خطبة عيد الفطر لعام 1443هـ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-05-2022, 05:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الفطر لعام 1443هـ

خطبة عيد الفطر لعام 1443هـ
يحيى بن إبراهيم الشيخي

الخطبة الأولى
الله أكبر كبيرًا، والحمد لله بكرة وأصيلًا.
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون.

الحمد لله الذي سخر الليل والنهار، والشمس والقمر، كل في فلك يسبحون.

الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس نزلًا يتنافس فيه المتنافسون.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تنفع العبد يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أول من تفتح له أبواب الجنان، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

أيها المسلمون:
اليوم نعيش فرحتين يا عباد الله؛ الفرحة الأولى هي فرحتنا بعيد الفطر، والفرحة الثانية فرحتنا بأن هذا العيد هو أول عيد يجتمع فيه المسلمون بعد جائحة كورونا، فاجتمعنا بعد التفرق، وتقاربنا بعد التباعد، وعادت الحياة كما كانت، فالحمد لله على نعمته.

إذًا اليوم يوم فرح، بالأمس كان آخر يوم من شهر رمضان الذي طالما انتظرناه، ودعونا الله أن يبلغنا إياه، والحمد لله حقق الله أمانينا، وبالأمس كان الوداع.

فنقول: وداعًا يا شهر الجود والكرم، وداعًا يا شهر الصيام والقيام والقرآن، وداعًا يا شهر البر والإحسان، إنه فرصة العمر التي كانت بين أيدينا، هو فرصة الفلاح والنجاح لمن استثمره، وخيبة وخسارة لمن ضيعه، فليت شعري من المقبول منا فنهنيه، ومن المطرود المحروم منا فنعزيه؟

واليوم نفرح بهذا اليوم، إنه يوم عيد الفطر، هو عيدنا، نفرح لأن الله أعاننا على صيام رمضان بعد بلوغه، وأتم علينا هذه النعمة العظيمة بعد أن عشنا شهرًا كاملًا في أجواء إيمانية، النفوس مطمئنة، والصدور منشرحة، كل الناس مقبلة على الخير يا لها من ليالٍ وأيامٍ! ما أروعها! يوم ترى المساجد مليئة بالمصلين العابدين الذاكرين، فبعد هذا التمام حق لنا أن نفرح؛ لأن هذا اليوم هو يوم الجوائز والمنح من الله.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
هذا اليوم هو يوم فرح، إنه يوم الجوائز لمن أطاع الله في رمضان، فمن اجتهد في رمضان بالصيام والقيام، وحفظ الجوارح عما حرم الله، نال الفوز والنجاح، ومن ضيع رمضان بالنوم عن الصلوات والكسل والتساهل، ومشاهدة المحرمات، فقد خاب وخسر.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
هنيئًا للصائمين يوم القيامة بالأجر العظيم يكفي أن أجرهم على الله: ((كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به؛ يدع شهوته وطعامه من أجلي ...)).

روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله: للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه))؛ قال ابن رجب: "وأما فرحه عند لقاء ربه، ففيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخرًا".

كيف لا نفرح والرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه)).

وقال: ((من قامه رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه)).

أيها المسلمون:
كنا قبل رمضان نتمنى أن يبلغنا الله رمضان، ومن فضل الله أن حقق لنا أمنيتنا، فالحمد لله على نعمته، ولكن السؤال المهم هو: ماذا بعد رمضان؟ هل انتهت العبادة التي كنا نتعبد بها في رمضان، أم نواصل عليها؟

أليس الذي كنا نتعبد له في رمضان هو الذي نتعبد له بعد رمضان؟
إذًا - يا عباد الله - الله الله في الاستمرارية على الطاعة والمداومة عليها، استمروا على القيام، ولو بالقليل، فأحب العمل إلى الله أدومه، وإن قل.

استمروا على الصيام، ومنها صيام ست من شوال؛ فقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر))؛ [رواه مسلم].

عباد الله، من رمضان استفدنا دروسًا عظيمة؛ ومنها:
أولًا: الإنسان يستطيع أن يتغلب على شهواته، فبإمكانه أن يصوم عن الطعام والشراب والشهوات وعن المحرمات بكل سهولة.

ثانيًا: يستطيع الإنسان أن يحرص على وقته ويستغله في قراءة القرآن، وأن يختم ولو ختمة في كل شهر.

ثالثًا: يستطيع الإنسان أن يتحكم في تصرفاته وانفعالاته تعبدًا لله، فلا يجازي السيئة بالسيئة، وإنما يعفو ويصفح ويكظم غيظه من أجل الله.

أيها المسلمون:
افرحوا في يومكم هذا بعيدكم، ووسعوا على أهليكم وعيالكم، فلكل قوم عيد وهذا عيدنا، ولا بأس أن يظهر الإنسان الفرح، ولكن عليه أن يكون فرحه من غير إظهار شيء من المحرمات كالرقص على آلات اللهو واستماع الأغاني وغيرها.

ولا تنسوا إخوانكم الفقراء، أدخلوا عليهم البهجة والسرور، واسوهم، وتفقدوا أحوالهم، وأدخلوا السعادة في بيوتهم، وصلوا أرحامكم، والعيد فرصة لمن كان بينه وبين أرحامه قطع أن يتسامحوا ويتزاوروا حتى تعود المياه إلى مجاريها.

ولا تنسوا إخوانكم المرابطين على حدود بلادنا حفظها الله من كل سوء، فنحن بين أولادنا في فرح وسعادة وهم في جهاد وغربة عن أولادهم، فنسأل الله أن يحميهم وينصرهم، وأن يحمي بلادنا ومقدساتنا وولاة أمرنا من كل سوء.

نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الله أكبر سبعًا، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله بكرة وأصيلًا.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:

عباد الله: العيد فرصة للتسامح والتصافح ونبذ الشحناء من القلوب، فلتتصافح الأيادي، وتتطهر القلوب، وتسل منها السخيمة، وينزع منها الحسد والبغضاء والكراهية؛ قال صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: ((دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، وهي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنون حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم؟ أفشوا السلام بينكم))؛ [رواه الإمام أحـمد بسند صحيح].

عبدالله، يسن في هذا اليوم قبل الصلاة الاغتسال والتنظف ولبس أجمل الثياب والتطيب، وأن يخرج المسلم ماشيًا من طريق ويعود من طريق؛ لحديث علي قال: ((من السنة أن يخرج إلى العيد ماشيًا))؛ [أخرجه الترمذي].

ويسن قبل الخروج أن يأكل تمرات وترًا؛ لحديث أنس قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وترًا))؛ [أخرجه البخاري].

عباد الله، صلوا أرحامكم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره؛ فليصل رحمه))؛ [رواه البخاري ومسلم]، واحذروا قطيعة الرحم؛ قال تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ﴾ [محمد: 22]، فلا يحل لامرئ مسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ.

عباد الله، من كان عليه شيء من رمضان لم يصمها، فليبادر بقضائها قبل صيام الست من شوال، فالصحيح من أقوال أهل العلم ألا تُصام الست إلا بعد قضاء ما أفطر فيه العبد من رمضان، فالفرض أولى من النفل؛ والله يقول في الحديث القدسي: ((وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه))؛ [رواه البخاري]، وبادروا بعد القضاء بصيام الست من شوال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان، وأتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر))؛ [رواه مسلم]؛ أي: العام كله.

فاتقوا الله عباد الله، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ فقد قال جل من قائل عليم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
الدعاء والخاتمة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.75 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]