|
|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مراعاة المتغيرات المعاصرة والطارئة على الأسرة
مراعاة المتغيرات المعاصرة والطارئة على الأسرة د. هند بنت مصطفى شريفي الوقفة الأولى: مراعاة المتغيرات المعاصرة: من الأمور المهمة في الدعوة الإسلامية: مراعاة المتغيرات المعاصرة الطارئة على الأسرة، ومن ذلك التغير الاقتصادي و النقلة الاقتصادية الكبيرة التي مر بها العالم، وحولته من عصر الشدة والتقشف إلى عصر الرخاء والترف والترفيه، فعقلية الوفرة والرخاء التي يعيشها أزواج اليوم تختلف كلياً عن عقلية الشدة والضنك التي عاشها أزواج الأمس، ولهذه التغيرات آثار متعددة تضرب في عمق صميم العلاقة الزوجية وظروفها، كما أن هذه العقلية قدمت أنماطا حياتية جديدة من المهم فهمها والوصول إلى أفضل طريقة للتعامل معها، ومنها: "ضرورة الترفيه"، حيث أصبح الترفيه جزءًا أساسياً من نمط حياة الأسرة، بل يرى البعض أنه ضرورة عصرية بسبب الحياة المتسارعة المتوترة التي يعيشها الزوجان المعاصران، حيث أصبح كل منهما بحاجة مستمرة إلى أن يرفه عن نفسه بطرق عديدة، وعدم التأقلم مع هذا المتغير - بسبب الغفلة أو عدم الإدراك أو الجهل - أو المبالغة فيه يؤدي إلى مشكلات تؤثر - بعض الأحيان - تأثيراً بالغاً على العلاقة الزوجية [1]. كما أشارت إحدى الدراسات إلى أن الترتيب الأول للمشكلات الأكثر شيوعاً لدى عينة الدراسة هي: مشكلة الزمن الذي يقضيه الزوجان معاً، ذلك أن التغير في المجتمع السعودي وما تبعه من رفاهية اقتصادية، كان من أهم العوامل التي وفرت للزوجين أعمالا محددة بساعات محددة، وذلك يفترض أن هناك وقتا متزايدا يقضيه الزوجان معا مقارنة بالماضي، ولقد تبع ذلك التغير الاجتماعي أيضا قيام أفراد أو مؤسسات ببعض أدوار الزوجين، مثل الخدم والسائقين ودور الحضانة والنوادي.. إلخ، مما أتاح للزوجين وقتا إضافيا للبقاء مع بعضهم، لكن الاتصال الإعلامي بالعالم الخارجي وإمكانية السفر للخارج، والأندية الرياضية والمطاعم والمقاهي أصبحت مجالات لقضاء الأزواج أوقاتهم بعيدا عن زوجاتهم [2]. الوقفة الثانية: أداء أمانة الدعوة إلى الله: إن حمل أمانة الدعوة والقيام بمسؤولياتها لا يعني إهمال الحاجات الإنسانية الفطرية، فإن إشباعها يعين الدعاة على مسؤولية القيام بواجب الدعوة إلى الله، فالإسلام يدعو إلى الوسطية والاعتدال في القيام بحقوق الله وحقوق الناس وحقوق النفس، ولعل في حديث الرهط الذين جاؤوا إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وسألوا عن عبادته فكان توجيهه لهم إلى الاعتدال والتوسط بين حاجات الإنسان الضرورية وبين العبادة ما يدل على ذلك، فإمام الدعاة صلى الله عليه وسلم بشر من البشر، لم يمنعه كونه خاتم الرسل والأنبياء أن يستمتع بحياته الزوجية، وأن يمارس مع زوجاته أنواع اللهو المباح، وأن يعبر عن مشاعر الحب والمودة لهن، وهذا من شمول الشريعة الإسلامية، وقد أشارت إحدى الدراسات الحديثة إلى أن إمكانات الأفراد الانفعالية تؤثر بشكل كبير في علاقاتهم الأسرية، وقد ترجع أسباب التصدع والتفكك الأسري في المقام الأول إلى العجز عن إظهار العاطفة وضعف القدرة على الارتباط الوجداني بين الزوجين[3]، وفي ذات الوقت تؤكد دراسة أخرى أن مهارة إبداء الإعجاب بالطرف الآخر وضبط النفس والمصارحة مما يزيد من مستوى التوافق الزواجي، وهذا يرجع إلى أن قيام الزوجة بإبراز ميزات زوجها وإظهار إعجابها بهذه المميزات، فإن الزوج سوف يشعر بأهميته وقيمته أمام زوجته مما يعمل على خلق جو أسري يتسم بالقبول والرضا والمشاعر الطيبة بين الزوجين[4]، ثم إنها كلمة موجهة إلى بعض الدعاة إلى الله الذين انشغلوا عن بيوتهم بالدعوة إلى الله والمشاركة في الأعمال الاجتماعية والخيرية المختلفة متناسين ما لزوجاتهم من حقوق، وعليه فالواجب التوازن في هذا الأمر استجابة للأمر النبوي "إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه" [5]. [1] انظر، دليل الإرشاد الأسري ( الإرشاد بالمقابلة)، عبد الله ناصر السدحان،ص35 - 36. [2] انظر، مشكلات التوافق الزواجي لدى الأسرة السعودية خلال الخمس سنوات الأولى للزواج، نوال عبد الله الحنطي، ص153. [3] انظر، فاعلية برنامج مقترح لتنمية الذكاء الوجداني لدى عينة من الأمهات السعوديات داخل الأسر، سحر عبد اللطيف كردي، ص7،رسالة دكتوراه غير منشورة، بقسم التربية وعلم النفس كلية التربية للبنات بجدة جامعة الملك عبد العزيز، 1429هـ. [4] انظر، الذات وعلاقته بالتوافق الزواجي وتقدير الذات لدى عينة من النساء المتزوجات، عويدة نداء الشمري،ص 159. [5] صحيح البخاري،ك الصوم ب من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع ح 1968.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |