ماذا بعد رمضان؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : أبـو آيـــه - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 858952 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393320 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215657 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-05-2023, 06:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي ماذا بعد رمضان؟

ماذا بعد رمضان؟
خميس النقيب



الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يُولَد، ولم يكن له كفوًا أحد، الحمد لله الذي وفَّقنا للصيام طاعةً للملك العلَّام، ووفقنا للقيام سنة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، الحمد لله الذي أظلنا بليلة السلام، والقدر والإكرام، الحمد لله الذي أمَرَنا في الأعياد ببِرِّ الأيتام وإفشاء السلام وصِلة الأرحام، الحمد لله القاهر فوق عباده فلا يمانع، والحاكم بما يريد فلا يدافع، والآمر بما يشاء فلا يُراجَع، الحمد لله كتب على نفسه البقاء، وكتب على خلقه الفناء، وقدَّر ما كان قبل أن يكون في اللوح والقلم، وخلق آدم وجعل من نسله العرب والعَجَم، جعل الدنيا دار فناء، والآخرة دار بقاء ﴿ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 16، 17]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا نِدَّ له، ولا مِثْلَ له، مَن تكلَّم سَمِع نطقَه، ومَنْ سكَتَ عَلِم سِرَّه، ومَنْ عاش فعليه رِزْقُه، ومَنْ مات فإليه منقلبه ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227]، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبدُ الله ورسوله، اعتزَّ بالله فاعَزَّه، وانتصر بالله فنَصَرَه، وتوكَّل على الله فكفاه، وتواضَعَ لله فشرح له صدره، ووضع عنه وِزْرَه، ويسَّر له أمْرَه، ورفع له ذكره، وذلَّل له رِقابَ عَدَوِّه، اللهُمَّ صَلِّي وسلِّم وبارك عليك يا رسول الله، وعلى أهلك وصحبك، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين!


انقضى رمضان، وبقي الرحمن،أيها المسلمون، انتهى شهر رمضان كأي شيء ينتهي، رحل عنا كأي شيء يرحل، هو شهر عزيز، وكم من عزيز ودَّعْناه، وفي قبره وضعناه، وتحت الثَّرَى واريناه، هل غابت الشمس؟! هل تخلَّف القمر؟! هل أمسكت السماء؟! هل أجدبت الأرض؟! كلَّا ثم كلَّا، وإنَّما الزمن يدور، والحياة تسير، والسفر طويل، والزاد قليل، وما من يوم ينشقُّ فجرُه إلا وينادي مُنادٍ يا بْنَ آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فاغتنمني فإني إلى يوم القيامة لن أعود، انقضى رمضان، وبقي الرحيم الرحمن، انقضى رمضان، وبقي الإيمان، انقضى رمضان وبقي القرآن، انقضى رمضان، وبقيت العبادات وذكر الرحمن، انقضى رمضان وبقي البِرُّ والإحسان، انقضى رمضان كأي شيء ينقضي، فكُلُّ شيءٍ إلى فواتٍ، وكُلُّ جمْعٍ إلى شتات، وكلُّ حَيٍّ إلى مَوات، وأنَّ الله - عز وجل- يجمعُ الناس كلَّ الناس ليومٍ لا ريبَ فيه ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [آل عمران: 9].


أخشى ما أخشاه مع انتهاء رمضان أن تُترَك الفرائض، وتُعطَّل المساجد، وتُرتكَب المعاصي، ويُهجَر القُرآن، فلا يعودون إلى ذلك إلا في مناسبة أخرى!

أخشى أن تتحقَّق العودة إلى الخلف، المصاحف تشكو إلى الله هجرها، والمساجد تشكو إلى الله قِلَّة عُمَّارها، والبيوت تشكو إلى الله خرابها، والأرحام تشكو الله قطعها، والشوارع تشكو إلى الله فِسْقَها، والعبادات تشكو إلى الله إهمالها!


عباد الله، قيل لبِشْر الحافي: إنَّ قومًا يتعبَّدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضان تركوا، قال: "بئس القوم، لا يعرفون الله إلا في رمضان"، وقال الحسن البصري: "لا يكون لعمل المؤمن أجل، دون الموت، ثم قرأ: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].

هل ينتهي رمضان، فتنتهي معه الخشية والإنابة لربِّ رمضان؟! "من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد انتهى، ومن كان يعبد الله فإنَّ الله حيٌّ لايموت".


عِزَّة الإسلام، إيُّها المسلمون، إسلامنا عِزُّنا، إسلامنا فخرنا، إسلامُنا يحمينا من الشَّطَط، ويحفظنا من التيه، إسلامنا يرشدنا إلى الحق، ويدفعنا إلى الجادة، يُهيِّئ لأتباعه دوحات غنَّاء، ونفحات بيضاء، ومحطَّات برحاء، تُقرِّبنا من ربِّ الأرض والسماء، هذا ديننا.

ما نلبث أن نمُرَّ من محطة إلا جئنا للأخرى، وما ننتهي من طاعة إلا دخلنا في التالية، وما نُعظِّم شعيرةً إلا أظلَّتْنا التي بعدها! إنه ديننا ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32], من الإسراء والمعراج في رجب، إلى تحويل القبلة في شعبان، إلى ليلة القدر في رمضان، إلى عيد الفطر بعد رمضان، إلى موسم الحج والطواف بالبيت العتيق، إلى عيد الأضحى المبارك، مرورًا بالصلوات والزكوات! والدعوات والقُرُبات! إنه ديننا العظيم وإسلامنا الحنيف! ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [آل عمران: 19].

أبي الإسلام لا أب لي سواه
إن افتخروا بقيسٍ أو تميم





عظمة الرسالة، عباد الله، إنها الرسالة التي جاءنا بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].


أفضل العقائد، أيها المسلمون، من فضل الله علينا أنْ مَنَحنا أفضل العقائد، عبادة الله وحده لا شريك له ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36]، ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [البينة: 5] ﴿ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ﴾ [الزمر: 3].


أفضل الشرائع، إنها الشريعة الغَرَّاء، إنها الشريعة الخالدة، الباقية بقاء الأرض والسماء، تدور مع الأحداث ما دارت الشمس والقمر، وتتعاقَبُ مع الكون ما تعاقب الليل والنهار، فدوروا مع القرآن حيث دار، إنَّها شريعة الإسلام امتدَّت طولًا حتى بلغت آباد الأرض، وامتدَّت عرضًا حتى بلغت آفاق الأُمَم، وامتدَّت عمقًا حتى بلغت عنان السماء ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ﴾ [الشورى: 13].

أفضل العبادات:
عبادةالصلاةعباد الله: في الصلاة يجتمع المسلمون في المساجد، تلتقي وجوههم فتلتقي آمالهم، تتصافح أيديهم فتتصافح قلوبهم، تتوحَّد صفوفُهم فتتوحَّد غاياتهم، لربٍّ واحدٍ يعبدون، ولنبيٍّ واحد يتَّبِعون، ولكتابٍ واحدٍ يقرأون، وقبلة واحدة يتَّجِهون ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92].

فالصلاةُ المفروضةُ تتكرَّر مع العبد كلَّ يوم وليلة، تغسل له ذنوبه التي ارتكبت بين الفرائض، كيف؟!

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تحترقون تحترقون، فإذا صلَّيْتم الصبح غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم الظهر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم المغرب غسلتها، ثم تحترقون تحترقون، فإذا صليتم العشاء غسلتها، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا"؛ رواه الطبراني في الأوسط.

والمداومة على الصلاة سببٌ لنظافة القلب، وصفاء الروح، لتهذيب النفس، وسموِّها على الشهوات، واستعلائها على الهوى، وحجزها عمَّا لا يليق من المنكرات ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45].


ولقد خُلِق الإنسان عجولًا، تجده دومًا هلوعًا ﴿ إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾ [المعارج: 22، 23]، وفي لفظ آخر: قال عليه الصلاة والسلام: "ما من امرئ تكون له صلاة بليلٍ يغلبه عليها نوم إلَّا كُتِب له أجر صلاته، وكان نومه عليه صدقة"؛ أخرجه أبو داود والنَّسائي.

عبادة الصوم: في الصوم مواساة ومساواة، مواساة للفقير والمسكين، ومساواة يمسكون في وقت واحد ويُفطِرون في وقتٍ واحد، الضعيف والقوي، الفقير والغني، الخفير والوزير، الحاكم والمحكوم، والصيام موصول مع العبد على طول الطريق، الستة من شوال، ثلاث أيَّام قمرية من كل شهر، الاثنين والخميس من كل أسبوع، علاوة على يوم عرفة ويوم عاشوراء.

عبادة الزكاة: في الزكاة طعمة للفقير من الحاجة والعوز، وطُهْرة الغني من الشُّحِّ والإمساك.

عبادة الحج: تطهير من الذنوب، وتطوير للقلوب، اتِّباع السُّنن واستمتاع بالأداء، تعظيم للشعائر، وتكريم للحجيج!


عبادات أخرى: هذا فضلًا على الاستغفار، وقراءة القرآن، وسائر الذكر، وبر الوالدين، وصِلَة الأرحام، وبِرِّ الأيتام، وحُسْن الجِوار وغيره ممَّا يكثر عدُّه من الأعمال التعبُّدية!


ثمرة العبادات: نتاج كل ذلك في المعاملات: هذه أوامر الدين، كلها لصالح البلاد والعباد، كيف؟!

﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83] ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [المؤمنون: 96] ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63].

ونبيُّنا صلى عليه وسلم يجمع الدين كله في كلمتين؛ حيث يقول: "الدين المعاملة"، لِمَ لا وقد كان كان خُلُقه القرآن؟! بل كان قرآنًا يمشي على الأرض، وقال: "الكلمة الطيبة صَدَقة"، وقال: "رَحِم الله رجلًا سَمْحًا إذا باع، سَمْحًا إذا اقتضى".


الدين الإسلامي يسمو بأتْباعه: إنَّ هذا الدين يُنظِّم للمؤمن شؤونه، ويُرتِّب له حياته، ويصل العبد بربِّه، ويعلو به إلى الملأ الأعلى، ويسمو به عن ثقل الأرض، ويرتفع به عن دنيا الناس، وهذا إنما يظهر في المؤمن إذا آمن بالله ربًّا، والتزم بالإسلام دينًا، واتَّبَع محمد بن عبدالله نبيًّا ورسولًا.


الدين الإسلامي يفرح أتباعه: أي فرحة يمنحها لنا ديننا العظيم، يقول نبيُّنا صلى الله عليه وسلم: "للصائم فرحتانِ يفرحهما: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه".

التي عند فطره: قال البعض: عقب الإفطار مباشرة بعد صيام كل يوم من الشهر، وقال بعضهم: عند إتمام صيام الشهر.

يوم الجائزة: إنه يوم العيد يوم قبض الجائزة، أمَّا البُشرى العُظْمى والفرحة الكُبْرى عند لقاء الله تعالى، فرحة بإتمام الصيام، فرحة بكمال الطاعة، فرحة بالاستجابة لله تعالى، والامتثال لأوامر نبيِّه صلى الله عليه وسلم ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

استجبتم لله بصيامكم، واستجبتم لنبيِّه بقيامكم، هيَّا اقبضوا جوائزكم.

الدين يمنح الجائزة للطائعين:
ما أجمل أن يلتقي عيد الفطر بيوم الجمعة، ويصبح العيد عيدين، والفرحة فرحتين، يقول صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله عزَّ وجلَّ يُرسِل الملائكة الكِرام يدعون المؤمنين لهذا الفضل الذي نشهده الآن مع الله عزَّ وجلَّ، ويأمرهم أن يقفوا على أبواب الطُّرُق، وعلى أفواه السِّكَك، وينادوا قائلين: "يا أمة محمد، اخرجوا إلى رب العالمين عزَّ وجلَّ، فإذا حضروا كما حضرتم، وصلوا كما صليتم، وجلسوا واستمعوا كما تستمعون، يقول الله عزَّ وجلَّ لنا ولهم في نهاية هذا المَنْسك الكريم: يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، سَلُوني، فَوَعِزَّتي وَجَلالِي لا تَسْأَلُونِي الْيَوْمَ شَيْئًا فِي جَمْعِكُمْ لآخِرَتِكُمْ إِلَّا أَعْطَيْتُكُمْ، وَلا لِدُنْيَاكُمْ إِلَّا نَظَرْتُ لَكُمْ، وَعِزَّتي لأَسْتُرَنَّ عَلَيْكُمْ عَثَرَاتِكُمْ مَا رَاقَبْتُمُونِي، وَعِزَّتي لا أُخْزِيكُمْ وَلا أَفْضَحُكُمْ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِ الْحُدُودِ، انْصَرِفُوا مَغْفُورًا لَكُمْ، قَدْ أَرْضَيْتُمُوني وَرَضَيْتُ عَنْكُمْ"؛ رواه ابن حِبَّان والبيهقي.


بل إن السماء والأرض تكاد تنطق فتُبشِّر الصائمين بالجنة؛ يقول سيِّد الأوَّلين والآخرين: "لَوْ أَنَّ اللَّهَ أَذِنَ لِلسَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْ يَتَكَلَّمَا، لَبَشَّرَتَا مَنْ صَامَ رَمَضَانَ بِالْجَنَّةِ"؛ الديلمي عن أنس.


وهنا يُباهي بهم الملائكة، قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله يُباهي بعباده ويقول لملائكته: يا ملائكتي، انظروا إلى عبادي الصائمين، إني فتحت لهم أبواب الجنة، وأغلقت أمامهم أبواب الجحيم، وأشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم".


المداومة على العبادة: إن المؤمن يواصل العبادة، لا يكلُّ ولايملُّ، يعلم أنَّ ربَّ رمضان هو ربُّ شوَّال، وربُّ الأنام هو ربُّ الأعوام، وربُّ الشهور وربُّ الدهور.

المؤمن يحيا على الدوام، طائعًا لله، عابدًا لمولاه، عبادةً تستمرُّ مع العبد منذ المَهْد إلي اللَّحْد.

إنَّه لا ينفكُّ عن الاتِّصال بالله تعالى، إلَّا إذا ابتَعَد عن الطريق القويم، وضَلَّ عن الصِّراط المستقيم!


روت عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "أحَبُّ الأعمال إلى الله تعالى أدومُها وإن قلَّ"؛ أخرجه الشيخان، وقالت: "كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا عَمِل عملًا أثبته، وكان إذا نام من الليل أو مرض، صلَّى من النهار اثنتي عشرة ركعة"؛ أخرجه مسلم.

بل إن الله يعلن الحرب على مَنْ عادى أولياء الله المداومينَ على الصلاة: كيف؟! يقول الله تعالى في الحديث القُدُسي: "مَن عادَى لي وليًّا، فقد آذنْتُه بحربٍ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وما زال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّه".



استمروا في الدعاء: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].


وإذا سألك أيُّها النبي عبادي عنِّي فقل لهم: إني قريب منهم، أجيب دعوة الداعي إذا دعاني، فليستجيبوا لي بالإيمان والطاعة والانقياد والإذعان، وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون؛ أي: يهتدون إلى ما فيه نفعُهم وصلاحُهم في دينهم ودُنْياهم.


إن الدعاء في رمضان له مزيَّة، وإن الدعاء مع الصيام له مزيَّة؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "للصائمِ عند فطره دعوة مستجابة".

لكن هل يليق بالعبد أنْ ينسى الله في الرخاء، ولا يعرفه إلا في الشدائد؟!

ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا عرَفتم اللهَ حَقَّ معرفته لزالَتْ بدعائكم الجبال"،ويقول: "تَعرَّف إلى الله في الرخاء يعرِفْكَ في الشِّدَّة "؛ أخرجه أحمد.

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "مَنْ سَرَّه أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب، فليُكثِر الدُّعاء في الرخاء"؛ أخرجه الترمذي.

والنبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: "خُذُوا من العمل ما تطيقون، فإنَّ اللهَ لا يَمل حتى تملُّوا"؛ مُتفق عليه.


ويَسأل العبدُ ربَّه الإعانة على الاستمرار في العمل الصالح، وكان من دعاء النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "اللهُمَّ أعِنِّي على ذِكرِك وشُكْرك وحُسْن عبادتك"، وأوصى معاذًا أنْ يدعو بذلك دُبَر كل صلاة، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "يا عبدالله، لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل"؛ متفق عليه.


لذة العبادة: ما أجمل العبادة! وما ألذَّ الطاعة! من جرب لذة الطاعة هل يعود إلى مَرارة العصيان؟ كيف؟! تنتهي آلام العبادة ويَبْقى عند الله أجْرُها، وتنتهي لذَّةُ المَعْصية ويبقى عند الله وِزْرُها، هل نعود إلى الضلال بعد الهُدَى؟ هل نعود إلى الظلام بعد النور؟ كلَّا! وإنما يجبُ على المسلم أن يستمسك بالعروة الوثقى، ولا يحيد عن الدين القويم والطريق المستقيم.


الحماقة المقيتة: ضرَبَ اللهُ مثلًا في القرآن لامرأة حَمْقَاء كانت في مكان بين مكة والطائف،كانت تغزلُ الصوفَ، وكان معها فِرَقُ عملٍ من النساء والفَتَيَات، كُنَّ يَغْزِلْنَ معَها، وكانتْ تصنعُ شيئًا من الصوف عجيبًا وجميلًا، كانت تغزلُ حتى إذا انتصفَ النهار فكَّتْ ما غَزَلته، ونقضتْ ما صنعتْه، أعادتْه كما كان، وكأنَّ شيئًا لم يكنْ ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ [النحل: 92].


الانتكاسة والعودة للخلف: فالذي كان يتلو القرآن ثم يهجرُه بعد رمضان، فقد نقض غزله، والذي وصل رَحِمَه ثم قَطَعَه بعد رمضان، فقد نقض غَزْله، هذه الوجوه التي سجدتْ لله في رمضان يجبُ ألَّا تتَّجه لغير الله بعد رمضان، هذه العيون التي بكتْ من خشية الله في رمضان يجبُ ألَّا تنظرَ إلى الحرام بعد رمضان، لا تتتبَّع النظرات الخائنة، وإنما تنظر إلى عجيبِ صُنْع الله، هذه البطون التي صامتْ عن الحلال في رمضان، يجبُ ألَّا تقترفَ الحرام بعد رمضان، هذه الأقدامُ التي سعتْ إلى بيوت الله في رمضان، يجبُ ألا تسعى في الفساد والإفساد في الأرض بعد انقضاء رمضان، هذه اليد التي كانتْ مَمرًّا لعطاء الله؛ تنفقُ وتُعْطي في رمضان، لا يجبُ أن تبطشَ وتسرقَ وتختلسَ بعد رمضان.

إن القلب المعمور بالإيمان في رمضان، ينساق إلى الحقِّ، وينطلق إلى الصواب، ولا يخرج منه إلا ما ينفعُ البلاد والعباد، لا يخرجُ منه إلا ما يُعبِّدُ الطريق إلى الله، ويستمر على ذلك ويُداوِم عليه.


باع قوم من السلف جارية، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهَّبون له، ويستعدُّون بالأطعمة وغيرها فسألتهم، فقالوا: نتهيَّأ لصيام رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان؟ لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان، رُدُّوني عليهم.


إنَّ حسنات الدنيا تحجز لك قربات الآخرة، وطيبات الدنيا تجلب لك طيبات الآخرة، قال ربُّنا جل وعلا: ﴿ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ﴾ [الأحقاف: 20].


صوم الدهر: عن أبي هريرة، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "مَنْ صام رمضان، ثم أتبعه سِتًّا من شوَّال، كان كمَنْ صامَ الدَّهْرَ كُلَّه".


وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها، من كرم الله وجوده، وإحسانه على أهل الإسلام؛ فصيام شهر رمضان بعشر أشهر، وصيام ستة أيام من شوَّال، بشهرين، كما جاء في بعض الروايات، عن سيد الأنام، عليه الصلاة السلام، وهذا بالموازنة، وإلا فشهر رمضان أعظم، وأكبر وأفضل من غيره، من الليالي والأيَّام.


ولا بأس بصيام الست متفرقة، أو متتابعة، أو من أول الشهر، أو من وسطه، أو من آخره، والمبادرة للعمل الصالح من صفات أهل الإسلام.


المؤمن يعمل لغده كما يعمل ليومه، يعمل لمعاده كما يعمل لمعاشه، يعمل لآخرته كما يعمل لدنياه، يقدم ليوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنونٌ إلا من أتى الله بقلب سليم ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر: 18 - 20].


الاستقامة بعد رمضان: الاستقامةُ علامةٌ على طريق السلامة، ونجاةٌ يوم القيامة، وفلاحٌ يوم الحسرة والندامة، ونجاحٌ كبيرٌ يوم الملامة!


أن يتمسَّك المسلم بمبادئه المتفقة مع الدين، ومعتقداته المنبثقة من الشريعة، وأهدافه الموالية لشرائع السماء، مهما كلف ذلك من عنت ومشقَّة، ومهما ضيَّع من فرص ومكاسب!

المؤمن مُطالَب بالاستقامة الدائمة؛ ولذلك يسألها ربَّه في صلاته على مدار اليوم والليلة: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6].

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اتَّقِ الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها"، لما جاء سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم يقول له: قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "قل: آمنت بالله، ثم استقم".


احفَظُوا اللهَ في فرائضه وحدوده وعهوده، يحفظكم في دينكم وأموالكم وأنفسكم، كونوا مع الله يكن الله معكم، في حلِّكم وتَرحالكم، في حركاتكم وسكناتكم، في يُسرِكم وعُسرِكم، في قوَّتكم وضعفكم، في غِناكم وفقركم، جاهِدُوا أنفسَكم، وجاهِدُوا الخلوف المتردِّدة الملتوية المتردِّدة بالنَّصيحة، وبالحكمة والموعظة الحسنة، ففي ذلك دليلُ الإيمان.


يقول ذو النون: إنما تُنال الجنَّة بأربع: استِقامة ليس فيها زوغان، وجِهاد لا سهوَ معه، ومُراقَبة لله في السرِّ والعَلَن، ومُحاسَبة للنفس قبل أنْ تُحاسَب، والاستِعداد للموت بالتأهُّب له.

غَدًا تُوَفَّى النُّفُوسُ مَا كَسَبَتْ
وَيَحْصُدُ الزَّارِعُونَ مَا زَرَعُوا
إِنْ أَحْسَنُوا أَحْسَنُوا لِأَنْفُسِهِمْ
وَإِنْ أَسَاؤُوا فَبِئْسَ مَا صَنَعُوا



الاستقامة بعد رمضان سبيل للنجاة، وجواز سفر للمرور، وسبب لنزول الملائكة عند الوفاة؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30 - 32].


والاستقامة طريق لتدفُّق الرزق، وسبيل لكثرة النماء ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا ﴾ [الجن: 16، 17].


الناس لو استقاموا على أمر ربِّهم، انهمرت السماء بمائها، ودفعت الأرض بثمارها؛ لذلك كلما قلَّ ماء الحياء قلَّ ماء السماء, وكلما رَخُصَ لحم النساء غلا لحم الضأن، علاقات ثابتة، وكلما هانَ الله على الناس هانوا عليه، ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ [الحج: 18].

بعض العلماء يقول: استقاموا؛ أي: استقاموا على محبَّته وعبوديته.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ, وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ, وَلا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ "، الاستقامة: أن تمنع أذاك عن الآخرين، وأن تعطي لكل ذي حقٍّ حقَّه، أن تؤدي الحقوق تمامًا، لا أن تُفرِّط ولا أن تُفرط.


اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل، ونجِّنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.10 كيلو بايت... تم توفير 1.99 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]