هدايات سورة آل عمران - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-04-2022, 02:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي هدايات سورة آل عمران

هدايات سورة آل عمران
ساير بن هليل المسباح

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

آل عمران هذا الاسم الخالد في القرآن الكريم، والآل يطلق على الأُسَر ذات المكانة العالية: "آل محمد"، و"آل إبراهيم".

أسرة آل عمران التي كانت تفتقد الذرية وتتمناها، فلما حملت امرأة عمران، وكاد الحلم أن يتحقق تنذر الأم الصالحة ما في بطنها لخدمة بيت المقدس: ﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [آل عمران: 35]، كانت هذه العائلة مرتبطة بعبادة الله، وعمارة المسجد الأقصى المبارك، حتى يصل بها الحال أن تهب ابنتها الوحيدة للعبادة والانقطاع عن الدنيا، والقرآن لا يخبرنا الكثير عن عمران رب هذه العائلة، كما أخبرنا عن زوجه، إلا أنه من سياق الآيات والإشادة بآله يظهر أنه كان رجلًا من خيار الصالحين، وما فعلت زوجه ما فعلت إلا بموافقته وإذنه.

ولأن الله تعالى يعلم النوايا وما في القلوب: ﴿ إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ ﴾ [الأنفال: 70]، فيكرم هذه العائلة الصالحة بابنٍ من هذه البنت الطاهرة العفيفة؛ مريم العذراء البتول، سيدة نساء الدنيا في زمانها، فيخلد الله ذِكر هذه العائلة إلى قيام الساعة فتلد مريم المسيح عيسى ابن مريم، وجيهًا في الدنيا والآخرة ومن المقربين: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]، وكم من العبر والهدايات في هذه السورة وهذه العائلة! فتنقطع مريم للعبادة، ويقوم عليها أصلح أهل الأرض نبي من أنبياء الله؛ زكريا عليه السلام، فيندهش من حالها، وهو النبي الذي يأتيه الوحي من السماء، يرزقها الله بغير حساب: ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37]، وفي هذا عبرة للذين يهملون دينهم وآخرتهم، ويركضون خلف الدنيا؛ خوفًا أن تنقطع أرزاقهم، وكأن الرزق بغير يد الله سبحانه وتعالى عن ذلك: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58].

لقد جاءت حكاية مريم بنت عمران وعيسى ابن مريم في سورة، وهي من بدايتها تنزِّه الله تعالى عن أن يكون له ولد: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 6]، ثم تأتي الآية التي هي موضوع السورة وعنوانها: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18]، وبين الآيتين جاءت الآية التي تحذر من المشتبهات، وألَّا يزيغ الناس عن طريق الحق، فإن في أفعال الله ما لا قدرة للبشر على استيعابه، ولا تتحول المعجزة الإلهية إلى شُبهة يضل بها الناس: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 7].

ولأن الفضل بيد الله سبحانه يعطي المواهب لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 26]، هذه الآية تخبرنا صراحة وبكل وضوح وجزم أن المواهب والعطايا من الله تعالى، وليست من البشر، ومَن سعى في إزالة ما أعطى الله غيره، فإنما يعاند الله في حكمه وعطائه، ومن عاند الله في حكمه وعطائه، فلينتظر كيف تجري عليه أحكام الله وقضاؤه: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 54]، فمن يسر الله له أسباب الغنى الواسع، فلماذا يحسده الحاسد؟ ولماذا يسعى الساعي في حربه؟ فماذا يجني من حسده؟ وماذا يكتسب من حربه؟ وكذلك من أعطاه الله الملك الواسع، أو آتاه الله العلم الواسع والقبول الكبير، فهذه عطايا الله وهباته؛ ﴿ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [الحديد: 29]، فلا يجني هؤلاء إلا الحسرة في قلوبهم، والكمد الشديد في نفوسهم.

أيها المسلمون: كما كانت سورة البقرة في حوار طويل مع اليهود، فإن سورة آل عمران في حوار طويل مع النصارى: ﴿ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [آل عمران: 61]، وهذا من بدائع القرآن الكريم أن كل سورة تنحى منحًى مختلفًا عن غيرها.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب وإثم وخطيئة؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الهادي الأمين؛ محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجه، واقتفى أثره إلى يوم الدين؛ أما بعد:
أيها المسلمون: تحدثت سورة آل عمران عن موضوع آخر؛ وهو معركة أُحُدٍ، التي وقعت في السنة الثالثة بعد انتصار المسلمين في بدر، واهتمت هذه السورة في بيان أسباب الهزيمة التي وقعت بالمسلمين بعد أن كان النصر وشيكًا لهم، ثم كانت النكسة وتغير الحال بعد أن خالف بعضهم أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت كرة خيل المشركين، ثم وقع ما وقع مما هو معروف لديكم.

والذي اهتمت به السورة هو بيان أسباب الهزيمة؛ ليحذروا من تكرارها، ويمكن إجمالها في الأسباب الآتية:
أولًا: الذنوب؛ فهي سبب خسارة الأمم وخسارة الأفراد أيضًا، فقد جاء الحديث عن كبيرة الربا في وسط الآيات التي تتحدث عن خسارة أحد، وكأنها تحذر من أن مقاربة الكبائر سبب لهزائم الأمة وأفرادها: ﴿ لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 130]، فما يصيبك من خسارات، وقد لا تعلم سببًا ظاهريًّا له، فقد تكون الذنوب هي السبب الخفي لخساراتك، فاتَّقِ الله، وأصلح ما بينك وبينه.

ثانيًا: الطمع في الدنيا وتقديمها على الآخرة؛ كما قال الله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ﴾ [آل عمران: 152]، لما رأى بعض المسلمين الغنائم وفرار المشركين في الجولة الأولى للمعركة، ظنوها انتهت، فألقَوا سلاحهم، وخالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وبدؤوا يجمعون الغنائم، وتخلوا عن مواقعهم التي نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يتركوها على أي حال، يَرَونَ المعركة من مكانهم، فكان انقضاض المشركين وتبدل الحال بالمسلمين من نصر إلى هزيمة، ومن غلبة إلى انكسار.
أيها المسلمون: قد جعل الله تعالى لنا ميزانًا يوميًّا، نعرف به من أنفسنا ميلها إلى الدنيا، أو ميلها إلى الآخرة، فصلاة الفجر هي الميزان الذي نزِنُ به أنفسنا ونعرف حقيقتنا، فمن فرط في صلاة الفجر، فقد فرط في الآخرة وتمسك بالدنيا، ومن حافظ عليها واستيقظ لها، ومشى إليها، فهو على خير عظيم.

ثالثًا: تقديم النفس على الأمة: ﴿ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ ﴾ [آل عمران: 154]، وفي هذا يدخل كل من قدم شيئًا يتعارض مع أمر الله ودين الله، كل من قدم جهته أو أهله أو عشيرته أو غيرها على أمر الله وأمر الأمة، فقد آثرها على ما يريد الله ويريد رسوله.

رابعًا: الثقة بالمنافقين والاستماع لهم: ﴿ الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [آل عمران: 168].

هذه من أبرز أسباب الهزيمة التي وقعت.

أخيرًا أيها المسلمون: فإن لآخر آيات سورة آل عمران فضلًا خاصًّا بها؛ فقد جاء في صحيح مسلم: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من نومه قرأ هذه الآيات من آخر سورة آل عمران: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران: 190]، إلى قوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 191])).

وهذا من السنن المهجورة عند بعض الناس، جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بها.

وقد جاء في الحديث أن البقرة وآل عمران تحاجَّان عن صاحبهما يوم القيامة، جعلنا الله وإياكم من أصحابهما.

أيها المسلمون: هذه لمحات وإشارات عن سورة آل عمران، هدانا الله إلى معرفة معانيها والتفكر فيها.

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك المجاهدين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغِنى، اللهم إنا نسألك حبك وحب عمل يقربنا إلى حبك، اللهم حبب إلينا الإيمان، وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم احفظنا بحفظك، ووفقنا إلى طاعتك، وارحمنا برحمتك، وارزقنا من رزقك الواسع، وتفضل علينا من فضلك العظيم، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

اللهم أصلح إمامنا ولي أمرنا، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الكائدين، وفجور الفاجرين، واعتداء المعتدين.

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.96 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.08%)]