العائلة، أو بين الجيران والمعارف؟
الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى نظرة متفحصة وعميقة نوعاً ما في طبيعة المشاعر والانفعالات التي تعتمل في نفوس وقلوب الفتيات في هذه المرحلة العمرية الحساسة.
لماذا تزداد الغيرة بين الفتيات؟
تمثل علاقة الصداقة أهمية خاصة لدى الفتاة، نظراً للعاطفة الجياشة التي تحركها، فضلاً عن كونها مجالاً رحباً لمشاركة الأفكار، والطموحات، وقضاء الوقت، فبالمقارنة مع الشباب نجد أنهم وبدخولهم مرحلة المراهقة تكون لديهم فرص أكبر في تفريغ الطاقة الجسمانية والعاطفية في العديد من الأمور المتعلقة بالخروج مع الأصدقاء، والسفر، وممارسة الرياضات المحببة، أو تشجيع الفرق الرياضية، وأحياناً يميل بعض الشباب إلى البدء في العمل منذ وقت مبكر لتكون هناك قدرة على تحمل مسؤوليات الحياة كرجل فيما بعد، أو نظراً لأن الظروف المعيشية والأسرية تضطره إلى ذلك.
بين مرحلتين:
ونظراً لأن الفتاة في هذه المرحلة العمرية تكون متمسكة ببعض سمات مرحلة الطفولة من العناد، والأنانية، والرغبة في الظهور، وفي الوقت نفسه تتعرف على سمات مرحلة عمرية قادمة هي مرحلة الشباب بما تحمله من نوازع أنثوية، وطباع تتعلق بعالم النساء الناضجات؛ فإن الفتاة تبقي أسيرة قوة الشدّ والجذب بين معطيات هاتين المرحلتين، وعندما تقدم على خوض غمار العلاقات الاجتماعية تجد أنها تتعامل وتحتك بالكثير من الفتيات اللاتي يعشن التجربة ذاتها، فتبدأ الفتاة في التعامل بروح الطفلة مع ومضات من المرأة، وهذا التعامل يكون مع فتاة أخرى مثلها تخوض التجربة نفسها، ومن هنا تنشأ الصراعات التي ربما تتحول إلى "حروب".
أسباب الغيرة:
تتمحور الصراعات بين الفتيات في هذه المرحلة حول أمور عادة ما تكون معروفة، ويمكن توقعها في مقدمتها من هي الفتاة صاحبة الشعبية الأكثر، والتي يسعى الجميع إلى كسب ودها، والتقارب معها، وكذلك من هي الفتاة الأكثر رقة وجمالاً، والتي تستطيع أن تثبت قدرتها على دخول عالم الأنوثة بأكبر قدر من مؤهلات النجاح في الحياة الزوجية المرتقبة من خلال ما تملكه من أدوات ومميزات، وكذلك ينصب الصراع على محاولة معرفة من هي الفتاة التي تتمتع بحياة أسرية ومعيشية أكثر ثباتاً واستقرارً، ولا ننسى الصراعات المرتبطة بتكوين الصداقات، وإنهاء علاقات الصداقة، وكأن هذه العلاقات قضايا شائكة وحساسة بين دول وشعوب.
موقف الفتاة المسلمة:
الفتاة المسلمة المتدينة ليست ككل فتاة لأنها تعرف أن لكل مرحلة من مراحل عمرها طبيعة خاصة وهي في الوقت نفسه تعرف هدفها جيداً، ولا تنساه أو تحيد عنه، فهدفها هو أن ترضي ربها، وأن تعيش من أجله، وأن تكون حياتها سلسلة من الطاعات، والقربات، ومحاولات الفوز بأكبر قدر من الحسنات، ومن ثم فإن الفتاة المسلمة تنأى بنفسها عن هذه الغيرة، لأنها تنطلق من قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))، وتسعى إلى أن تكون كل علاقة صداقة تمرّ بها علاقة ناجحة مبنية على أساس متين، ويمكن أن يكون لها مردود إيجابي على مستوى قادم الأيام.
كما أن لها دوراً هاماً في الحفاظ على علاقات صديقاتها بعضهن ببعض بأن تشجعهن على مشاركة الأمور الإيجابية، وتصفية القلوب من سوء التفاهم والمشاحنات، وتمثل حلقة الوصل الطيبة عندما تبدو المشكلات في الأفق، وتقف بقوة أمام سلوك النميمة والغيبة الذي يعكر صفو العلاقات، ويسرع في خرابها.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|